فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مّنَ الأرض} أي أراد فرعون أن يخرج بني إسرائيل وموسى ويزعجهم من الأرض، يعني: أرض مصر بإبعادهم عنها، وقيل: أراد أن يقتلهم، وعلى هذا يراد بالأرض مطلق الأرض، وقد تقدم قريبًا معنى الاستفزاز {فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا} فوقع عليه وعليهم الهلاك بالغرق، ولم يبق منهم أحدًا {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِى إسراءيل اسكنوا الأرض} أي: من بعد إغراقه ومن معه، والمراد بالأرض هنا: أرض مصر التي أراد أن يستفزّهم منها {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخرة} أي الدار الآخرة وهو القيامة، أو الكرّة الآخرة، أو الساعة الآخرة {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} قال الجوهري: اللفيف: ما اجتمع من الناس من قبائل شتى، يقال: جاء القوم بلفهم ولفيفهم أي: بأخلاطهم، فالمراد هنا جئنا بكم من قبوركم مختلطين من كل موضع، قد اختلط المؤمن بالكافر.
قال الأصمعي: اللفيف جمع وليس له واحد، وهو مثل الجمع.
{وبالحق أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نَزَلَ} الضمير يرجع إلى القرآن، ومعنى {بالحق أنزلناه}: أوحيناه متلبسًا بالحق، ومعنى {وبالحق نَزَلَ}: أنه نزل وفيه الحق، وقيل: الباقي، وبالحق الأول بمعنى: مع، أي: مع الحق أنزلناه كقولهم: ركب الأمير بسيفه أي: مع سيفه، و{بالحق نزل} أي: بمحمد كما تقول: نزلت يزيد.
وقال أبو علي الفارسي: الباء في الموضعين بمعنى: مع، وقيل: يجوز أن يكون المعنى: وبالحق قدرنا أن ينزل وكذلك نزل، أو: ما أنزلناه من السماء إلاّ محفوظًا، وما نزل على الرسول إلاّ محفوظًا من تخليط الشياطين، والتقديم في الموضعين للتخصص.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشّرًا وَنَذِيرًا} أي: مبشرًا لمن أطاع بالجنة ونذيرًا مخوّفًا لمن عصى بالنار.
{وَقُرْءانًا فَرَقْنَاهُ} انتصاب {قرآنًا} بفعل مضمر يفسره ما بعده، قرأ عليّ، وابن عباس، وابن مسعود، وأبيّ بن كعب، وقتادة، وأبو رجاء، والشعبي {فرقناه} بالتشديد، أي: أنزلناه شيئًا بعد شيء لا جملة واحدة.
وقرأ الجمهور: {فرقناه} بالتخفيف، أي: بيناه وأوضحناه، وفرقنا فيه بين الحق والباطل.
وقال الزجاج: فرقه في التنزيل ليفهمه الناس.
قال أبو عبيد: التخفيف أعجب إليّ، لأن تفسيره بيناه، وليس للتشديد معنى إلاّ أنه نزل متفرقًا.
ويؤيده ما رواه ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: فرقت مخففًا بين الكلام، وفرقت مشددًا بين الأجسام، ثم ذكر سبحانه العلة لقوله: فَرَقْنَاهُ، فقال: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى الناس على مُكْثٍ} أي: على تطاول في المدّة شيئًا بعد شيء على القراءة الأولى، أو أنزلناه آية آية، وسورة سورة.
ومعناه على القراءة الثانية {على مكث} أي: على ترسل وتمهل في التلاوة، فإن ذلك أقرب إلى الفهم وأسهل للحفظ.
وقد اتفق القراء على ضم الميم في: {مكث} إلاّ ابن محيصن فإنه قرأ بفتح الميم {ونزلناه تَنْزِيلًا} التأكيد بالمصدر للمبالغة، والمعنى: أنزلناه منجمًا مفرّقًا لما في ذلك من المصلحة، ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا ولم يطيقوا.
{قُلْ ءامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ} أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للكافرين المقترحين للآيات: آمنوا به أو لا تؤمنوا، فسواء إيمانكم به وامتناعكم عنه لا يزيده ذلك ولا ينقصه.
وفي هذا وعيد شديد لأمره بالإعراض عنهم واحتقارهم، ثم علّل ذلك بقوله: {إِنَّ الذين أُوتُواْ العلم مِن قَبْلِهِ} أي: أن العلماء الذين قرؤوا الكتب السابقة قبل إنزال القرآن وعرفوا حقيقة الوحي وأمارات النبوّة كزيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل، وعبد الله بن سلام {إِذَا يتلى عَلَيْهِمْ} أي: القرآن {يَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ سُجَّدًا} أي: يسقطون على وجوههم ساجدين لله سبحانه، وإنما قيد الخرور، وهو السقوط، بكونه للأذقان، أي: عليها، لأن الذقن، وهو مجتمع اللحيين أوّل ما يحاذي الأرض.
قال الزجاج: لأن الذقن مجتمع اللحيين، وكما يبتدىء الإنسان بالخرور للسجود، فأوّل ما يحاذي الأرض به من وجهه الذقن، وقيل: المراد تعفير اللحية في التراب، فإن ذلك غاية الخضوع، وإيثار اللام في الأذقان على على للدلالة على الاختصاص، فكأنهم خصوا أذقانهم بالخرور، أو خصوا الخرور بأذقانهم، وقيل: الضمير في قوله: {مِن قَبْلِهِ} راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والأولى ما ذكرناه من رجوعه إلى القرآن لدلالة السياق على ذلك، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحاصلها: أنه إن لم يؤمن به هؤلاء الجهال الذين لا علم عندهم ولا معرفة بكتب الله ولا بأنبيائه، فلا تبال بذلك، فقد آمن به أهل العلم وخشعوا له وخضعوا عند تلاوته عليهم خضوعًا ظهر أثره البالغ بكونهم يخرّون على أذقانهم سجدًا لله.
{وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبّنَا} أي: يقولون في سجودهم تنزيهًا لربنا عما يقوله الجاهلون من التكذيب، أو تنزيهًا له عن خلف وعده {إِن كَانَ وَعْدُ رَبّنَا لَمَفْعُولًا} {إن} هذه هي المخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة.
ثم ذكر أنهم خروا لأذقانهم باكين فقال: {وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ} وكرّر ذكر الخرور للأذقان، لاختلاف السيب، فإن الأول لتعظيم الله سبحانه وتنزيهه، والثاني: للبكاء بتأثير مواعظ القرآن في قلوبهم ومزيد خشوعهم، ولهذا قال: {وَيَزِيدُهُمْ} أي: سماع القرآن، أو القرآن بسماعهم له {خُشُوعًا} أي: لين قلب ورطوبة عين.
وقد أخرج عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {تِسْع ءايات} فذكر ما ذكرناه عن أكثر المفسرين.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عنه قال: يده، وعصاه ولسانه، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
وأخرج الطيالسي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن قانع، والحاكم وصححه، وأبو نعيم، والبيهقي، وابن مردويه عن صفوان بن عسال: أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه: انطلق بنا إلى هذا النبيّ نسأله، فأتياه فسألاه عن قول الله {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات بَيّنَاتٍ} فقال: «لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تزنوا، ولا تسرفوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلاّ بالحق، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببرىء إلى سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة أو قال: لا تفروا من الزحف شكّ شعبة وعليكم يا يهود خاصة أن لا تعتدوا في السبت» فقبلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنك نبيّ الله، قال: «فما يمنعكما أن تسلما؟» قالا: إن داود دعا الله أن يزال في ذريته نبيّ، وإنا نخاف إن أسلمنا أن يقتلنا اليهود.
وأخرج ابن أبي الدينا في ذمّ الغضب عن أنس بن مالك أنه سئل عن قوله: {وَإِنّى لأظُنُّكَ يافرعون مَثْبُورًا} قال: مخالفًا، وقال: الأنبياء أكرم من أن تلعن أو تسبّ.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس {مثبورًا} قال: ملعونًا.
وأخرج الشيرازي في الألقاب، وابن مردويه عنه قال: قليل العقل.
وأخرج ابن جرير عنه أيضًا {لفيفًا} قال: جميعًا.
وأخرج النسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي عن ابن عباس أنه قرأ: {وقرآنًا فرقناه} مثقلًا قال: نزل القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة، فكان المشركون إذا أحدثوا شيئًا أحدث لهم جوابًا، ففرقه الله في عشرين سنة.
وقد روي نحو هذا عنه من طرق.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عنه أيضًا {فَرَقْنَاهُ} قال: فصلناه على مكث بأمد {يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ} يقول: للوجوه. وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد: {إِذَا يتلى عَلَيْهِمْ} قال: كتابهم. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106)}.
أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه قرأ {وقرآنًا فرقناه} مثقلة. قال: نزل القرآن إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة، فكان المشركون إذا أحدثوا شيئًا، أحدث الله لهم جوابًا. ففرقه الله في عشرين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف من طريق الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل القرآن جملة واحد من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة. فقال المشركون: لولا نزل عليه القرآن جملة واحد. فقال الله {كذلك لنثبت به فؤادك} [الفرقان: 32] أي أنزلناه عليك متفرقًا ليكون عندك جواب ما يسألونك عنه، ولو أنزلناه عليك جملة واحدة ثم سألوك لم يكن عندك جواب ما يسألونك عنه.
وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا، ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من طريق أبي العالية، عن ابن عباس أنه قرأها مثقلة، يقول: أنزل آية آية.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن عمر رضي الله عنه قال: تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات، فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسًا خمسًا.
وأخرج ابن عساكر من طريق أبي نضرة قال: كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي، ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قرأ {وقرآنًا فرقناه} مخففًا، يعني بيّناه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {وقرآنًا فرقناه} قال: فصلناه {على مكث} بأمد {يخرون للأذقان} يقول: للوجوه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد: {على مكث} في ترسل.
وأخرج ابن الضريس عن قتادة في قوله: {وقرآنًا فرقناه} الآية. قال: لم ينزل في ليلة ولا ليلتين ولا شهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين، وكان بين أوله وآخره عشرون سنة، أو ما شاء الله من ذلك.
وأخرج ابن الضريس من طريق قتادة، عن الحسن رضي الله عنه قال: كان يقال: أنزل القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين بمكة وعشرًا بعد ما هاجر.
وكان قتادة يقول: عشر بمكة وعشر بالمدينة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {إن الذين أوتوا العلم من قبله} هم ناس من أهل الكتاب حين سمعوا ما أنزل الله على محمد.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {من قبله} من قبل النبي صلى الله عليه وسلم {إذا يتلى} ما أنزل عليهم من عند الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد: {إذا يتلى عليهم} قال: كتابهم.
وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عبد الأعلى التيمي قال: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق، أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه؛ لأن الله نعت أهل العلم فقال: {ويخرون للأذقان يبكون}.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجراح، عن أبي حازم: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه جبريل وعنده رجل يبكي، فقال: من هذا؟ قال: فلان. قال جبريل: إنا نزن أعمال بني آدم كلها إلا البكاء، فإن الله يطفئ بالدمعة نهورًا من نيران جهنم».
وأخرج الحكيم الترمذي، عن النضر بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن عبدًا بكى في أمة من الأمم، لأنجى الله تلك الأمة من النار ببكاء ذلك العبد؛ وما من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة، فإنها تطفئ بحورًا من النار. وما اغرورقت عين بمائها من خشية الله، إلا حرم الله جسدها على النار، وإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن الجعد أبي عثمان قال: بلغنا أن داود إلهي.. ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك؟.. قال: جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع عليه السلام قال: «الأكبر». اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله تعالى: {وبالحق أَنْزَلْنَاهُ}:
في الجارِّ ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أنه متعلق بأَنْزَلْناه، والباء سببية، أي: أنزلناه بسبب الحق. والثاني: أنه حالٌ من مفعول {أنزلناه}، أي: ومعه الحق. والثالث: أنه حالٌ من فاعِله، أي: ملتبسين بالحقِّ. وعلى هذين الوجهين يتعلَّقُ بمحذوفٍ.
والضمير في {أَنْزَلْناه} الظاهرُ عَوْدُه للقرآن: إمَّا الملفوظِ به في قولِه قبل ذلك {على أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هذا القرآن} [الإسراء: 88]، ويكون ذلك جَرْيًا على قاعدةِ أساليب كلامِهِم، وهو أَنْ يستطردَ المتكلمُ في ذِكْر شيءٍ لم يَسْبِقْ له كلامُه أولًا، ثم يعودُ إلى كلامِه الأولِ، وإمَّا للقرآنِ غيرِ الملفوظ أولًا؛ لدلالة الحالِ عليه كقولِه تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القدر} [القدر: 1] وقيل: يعودُ على موسى كقوله: {وَأَنزْلْنَا الحديد} [الحديد: 25]. وقيل: على الوعد. وقيل: على الآيات التسعِ، وذكَّر الضميرَ وأفرده حملًا على معنى الدليل والبرهان.