فصل: قال الجصاص:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والقول الثاني: أن المعنى فلما بلغ الموضع الذي يجتمع فيه موسى وصاحبه الذي كان يقصده لأن ذلك الموضع الذي وقع فيه نسيان الحوت هو الموضع الذي كان يسكنه الخضر أو يسكن بقربه ولأجل هذا المعنى لما رجع موسى وفتاه بعد أن ذكر الحوت صار إليه وهو معنى حسن، والمفسرون على القول الأول، ثم قال تعالى: {نَسِيَا حُوتَهُمَا} وفيه مباحث:
البحث الأول:
الروايات تدل على أنه تعالى بين لموسى عليه السلام أن هذا العالم موضعه مجمع البحرين إلا أنه تعالى جعل انقلاب الحوت حيًا علامة على مسكنه المعين كمن يطلب إنسانًا فيقال له: إن موضعه محلة كذا من الري فإذا انتهيت إلى المحلة فسل فلانًا عن داره وأين ما ذهب بك فاتبعه فإنك تصل إليه فكذا هاهنا قيل له إن موضعه مجمع البحرين فإذا وصلت إليه رأيت الحوت انقلب حيًا وطفر إلى البحر، فيحتمل أنه قيل له فهنالك موضعه ويحتمل أنه قيل له فاذهب على موافقة ذهاب ذلك الحوت فإنك تجده.
إذا عرفت هذا فنقول: إن موسى وفتاه لما بلغا مجمع بينهما طفرت السمكة إلى البحر وسارت وفي كيفية طفرها روايات أيضًا قيل إن الفتى كان يغسل السمكة لأنها كانت مملحة فطفرت وسارت وقيل إن يوشع توضأ في ذلك المكان فانتضح الماء على الحوت المالح فعاش ووثب في الماء وقيل انفجرت هناك عين من الجنة ووصلت قطرات من تلك العين إلى السمكة فحييت وطفرت إلى البحر فهذا هو الكلام في صفة الحوت.
البحث الثاني:
المراد من قوله: {نَسِيَا حُوتَهُمَا} أنهما نسيا كيفية الاستدلال بهذه الحالة المخصوصة على الوصول إلى المطلوب، فإن قيل انقلاب السمكة المالحة حية حالة عجيبة فلما جعل الله حصول هذه الحالة العجيبة دليلًا على الوصول إلى المطلوب فكيف يعقل حصول النسيان في هذا المعنى؟ أجاب العلماء عنه بأن يوشع كان قد شاهد المعجزات القاهرة من موسى عليه السلام كثيرًا فلم يبق لهذه المعجزة عنده وقع عظيم فجاز حصول النسيان.
وعندي فيه جواب آخر وهو أن موسى عليه السلام لما استعظم علم نفسه أزال الله عن قلب صاحبه هذا العلم الضروري تنبيهًا لموسى عليه السلام على أن العلم لا يحصل إلا بتعليم الله وحفظه على القلب والخاطر، أما قوله: {فاتخذ سَبِيلَهُ في البحر سَرَبًا} ففيه وجوه.
الأول: أن يكون التقدير سرب في البحر سربًا إلا أنه أقيم قوله فاتخذ مقام قوله سرب والسرب هو الذهاب ومنه قوله: {وَسَارِبٌ بالنهار} [الرعد: 10].
الثاني: أن الله تعالى أمسك إجراء الماء على البحر وجعله كالطاق والكوة حتى سرى الحوت فيه فلما جاوز أي موسى وفتاه الموعد المعين وهو الوصول إلى الصخرة بسبب النسيان المذكور وذهبا كثيرًا وتعبا وجاعا: {قَالَ لفتاه ءاتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هذا نَصَبًا قَالَ} الفتى: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصخرة} الهمزة في أرأيت همزة الاستفهام ورأيت على معناه الأصلي وقد جاء هذا الكلام على ما هو المتعارف بين الناس فإنه إذا حدث لأحدهم أمر عجيب قال لصاحبه أرأيت ما حدث لي؟ كذلك هاهنا كأنه قال: أرأيت ما وقع لي منه إذ أوينا إلى الصخرة، فحذف مفعول أرأيت لأن قوله: {فَإِنّى نَسِيتُ الحوت} يدل عليه ثم قال: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ} وفيه مباحث:
البحث الأول:
أنه اعتراض وقع بين المعطوف والمعطوف عليه والتقدير فإني نسيت الحوت واتخذ سبيله في البحر عجبًا، والسبب في وقوع هذا الاعتراض ما يجري مجرى العذر والعلة لوقوع ذلك النسيان.
البحث الثاني:
قال الكعبي: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ} يدل على أنه تعالى ما خلق ذلك النسيان وما أراده وإلا كانت إضافته إلى الله تعالى أوجب من إضافته إلى الشيطان لأنه تعالى إذا خلقه فيه لم يكن لسعي الشيطان في وجوده ولا في عدمه، أثر قال القاضي: والمراد بالنسيان أن يشتغل قلب الإنسان بوساوسه التي هي من فعله دون النسيان الذي يضاد الذكر لأن ذلك لا يصح أن يكون إلا من قبل الله تعالى.
البحث الثالث:
قوله: {أن اذكره} بدل من الهاء في {أنسانيه} أي: وما أنساني ذكره إلا الشيطان ثم قال: {واتخذ سَبِيلَهُ في البحر عَجَبًا} وفيه وجوه: الأول: أن قوله عجبًا صفة لمصدر محذوف كأنه قيل واتخذ سبيله في البحر اتخاذًا عجبًا ووجه كونه عجبًا انقلابه من المكتل وصيرورته حيًا وإلقاء نفسه في البحر على غفلة منهما.
والثاني: أن يكون المراد منه ما ذكرنا أنه تعالى جعل الماء عليه كالطاق وكالسرب.
الثالث: قيل إنه تم الكلام عند قوله: {واتخذ سَبِيلَهُ في البحر} ثم قال بعده: عجبًا والمقصود منه تعجبه من تلك العجيبة التي رآها ومن نسيانه لها وقيل إن قوله عجبًا حكاية لتعجب موسى وهو ليس بقوله، ثم قال تعالى: {قَالَ ذلك مَا كُنَّا نَبْغِ} أي قال موسى ذلك الذي كنا نطلبه لأنه أمارة الظفر بالمطلوب وهو لقاء الخضر وقوله نبغ أصله نبغي فحذفت الياء طلبًا للتخفيف لدلالة الكسرة عليه، وكان القياس أن لا يحذف لأنهم إنما يحذفون الياء في الأسماء وهذا فعل إلا أنه قد يجوز على ضعف القياس حذفها لأنها تحذف مع الساكن الذي يكون بعدها كقولك ما نبغي اليوم؟ فلما حذفت مع الساكن حذفت أيضًا مع غير الساكن ثم قال فارتدا على آثارهما أي فرجعا وقوله: {قَصَصًا} فيه وجهان: أحدهما: أنه مصدر في موضع الحال أي رجعا على آثارهما مقتصين آثارهما.
والثاني: أن يكون مصدرًا لقوله فارتدا على آثارهما، لأن معناه فاقتصا على آثارهما.
وحاصل الكلام أنهما لما عرفا أنهما تجاوزا عن الموضع الذي يسكن فيه ذلك العالم رجعا وعادا إليه، والله أعلم. اهـ.

.قال الجصاص:

قَوْله تَعَالَى: {نَسِيَا حُوتَهُمَا}.
وَالنَّاسِي لَهُ كَانَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، فَأَضَافَ النِّسْيَانَ إلَيْهِمَا كَمَا يُقَالُ: نَسِيَ الْقَوْمُ زَادَهُمْ، وَإِنَّمَا نَسِيَهُ أَحَدُهُمْ، وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ وَلِابْنِ عَمٍّ لَهُ: «إذَا سَافَرْتُمَا فَأْذَنَا وَأَقِيمَا وَلْيَؤُمَّكُمَا أَحَدُكُمَا»، وَإِنَّمَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ أَحَدُهُمَا، وَقَالَ: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} وَإِنَّمَا هُمْ مِنْ الْإِنْسِ.
قَوْله تَعَالَى: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} يَدُلُّ عَلَى إبَاحَةِ إظْهَارِ مِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ عِنْدَمَا يَلْحَقُ الْإِنْسَانَ نَصَبٌ أَوْ تَعَبٌ فِي سَعْيٍ فِي قُرْبَةٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِشِكَايَةٍ مَكْرُوهَةٍ.
وَمَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ الْخَضِرِ فِيهِ بَيَانُ أَنَّ فِعْلَ الْحَكِيمِ لِلضَّرَرِ لَا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَنْكَرَ إذَا كَانَ فِيهِ تَجْوِيزُ فِعْلِهِ عَلَى وَجْهِ الْحِكْمَةِ الْمُؤَدِّيَةِ إلَى الْمَصْلَحَةِ، وَأَنَّ مَا يَقَعُ مِنْ الْحَكِيمِ مِنْ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا يَقَعُ مِنْ السَّفِيهِ، وَهُوَ مِثْلُ الصَّبِيِّ الَّذِي إذَا حُجِمَ أَوْ سُقِيَ الدَّوَاءَ اسْتَنْكَرَ ظَاهِرَهُ وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِحَقِيقَةِ مَعْنَى النَّفْعِ وَالْحِكْمَةِ فِيهِ، فَكَذَلِكَ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ مِنْ الضَّرَرِ أَوْ مَا يَأْمُرُ بِهِ غَيْرُ جَائِزٍ اسْتِنْكَارُهُ بَعْدَ قِيَامِ الدَّلَالَةِ أَنَّهُ لَا يَفْعَلُ إلَّا مَا هُوَ صَوَابٌ وَحِكْمَةٌ، وَهَذَا أَصْلٌ كَبِيرٌ فِي هَذَا الْبَابِ.
وَالْخَضِرُ لَمْ يَحْتَمِلْ مُوسَى أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ جَائِزٌ لِلْعَالِمِ احْتِمَالُ مَنْ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْمَرَّتَيْنِ وَالثَّلَاثَ عَلَى مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ، وَأَنَّهُ جَائِزٌ لَهُ بَعْدَ الثَّلَاثِ تَرْكُ احْتِمَالِهِ. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وإذ قال موسى لفتاه} يعني يوشع بن نون وهو ابن أخت موسى وسمي فتاهُ لملازمته إياه، قيل في العلم، وقيل في الخدمة، وهو خليفة موسى على قومه من بعده.
وقال محمد بن إسحاق: إن موسى الذي طلب الخضر هو موسى بن منشى بن يوسف، وكان نبيًا في بني إسرائيل قبل موسى بن عمران.
والذي عليه جمهور المسلمين أنه موسى بن عمران.
{لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يعني بحر الروم وبحر فارس، أحدهما قبل المشرق، والآخر قبل المغرب وحكى الطبري أنه ليس في الأرض مكان أكثر ماء منه.
والقول الثاني: هو بحر أرمينية مما يلي الأبواب.
الثالث: الخضرُ وإلياس، وهما بحران في العلم، حكاه السدي.
{أو أمضي حُقبًا} فيه خمسة أوجه:
أحدها: أن الحقب ثمانون سنة، قاله عبد الله بن عمر.
الثاني: سبعون سنة، قاله مجاهد.
الثالث: أن الحقب الزمان، قاله قتادة.
الرابع: أنه الدهر، قاله ابن عباس، ومنه قول امرىء القيس:
نحن الملوك وأبناء الملوك، لنا ** مِلكٌ به عاش هذا الناس أحقابا

الخامس: أنه سنة بلغة قيس، قاله الكلبي. وفي قوله: {لا أبْرحُ} تأويلان:
أحدهما: لا أفارقك، ومنه قول الشاعر:
إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانةً ** وتحمل أُخرى أثقلتك الودائع

الثاني: لا أزال، قاله الفراء، ومنه قول الشاعر:
وأبرح ما أدام اللهُ قومي ** بحمد الله منتطقًا مجيدًا

أي لا أزال. وقيل إنه قال: {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين} لأنه وعد أن يلقى عنده الخضر عليه السلام.
{فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حُوتَهما} قيل إنهما تزودا حوتًا مملوحًا وتركاه حين جلسا، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه ضل عنهما حتى اتخذ سبيله في البحر سربًا، فسمي ضلاله عنهما نسيانًا منهما.
الثاني: أنه من النسيان له والسهو عنه.
ثم فيه وجهان:
أحدهما: أن الناسي له أحدهما وهو يوشع بن نون وحده وإن أضيف النسيان إليهما، كما يقال نسي القوم زادهم إذا نسيه أحدهم.
الثاني: أن يوشع نسي أن يحمل الحوت ونسي موسى أن يأمره فيه بشيء، فصار كل واحد منهما ناسيًا لغير ما نسيه الآخر.
{فاتّخذ سبيله في البحر سَرَبًا} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: مسلكًا، قاله مجاهد وابن زيد.
الثاني: يبسًا، قاله الكلبي.
الثالث: عجبًا، قاله مقاتل.
قوله عز وجل: {فلما جاوَزا} يعني مكان الحوت.
{قال لفَتاهُ} يعني موسى قال لفتاه يوشع بن نون.
{آتِنا غداءَنا} والغداء الطعام بالغداة كما أن العشاء طعام العشي والإنسان إلى الغداء أشد حاجة منه إلى العشاء.
{لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا} فيه وجهان: أحدهما: أنه التعب.
الثاني: الوهن.
{قال أرأيت إذ أوينا الى الصخرة} فيه قولان:
أحدهما: قاله مقاتل، إن الصخرة بأرض تسمى شره أن على ساحل بحر أيلة، وعندها عين تسمى عين الحياة.
الثاني: أنها الصخرة التي دون نهر الزيت على الطريق.
{فإني نسيت الحُوت} فيه وجهان:
أحدهما: فإني نسيت حمل الحوت.
الثاني: فإني نسيت أن أخبرك بأمر الحوت.
{وما أنسانيه إلاّ الشيطان أن اذكُره} أي أنسانية بوسوسته إليّ وشغله لقلبي.
{واتخذ سبيله في البحر عجبًا} فيه قولان:
أحدهما: أنه كان لا يسلك طريقًا في البحر إلا صار ماؤه صخرًا فلما رآه موسى عجب من مصير الماء صخرًا.
الثاني: أن موسى لما أخبره يوشع بأمر الحوت رجع إلى مكانه فرأى أثر الحوت في البحر ودائرته التي يجري فيها فعجب من عود الحوت حيًا.
{قال ذلك ما كُنّا نبغِ} أي نطلب، وذلك أنه قيل لموسى إنك تلقى الخضر في موضع تنسى فيه متاعك، فعلم أن الخضر بموضع الحوت.
{فارتدَّا على آثارهما قَصصًا} أي خرجا إلى آثارهما يقصان أثر الحوت ويتبعانه. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله: {وإذ قال موسى} الآية ابتداء قصة ليست من الكلام الأول، المعنى: اذكر واتل، و{موسى} هو موسى بن عمران بمقتضى الأحاديث والتواريخ وبظاهر القرآن، إذ ليس في القرآن موسى غير واحد، وهو ابن عمران ولو كان في هذه الآية غيره لبينه، وقالت فرقة منها نوف البكالي أنه ليس موسى بن عمران، وهو موسى بن مشنى، ويقال ابن منسى، وأما {فتاه} فعلى قول من قال موسى بن عمران، فهو يوشع بن نون بن إفراييل بن يوسف بن يعقوب، وأما من قال هو موسى بن مشنى فليس الفتى يوشع بن نون، ولكنه قول غير صحيح، رده ابن عباس وغيره والفتي في كلام العرب الشاب، ولما كان الخدمة أكثر ما يكونون فتيانًا، قيل للخادم فتى، على جهة حسن الأدب، وندبت الشريعة إلى ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يقل أحدكم عبدي ولا أمتي وليقل فتاي وفتاتي»، فهذا اندب إلى التواضع، والفتى في الآية هو الخادم، ويوشع بن نون يقال هو ابن أخت موسى عليه السلام، وسبب هذه القصة فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى جلس يومًا في مجلس لبني إسرائيل، وخطب فأبلغ، فقيل له هل تعلم أحدًا أعلم منك قال لا، فأوحى الله إليه بلى: عبدنا خضر، فقال يا رب دلني على السبيل إلى لقيه، فأوحى الله إليه أن يسير بطول سيف البحر حتى يبلغ {مجمع البحرين} فإذا فقدت الحوت فإنه هنالك، وأمر أن يتزود حوتًا، ويرتقب زواله عنه، ففعل موسى ذلك وقال لفتاه على جهة إمضاء العزيمة {لا أبرح} أسير، أي لا أزال، وإنما قال هذه المقالة وهو سائر، ومن هذا قول الفرزدق: الطويل: