فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ ابن أبي إسحاق وطلحة والأعمش وباقي السبعة بكسر الميم وفتح الفاء رفقًا لأن جميعًا في الأمر الذي يرتفق به وفي الجارحة حكاه الزجّاج وثعلب.
ونقل مكي عن الفراء أنه قال: لا أعرف في الأمر وفي اليد وفي كل شيء إلاّ كسر الميم، وأنكر الكسائي أن يكون المرفق من الجارحة إلاّ بفتح الميم وكسر الفاء، وخالفه أبو حاتم وقال: المرفق بفتح الميم الموضع كالمسجد.
وقال أبو زيد: هو مصدر كالرفق جاء على مفعل.
وقيل: هما لغتان فيما يرتفق به وإما من اليد فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير، وعن الفراء أهل الحجاز يقولون {مرفقًا} بفتح الميم وكسر الفاء فيما ارتفقت به ويكسرون مرفق الإنسان، والعرب قد يكسرون الميم منهما جميعًا انتهى وأجاز معاذ فتح الميم والفاء.
{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ}.
هنا جمل محذوفة دل عليها ما تقدم، والتقدير {فأووا إلى الكهف} فألقى الله عليهم النوم واستجاب دعاءهم وأرفقهم في الكهف بأشياء.
وقرأ الحرميان، وأبو عمر و{تزّاور} بإدغام تتزاور في الزاي.
وقرأ الكوفيون، والأعمش، وطلحة، وابن أبي ليلى، وابن مناذر، وخلف، وأبو عبيد، وابن سعدان، ومحمد بن عيسى الأصبهاني، وأحمد بن جبير الأنطاكي بتخفيف الزاي إذا حذفوا التاء.
وقرأ ابن أبي إسحاق، وابن عامر، وقتادة، وحميد، ويعقوب عن العمري: تزورّ على وزن تحمرّ.
وقرأ الجحدري، وأبو رجاء، وأيوب السختياني، وابن أبي عبلة، وجابر، وورد عن أيوب {تزوار} على وزن تحمارّ.
وقرأ ابن مسعود، وأبو المتوكل: تزوئرُّ بهمزة قبل الراء على قولهم ادهأمّ واشعألّ بالهمز فرارًا من التقاء الساكنين، والمعنى تزوغ وتميل.
و{ذات اليمين} جهة يمين الكهف، وحقيقته الجهة المسماة باليمين يعني يمين الداخل إلى الكهف أو يمين الفتية.
و{تقرضهم} لا تقر بهم من معنى القطيعة {وهم في فجوة} أي متسع من الكهف.
وقرأ الجمهور: {تقرضهم} بالتاء.
وقرأت فرقة بالياء أي يقرضهم الكهف.
قال ابن عباس: المعنى أنهم كانوا لا تصيبهم الشمس البتة.
وقالت فرقة: إنها كانت الشمس بالعشي تنالهم بما في مسها صلاح لأجسامهم، وهذه الصفة مع الشمس تقتضي أنه كان لهم حاجب من جهة الجنوب، وحاجب من جهة الدبور، وهم في زاوية.
وقال عبد الله بن مسلم: كان باب الكهف ينظر إلى بنات نعش وعلى هذا كان أعلى الكهف مستورًا من المطر.
قال ابن عطية: كان كهفهم مستقبل بنات نعش لا تدخله الشمس عند الطلوع ولا عند الغروب، اختار الله لهم مضجعًا متسعًا في مقناة لا تدخل عليهم الشمس فتؤذيهم وتدفع عنهم كربة الغار وغمومه.
وقال الزمخشري: المعنى أنهم في ظل نهارهم كله لا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا غروبها مع أنهم في مكان واسع منفتح معرّض لإصابة الشمس لولا أن الله يحجبها عنهم انتهى.
وهو بسط قول الزجّاج.
قال الزجاج: فعل الشمس آية {من آيات الله} دون أن يكون باب الكهف إلى جهة توجب ذلك.
وقال أبو عليّ: معنى {تقرضهم} تعطيهم من ضوئها شيئًا ثم تزول سريعًا كالقرض يسترد، والمعنى عنده أن الشمس تميل بالغدوة وتصيبه بالعشي إصابة خفيفة انتهى.
ولو كان من القرض الذي يعطي ثم يسترد لكان الفعل رباعيًا فكان يكون تقرضهم بالتاء مضمومة.
لكنه من القطع، وإنما التقدير تقرض لهم أي تقطع لهم من ضوئها شيئًا.
قيل: ولو كانت الشمس لا تصيب مكانهم أصلًا لكان يفسد هواؤه ويتعفن ما فيه فيهلكوا، والمعنى أنه تعالى دبر أمرهم فأسكنهم مسكنًا لا يكثر سقوط الشمس فيه فيحمى، ولا تغيب عنه غيبوبة دائمة فيعفن.
والإشارة بذلك إلى ما صنعه تعالى بهم من ازورار الشمس وقرضها طالعة وغاربة آية من آياته يعني أن ما كان في ذلك السمت تصيبه الشمس ولا تصيبهم اختصاصًا لهم بالكرامة، ومن قال إنه كان مستقبل بنات نعش بحيث كان له حاجب من الشمس كان الإشارة إلى أن حديثهم {من آيات الله} وهو هدايتهم إلى توحيده وإخراجهم من بين عبدة الأوثان وإيواؤهم إلى ذلك الكهف، وحمايتهم من عدوّهم وإلقاء الهيبة عليهم، وصرف الشمس عنهم يمينًا وشمالًا لئلا تفسد أجسامهم وإنامتهم هذه المدة الطويلة، وصونهم من البلي وثيابهم من التمزّق.
ويدل على أنه إشارة إلى الهداية قوله: {من يهد الله فهو المهتد} وهو لفظ عام يدخل فيه ما سبق نسبتهم وهم أهل الكهف، {ومن يضلل} عام أيضًا مثل دقيانوس الكافر وأصحابه. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَإِذِ اعتزلتموهم} أي فارقتموهم في الاعتقاد أو أردتم الاعتزالَ الجُسمانيَّ {وَمَا يَعْبُدُونَ إَلاَّ الله} عطفٌ على الضمير المنصوبِ وما موصولةٌ أو مصدريةٌ، أي إذِ اعتزلتموهم ومعبودِيهم إلا الله أو وعبادتَهم إلا عبادةَ الله وعلى التقديرين فالاستثناءُ متصلٌ على تقدير كونِهم مشركين كأهل مكةَ، ومنقطعٌ على تقدير تمحضهم في عبادة الأوثان، ويجوز كونُ ما نافيةً على أنه إخبارٌ من الله تعالى عن الفتية بالتوحيد معترضٌ بين إذْ وجوابِه {فَأْوُواْ} أي التجِئوا {إِلَى الكهف} قال الفراء: هو جوابُ إذ، كما تقول: إذْ فعلتَ فافعل كذا، وقيل: هو دليلٌ على جوابه أي إذ اعتزلتموهم اعتزالًا اعتقاديًا فاعتزلوهم اعتزالًا جُسمانيًا، أو إذا أردتم اعتزالَهم فافعلوا ذلك بالالتجاء إلى الكهف {يَنْشُرْ لَكُمْ} يبسُطْ لكم ويوسِّعْ عليكم {رَبُّكُمْ} مالكُ أمرِكم {مّن رَّحْمَتِهِ} في الدارين {وَيُهَيّئ لَكُمْ} يسهلْ لكم {مّنْ أَمْرِكُمْ} الذي أنتم بصدده من الفرار بالدين {مّرْفَقًا} ما ترتفقون وتنتفعون به، وقرئ بفتح الميم وكسر الفاء مصدرًا كالمرِجع، وتقديمُ لكم في الموضعين لما مر مرارًا من الإيذان من أول الأمر بكون المؤخر من منافعهم والتشويقِ إلى وروده.
{وَتَرَى الشمس} بيانٌ لحالهم بعد ما أَوَوا إلى الكهف، ولم يصرح به إيذانًا بعدم الحاجةِ إليه لظهور جرَيانِهم على موجب الأمرِ به لكونه صادرًا عن رأي صائبٍ وتعويلًا على ما سلف من قوله سبحانه: {إِذْ أَوَى الفتية إِلَى الكهف} وما لحق من إضافة الكهفِ إليهم وكونِهم في فجوة منه، والخطابُ للرسول عليه الصلاة والسلام أو لكل أحد ممن يصلُح للخطاب، وليس المرادُ به الإخبارَ بوقوع الرؤيةِ تحقيقًا بل الإنباءُ بكون الكهفِ بحيث لو رأيته ترى الشمس {إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ} أي تتزاوَر وتتنحّى بحذف إحدى التاءين، وقرئ بإدغام التاء في الزاي، وتزورّ كتحمرّ، وتزْوارّ كتحمار وتزوتر، وكلها من الزَّوَر وهو الميل {عَن كَهْفِهِمْ} الذي أووا إليه فالإفاضة لأدنى ملابسة {ذَاتَ اليمين} أي جهةَ ذاتِ يمين الكهفِ عند توجه الداخلِ إلى قعره أي جانبه الذي يلي المغرِبَ فلا يقع عليهم شعاعُها فيؤذيهم {وَإِذَا غَرَبَت} أي تراها عند غروبها {تَّقْرِضُهُمْ} أي تقطَعهم من القطيعة والصَّرْم ولا تقربهم {ذَاتَ الشمال} أي جهةَ ذاتِ شمال الكهف أي جانبه الذي يلي المشرِق، وكان ذلك بتصريف الله سبحانه على منهاج خرقِ العادةِ كرامةً لهم، وقوله تعالى: {وَهُمْ في فَجْوَةٍ مّنْهُ} جملةٌ حالية مبينةٌ لكون ذلك أمرًا بديعًا أي تراها تميل عنهم يمينًا وشمالًا ولا تحوم حولهم مع أنهم في متّسع من الكهف معرَّضٍ لإصابتها لولا أن صرفتْها عنهم يدُ التقدير.
{ذلك} أي ما صنع الله بهم من تزاوُر الشمسِ وقَرْضِها حالتي الطلوعِ والغروب مع كونهم في موقع شعاعِها {مِنْ آيات الله} العجيبةِ الدالةِ على كمال علمِه وقدرتِه وحقية التوحيدِ وكرامةِ أهله عنده سبحانه وتعالى.
وهذا قبل أن سد دقيانوسُ بابَ الكهف شماليًا مستقبلَ بناتِ نْعشٍ، وأقربُ المشارقِ والمغاربِ إلى محاذاته رأسُ مشرِق السرَطان ومغربِه، والشمسُ إذا كان مدارُها مدارَه تطلُع مائلةً عنه مقابلةً لجانبه الأيمنِ وهو الذي يلي المغربَ، وتغرُب محاذيةً لجانبه الأيسرِ فيقع شعاعُها على جنبيه وتحلّل عفونتَه وتعدّل هواءه ولا يقع عليهم فيؤذي أجسادَهم ويُبْلي ثيابَهم، ولعل ميلَ الباب إلى جانب الغرب كان أكثر ولذلك أوقع التزاورَ على كهفهم والقرضَ على أنفسهم، فذلك حينئذ إشارةٌ إلى إيوائهم إلى كهف هذا شأنُه، وأما جعلُه إشارةً إلى حفظ الله سبحانه إياهم في ذلك الكهفِ تلك المدةَ الطويلةَ أو إلى إطلاعه سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم على أخبارهم فلا يساعده إيرادُه في تضاعيف القصة {مَن يَهْدِ الله} إلى الحق بالتوفيق له {فَهُوَ المهتد} الذي أصاب الفلاحَ، والمرادُ إما الثناءُ عليهم والشهادةُ لهم بإصابة المطلوبِ والإخبارُ بتحقيق ما أمّلوه من نشر الرحمةِ وتهيئةِ المرافق، أو التنبيهُ على أن أمثالَ هذه الآيةِ كثيرةٌ ولكن المنتفعَ بها من وفقه الله تعالى للاستبصار بها {وَمَن يُضْلِلِ} أي يخلق فيه الضلالَ لصرف اختيارِه إليه {فَلَن تَجِدَ لَهُ} أبدًا وإن بالغتَ في التتبع والاستقصاء {وَلِيًّا} ناصرًا {مُّرْشِدًا} يهديه إلى ما ذكر من الفلاح لاستحالة وجودِه في نفسه، لا لأنك لا تجده مع وجوده أو إمكانه. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَإِذِ اعتزلتموهم وَمَا يَعْبُدُونَ إَلاَّ الله}.
وفي مجمع البيان عن ابن عباس أن قائله يمليخا، والاعتزال تجنب الشيء بالبدن أو بالقلب وكلا الأمرين محتمل هنا، والتعزل بمعناه ومن ذلك قوله:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل ** حذر العدا وبه الفؤاد موكل

و{مَا} يحتمل أن تكون موصولة وإن تكون مصدرية، والعطف في الاحتمالين على الضمير المنصوب، والظاهر أن الاستثناء فيهما متصل، ويقدر على الاحتمال الثاني مضاف في جانب المستثنى ليتأتى الاتصال أي وإذ اعتزلتموهم واعتزلتم الذين يعبدونهم إلا الله تعالى أو إذا اعتزلتموهم واعتزلتم عبادتهم إلا عبادة الله عز وجل، وتقدير مستثنى منه على ذلك الاحتمال لذلك نحو عبادتهم لمعبوديهم تكلف، ويحتمل أن يكون منقطعًا، وعلى الأول: يكون القوم عابدين الله تعالى وعابدين غيره كما جاء ذلك في بعض الآثار.
أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم عن عطاء الخراساني أنه قال: كان قوم الفتية يعبدون الله تعالى ويعبدون معه آلهة شتى فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله تعالى.
وعلى الثاني: يكونون عابدين غيره تعالى فقط، قيل وهذا هو الأوفق بقوله تعالى أولًا: {هَؤُلاء قَوْمُنَا اتخذوا مِن دُونِهِ ءالِهَةً} [الكهف: 15] فتأمل.
وجوز أن تكون ما نافية والاستثناء مفرغ والجملة إخبار من الله تعالى عن الفتية بالتوحيد معترضة بين إذ وجوابه أعني قوله تعالى: {فَأْوُواْ} أي التجؤا {إِلَى الكهف} ووجه الاعتراض على ما في الكشف أن قوله تعالى: {وَإِذَا اعتزلتموهم} فأووا معناه وإذا اجتنبتم عنهم وعما يعبدون فأخلصوا له العبادة في موضع تتمكنون منه فدل الاعتراض على أنهم كانوا صادقين وأنهم أقاموا بما وصى به بعضهم بعضًا فهو يؤكد مضمون الجملة.
وإلى كون {فَأْوُواْ} جواب إذ ذهب الفراء، وقيل: إنه دليل الجواب أي وإذا اعتزلتموهم اعتزالًا اعتقاديًا فاعتزلوهم اعتزالًا جسمانيًا أو إذا أردتم الاعتزال الجسماني فافعلوا ذلك.
واعترض كلا القولين بأن إذ بدون ما لا تكون للشرط، وفي همع الهوامع أن القول بأنها تكون له قول ضعيف لبعض النحاة أو تسامح لأنها بمعناه فهي هنا تعليلية أو ظرفية وتعلقها قيل بأووا محذوفًا دل عليه المذكور لا به لمكان الفاء أو بالمذكور والظرف يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره، وقال أبو البقاء: إذ ظرف لفعل محذوف أي وقال بعضهم لبعض، وظاهره أنه عنى بالفعل المحذوف قال؛ وأقول: هو من أعجب العجائب، في مصحب ابن مسعود كما أخرج ابن جرير.
وابن أبي حاتم عن قتادة {وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} وقال هرون: في بعض المصاحب {وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِنَا} وهذا يؤيد الاعتراض، وفي البحر أن ما في المصحفين تفسير لا قراءة لمخالفته سواد الإمام.
وزعم أن المتواتر عن ابن مسعود ما فيه {يَنْشُرْ لَكُمْ} يبسط لكم ويوسع عليكم {رَبُّكُمْ} مالك أمركم الذي هداكم للايمان {مّن رَّحْمَتِهِ} في الدارين {وَيُهَيّئ} يسهل {لَكُمْ مّنْ أَمْرِكُمْ} الذي أنتم بصدده من الفرار بالدين والتوجه التام إلى الله تعالى: {مّرْفَقًا} ما ترفقون وتنتفعون به، وهو مفعول {يهيئ} ومفعول {الكهف يَنْشُرْ} محذوف أي الخي ونحوه {وَمِنْ أَمَرَكُمُ} على ما في بعض الحواشي متعلق بيهيئ ومن لابتداء الغاية أو للتبعيض، وقال ابن الانباري: للبدل والمعنى يهيئ لكم بدلًا عن أمركم الصعب مرفقًا كما في قوله تعالى: {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} [التوبة: 38].
فليت لنا من ماء زمزم شربة ** مبردة باتت على طهيان

وجوز أن يكون حالًا من {مّرْفَقًا} فيتعلق بمحذوف، وتقديم {لَكُمْ} لما مر مرارًا من الإيذان من أول الأمر بكون المؤخر من منافعهم والتشويق إلى وروده، والظاهر أنهم قالوا هذا ثقة بفضل الله تعالى وقوة في رجائهم لتوكلهم عليه سبحانه ونصوع يقينهم فقد كانوا علماء بالله تعالى.
فقد أخرج الطبراني وابن المنذر وجماعة عن ابن عباس قال: ما بعث الله تعالى نبيًا إلا وهو شاب ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب وقرأ: {قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إبراهيم} [الأنبياء: 60] {وَإِذْ قَالَ موسى لفتاه} [الكهف: 60] و{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءامَنُواْ بِرَبّهِمْ} [الكهف: 13] وجوز أن يكونوا قالوه عن أخبار نبي في عصرهم به وأن يكون بعضهم نبيًا أوحى إليك ذلك فقاله، ولا يخفى أن ما ذكر مجرد احتمال من غير داع.
وقرأ أبو جعفر والأعرج وشيبة وحميد وابن سعدان ونافع وابن عامر وأبو بكر في رواية الأعشى والبرجمي والجعفي عنه وأبو عمرو في رواية هرون {مّرْفَقًا} بفتح الميم وكسر الفاء ولا فرق بينه وبين ما هو بكسر الميم وفتح الفاء معنى على ما حكاه الزجاج.