فصل: قال الشنقيطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فإن كان المراد من {الحسنى} الخصال الحسنى، فمعنى عطف {وسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أمْرِنَا يُسْرًا} أنه يجازَى بالإحسان وبالثناء، وكلاهما من ذي القرنين، وإن كان المراد من {الحُسْنَى} ثواب الآخرة فذلك من أمر الله تعالى وإنما ذو القرنين مُخبر به خبرًا مستعملًا في فائدة الخبر، على معنى.
إنا نُبشره بذلك، أو مستعملًا في لازم الفائدة تأدبًا مع الله تعالى، أي أني أعلم جزاءه عندك الحسنى.
وعطف عليه {وسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} لبيان حظ الملك من جزائه وأنه البشارة والثناء.
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}.
تقدم خلاف القراء في {فَأتْبَعَ سَبَبًا} فهو كذلك هنا.
ومطلع الشمس: جهة المشرق من سلطانه ومملكته، بلغ جهة قاصية من الشرق حيث يُخال أن لا عمران وراءها، فالمطلع مكان الطلوع.
والظاهر أنه بلغ ساحل بحر اليابان في حدود منشوريا أو كوريا شرقًا، فوجد قومًا تطلع عليهم الشمس لا يسترهم من حرها، أي لا جبل فيها يستظلون بظلّه ولا شجر فيها، فهي أرض مكشوفة للشمس، ويجوز أن يكون المعنى أنهم كانوا قومًا عراة فكانوا يتّقون شعاع الشمس في الكهوف أو في أسراب يتخذونها في التراب.
فالمراد بالستر ما يستر الجسد.
وكانوا قد تعودوا ملاقاة حرّ الشمس، ولعلهم كانوا يتعرضون للشمس ليدفعوا عن أنفسهم ما يلاقونه من القُر ليلًا.
وفي هذه الحالة عبرة من اختلاف الأمم في الطبائع والعوائد وسيرتهم على نحو مناخهم.
{كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}.
الكاف للتشبيه، والمشبه به شيء تضمنه الكلام السابق بلفظه أو معناه.
والكاف ومجرورها يجوز أن يكون شِبه جملة وقع صفة لمصدر محذوف يدلّ عليه السياق، أي تشبيهًا مماثلًا لما سمعت.
واسم الإشارة يشير إلى المحذوف لأنه كالمذكور لتقرر العلم به، والمعنى: من أراد تشبيهه لم يشبهه بأكثر من أن يشبهه بذاته على طريقة ما تقدم في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا} في سورة البقرة (143).
ويجوز أن يكون جزء جملة حذف أحد جزأيها والمحذوف مبتدأ.
والتقدير: أمر ذي القرنين كذلك، أي كما سمعت.
ويجوز أن يكون صفة لـ: {قَوْمًا}. {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} أي قومًا كذلك القوم الذين وجدهم في مغرب الشمس، أي في كونهم كفارًا، وفي تخييره في إجراء أمرهم على العقاب أو على الإمهال.
ويجوز أن يكون المجرور جزء جملة أيضًا جلبت للانتقال من كلام إلى كلام فيكون فصل خطاب كما يقال: هذا الأمر كذا.
وعلى الوجوه كلها فهو اعتراض بين جملة {ثم أتبع سببًا حتى إذا بلغ مطلع الشمس} إلخ.
وجملة {ثم أتبع سببًا حتى إذا بلغ بين السدين} [الكهف: 92، 93] إلخ... هذه الجملة حال من الضمير المرفوع في {ثم اتبع وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا}. و{بِما لَدَيهِ}: ما عنده من عظمة الملك من جند وقوّة وثروة. والخبرُ بضم الخاء وسكون الموحدة: العلم والإحاطة بالخبر، كناية عن كون المعلوم عظيمًا بحيث لا يحيط به علمًا إلاّ علاّم الغيوب. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {حتى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشمس وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} الآية.
قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم {حمئة} بلا ألف بعد الحاء، وبهمزة مفتوحة بعد الميم المكسورة. وقرأه ابن عامر وحمزة والكسائي وشعبة عن عاصن {حامية} بالف بعد الحاء، وياء مفتوحة بعد الميم المكسروة على صيغة اسم الفاعل. فعلى القراءة الأولى فمعنى {حمئة} ذات حمأة وهي الطين الأسود، ويدل لهذا التفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [الحجر: 26] والحمأ: الطين كما تقدم. ومن هذا المعنى قول تبع الحميري فيما يؤثر عنه يمدح ذا القرنين:
بلغ المشارق والمغارب يبتغي ** أسباب أمر من حكيم مرشد

فرأى مغيب الشمس عند غروبها ** في عين ذي خلب وثأط حرمد

والخلب- في لغة حمير-: الطين. والثأط: الحمأة. والحرمد: الأسود. وعلى قراءة {حاميه} بصيغة اسم الفاعل، فالمعنى: أنها حارة، وذلك لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها، وملاقاتها الشعاع بلا حائل. ولا منافاة بين القراءتين حق. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: {وجدها تغرب في عين حمئة} أي رأي الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه- إلى آخر كلامه. ومقتضى كلامه أن المراد بالعين في الآية البحر المحيط، وهو ذو طين أسود. والعين تطلق في اللغة على ينبوع الماء. والينبوع: الماء الكثير. فاسم العين يصدق على البحر لغة. وكون من على شاطىء المحيط الغربي يرى الشمس في نظر عينه تسقط في البحر أمر معروف. وعلى هذا التفسير فلا إشكال في الآية، والعم عند الله تعالى. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} ذو القرنين: هذا لقبه؛ لأنه ربما كان في تكوينه ذا قرنين، أو يلبس تاجًا له اتجاهان؛ أو لأنه بلغ قرني الشمس في المشرق وفي المغرب.
وقد بحث العلماء في: مَنْ هو ذو القرنين؟ فمنهم مَنْ قال: هو الإسكندر الأكبر المقدوني الطواف في البلاد، لكن الإسكندر الأكبر كان في مقدونيا في الغرب، وذو القرنين جاب المشرق والمغرب مما دعا عالمًا محققًا من علماء الهند هو: أبو الكلام آزاد وزير المعارف الهندي إلى القول بأنه ليس هو الإسكندر الأكبر، بل هو قورش الصالح، وهذه رحلته في الشرق والغرب وبين السدين، كما أن الإسكندر كان وثنيًا، وكان تلميذًا لأرسطو، وذو القرنين رجل مؤمن كما سنعرف من قصته.
وعلى العموم، ليس من صالح القصة حَصْرها في شخص بعينه؛ لأن تشخيص حادثة القصة يُضعِف من تأثيرها، ويصبغها بِصبْغة شخصية لا تتعدى إلى الغير فنرى مَنْ يقول بأنها مسألة شخصية لا تتكرر.
إذن: لو جاء العلم في ذاته سنقول: هذه الحادثة أو هذا العَمَل خاص بهذا الشخص، والحق سبحانه وتعالى يريد أن يضرب لنا مثلًا يعُمُّ أي شخص، ماذا سيكون مَسْلكه وتصرّفه إنْ مكَّنَ الله له ومنحه الله قوة وسلطة؟
ولو حددَ القرآن هذه الشخصية في الإسكندر أو قورش أو غيرهما لَقُلْنَا: إنه حَدث فرديّ لا يتعدى هذا الشخص، وتنصرف النفس عن الأُسْوة به، وتفقد القصة مغزاها وتأثيرها. ولو كان في تعيينه فائدة لَعيَّنه الله لَنَا.
وسبق أنْ أوضحنا أن الحق سبحانه عندما ضرب مثلًا للذين كفروا، قال: {امرأت نُوحٍ وامرأت لُوطٍ} [التحريم: 10] ولم يُعيّنهما على التحديد؛ لأن الهدف من ضرب المثل هنا بيان الرسول المرسَل من الله لهداية الناس لم يتمكّن من هداية زوجته وأقرب الناس إليه؛ لأن الإيمان مسألة شخصية، لا سيطرة فيها لأحد على أحد.
وكذلك لما ضرب الله مثلًا للذين آمنوا قال: {امرأت فِرْعَوْنَ} [التحريم: 11].
ففرعون الذي أضَلَّ الناس وادَّعى الألوهية زوجته مؤمنة، وكأن الحق سبحانه يُلمِّح للناس جميعًا أن رأيك في الدين وفي العقائد رَأْي ذاتي، لا يتأثر بأحد أيًّا كان، لا في الهداية بنبي، ولا في الغواية بأضلِّ الضالين الذي ادعى الألوهية.
وهكذا يحفظ الإسلام للمرأة دورها وطاقتها ويحترم رأيها.
إذن: الحق سبحانه وتعالى أتى بهذه القصة غير مُشخّصة لتكون نموذجًا وأُسْوة يحتذي بها كل أحد، وإلاَّ لو شخصتْ لارتبطتْ بهذا الشخص دون غيره، أما حينما تكلم الحق سبحانه عن مريم فنراه يحددها باسمها، بل واسم أبيها؛ ذلك لأن ما سيحدث لمريم مسألة خاصة بها، ولن تحدث بعدها أبدًا في بنات آدم، لذلك عيَّنها وشخَّصها؛ لأن التشخيص ضروري في مثل هذا الموقف.
أما حين يترك المثل أو القصة دون تشخيص، فهذا يعني أنها صالحة لأنْ تتكرر في أيّ زمان أو في أيّ مكان، كما رأينا في قصة أهل الكهف، وكيف أن الحق سبحانه أبهمهم أسماءً، وأبهمهم مكانًا وأبهمهم زمانًا، وأبهمهم عددًا، ليكونوا أُسْوة وقُدْوة للفتيان المؤمنين في أيِّ زمان، وفي أيِّ مكان، وبأيِّ عدد.
وقوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي القرنين} [الكهف: 83] نلاحظ أن مادة السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن أخذتْ حيِّزًا كبيرًا فيه، فقد ورد السؤال للنبي من القوم ست عشرة مرة، إحداها بصيغة الماضي في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186].
وخمس عشرة مرة بصيغة المضارع، كما في: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهلة} [البقرة: 189].
وقوله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ} [البقرة: 215] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشهر الحرام قِتَالٍ فِيهِ} [البقرة: 217] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخمر والميسر} [البقرة: 219] {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو} [البقرة: 219] {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليتامى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ} [البقرة: 220] {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المحيض} [البقرة: 222] {يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ} [المائدة: 4] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الساعة} [الأعراف: 187] ثلاث مرات، [النازعات: 42] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنفال} [الأنفال: 1] {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الروح} [الإسراء: 85].
{وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي القرنين} [الكهف: 83] {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} [طه: 105].
خمسة عشر سؤالًا بالمضارع، إلا أن الجوابَ عليها مختلف، وكلها صادرة عن الله الحكيم، فلابد أنْ يكون اختلاف الجواب في كل سؤال له مَلْحظ، ومن هذه الأسئلة ما جاء من الخصوم، ومنها ما سأله المؤمنون، السؤال من المؤمنين لرسول الله وقد نهاهم أنْ يسألوه حتى يهدأوا إلحاحٌ منهم في معرفة تصرُّفاتهم وإنْ كانت في الجاهلية، إلا أنهم يريدون أنْ يعرفوا رأي الإسلام فيها، فكأنهم نَسُوا عادات الجاهلية ويرغبون في أن تُشرَّع كل أمورهم على وَفْق الإسلام.
وبتأمّل الإجابة على هذه الأسئلة تجد منها واحدةً يأتي الجواب مباشرة دون {قُلْ} وهي في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع} [البقرة: 186] وواحدة وردتْ مقرونة بالفاء {فَقُلْ} وهي قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} [طه: 105] وباقي الأسئلة وردت الإجابة عليها بالفعل {قُلْ}، فما الحكمة في اقتران الفعل بالفاء في هذه الآية دون غيرها؟
قالوا: حين يقول الحق سبحانه في الجواب {قُلْ} فهذه إجابة على سؤال سُئِلَهُ رسول الله بالفعل، أي: حدث فعلًا منهم، أما الفاء فقد أتتْ في الجواب على سؤال لم يُسأله، ولكنه سيُسأله مستقبلًا.
فقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال} [طه: 105] سؤال لم يحدث بَعْد، فالمعنى: إذا سألوك فَقُلْ، وكأنه احتياط لجواب عن سؤال سيقع. فإذا قُلْتَ: فما الحكمة في أنْ يأتي الجواب في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186] خاليًا من: قُلْ أو فَقُلْ: مع أن {إِذَا} تقتضي الفاء في جوابها؟
نقول: لأن السؤال هنا عن الله تعالى، ويريد سبحانه وتعالى أنْ يُجيبهم عليه بانتفاء الواسطة من أحد؛ لذلك تأتي الإجابة مباشرة دون واسطة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186] قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي القرنين} [الكهف: 83] أي: عن تاريخه وعن خبره والمهمة التي قام بها: {قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 83].
وأيُّ شرف بعد هذا الشرف، إن الحق تبارك وتعالى يتولّى التأريخ لهذا الرجل، ويُؤرّخ له في قرآنه الكريم الذي يُتلَى ويُتعبَّد به إلى يوم القيامة والذي يُتحدّى به، ليظل ذِكْره باقيًا بقاء القرآن، خالدًا بخلوده، يظل أثره فيما عمل أُسْوة وقُدْوة لمن يعمل مثله. إنْ دَلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن العمل الصالح مذكور عند الله قبل أنْ يُذكَرَ عند الخلق.
فأيُّ ذكْر أبقى من ذكر الله لخبر ذي القرنين وتاريخه؟
و{مِّنْهُ} أي: بعضًا من ذِكْره وتاريخه، لا تاريخه كله.
وكلمة ذِكْر وردت في القرآن الكريم بمعان متعددة، تلتقي جميعها في الشرف والرفعة، وفي التذكُّر والاعتبار. وإنْ كانت إذا أُطلقتْ تنصرف انصرافًا أوليًا إلى القرآن، كما في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] وبعد ذلك تُستعمل في أيّ كتاب أنزله الله تعالى من الكتب السابقة، كما جاء في قوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نوحي إِلَيْهِمْ فاسألوا أَهْلَ الذكر إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
وقد يُطلَق الذكر على ما يتبع هذا من الصِّيت والشرف والرفعة وتخليد الاسم، كما في قوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [الأنبياء: 10].
وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44].
أي: صيت حَسَن وشرف ورفْعة كون القرآن يذكر هذا الاسم؛ لأن الاسم إذا ذُكِر في القرآن ذاعَ صِيتُه ودَوَّى الآفاق.
وقلنا في قصة زيد بن حارثة أنه كان عبدًا بعد أنْ خُطِف من قومه وَبيع في مكة لخديجة رضي الله عنها، ثم وهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لذلك أطلقوا عليه زيد بن محمد، فلما عَلِم أهله بوجوده في مكة أتى أبوه وعمه، وكلّموا رسول الله في شأن زيد فقال: خَيِّروه.