فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



على أن أولئك الذين يقترحون على الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المقترحات المتعنتة، من بيوت الزخرف، وجنات النخيل والأعناب، والينابيع المتفجرة.. بخلاء أشحاء حتى لو أن رحمة الله قد وكلت إليهم خزائنها لأمسكوا وبخلوا خوفًا من نفادها، ورحمة الله لا تنفد ولا تغيض:
{قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا}.
وهي صورة بالغة للشح، فإن رحمة الله وسعت كل شيء، ولا يخشى نفادها ولا نقصها. ولكن نفوسهم لشحيحة تمنع هذه الرحمة وتبخل بها لو أنهم كانوا هم خزنتها!
وعلى أية حال فإن كثرة الخوارق لا تنشئ الإيمان في القلوب الجاحدة. وها هو ذا موسى قد أوتي تسع آيات بينات ثم كذب بها فرعون وملؤه، فحل بهم الهلاك جميعًا.
{ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}.
وهذا المثل من قصة موسى وبني إسرائيل يذكر لتناسقه مع سياق السورة وذكر المسجد الأقصى في أولها وطرف من قصة بني إسرائيل وموسى. وكذلك يعقب عليه بذكر الآخرة والمجيء بفرعون وقومه لمناسبة مشهد القيامة القريب في سياق السورة ومصير المكذبين بالبعث الذي صوره هذا المشهد.
والآيات التسع المشار إليها هنا هي اليد البيضاء والعصا وما أخذ الله به فرعون وقومه من السنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم.. {فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم} فهم شهداء على ما كان بين موسى وفرعون:
{فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا} فكلمة الحق وتوحيد الله والدعوة إلى ترك الظلم والطغيان والإيذاء لا تصدر في عرف الطاغية إلا من مسحور لا يدري ما يقول! فما يستطيع الطغاة من أمثال فرعون أن يتصوروا هذه المعاني؛ ولا أن يرفع أحد رأسه ليتحدث عنها وهو يملك قواه العقلية! فأما موسى فهو قوي بالحق الذي أرسل به مشرقًا منيرًا؛ مطمئن إلى نصرة الله له وأخذه للطغاة: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} هالكًا مدمرًا، جزاء تكذيبك بآيات الله وأنت تعلم أن لا أحد غيره يملك هذه الخوارق. وإنها لواضحة مكشوفة منيرة للبصائر، حتى لكأنها البصائر تكشف الحقائق وتجلوها.
عندئذ يلجأ الطاغية إلى قوته المادية، ويعزم أن يزيلهم من الأرض ويبيدهم، {فأراد أن يستفزهم من الأرض} فكذلك يفكر الطغاة في الرد على كلمة الحق.
وعندئذ تحق على الطاغية كلمة الله، وتجري سنته بإهلاك الظالمين وتوريث المستضعفين الصابرين: {فأغرقناه ومن معه جميعًا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا} وهكذا كانت عاقبة التكذيب بالآيات. وهكذا أورث الله الأرض للذين كانوا يستضعفون، موكولين فيها إلى أعمالهم وسلوكهم وقد عرفنا كيف كان مصيرهم في أول السورة أما هنا فهو يكلهم هم وأعداءهم إلى جزاء الآخرة، {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}.
ذلك مثل من الخوارق، وكيف استقبلها المكذبون، وكيف جرت سنة الله مع المكذبين. فأما هذا القرآن فقد جاء بالحق ليكون آية دائمة، ونزل مفرقًا ليقرأ على مهل في الزمن الطويل: {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرًا ونذيرا وقرآنًا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} لقد جاء هذا القرآن ليربي أمة، ويقيم لها نظامًا، فتحمله هذه الأمة إلى مشارق الأرض ومغاربها، وتعلم به البشرية هذا النظام وفق المنهج الكامل المتكامل.
ومن ثم فقد جاء هذا القرآن مفرقًا وفق الحاجات الواقعية لتلك الأمة، ووفق الملابسات التي صاحبت فترة التربية الأولى. والتربية تتم في الزمن الطويل، وبالتجربة العملية في الزمن الطويل. جاء ليكون منهجًا عمليًا يتحقق جزءًا جزءًا في مرحلة الإعداد، لا فقهًا نظريًا ولا فكرة تجريدية تعرض للقراءة والاستمتاع الذهني!
وتلك حكمة نزوله متفرقًا، لا كتابًا كاملًا منذ اللحظة الأولى.
ولقد تلقاه الجيل الأول من المسلمين على هذا المعنى. تلقوه توجيهًا يطبق في واقع الحياة كلما جاءهم منه أمر أو نهي، وكلما تلقوا منه أدبًا أو فريضة. ولم يأخذوه متعة عقلية أو نفسية كما كانوا يأخذون الشعر والأدب؛ ولا تسلية وتلهية كما كانوا يأخذون القصص والأساطير فتكيفوا به في حياتهم اليومية. تكيفوا به في مشاعرهم وضمائرهم، وفي سلوكهم ونشاطهم. وفي بيوتهم ومعاشهم. فكان منهج حياتهم الذي طرحوا كل ما عداه مما ورثوه، ومما عرفوه، ومما مارسوه قبل أن يأتيهم هذا القرآن.
قال ابن مسعود رضي الله عنه كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
ولقد انزل الله هذا القرآن قائمًا على الحق: {وبالحق أنزلناه} فنزل ليقر الحق في الأرض ويثبته: {وبالحق نزل}.. فالحق مادته والحق غايته. ومن الحق قوامه، وبالحق اهتمامه.. الحق الأصيل الثابت في ناموس الوجود، والذي خلق الله السماوات والأرض قائمين به، متلبسًا بهما، والقرآن مرتبط بناموس الوجود كله، يشير إليه ويدل عليه وهو طرف منه. فالحق سداه ولحمته، والحق مادته وغايته. والرسول مبشر ومنذر بهذا الحق الذي جاء به.
وهنا يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ان يجبه القوم بهذا الحق، ويدع لهم أن يختاروا طريقهم. إن شاءوا آمنوا بالقرآن وإن شاءوا لم يؤمنوا. وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم. ويضع أمام أنظارهم نموذجًا من تلقي الذين أوتوا العلم من قبله من اليهود والنصارى المؤمنين لهذا القرآن، لعل لهم فيه قدوة وأسوة وهم الأميون الذين لم يؤتوا علمًا ولا كتابًا: {قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدًا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا} وهو مشهد موح يلمس الوجدان. مشهد الذين أوتوا العلم من قبله، وهم يسمعون القرآن، فيخشعون، و{يخرون للأذقان سجدًا} إنهم لا يتمالكون أنفسهم، فهم لا يسجدون ولكن {يخرون للأذقان سجدًا} ثم تنطق ألسنتهم بما خالج مشاعرهم من إحساس بعظمة الله وصدق وعده: {سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا}. ويغلبهم التأثر فلا تكفي الألفاظ في تصوير ما يجيش في صدورهم منه، فإذا الدموع تنطلق معبرة عن ذلك التأثر الغامر الذي لا تصوره الألفاظ: {ويخرون للأذقان يبكون}... {ويزيدهم خشوعًا} فوق ما استقبلوه به من خشوع.
إنه مشهد مصور لحالة شعورية غامرة، يرسم تأثير هذا القرآن في القلوب المتفتحة لاستقبال فيضه؛ العارفة بطبيعته وقيمته بسبب ما أوتيت من العلم قبله. والعلم المقصود هو ما أنزله الله من الكتاب قبل القرآن، فالعلم الحق هو ما جاء من عند الله.
هذا المشهد الموحي للذين أوتوا العلم من قبل يعرضه السياق بعد تخيير القوم في أن يؤمنوا بهذا القرآن أولا يؤمنوا، ثم يعقب عليه بتركهم يدعون الله بما شاءوا من الأسماء وقد كانوا بسبب أوهامهم الجاهلية ينكرون تسمية الله بالرحمن، ويستبعدون هذا الإسم من أسماء الله فكلها اسماؤه فما شاءوا منها فليدعوه بها: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن. أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}.
وإن هي إلا سخافات الجاهلية وأوهام الوثنية التي لا تثبت للمناقشة والتعليل.
كذلك يؤمر الرسول صلى الله عليه وسلم ان يتوسط في صلاته بين الجهر والخفوت لما كانوا يقابلون به صلاته من استهزاء وإيذاء، أو من نفور وابتعاد ولعل الأمر كذلك لأن التوسط بين الجهر والخفاء أليق بالوقوف في حضرة الله: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} وتختم السورة كما بدأت بحمد الله وتقرير وحدانيتة بلا ولد ولا شريك، وتنزيهه عن الحاجة إلى الولي والنصير. وهو العلي الكبير. فيلخص هذا الختام محور السورة الذي دارت عليه، والذي بدأت ثم ختمت به: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرًا}. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعاء فجعل يقول: يا الله.. يا رحمن.. فسمعه أهل مكة فأقبلوا عليه، فأنزل الله {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن...} الآية».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم، فدعا ربه فقال في دعائه: «يا الله يا رحمن» فقال المشركون: انظروا إلى هذا الصابئ، ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو إلهين. فأنزل الله {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن إبراهيم النخعي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في حرث في يده جريدة، فسأله اليهود عن الرحمن- وكان لهم كاهن باليمامة يسمونه الرحمن- فأنزلت {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن...} الآية.
وأخرج ابن جرير عن مكحول: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتهجد بمكة ذات ليلة يقول في سجوده: «يا رحمن يا رحيم» فسمعه رجل من المشركين، فلما أصبح قال لأصحابه: انظروا ما قال ابن أبي كبشة، يزعم الليلة الرحمن الذي باليمن- وكان باليمن رجل يقال له رحمن- فنزلت {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن..} الآية.
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق نهشل بن سعيد، عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيًا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى....} إلى آخر الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو أمان من السرق».
وإن رجلًا من المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاها، حيث أخذ مضجعه فدخل عليه سارق، فجمع ما في البيت وحمله- والرجل ليس بنائم- حتى انتهى إلى الباب فوجد الباب مردودًا، فوضع الكارة ففعل ذلك ثلاث مرات، فضحك صاحب الدار ثم قال: إني أحصنت بيتي.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد: {أيًا ما تدعوا} قال: باسم من أسمائه، والله أعلم.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تجهر بصلاتك...} الآية. قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متوار، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك {واتبغ بين ذلك سبيلًا} يقول: بين الجهر والمخافتة.
وأخرج ابن إسحق وابن جرير والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي، تفرقوا عنه وأبوا أن يستمعوا منه، فكان الرجل إذا أراد أن يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يتلو وهو يصلي، استرق السمع دونهم فرقًا منهم، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع، ذهب خشية أذاهم فلم يستمع. فإن خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيئًا. فأنزل الله {ولا تجهر بصلاتك} فيتفرقوا عنك {ولا تخافت بها} فلا تسمع من أراد أن يسمعها ممن يسترق ذلك، لعله يرعوي إلى بعض ما يستمع فينتفع به {وابتغ بين ذلك سبيلًا}.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة بمكة فيؤذي، فأنزل الله {ولا تجهر بصلاتك}.
وأخرج ابن أبي شيبة في الصنف، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت جهر بقراءته، فكان المشركون يؤذونه، فنزلت {ولا تجهر بصلاتك...} الآية.
وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى يجهر بصلاته، فآذى ذلك المشركين فأخفى صلاته هو وأصحابه. فلذك قال الله: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} وقال: في الأعراف {واذكر ربك في نفسك} [الأعراف: 205] الآية.
وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال: كان الرجل إذا دعا في الصلاة رفع صوته.
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان مسيلمة الكذاب قد تسمّى الرحمن، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى فجهر ببسم الله الرحمن الرحمن، قال المشركون: يذكر إله اليمامة. فأنزل الله {ولا تجهر بصلاتك}.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، عن سعيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع صوته ببسم الله الرحمن الرحيم. وكان مسيلمة قد تسمّى الرحمن، فكان المشركون إذا سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: قد ذكر مسيلمة إله اليمامة، ثم عارضوه بالمكاء والتصدية والصفير. فأنزل الله {ولا تجهر بصلاتك...} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن شق ذلك على المشركين، فيؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بالشتم- وذلك بمكة- فأنزل الله: يا محمد {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} لا تخفض صوتك حتى لا تسمع اذنيك {وابتغ بين ذلك سبيلًا} يقول: اطلب الاعلان والجهر، وبين التخافت والجهر طريقًا... لا جهرًا شديدًا ولا خفضًا حتى لا تسمع أذنيك. فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ترك هذا كله.