فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: هو في جهة الله وعنه عبر الخضر وهو الذي قال فيه الزمخشري، ويجوز أن يكون إلى آخر كلامه.
قال الطبري: ومعناه وقال: معناه فكر هنا.
قال ابن عطية: والأظهر عندي في توجيه هذا التأويل وإن كان اللفظ يدافعه أنها استعارة أي على ظن المخلوقين، والمخاطب لو علموا حاله لوقعت منهم خشية الرهق للوالدين.
وقرأ ابن مسعود فخاف ربك، وهذا بين الاستعارة في القرآن في جهة الله تعالى من لعل وعسى فإن جميع ما في هذا كله من ترج وتوقع وخوف وخشية إنما هو بحسبكم أيها المخاطبون.
و{يرهقهما} معناه يجشمهما ويكلفهما بشدة، والمعنى أن يلقيهما حبه في اتبّاعه.
وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وشيبة وحميد والأعمش وابن جرير {أن يبدلهما} بالتشديد هنا وفي التحريم والقلم.
وقرأ باقي السبعة والحسن وابن محيصن بالتخفيف، والزكاة هنا الطهارة والنقاء من الذنوب وما ينطوي عليه من شرف الخلق والسكينة، والرحم والرحمة العطف مصدران كالكثر والكثرة، وافعل هنا ليست للتفضيل لأن ذلك الغلام لا زكاة فيه ولا رحمة.
والظاهر أن قوله: {وأقرب رحمًا} أي رحمة والديه وقال ابن جريج: يرحمانه.
وقال رؤبة بن العجاج:
يا منزل الرحم على إدريسا ** ومنزل اللعن على إبليسا

وقرأ ابن عامر وأبو جعفر في رواية ويعقوب وأبو حاتم {رحمًا} بضم الحاء.
وقرأ ابن عباس {رحمًا} بفتح الراء وكسر الحاء.
وقيل الرحم من الرحم والقرابة أي أو صل للرحم.
قيل: ولدت غلامًا مسلمًا.
وقيل: جارية تزوجها نبي فولدت نبيًا هدى الله على يديه أمة من الأمم.
وقيل: ولدت سبعين نبيًا.
رُوي ذلك عن ابن عباس.
قال ابن عطية: وهذا بعيد ولا تعرف كثرة الأنبياء إلاّ في بني إسرائيل، ولم تكن هذه المرأة منهم انتهى.
ووصف الغلامين باليتم يدل على أنهما كانا صغيرين.
وفي الحديث: «لا يتم بعد بلوغ» أي كانا {يتيمين} على معنى الشفقة عليهما.
قيل: واسمهما أصرم وصريم، واسم أبيهما كاشح واسم أمهما دهنا، والظاهر في الكنز أنه مال مدفون جسيم ذهب وفضة قاله عكرمة وقتادة.
وقال ابن عباس وابن جبير: كان علمًا في مصحف مدفونة.
وقيل: لوح من ذهب فيه كلمات حكمة وذكر، وقد ذكرها المفسرون في كتبهم ولا نطول بذكرها، والظاهر أن أباهما هو الأقرب إليهما الذي ولدهما دنية.
وقيل: السابع.
وقيل: العاشر وحفظ هذان الغلامان بصلاح أبيهما.
وفي الحديث: «إن الله يحفظ الرجل الصالح في ذريته» وانتصب {رحمة} على المفعول له وأجاز الزمخشري أن ينصب على المصدر بأراد قال: لأنه في معنى رحمهما، وأجاز أبو البقاء أن ينتصب على الحال وكلاهما متكلف.
{وما فعلته} أي وما فعلت ما رأيت من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار عن اجتهاد مني ورأي، وإنما فعلته بأمر الله وهذا يدل على أنه نبيّ أوحي إليه. و{تسطع} مضارع اسطاع بهمزة الوصل.
قال ابن الكسيت: يقال ما استطيع وما اسطيع وما استتيع واستيع أربع لغات، وأصل اسطاع استطاع على وزن استفعل، فالمحذوف في اسطاع تاء الافتعال لوجود الطاء التي هي أصل ولا حاجة تدعو إلى أن المحذوف هي الطاء التي هي فاء الفعل، ثم أبدلوا من تاء الافتعال طاءً، وأما استتيع ففيه أنهم أبدلوا من الطاء تاء، وينبغي في تستيع أن يكون المحذوف تاء الافتعال كما في تسطيع.
وفي كتاب التحرير والتحبير ما نصه: تعلق بعض الجهال بما جرى لموسى مع الخضر عليهما السلام على أن الخضر أفضل من موسى وطردوا الحكم، وقالوا: قد يكون بعض الأولياء أفضل من آحاد الأنبياء، واستدلوا أيضًا بقول أبي يزيد خضت بحرًا وقف الأنبياء على ساحله وهذا كله من ثمرات الرعونة والظنة بالنفس انتهى.
وهكذا سمعنا من يحكي هذه المقالة عن بعض الضالين المضلين وهو ابن العربي الطائي الحاتمي صاحب الفتوح المكية، فكان ينبغي أن يسمي بالقبوح الهلكية وأنه كان يزعم أن الولّي خير من النبيّ قال: لأن الولي يأخذ عن الله بغير واسطة، والنبيّ يأخذ بواسطة عن الله، ولأن الولي قاعد في الحضرة الألهية والنبيّ مرسل إلى قوم، ومن كان في الحضرة أفضل ممن يرسله صاحب الحضرة إلى أشياء من هذه الكفريات والزندقة، وقد كثر معظِّمو هذا الرجل في هذا الزمان من غلاة الزنادقة القائلة بالوحدة نسأل الله السلام في أدياننا وأبداننا. اهـ.

.قال أبو السعود:

{أَمَّا السفينة} التي خرقتُها {فَكَانَتْ لمساكين} لضعفاءَ لا يقدرون على مدافعة الظَّلَمة، وقيل: كانت لعشرة إخوةٍ خمسةٌ زمنى وخمسة {يَعْمَلُونَ في البحر} وإسنادُ العمل إلى الكل حينئذ إنما هو بطريق التغليب أو لأن عملَ الوكلاءِ عمل الموكِّلين {فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} أي أجعلها ذاتَ عيب {وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ} أي أمامَهم وقد قرئ به أو خلفَهم وكان رجوعُهم عليه لا محالة واسمه جَلَندَي بنُ كركر، وقيل: منولة بن جلندي الأزْدي {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ} أي صالحةٍ وقد قرئ كذلك {غَصْبًا} من أصحابها وانتصابُه على أنه مصدرٌ مبينٌ لنوع الأخذ، ولعل تفريعَ إرادةِ تعييب السفينةِ على مسكنة أصحابِها قبل بيان خوفِ الغصْب مع أن مدارَها كلا الأمرين، للاعتناء بشأنها إذ هي المحتاجةُ إلى التأويل، وللإيذان بأن الأقوى في المدارية هو الأمرُ الأولُ ولذلك لا يبالي بتخليص سفنِ سائرِ الناس مع تحقق خوفِ الغصبِ في حقهم أيضًا، ولأن في التأخير فصلًا بين السفينة وضميرِها مع توهم رجوعِه إلى الأقرب.
{وَأَمَّا الغلام} الذي قتلتُه {فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} لم يصرح بكفرانه أو بكفره إشعارًا بعدم الحاجة إلى الذكر لظهوره {فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا} فخِفنا أن يغْشَى الوالدَين المؤمنَين {طُغْيَانًا} عليهما {وَكُفْرًا} لنعمتهما بعقوقه وسوء صنيعِه ويُلحق بهما شرًا وبلاءً، أو يُقرَنَ بإيمانهما طغيانُه وكفره فيجتمَع في بيت واحد مؤمنان وطاغٍ كافرٌ، أو يُعدِيَهما بدائه ويُضلّهما بضلاله فيرتدّا بسببه، وإنما خشِيَ الخَضِر عليه الصلاة والسلام منه ذلك لأن الله سبحانه أعلمه بحاله وأطلعه على سر أمرِه، وقرئ: {فخاف ربك} أي كره سبحانه كراهةَ مَن خاف سوء عاقبة الأمر فغيّره، ويجوز أن تكون القراءةُ المشهورة على الحكاية بمعنى فكرِهنا كقوله تعالى: {لاِهَبَ لَكِ} {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا} منه بأن يرزُقهما بدلَه ولدًا خيرًا {مِنْهُ} وفي التعرض لعنوان الربوبيةِ والإضافةِ إليهما ما لا يخفى من الدِلالة على إرادة وصولِ الخير إليهما {زكواة} طهارةً من الذنوب والأخلاق الرديئة {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي رحمةً وعطفًا، قيل: وُلدت لهما جاريةٌ تزوجها نبي فولدت نبيًا هدى أي تعالى على يده أمةً من الأمم، وقيل: ولدت سبعين نبيًا، وقيل: أبدلهما ابنًا مؤمنًا مثلَهما، وقرئ: {رُحُمًا} بضم الحاء أيضًا وانتصابُه على التمييز مثلُ زكوة.
{وَأَمَّا الجدار} المعهودُ {فَكَانَ لغلامين يَتِيمَيْنِ في المدينة} هي القريةُ المذكورة فيما سبق، ولعل التعبيرَ عنها بالمدينة لإظهار نوعِ اعتدادٍ بها باعتداد ما فيها من اليتيمين وأبيهما الصالحِ، قيل: اسماهما أصرم وصريم واسمُ المقتول جيسور {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا} من فضة وذهب كما رُوي مرفوعًا. والذمُّ على كنزهما في قوله عز وجل: {والذين يَكْنِزُونَ الذهب والفضة} لمن لا يؤدي زكاتَهما وسائرَ حقوقهما. وقيل: كان لوحًا من ذهب مكتوبًا فيه: عجبْتُ لمن يؤمن بالقدر كيف يحزَن، وعجبتُ لمن يؤمن بالرزق كيف يتعَب، وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفُل، وعجبت لمن يعرِف الدنيا وتقلُّبَها بأهلها كيف يطمئن إليها، لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقيل: صحفٌ فيها علم. {وَكَانَ أَبُوهُمَا صالحا} تنبيهٌ على أن سعيَه في ذلك كان لصلاحه، قيل: كان بينهما وبين الأب الذي حُفظا فيه سبعةُ آباء {فَأَرَادَ رَبُّكَ} أي مالكُك ومدبرُ أمورك، ففي إضافة الربِّ إلى ضمير موسى عليه الصلاة والسلام دون ضميرهما تنبيهٌ له عليه الصلاة والسلام على تحتم كمالِ الانقيادِ والاستسلامِ لإرادته سبحانه ووجوبِ الاحترازِ عن المناقشة فيما وقع بحسبها من الأمور المذكورة {أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا} أي حُلُمَهما وكمالَ رأيهما {وَيَسْتَخْرِجَا} بالكلية {كَنزَهُمَا} من تحت الجدار ولولا أني أقمتُه لانقضّ وخرج الكنزُ من تحته قبل اقتدارهما على حفظ المال وتنميتِه وضاع {رَحْمَةً مّن رَّبّكَ} مصدرٌ في موقع الحال أي مرحومَين منه عز وجل، أو مفعولٌ له أو مصدرٌ مؤكدٌ لأراد فإن إرادةَ الخير رحمةٌ، وقيل: متعلقٌ بمضمر أي فعلتُ ما فعلتُ من الأمور التي شاهدتَها رحمةً من ربك، ويعضُده إضافةُ الرب إلى ضمير المخاطبِ دون ضميرهما فيكون قوله عز وعلا: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِى} أي عن رأيي واجتهادي تأكيدًا لذلك {ذلك} إشارة إلى العواقب المنظومةِ في سلك البيان، وما فيه معنى البُعد للإيذان ببُعد درجتِها في الفخامة {تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع} أي لم تستطع فحُذف التاء للتخفيف {عَّلَيْهِ صَبْرًا} من الأمور التي رابتْه أي مآلُه وعاقبتُه فيكون إنجازًا للتنبئة الموعودةِ، أو إلى البيان نفسه فيكون التأويلُ بمعناه، وعلى كل حالٍ فهو فذلكةٌ لما تقدم، وفي جعل الصلة عينَ ما مر تكريرٌ للنكير وتشديدٌ للعتاب.
تنبيه:
اختلفوا في حياة الخضر عليه الصلاة والسلام، فقيل: إنه حيٌّ وسببُه أنه كان على مقدمة ذي القرنين فلما دخل الظلماتِ أصاب الخضرُ عينَ الحياة فنزل واغتسل منها وشرب من مائها وأخطأ ذو القرنين الطريقَ فعاد، قالوا: وإلياسُ أيضًا في الحياة يلتقيان كلَّ سنة بالموسم، وقيل: إنه ميتٌ لما رُوي أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى العشاءَ ذاتَ ليلة، ثم قال: «أرأيتَكم ليلتَكم هذه فإن رأسَ مائةِ سنة منها لا يبقي ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحدٌ ولو كان الخضرُ حينئذ حيًّا لما عاش بعد مائة عام». رُوي أن موسى عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يفارقه، قال له: أوصِني، قال: لا تطلب العلمَ لتحدّث به واطلبُه لتعمل به. اهـ.

.قال الألوسي:

{أَمَّا السفينة} التي خرقها {فَكَانَتْ لمساكين} لضعفاء لا يقدرون على مدافعة الظلمة جمع مسكين بكسر الميم وفتحها ويجمع على مساكين ومسكينون وهو الضعيف العاجز، ويشمل هذا ما إذا كان العجز لأمر في النفس أو البدن ومن هنا قيل سموا مساكين لزمانتهم وقد كانوا عشرة خمسة منهم زمني وإطلاق مساكين عليهم على هذا من باب التغليب، وهذا المعنى للمسكين غير ما اختلف الفقهاء في الفرق بينه وبين الفقير وعليه لا تكون الآية حجة لمن يقول: إن المسكين من يملك شيئًا ولا يكفيه لأن هذا المعنى مقطوع فيه النظر عن المال وعدمه.
وقد يفسر بالمحتاج وحينئذ تكون الآية ظاهرة فيما يدعيه القائل المذكور، وادعى من يقول: إن المسكين من لا شيء له أصلًا وهو الفقير عند الأول أن السفينة لم تكن ملكًا لهم بل كانوا أجراء فيها، وقيل: كانت معهم عارية واللام للاختصاص لا للملك ولا يخفى أن ذلك خلاف الظاهر ولا يقبل بلا دليل، وقيل: إنهم نزلوا منزلة من لا شيء له أصلًا وأطلق عليهم المساكين ترحمًا.
وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه {لمساكين} بتشديد السين جمع تصحيح لمساك فقيل: المعنى لملاحين، وقيل: المساك من يمسك رجل السفينة وكانوا يتناوبون ذلك، وقيل: المساكون دبغة المسوك وهي الجلود واحدها مسك ولعل إرادة الملاحين أظهر {يَعْمَلُونَ في البحر} أي يعملون بها فيه ويتعيشون بما يحصل لهم، وإسناد العمل إلى الكل على القول بأن منهم زمني على التغليب أو لأن عمل الوكلاء بمنزلة عمل الموكلين {فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} أي اجعلها ذات عيب بالخرق ولم أرد إغراق من بها كما مسبت ولإرادة هذا المعنى جيء بالإرادة ولم يقل فأعبتها.
وهذا ظاهر في أن اللام في الاعتراض للتعليل ويحتاج حملها على العاقبة إلى ارتكاب خلاف الظاهر هنا كما لا يخفى على المتأمل {وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ} أي أمامهم وبذلك قرأ ابن عباس وابن جبير وهو قول قتادة وأبي عبيد وابن السكيت والزجاج، وعلى ذلك جاء قول لبيد:
أليس ورائي إن تراخت منيتي ** لزوم العصا تحني عليها الأصابع

وقول سوار بن المضرب السعدي:
أيرجو بنو مروان سمعى وطاعتي ** وقومي تميم والفلاة ورائيًا

وقول الآخر:
أليس ورائي أن أدب على العصا ** فيأمن أعدائي ويسأمني أهلي

وفي القرآن كثير أيضًا، ولا خلاف عند أهل اللغة في مجيء وراء بمعنى أمام وإنما الخلاف في غير ذلك، وأكثرهم على أنه معنى حقيقي يصح إرادته منها في أي موضع كان وقالوا: هي من الأضداد، وظاهر كلام البعض أن لها معنى واحدًا يشمل الضدين فقال ابن الكمال نقلًا عن الزمخشري: إنها اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام، وقال البيضاوي ما حاصله: إنه في الأصل مصدر ورا يرئى كقضا يقضي وإذا أضيف إلى الفاعل يراد به المفعول أعني المستور وهو ما كان خلفًا وإذا أضيف إلى المفعول يراد به الفاعل أعني الساتر وهو ما كان قدامًا.
ورد عليه بقوله تعالى: {ارجعوا وَرَاءكُمْ} [الحديد: 13] فإن وراء أضيفت فيه إلى المفعول والمراد بها الخلف.
وقال الفراء: لا يجوز أن يقال للرجل بين يديه هو وراءك وكذا في سائر الأجسام وإنما يجوز ذلك في المواقيت من الليالي والأيام؛ وقال أبو علي: إنما جاز استعمال وراء بمعنى أمام على الاتساع لأنها جهة مقابلة لجهة فكانت كل واحدة من الجهتين وراء الأخرى إذا لم يرد معنى المواجهة ويجوز ذلك في الأجرام التي لا وجه لها مثل حجرين متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر، وقيل: أي خلفهم كما هو المشهور في معنى وراء.