فصل: (سورة الكهف: الآيات 64- 65).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الكهف: الآيات 64- 65].

{قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصًا (64) فَوَجَدا عَبْدًا مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}.

.الإعراب:

{قال} فعل ماض، والفاعل هو أي موسى {ذلك} اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و اللام للبعد و الكاف للخطاب {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر {كنّا} فعل ماض ناقص واسمه {نبغي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة من الرسم تخفيفا، والفاعل نحن الفاء عاطفة ارتدّا مثل بلغا، {على آثارهما} جارّ ومجرور متعلّق ب {ارتدّا}، و هما ضمير مضاف إليه {قصصا} مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {ذلك ما كنّا} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {كنّا نبغي} لا محلّ لها صلة الموصول {ما} وجملة: {نبغي} في محلّ نصب خبر كنّا. وجملة: {ارتدّا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
65- الفاء عاطفة وجدا مثل بلغا، {عبدا} مفعول به منصوب {من عبادنا} جارّ ومجرور متعلّق بنعت {عبدا}، و نا مضاف إليه {آتيناه} فعل ماض مبنيّ على السكون.. و نا فاعل، و الهاء ضمير مفعول به {رحمة} مفعول به منصوب {من عندنا} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لرحمة، و نا مثل الأول الواو عاطفة {علّمناه}، مثل آتيناه {من لدنّا} جارّ ومجرور، والاسم في محلّ جرّ متعلّق ب {علّمناه}. و نا مثل الأول {علما} مفعول به ثان منصوب.
وجملة: {وجدا} لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتدّا وجملة: {آتيناه} في محلّ نصب نعت ل {عبدا} وجملة: {علّمناه} في محلّ نصب معطوفة على جملة آتيناه..

.الصرف:

{قصصا} مصدر سماعي للثلاثي قصّ الأثر بمعنى تتّبعه شيئا فشيئا وزنه فعل بفتحتين.

.الفوائد:

1- لدن:
أ- هي بجميع لغاتها وأقسامها لأول غاية زمان أو مكان وهي مثل: عند بمعناها وإضافتها، وتجرّ ما بعدها بالإضافة لفظا إن كان معربا، ومحلّا أن كان مبنيّا أو جملة. فالأول نحو {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} والثاني نحو {وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} والثالث الجملة، نحو لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب.
فـ: لدن ملازمة للإضافة، فإذا كانت إضافتها إلى جملة تمحّضت للزمان، لأن ظروف المكان لا يضاف منها إلى الجملة إلا حيث.
وإذا اتصلت بلدن ياء المتكلم اتصلت بها نون الوقاية، فيقال: لدنيّ بتشديد النون.
بـ:- لدن تفارق عند بستة أمور:
1- مختصة بمبدإ الغايات.
2- قلما يفارقها لفظ من الواقع قبلها.
3- أنها مبنية إلا في لغة قيس.
4- جواز إضافتها إلى الجمل.
5- جواز إفرادها قبل غدوة، وتنصب غدوة بها، على خلاف في تسمية المنصوب، نحو قوله: لدن غدوة حتى دنت لغروب.
6- لا تقع إلا فضلة، فتقول: السفر من عند دمشق، وليس من لدن دمشق.
ج- لدن تفارق لدى بخمسة أمور:
1- لدن تحل محل ابتداء غاية، نحو جئت من لدنه. وهذا لا يصح في لدى.
2- لدن لا يصح وقوعها عمدة في الكلام.
3- لدن كثيرا ما تجرّ بمن كما مر، بخلاف لدى.
4- لدن تضاف إلى الجملة، وهو ممتنع في لدى.
5- إذا وقعت لدن قبل غدوة، جاز جرّ غدوة بالإضافة، ونصبها على التمييز، ورفعها على تقدير لدن كانت غدوة.
أما لدى ليس فيها إلا الإضافة فقط.
6- تخفيف لدن إلى لد:
قد تخفف لدن إلى لد لكثرة الاستعمال نحو قول الشاعر:
من لد شولا فإلى اتلائها

وهذا البحث فيه طرائف تجدها في المطولات.

.[سورة الكهف: آية 66].

{قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}.

.الإعراب:

{قال} {موسى} مرّ إعرابها، اللام حرف جرّ و الهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {قال}، {هل} حرف استفهام {أتّبعك} مضارع مرفوع، و الكاف ضمير مفعول به، والفاعل أنا {على} حرف جرّ {أن} حرف مصدريّ {تعلّمن} مضارع منصوب، و النون للوقاية، و الياء المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به من حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {تعلّمن}، {علّمت} فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و التاء ضمير نائب الفاعل {رشدا} مفعول به ثان منصوب عامله تعلّمن. والمصدر المؤوّل في {أن تعلّمن} محلّ جرّ متعلّق بحال من الكاف أي مثابرا على تعلّمن.
جملة: {قال له موسى} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {هل أتّبعك} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {تعلّمن} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} وجملة: {علّمت} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.

.[سورة الكهف: الآيات 67- 68].

{قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}.

.الإعراب:

{قال} فعل ماض، والفاعل هو أي الرجل العالم {إنّك} حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و الكاف ضمير في محلّ نصب اسم إنّ {لن} حرف نفي ونصب {تستطيع} مضارع منصوب، والفاعل أنت {معي} ظرف منصوب متعلّق بحال من الفاعل أي ماشيا معي {صبرا} مفعول به منصوب.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: {إنّك لن تستطيع} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {تستطيع} في محلّ رفع خبر إنّ 68- الواو عاطفة {كيف} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال {تصبر} مضارع مرفوع، والفاعل أنت {على} حرف جرّ {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {تصبر}، {لم} حرف نفي وجزم {تحط} مضارع مجزوم، والفاعل أنت الباء حرف جرّ و الهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {تحط} {خبرا} مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو مرادف له. وجملة: {تصبر} في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّك لن تستطيع. وجملة: {تحط} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.

.الصرف:

{خبرا}، مصدر سماعيّ لفعل خبر يخبر الشي ء وبه علمه بحقيقته من بابي فتح وكرم، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي خبر بكسر الخاء وخبرة بضمّ الخاء وكسرها ومخبرة بفتح الميم وضمّ الباء وفتحها.

.[سورة الكهف: آية 69].

{قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}.

.الإعراب:

{قال} مثل السابق، السين حرف استقبال تجدني مضارع مرفوع.. و النون للوقاية، و الياء ضمير مفعول به، والفاعل أنت {إن} حرف شرط جازم {شاء} فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {صابرا} مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة {لا} نافية {أعصي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا اللام حرف جرّ و الكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {أعصي}، {أمرا} مفعول به جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: {ستجدني} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {شاء اللّه} لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دل عليه جملة تجدني.. وجملة: {أعصي} في محلّ نصب معطوف على المفعول الثاني صابرا أي: صابرا وغير عاص.

.[سورة الكهف: آية 70].

{قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}.

.الإعراب:

{قال} مثل السابق، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر إن مثل السابق، {اتّبعتني} فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، و التاء ضمير فاعل، و النون للوقاية، و الياء ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط لا ناهية جازمة {تسألني} مضارع مجزوم، و النون للوقاية، و الياء مفعول به، والفاعل أنت، {عن شي ء} جارّ ومجرور متعلّق ب {تسألني}، {حتّى} حرف غاية وجرّ {أحدث} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل أنا اللام حرف جرّ و الكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {أحدث}، {منه} مثل لك متعلّق بحال من {ذكرا} وهو مفعول به منصوب.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {إن اتّبعتني} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عزمت على الصبر.. وجملة: {لا تسألني} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: {أحدث} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر والمصدر المؤوّل أن أحدث في محلّ جرّ ب {حتّى} متعلّق ب {تسأل}.

.الفوائد:

الرسول يحدث عن الخضر:
عن أبي بن كعب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال أنا أعلم. فعتب اللّه عليه إذ لم يردّ العلم إليه، فأوحى اللّه إليه: أن لي عبدا بمجمع البحرين، هو أعلم منك، قال موسى: أي ربّ، كيف لي به. فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فحيث تفقد الحوت فهو ثمّ. فانطلق وانطلق معه فتاه، وهو يوشع بن نون، يمشيان حتى أتيا صخرة فرأى رجلا مسجّى، عليه ثوب، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: أنّى بأرضك السلام؟
قال أنا موسى قال: موسى بني إسرائيل. قال: نعم. قال: انك على علم من علم اللّه علّمكه اللّه لا أعلمه، وأنا على علم من علم اللّه علمنيه لا تعلمه.
قال البيضاوي:
ولا ينافي نبوته وكونه صاحب شريعة سيدنا موسى أن يتعلم من غيره ما لم يكن شرطا في أبواب الدين، فإن الرسول ينبغي أن يكون أعلم ممن أرسل إليهم فيما يبعث به من أصول الدين وفروعه لا مطلقا، وقد راعى موسى في ذلك غاية التواضع والأدب، فاستجهل نفسه، واستأذن أن يكون تابعا له، وسأله أن يرشده وينعم عليه بتعليم بعض ما أنعم اللّه به عليه..!

.[سورة الكهف: الآيات 71- 73].

{فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة انطلقا فعل ماض، و الألف ضمير فاعل {حتّى} للابتداء {إذا} ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق ب {خرقها}، {ركبا} مثل انطلقا {في السفينة} جارّ ومجرور متعلّق ب {ركبا}، {خرقها} فعل ماض، و ها ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الرجل العالم الخضر، {قال} مثل خرق الهمزة للاستفهام التعجّبي خرقتها فعل ماض وفاعله ومفعوله اللام لام التعليل تغرق مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت {أهلها} مفعول به منصوب.. و ها مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل أن تغرق.. في محلّ جرّ باللام متعلّق بخرقتها اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {جئت} مثل خرقت {شيئا} مفعول به منصوب {إمرا} نعت ل {شيئا} منصوب.
جملة: {انطلقا} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {ركبا} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {خرقها} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: {خرقتها} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {تغرق} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر وجملة: {جئت شيئا} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
72- {قال} مثل خرق الهمزة للاستفهام الإنكاريّ لم حرف نفي وجزم {أقل} مضارع مجزوم، والفاعل أنا {إنّك} حرف مشبّه بالفعل، والكاف ضمير اسم إنّ في محلّ نصب {لن تستطيع معي صبرا} مرّ إعرابها.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: {لم أقل} في محلّ نصب مقول القول لفعل قال وجملة: {إنّك لن تستطيع} في محلّ نصب مقول القول لفعل أقل وجملة: {تستطيع} في محلّ رفع خبر إنّ.
73- {قال} مثل خرق {لا} ناهية جازمة {تؤاخذني} مضارع مجزوم، و النون للوقاية و الياء ضمير مفعول به، والفاعل أنت الباء حرف جرّ ما حرف مصدريّ، {نسيت} فعل ماض.. و التاء فاعل.
والمصدر المؤوّل ما نسيت في محلّ جرّ بالباء متعلّق بتؤاخذ الواو عاطفة {لا ترهقني} مثل لا تؤاخذني {من أمري} جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الفاعل أي ضائقا من أمري {عسرا} مفعول به ثان منصوب بتضمين ترهق معنى تكلّف.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: {لا تؤاخذني} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {نسيت} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما وجملة: {لا ترهقني} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تؤاخذني.

.الصرف:

{السفينة}، اسم جامد لوسيلة النقل في البحر وزنه فعيلة، والجمع سفن زنة فعل بضمّتين وسفين وسفائن. {إمرا}، صفة مشبّهة من أمر الشي ء أي عظم ونكر، وزنه فعل بكسر فسكون.

.البلاغة:

التورية:
في قوله تعالى: {قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ}. أخرج الكلام في معرض النهي عن المؤاخذة بالنسيان، يوهمه أنه قد نسي ليبسط عذره في الإنكار، وهو من معاريض الكلام التي يتّقى بها الكذب، مع التوصل إلى الغرض، كقول إبراهيم: هذه أختي، واني سقيم.