فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فما برحوا حتى تهادت نساؤهم ** ببطحاء ذي قار عياب اللطائم

وذكر الطبري عن ابن عباس: قال: لما ظهر موسى وقومه على مصر، أنزل قومه بمصر، فلما استقرت الحال خطب يومًا، فذكر بآلاء الله وأيامه عند بني إسرائيل، ثم ذكر نحو ما تقدم، وما مر بي قط أن موسى عليه السلام أنزل قومه بمصر إلا في هذا الكلام، وما أراه يصح، بل المتظاهر أن موسى مات بفحص التيه قبل فتح ديار الجبارين، وفي هذه القصة من الفقه الرحلة في طلب العلم، والتواضع للعالم، وقرأ الجمهور: {مَجمَع} بفتح الميمين، وقرأ الضحاك {مَجمِع} بكسر الميم الثانية، واختلف الناس في {مجمع البحرين} أين هو؟ فقال مجاهد وقتادة هو مجتمع بحر فارس وبحر الروم.
قال القاضي أبو محمد: وهو ذراع يخرج من البحر المحيط من شمال إلى الجنوب في أرض فارس من وراء أذربيجان فالركن الذي لاجتماع البحرين مما يلي بر الشام، هو {مجمع البحرين} هو عند طنجة وهو حيث يجتمع البحر المحيط والبحر الخارج منه السائر من دبور إلى صبا. وروي عن أبي بن كعب أنه قال: {مجمع البحرين} بإفريقية، وهذا يقرب من الذي قبله، وقال بعض أهل العلم هو بحر الأندلس من البحر المحيط، وهذا كله واحد حكاه النقاش وهذا مما يذكر كثيرًا، ويذكر أن القرية التي أبت أن تضيفهما هي الجزيرة الخضراء، وقالت فرقة {مجمع البحرين} يريد بحرًا ملحًا وبحرًا عذبًا، فعلى هذا إنما كان الخضر عند موقع نهر عظيم في البحر، وقالت فرقة البحران إنما هما كناية عن موسى والخضر، لأنهما بحرا علم، وهذا قول ضعيف والأمر بين من الأحاديث أنه إنما رسم له ماء بحر، وقوله: {أو أمضي حقبًا} معناه أو أمضي على وجهي زمانًا، واختلف القراء، فقرأ الحسن والأعمش وعاصم {حقبًا} بسكون القاف، وقرأ الجمهور: {حقبًا} بضمه، وهو تثقيل حقب، وجمع الحقب أحقاب، واختلف في الحقب، فقال عبد الله بن عمرو ثمانون سنة، وقال مجاهد سبعون، وقال الفراء الحقب سنة واحدة وقال ابن عباس وقتادة أزمان غير محدودة وقالت فرقة الحقب جمع حقبة، وفي السنة كأنه قال أو أمضي سنين.
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}.
الضمير في قوله: {بينهما} للبحرين، قاله مجاهد، وقيل هو لموسى والخضر، والأول أصوب، وقرأ عبيد الله بن مسلم {مجمِع} بكسر الميم الثانية، وقال: {نسيا} وإنما كان النسيان من الفتى وحده، نسي أن يعلم موسى بما رأى من حاله من حيث كان لهما زادًا، وكانا بسبب منه فنسب فعل الواحد فيه إليهما، وهذا كما تقول فعل بنو فلان لأمر إنما فعله منهم بعض، وروي في الحديث أن يوشع رأى الحوت قد حش من المكتل إلى البحر فرآه قد اتخذ السرب، وكان موسى نائمًا فأشفق أن يوقظه، وقال أوخر حتى يستيقظ، فلما استيقظ نسي يوشع أن يعلمه، ورحلا حتى جاوزا والسبيل: المسلك والسرب: المسلك في جوف الأرض، فشبه به مسلك الحوت في الماء حين لم ينطبق الماء بعده، بل بقي كالطاق وهذا الذي ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقاله جمهور المفسرين أن الحوت بقي موضع سلوكه فارغًا، وقال قتادة، صار موضع سلوكه حجرًا صلدًا. وقال ابن زيد إنما اتخذ {سبيله سربًا} في البر حتى وصل إلى البحر ثم عام على العادة.
قال القاضي أبو محمد: وهؤلاء يتأولون {سربًا} بمعنى تصرفًا وجولانًا من قولهم فحل سارب، أي مهمل يرعى حيث شاء، ومنه قوله تعالى: {وسارب بالنهار} [الرعد: 10]، أي متصرف وقالت فرقة اتخذ {سربًا} في التراب من المكتل إلى البحر، وصادف في طريقه حجرًا فثقبه، وظاهر الأمر أن السرب، إنما كان في الماء، ومن غريب ما روي في البخاري عن ابن عباس من قصص هذه الآية أن الحوت إنما حيي لأنه مسه ماء عين هنالك تدعى عين الحياة ما مست قط شيئًا إلا حيي، ومن غريبه أيضًا أن بعض المفسرين ذكر أن موضع سلوك الحوت عاد حجرًا طريقًا، وأن موسى مشى عليه متبعًا للحوت حتى أفضى ذلك الطريق إلى الجزيرة في البحر وفيها وجد الخضر، وظاهر الروايات والكتاب أنه إنما وجد الخضر في ضفة البحر، يدل على ذلك قوله تعالى: {فارتدا على آثارهما قصصًا} وروي في قوله: {فلما جاوزا} أن موسى عليه السلام نزل عند صخرة عظيمة في ضفة البحر، فنسي يوشع الحوت هنالك، ثم استيقظ موسى ورحلا مرحلة بقية الليل وصدر يومهما، فجاع موسى ولحقه تعب الطريق، فاستدعى الغداء، قال أبي رضي الله عنه سمعت أبا الفضل الجوهري يقول في وعظه مشى موسى إلى المناجاة فبقي أربعين يومًا لم يحتج إلى طعام، ولما مشى إلى بشر لحقه الجوع في بعض يوم، والنصب التعب والمشقة، وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير {نُصُبًا} بضم النون والصاد، ويشبه أن يكون جمع نصب وهو تخفيف نصب وقوله: {أرأيت} الآية حكى الطبري عن فرقة أنهة قالت الصخرة هي الشام عند نهر الذيب، وقد تقدم ذكر الخلاف في موضع هذه القصة، وقوله: {نسيت الحوت} يريد نسيت ذكر ما جرى فيه لك، وأما الكسائي وحده {أنسانيه}، وقرأت فرقة {أنسانيه} وقرأ ابن كثير في الوصل {أنسانيهي} بياء بعد الهاء، وفي مصحف عبد الله بن مسعود {وما أنسانيه أن أذكركه إلا الشيطان}.
وقوله: {أن أذكره} بدل من {الحوت} بدل اشتمال، وقوله: {واتخذ سبيله في البحر عجبًا} يحتمل أن يكون من قول يوشع لموسى أي اتخذ الحوت سبيله عجبًا للناس، ويحتمل أن يكون قوله: {واتخذ سبيله في البحر} تام الخبر، فاستأنف التعجب فقال من قبل نفسه: {عجبًا} لهذا الأمر، وموضع العجب أن يكون حوت قد مات وأكل شقه الأيسر ثم حيي بعد ذلك، قال أبو شجاع في كتاب الطبري رأيته، أتيت به فإذا هو شقة حوت، وعين واحدة وشق آخر ليس فيه شيء.
قال القاضي أبو محمد: وأنا رأيته والشق الذي فيه شيء عليه قشرة رقيقة يشق تحتها شوكة وشقة الآخر، ويحتمل أن يكون قوله: {واتخذ سبيله} الآية إخبار من الله تعالى، وذلك على وجهين: إما أن يخبر عن موسى أنه اتخذ سبيل الحوت من البرح عجبًا أي تعجب منه، وإما أن يخبر عن الحوت أنه اتخذ سبيله عجبًا للناس، وقرأ أبو حيوة {واتخاذ سبيله} فهذا مصدر معطوف على الضمير في {أذكره}، وقوله تعالى: {قال ذلك} الآية، المعنى قال موسى لفتاه أمر الحوت وفقده هو الذي كنا نطلب، فإن الرجل الذي جئنا له ثم، فرجعا يقصان أثرهما لئلا يخطئان طريقهما، وقرأ الجمهور: {نبغي} بثبوت الياء، وقرأ عاصم وقوم {نبغ} دون ياء، وكان الحسن يثبتها إذا وصل ويحذفها إذا وقف، وقص الأثر اتباعه وتطلبه في موضع خفائه. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وإِذ قال موسى لفتاه}، الآية، سبب خروج موسى عليه السلام في هذا السفر، ما روى ابن عباس عن أُبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِن موسى قام خطيبًا في بني إِسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عز وجل عليه إِذ لم يَرُدَّ العِلْم إِليه، فأوحى الله إِليه أن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك؛ قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتًا فتجعله في مِكتل، فحيثما فقَدتَ الحوت فهو ثَمَّ، فانطلق معه فتاه يوشع بن نون، حتى إِذا أتيا الصخرة، وضعا رؤؤسهما فناما، واضطرب الحوت في المِكْتَل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سَرَبًا، وأمسك الله عن الحوت جِرْيَةَ الماء، فصار عليه مثل الطاق. فلما استيقظ نسي صاحبُه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إِذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نَصَبًا، قال: ولم يجد موسى النَّصَب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به، فقال فتاه: {أرأيت إِذ أوينا إِلى الصخرة} إِلى قوله: {عجبا}، قال: فكان للحوت سَرَبًا، ولموسى ولفتاه عجبًا، فقال موسى: {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصًا} قال: رجعا يقصّان آثارهما حتى انتهيا إِلى الصخرة، فإذا هو مسجَّىً بثوب، فسلَّم عليه موسى، فقال الخضر: وأنّى بأرضك السلام! مَنْ أنت؟ قال: أنا موسى، قال موسى: بني إِسرائيل؟ قال: نعم أتيتك لتعلِّمني مما علِّمت رُشْدًا، قال: إِنك لن تستطيع معي صبرًا يا موسى، إِني على عِلْم مِنْ عِلْم الله لا تعلمُه علَّمَنِيه، وأنت على عِلْم من عِلْم الله علَّمَكهُ لا أعلمه؛ فقال موسى: ستجدني إِن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا؛ فقال له الخضر: فإن اتَّبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أُحْدِث لك منه ذِكْرًا، فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرَّت سفينة فكلَّموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير نَوْلٍ؛ فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إِلا والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السفينة بالقَدوم، فقال له موسى: قوم قد حملونا بغير نَوْل عمدتَ إِلى سفينتهم {فخرقتها لتُغْرِقَ أهلها} إِلى قوله: {عُسْرًا}؟! قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كانت الأُولى من موسى نسيانًا، وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما عِلْمي وعِلْمك من عِلم الله تعالى إِلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحل، إِذ أبصر الخضر غلامًا يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه فاقتلعه فقتله، فقال له موسى: {أقتلت نفسًا زكية} إِلى قوله: {يريد أن ينقضَّ} فقال الخضر بيده هكذا، فأقامه، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا، ولم يضيِّفونا {لو شئتَ لاتَّخذتَ عليه أجرًا} {قال هذا فراق بيني وبينك} الآية». هذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، وقد ذكرنا إِسناده في كتاب الحدائق فآثرنا الاختصار هاهنا.
فأما التفسير، فقوله تعالى: {وإِذ قال موسى} المعنى: واذكر ذلك.
وفي موسى قولان.
أحدهما: أنه موسى بن عمران، قاله الأكثرون.
ويدل عليه ما روي في الصحيحين من حديث سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إِن نَوْفًا البِكاليّ يزعم أن موسى بني إِسرائيل هو موسى صاحب الخضر، قال: كذب عدو الله، أخبرني أُبيّ بن كعب... فذكر الحديث الذي قدمناه آنفًا.
والثاني: أنه موسى بن ميشا، قاله ابن إِسحاق، وليس بشيء، للحديث الصحيح الذي ذكرناه.
فأما فتاه فهو يوشع بن نون من غير خلاف.
وإِنما سمي فتاه، لأنه كان يلازمه، ويأخذ عنه العلم، ويخدمه. ومعنى {لا أبرح}: لا أزال.
وليس المراد به: لا أزول، لأنه إِذا لم يُزل لم يقطع أرضًا، فهو مثل قولك: ما برحت أناظر عبد الله، أي: ما زلت، قال الشاعر:
إِذا أنتَ لم تبرحْ تؤدِّي أمانَةً ** وتحملُ أخرى أفرحتْك الودائعُ

أي: أثقلتك، والمعنى: لا أزال أسير حتى أبلغ مجمع البحرين، أي: ملتقاهما، وهو الموضع الذي وعده الله بلقاء الخَضِر فيه، قال قتادة: بحر فارس، وبحر الروم، فبحر الروم نحو المغرب، وبحر فارس نحو المشرق.
وفي اسم البلد الذي بمجمع البحرين قولان.
أحدهما: إِفريقية، قاله أُبيّ بن كعب.
والثاني: طنجة، قاله محمد بن كعب القرظي.
قوله تعالى: {أو أمضيَ حُقُبًا} وقرأ أبو رزين، والحسن، وأبو مجلز، وقتادة، والجحدري، وابن يعمر: {حُقْبًا} بإسكان الكاف.
قال ابن قتيبة: الحُقُب: الدَّهر، والحِقَب: السِّنون، واحدتها حِقْبة، ويقال: حُقْبٌ وحُقُب، كما يقال: قُفْل وقُفُل، وهُزْؤ وهُزُؤ، وكُفْؤ وكُفُؤ، وأُكْل وأُكُل، وسُحْت وسُحُت، ورُعْب ورُعُب، ونُكْر ونُكُر، وأُذْن وأُذُن، وسُحْق وسُحُق، وبُعْد وبُعُد، وشُغْل وشُغُل، وثُلْث وثُلُث، وعُذْر وعُذُر، ونُذْر ونُذُر، وعُمْر وعُمُرُ.
وللمفسرين في المراد بالحُقُب هاهنا ثمانية أقوال.
أحدها: أنه الدَّهر، قاله ابن عباس.
والثاني: ثمانون سنة، قاله عبد الله بن عمرو، وأبو هريرة.
والثالث: سبعون ألف سنة، قاله الحسن.
والرابع: سبعون سنة، قاله مجاهد.
والخامس: سبعة عشر ألف سنة، قاله مقاتل بن حيان.
والسادس: أنه ثمانون ألف سنة، كل يوم ألف سنة من عدد الدنيا.
والسابع: أنه سنة بلغة قيس، ذكرهما الفراء.
والثامن: الحُقُب عند العرب وقت غير محدود، قاله أبو عبيدة.
ومعنى الكلام: لا أزال أَسيرُ، ولو احتجت أن أسير حُقُبًا.
قوله تعالى: {فلما بلغا} يعني: موسى وفتاه {مَجْمَعَ بَيْنِهِما} يعني: البحرين {نسيا حوتهما} وكانا قد تزوَّدا حوتًا مالحًا في زَبيل فكانا يصيبان منه عند الغداء والعشاء، فلما انتهيا إِلى الصخرة على ساحل البحر وضع فتاه المكتلَ، فأصاب الحوتَ بللُ البحر.
وقيل: توضأ يوشع من عين الحياة فانتضخ على الحوت الماءُ، فعاش، فتحرك في المِكْتَل، فانسرب في البحر، وقد كان قيل لموسى: تزوَّدْ حوتًا مالحًا، فإذا فقَدته وجدتَ الرجل.
وكان موسى حين ذهب الحوت في البحر قد مضى لحاجة، فعزم فتاه أن يخبره بما جرى فنسي.
وإِنما قيل: {نسيا حوتهما} توسعًا في الكلام، لأنهما جميعًا تزوَّداه، كما يقال: نسي القوم زادهم، وإِنما نسيه أحدهم.
قال الفراء: ومثله قوله: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} [الرحمن: 22]، وإِنما يخرج ذلك من الملح، لا من العذب.
وقيل: نسي يوشع أن يحمل الحوت، ونسي موسى أن يأمره فيه بشيء، فلذلك أُضيف النسيان إِليهما.