فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن نافع قال: أخبرني عبد الله بن عمر في هذه الآية: {واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم} أنهم الذين يشهدون الصلوات الخمس.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن ابن عباس مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه في قوله: {واصبر نَفْسَكَ} الآية قال: نزلت في صلاة الصبح وصلاة العصر.
وأخرج ابن مردويه من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} قال: نزلت في أمية بن خلف، وذلك أنه دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة، فأنزل الله هذه الآية، يعني: من ختمنا على قلبه يعني: التوحيد {واتبع هَوَاهُ} يعني الشرك {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} يعني: فرطًا في أمر الله وجهالة بالله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال: دخل عيينة بن حصن على النبيّ في يوم حارّ، وعنده سلمان عليه جبة صوف، فصار منه ريح العرق في الصوف، فقال عيينة: يا محمد إذا نحن أتيناك فأخرج هذا وضرباءه من عندك لا يؤذينا، فإذا خرجنا فأنت وهم أعلم، فأنزل الله: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ} الآية.
وقد ثبت في صحيح مسلم في سبب نزول الآية المتضمنة لمعنى هذه الآية، وهي قوله تعالى: {وَلاَ تَطْرُدِ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغداة والعشى} [الأنعام: 52]، عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسمهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع، فحدّث نفسه، فأنزل الله {وَلاَ تَطْرُدِ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} قال: ضياعًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {وَقُلِ الحق} قال: هو القرآن.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} يقول: من شاء الله له الإيمان آمن، ومن شاء له الكفر كفر، وهو قوله: {وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله رَبُّ العالمين} [التكوير: 29].
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال في الآية: هذا تهديد ووعيد.
وأخرج ابن جرير عنه أيضًا في قوله: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} قال: حائط من نار.
وأخرج أحمد، والترمذي، وابن أبي الدنيا، وابن جرير، وأبو يعلى، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لسرادق النار أربعة جدر، كثافة كل جدار منها مسيرة أربعين سنة» وأخرج أحمد، والبخاري، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن يعلى بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن البحر هو من جهنم، ثم تلا {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}» وأخرج أحمد، والترمذي، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {بِمَاء كالمهل} قال: «كعكر الزيت، فإذا قرّب إليه سقطت فروة وجهه فيه» وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كالمهل} قال: أسود كعكر الزيت.
وأخرج ابن أبي شيبة، وهناد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عطية قال: سئل ابن عباس عن المهل فقال: ماء غليظ كدرديّ الزيت.
وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني عن ابن مسعود: أنه سئل عن المهل، فدعا بذهب وفضة فأذابه، فلما ذاب قال: هذا أشبه شيء بالمهل الذي هو شراب أهل النار ولونه لون السماء، غير أن شراب أهل النار أشدّ حرًّا من هذا.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال: هل تدرون ما المهل؟ المهل: سهل الزيت، يعني: آخره.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا} قال: مجتمعًا.
وأخرج البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء» وأخرج البيهقي عن أبي الخير مرثد بن عبد الله قال: في الجنة شجرة تنبت السندس منه يكون ثياب أهل الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن عكرمة قال: الإستبرق: الديباج الغليظ.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الهيثم بن مالك الطائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحوّل منه ولا يمله، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه» وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الأرائك: السرر في جوف الحجال عليها الفرش منضود في السماء فرسخ.
وأخرج البيهقي في البعث عنه قال: لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن عكرمة، أنه سئل عن الأرائك فقال: هي الحجال على السرر. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)}.
أخرج ابن المبارك وابن أبي حاتم، عن المقبري قال: بلغني أن عيسى ابن مريم كان يقول: يا ابن آدم، إذا عملت الحسنة فاله عنها، فإنها عند من لا يضيعها. ثم تلا {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا} وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك.
وأخرج ابن مردويه عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن رجلًا من أهل الجنة اطلع فبدت أساوره، لطمس ضوءه ضوء الشمس كما يطمس ضوء النجوم».
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في البعث، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعًا، لكان ما يحليه الله به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعًا».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن كعب الأحبار قال: إن لله ملكًا- وفي لفظ-: في الجنة ملك، لو شئت أن أسميه لسميته، يصوغ حلى أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة، ولو أن حليًا منها أخرج لرد شعاع الشمس. وإن لأهل الجنة أكاليل من در، لو أن إكليلًا منها دلي من السماء الدنيا لذهب بضوء الشمس كما تذهب الشمس بضوء القمر.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن عكرمة قال: إن أهل الجنة يحلون أسورة من ذهب ولؤلؤ وفضة، هي أخف عليهم من كل شيء إنما هي نور.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {أساور من ذهب} قال: الأساور، المسك.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء».
وأخرج النسائي والحاكم عن عقبة بن عامر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير، ويقول: إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا».
وأخرج الطيالسي والبخاري في تاريخه والنسائي والبزار وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن ابن عمرو قال: قال رجل: «يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة.. أخلقًا تخلق أم نسجًا تنسج؟ قال: بل يشقق عنها ثمر الجنة». وأخرج ابن مردويه من حديث جابر نحوه. وأخرج البيهقي عن أبي الخير مرثد بن عبدالله قال: في الجنة شجرة تنبت السندس، منه يكون ثياب أهل الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن الضحاك قال: الاستبرق، الديباج الغليظ، وهو بلغة العجم استبره.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة قال: الاستبرق، الديباج الغليظ. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة قال: الاستبرق الغليظ من الديباج. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن سابط قال: يبعث الله إلى العبد من أهل الجنة بالكسوة فتعجبه، فيقول: لقد رأيت الجنان فما رأيت مثل هذه الكسوة قط! فيقول الرسول الذي جاء بالكسوة: إن ربك يأمر أن تهيئ لهذا العبد مثل هذه الكسوة ما شاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال: لو أن ثوبًا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا، لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سليم بن عامر قال: إن الرجل من أهل الجنة يلبس الحلة من حلل أهل الجنة فيضعها بين أصبعيه، فما يرى منها شيء، وإنه يلبسها فيتعفر حتى تغطي قدميه، يكسى في الساعة الواحدة سبعين ثوبًا... إن أدناها مثل شقيق النعمان، وإنه يلبس سبعين ثوبًا يكاد أن يتوارى، وما يستطيع أحد في الدنيا أن يلبس سبعة أثواب ما يسعه عنقه. وأخرج الحاكم وصححه عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كفن ميتًا، كساه الله من سندس واستبرق الجنة».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الهيثم بن مالك الطائي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحوّل عنه ولا يمله، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت قال: بلغنا أن الرجل يتكئ في الجنة سبعين سنة، عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم، فإذا حانت منه نظرة، فإذا أزواج له لم يكن يراهن من قبل ذلك فيقلن: قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبًا.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأرائك، السرر في جوف الحجال... عليها الفرش منضود في السماء فرسخ.
وأخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة، فإن كان سرير بغير حجلة لم يكن أريكة؛ وإن كانت حجلة بغير سرير لم تكن أريكة، فإذا اجتمعا كانت أريكة.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {على الأرائك} قال: السرر عليها الحجال.
وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأرائك من لؤلؤ وياقوت.
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن الحسن رضي الله عنه قال: لم نكن ندري ما الأرائك حتى لقينا رجلًا من أهل اليمن، فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة إذا كان فيها سرير.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي رجاء قال: سئل الحسن رضي الله عنه عن الأرائك فقال: هي الحجال، أهل اليمن يقولون أريكة فلان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه، أنه سئل عن الأرائك فقال: هي الحجال على السرر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: الأرائك، الحجال فيها السرر. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)}.
قوله: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ}: يجوزُ أَنْ يكونَ خبرَ {إِنَّ الذين} والرابطُ: إمَّا تَكَرُّرُ الظاهرِ بمعناه، وهو قولُ الأخفش. ومثلُه في الصلة جائزٌ. ويجوز أن يكونَ الرابطُ محذوفًا، أي: منهم، ويجوز أن يكونَ الرابطُ العمومَ، ويجوز أن يكونَ الخبرُ قولَه: {أولئك لَهُمْ جَنَّاتُ}، ويكونَ قولُه: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ} اعتراضًا. قال ابن عطية: ونحوُه في الاعتراض قولُه:
3152- إنَّ الخليفةَ إنَّ اللهَ أَلْبَسَه ** سِرْبالَ مُلْكٍ به تُزْجى الخواتِيمُ

قال الشيخ: ولا يتعيَّنُ أن يكونَ إنَّ اللهَ ألبسَه اعتراضًا لجوازِ أَنْ يكونَ خبرًا عن إنَّ الخليفة. قلت: وابن عطيةَ لم يَجْعَلْ ذلك متعيِّنًا بذلك هو نحوه في أحد الجائزين فيه. ويجوز أن تكون الجملتان- أعني قولَه: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ} وقوله: {أولئك لَهُمْ جَنَّاتُ}- خَبَريْن لإنَّ عند مَنْ يرى جوازَ ذلك، أعني تعدُّدَ الخبر، وإنْ لم يكونا في معنى خبرٍ واحد.
وقرأ الثقفي: {لا نُضَيِّع} بالتشديدِ، عَدَّاه بالتشديد كما عَدَّاه الجمهورُ بالهمزة.
{أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}.
قوله: {مِنْ أَسَاوِرَ}: في {مِنْ} هذه أربعةُ أوجه، أحدُها: أنَّها للابتداءِ. والثاني: أنها للتعيض. والثالث: أنها لبيان الجنسِ، لأي: شيئًا مِنْ أساور. والرابع: أنها زائدةٌ عند الأخفش، ويَدُلُّ عليه قولُه: {وحلوا أَسَاوِرَ} [الإِنسان: 21]. ذكر هذه الثلاثةَ الأخيرةَ أبو البقاء.
وأساوِر جمع أَسْوِرة، وأَسْوِرة جمعُ سِوار، كحِمار وأَحْمِرة، فهو جمعُ الجمع. جمع إسْوار. وأنشد:
3153- واللهِ لولا صِبْيَةٌ صِغارُ ** كأنَّما وجوهُهمْ أَقْمارُ

- أخافُ أَنْ يُصِيبهم إقتارُ ** أو لاطِمٌ ليسَ له إسْوارُ

- لمَّا رآني مَلِكٌ جَبَّارُ ** ببابِه ما طَلَعَ النَّهارُ

وقال أبو عبيدة: هو جمعُ إسوار على حذف الزيادة، وأصله أساوِيرْ.