فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وافتتاحهم الكلام بالنداء أنهم نادوه نداء المستغيثين المضطرين، ونداؤهم إياه بلقب ذي القرنين يدل على أنه مشهور بمعنى ذلك اللقب بين الأمم المتاخمة لبلاده.
وياجوج وماجوج أمة كثيرة العدد فيحتمل أن الواو الواقعة بين الاسمين حرف عطف فتكون أمة ذات شعبين، وهم المغول وبعض أصناف التتار.
وهذا هو المناسب لأصل رسم الكلمة ولاسيما على القول بأنهما اسمان عربيان كما سيأتي فقد كان الصنفان متجاورين.
ووقع لعلماء التاريخ وعلماء الأنساب في اختلاف إطلاق اسمي المغول والتتار كل على ما يطلق عليه الآخر لعسر التفرقة بين المتقاربين منهما، وقد قال بعض العلماء: إن المغول هم ماجوج بالميم اسم جد لهم يقال له أيضًا سكيثوس وربما يقال له جيته.
وكان الاسم العام الذي يجمع القبيلتين ماجوج ثم انقسمت الأمة فسميت فروعها بأسماء خاصة، فمنها ماجوج وياجوج وتتر ثم التركمان ثم الترك.
ويحتمل أن الواو المذكورة ليست عاطفة ولكنها جاءت في صورة العاطفة فيكون اللفظ كلمة واحدة مركبة تركيبًا مزجيًا، فيتكون اسمًا لأمة وهم المغول.
والذي يجب اعتماده أن ياجوج وماجوج هم المغول والتتر.
وقد ذكر أبو الفداء أن ماجوج هم المغول فيكون ياجوج هم التتر.
وقد كثرت التتر على المغول فاندمج المغول في التتر وغلب اسم التتر على القبيلتين.
وأوضح شاهد على ذلك ما ورد في حديث أمّ حبيبة عن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعًا يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فُتح اليوم من رَدْم ياجوج وماجوج مثل هذه».
وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها.
وقد تقدم آنفًا.
ولا يعرف بالضبط وقت انطلاقهم من بلادهم ولا سبب ذلك.
ويقدّر أن انطلاقهم كان أواخر القرن السادس الهجري.
وتشتت ملك العرب بأيدي المغول والتتر من خروج جنكيز خان المغولي واستيلائه على بخارى سنة ست عشرة وستمائة من الهجرة ووصلوا ديار بكر سنة 628ه ثم ما كان من تخريب هولاكو بغداد عاصمة ملك العرب سنة 660ه.
ونظير إطلاق اسمين على حي مؤتلف من قبيلتين إطلاق طسم وجديس على أمّة من العرب البائدة، وإطلاق السكاسك والسكرن في القبائل اليمنية، وإطلاق هلال وزغبة على أعراب إفريقية الواردين من صعيد مصر، وإطلاق أولاد وزاز وأولاد يحيى على حيّ بتونس بالجنوب الغربي، ومَرَادة وفِرْجان على حي من وطن نابل بتونس.
وقرأ الجمهور: {ياجوج وماجوج} كلتيهما بألف بعد التحتية بدون همز، وقرأه عاصم بالهمز.
واختلف المفسرون في أنه اسم عربي أو معرّب، وغالب ظني أنه اسم وضعه القرآن حاكى به معناه في لغة تلك الأمة المناسب لحال مجتمعهم فاشتق لهما من مادة الأج، وهو الخلط، إذ قد علمت أن تلك الأمة كانت أخلاطًا من أصناف.
والاستفهام في قوله: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ}، مستعمل في العَرض.
والخرْج: المال الذي يدفع للملك.
وهو بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء في قراءة الجمهور.
ويقال فيه الخراج بألف بعد الراء، وكذلك قرأه حمزة، والكسائي، وخلف.
وقرأ الجمهور: {سُدًّا} بضم السين وقرأه ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح السين وقوله: {ما مكَّنّي فِيه ربِّي خيرٌ} أي ما آتاني الله من المال والقوة خير من الخراج الذي عرضتموه أو خير من السد الذي سألتموه، أي ما مكنني فيه ربي يأتي بخير مما سألتم، فإنه لاح له أنه إن سد عليهم المرور من بين الصدفين تحيلوا فتسلقوا الجبال ودخلوا بلاد الصين، فأراد أن يبني سُورًا ممتدًا على الجبال في طول حدود البلاد حتى يتعذّر عليهم تسلق تلك الجبال، ولذلك سمّاه رَدْمًا.
والردم: البناء المردّم.
شبه بالثوب المردّم المؤتلف من رقاع فوق رقاع، أي سُدًا مضاعفًا.
ولعله بَنى جدارين متباعدين وردم الفراغ الذي بينهما بالتُراب المخلوط ليتعذر نقبه.
ولما كان ذلك يستدعي عملة كثيرين قال لهم: {فأعينوني بقوة} أي بقوّة الأبدان، أراد تسخيرهم للعمل لدفع الضر عنهم.
وقد بنى ذو القرنين وهو تْسين شي هوانق تِي سلطان الصين هذا الردم بناء عجيبًا في القرن الثالث قبل المسيح وكان يعمل فيه ملايين من الخَدمَة، فجعل طوله ثلاثة آلاف وثلاثمائة كيلومتر.
وبعضهم يقول: ألفا ومائتي ميل، وذلك بحسب اختلاف الاصطلاح في تقدير الميل، وجعل مبدأه عند البحر، أي البحر الأصفر شرقي مدينة بيكنغ عاصمة الصين في خط تجاه مدينة مُكْدن الشهيرة. وذلك عند عرض 4، 540 شمالًا، وطول.2، 512 شرقًا، وهو يلاقي النهر الأصفر حيث الطول 50، 5111 شرقًا، والعرض 50، 539 شمالًا، وأيضًا في 375 عرض شمالي. ومن هنالك ينعطف إلى جهة الشمال الغربي وينتهي بقرب 599 طولًا شرقيًا و540 عرضًا شماليًا. هو مبني بالحجارة والآجر وبعضه من الطين فقط. وسمكه عند أسفله نحو 25 قدمًا وعند أعلاه نحو 15 قدمًا وارتفاعه يتراوح بين 15 إلى 20 قدمًا، وعليه أبراج مبنية من القراميد ارتفاع بعضها نحو 40 قدمًا.
وهو الآن بحالة خراب فلم يبق له اعتبار من جهة الدفاع، ولكنه بقي علامة على الحد الفاصل بين المقاطعات الأرضية فهو فاصل بين الصين ومنغوليا، وهو يخترق جبال يابلوني التي هي حدود طبيعية بين الصين وبلاد منغوليا فمنتهى طرَفه إلى الشمال الغربي لصحراء قوبي.
وقرأ الجمهور: {مَكَّنّي} بنون مدغمة، وقرأه ابن كثير بالفك على الأصل. اهـ.

.قال الشعراوي:

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}.
السد: هو الحاجز بين شيئين، والحاجز قد يكون أمرًا معنويًا، وقد يكون طبيعيًا محسوسًا كالجبال، فالمراد بالسدين هنا جبلان بينهما فجوة، وما دام قد قال: {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} فالبَيْن هنا يقتضي وجود فجوة بين السدين يأتي منها العدو.
{وَجَدَ مِن دُونِهِمَا} [الكهف: 93] أي: تحتهما {قَوْمًا لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} [الكهف: 93] أي: لا يعرفون الكلام، ولا يفقهون القول؛ لأن الذي يقدر أن يفهم يقدر أن يتكلم، وهؤلاء لا يقولون كلامًا، ولا يفهمون ما يقال لهم، ومعنى: {لاَّ يَكَادُونَ} [الكهف: 93] لا يقربون من أن يفهموا، فلا ينفي عنهم الفَهْم، بل مجرد القُرْب من الفهم، وكأنه لا أملَ في أن يفهمهم. لكن، يكف نفى عنهم الكلام، ثم قال بعدها مباشرة: {قَالُواْ ياذا القرنين} [الكهف: 94] فأثبت لهم القول؟ يبدو أنه خاطبهم بلغة الإشارة، واحتال على أن يجعلَ من حركاتهم كلامًا يفهمه وينفذ لهم ما يريدون، ولا شكَّ أن هذه العملية احتاجت منه جهدًا وصبرًا حتى يُفهمهم ويفهم منهم، وإلا فقد كان في وُسْعه أنْ ينصرف عنهم بحجة أنهم لا يتكلمون ولا يتفاهمون. فهو مثال للرجل المؤمن الحريص على عمل الخير، والذي لا يألو جَهْدًا في نَفْع القوم وهدايتهم. والإشارة أصبحت الآن لغة مشهورة ومعروفة، ولها قواعد ودارسون يتفاهمون بها، كما نتفاهم نحن الآن مع الأخرس ثم يقول الحق سبحانه: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} المراد بالقول هنا: دلالة مُعبِّرة تعبير القول، فلابد أنهم تعارفوا على شيء كالإشارة مثلًا يتفاهمون به. ويأجوج ومأجوج قوم خَلْف السدين أو الجبلين، ينفذون إليهم من هذه الفجوة، فيؤذونهم ويعتدون عليهم؛ لذلك عرضوا عليه أن يجعلوا له {خَرْجًا} أي: أجرًا وخراجًا يدفعونه إليه على أنْ يسدَّ لهم هذه الفجوة، فلا ينفذ إليهم أعداؤهم ثم يقول الحق- تبارك وتعالى- عن ذي القرنين أنه: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْر}. والقوْل هنا أيضًا قَوْل دلالة وإشارة تُفهمهم أنه في غِنىً عن الأجر، فعنده الكثير من الخير الذي أعطاه الله، إنما هو في حاجة إلى قوة بشرية عاملة تُعِينه، وتقوم معه بتنفيذ هذا العمل ونفهم من الآية أن المعونة من المُمكَّن في الأرض المالك للشيء يجب أن تكون حِسْبة لله، وأنْ تُعين معونة لا تحوج الذي تعينه إلى أن تُعينه كل وقت، بل أعنه إعانة تغنيه أن يحتاج إلى المعونة فيما بعد، كأن تعلّمه أنْ يعمل بنفسه بدل أنْ تعطيه مثلًا مالًا ينفقه في يومه وساعته ثم يعود محتاجًا؛ لذلك يقولون: لا تُعطِني سمكة، ولكن علِّمني كيف أصطاد، وهكذا تكون الإعانة مستمرة دائمة، لها نَفَس، ولها عُمْر ولما كان ذو القرنين ممكّنًا في الأرض، وفي يده الكثير من الخيرات والأموال، فهو في حاجة لا إلى مال بل إلى الطاقة البشرية العاملة، فقال: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} [الكهف: 95] أي: قوة وطاقة بشرية قوية مخلصة {أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95]ولم يقُلْ: سدًا؛ لأن السدّ الأصمَّ يعيبه أنه إذا حصلت رَجَّة مثلًا في ناحية منه ترجّ الناحية الأخرى؛ لذلك أقام لهم ردمًا أي: يبني حائطًا من الأمام وآخر من الخلف، ثم يجعل بينهما ردمًا من التراب ليكون السد مَرِنًا لا يتأثر إذا ما طرأت عليه هزة أرضية مثلًا، فيكون به التراب مثل: السُّوست التي تمتص الصدمات والردم أن تضع طبقات التراب فوق بعضها، حتى تردم حُفْرة مثلًا وتُسوّيها بالأرض، ومن ذلك ما نسمعه عندما يعاتب أحدهم صاحبه، وهو لا يريد أنْ يسمعَ، فيقول له: اردم على هذا الموضوع. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}.
قوله: {يَفْقَهُونَ}: قرأ الأخَوان بضمِّ الياء وكسرِ القافِ مِنْ أَقْفَهَ غيرَه، فالمفعولُ محذوفٌ، أي: لا يُفْقهون غيرهم قولًا. والباقون بفتحها، أي: لا يَفْهمون كلامَ غيرِهم، وهو بمعنى الأول. وقيل: ليس بمتلازِمٍ؛ إذ قد يَفْقَهُ الإِنسانُ قولَ غيرِه ولا يَفْقَه غيرُه قولَه. وبالعكس.
قوله: {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ}: قرأ عاصمٌ بالهمزة الساكنة، والباقون بألفٍ صريحة. واخْتُلِف في ذلك فقيل: هما أعجميان. لا اشتقاقَ لهما ومُنعا من الصرف للعلَميَّة والعُجْمة. ويحتمل أَنْ تكونَ الهمزةُ أصلًا والألفُ بدلٌ عنها، أو بالعكسِ؛ لأنَّ العربَ تتلاعب بالأسماءِ الأعجمية. وقيل: بل هما عربيَّان واختلفوا في اشتقاقِهما: فقيل: اشتقاقُهما مِنْ أَجيج النار وهو التهابُها وشِدَّةُ تَوَقُّدِها. وقيل: مِنَ الأَجَّة. وهو الاختلاطُ أو شدةُ الحَرِّ. وقيل: من الأجِّ، وهو سُرْعةُ العَدْوِ. ومنه قوله:
3197-......................... ** تؤجُّ كما أجَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ

وقيل: من الأُجاجِ، وهو الماءُ المِلْحُ الزُّعاق. ووزنهما يَفْعُوْل ومَفْعُول. وهذا ظاهرٌ على قراءةِ عاصمٍ. وأمَّا قراءةُ الباقين فيُحتمل أن تكونَ الألفُ بدلًا من الهمزة الساكنة، إلا أنَّ فيه أنَّ مِنْ هؤلاءِ مَنْ ليس أصلُه قَلْبَ الهمزةِ الساكنةِ وهم الأكثرُ. ولا ضَيْرَ في ذلك. ويُحتمل أَنْ تكونَ ألفُهما زائدتين، ووزنُهما فاعول مِنْ يَجَّ ومَجَّ.
ويُحتمل أَنْ يكونَ ماجوج مِنْ ماج يموج، أي: اضطرب ومنه المَوْجُ فوزنُه مَفْعول والأصل: مَوْجُوج. قاله أبو حاتم. وفيه نظرٌ من حيث ادِّعاءُ قَلْبِ حَرْفِ العلة وهو ساكنٌ. وشذوذُه كشذوذِ طائيّ في النسب إلى طيِّئ. وعلى القولِ بكونِهما عربيين مشتقين فَمَنْعُ صرفِهما للعَلَميَّةِ والتأنيثِ بمعنى القبيلة، كما تقدَّم لك تحقيقهُ في سورة هود. ومثلُ هذا الخلافِ والتعليلِ جارٍ في سورة الأنبياء عليهم السلام. والهمزةُ في يَأْجوج ومَأْجوج لغةُ بني أسد. وقرأ رؤبة وأبوه العجاج {آجوج}.
قوله: {خَراجًا} قرأ ابن عامر: {خَرْجًا} هنا وفي المؤمنين بسكون الراء، والأخَوان: {خراجًا} {فَخَراج} في السورتين بالألف، والباقون كقراءةِ ابن عامر في هذه السورة، والأول في المؤمنين وفي الثاني وهو {فَخَراج} كقراءة الأخوين. فقيل: هما بمعنى واحد كالنَّوْل والنَوال. وقيل: الخراجُ بالألف ما صُرِفَ على الأرضِ من الإِتاوة كلَّ عام، وبغير ألف بمعنى الجُعْل، أي: نُعْطيك مِنْ أموالِنا مرةً واحدة ما تَسْتعين به على ذلك.
قال مكي رحمه الله: والاختيارُ تَرْكُ الألف؛ لأنهم إنما عَرَضوا عليه أن يُعطوه عَطِيَّة واحدة على بناءه، لا أَنْ يُضْرَبَ ذلك عليهم كلَّ عام. وقيل: الخَرْج ما كان على الرؤوس، والخراج ما كان على الأرض، يقال: أَدَّ خَرْجَ رأسِكَ، وخراجَ أرضِك. قاله ابن الأعرابي. وقيل: الخَرْجُ أخصُّ، والخَراجُ أعَمُّ. قاله ثعلب. وقيل: الخَرْجُ مصدرٌ، والخَراج اسمٌ لِما يُعطى، ثم قد يُطلق على المفعول المصدرُ كالخَلْق بمعنى المخلوق. قوله: {مَا مَكَّنِّي}: {ما} بمعنى الذي. وقرأ ابن كثير {مكَّنني} بإظهار النون. والباقون بإدغامِها في نون الوقاية للتخفيف. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)} أي ما كانوا يهتدون إلا إلى لسانِ أنفسِهم، وما كانوا يفقهون فقهَ غيرِهم فلجؤوا إلى عَبَرَاتهم في شرح قصتهم، ورفعوا إليه- في باب ياجوج وماجوج- مظلمتَهم، وضمنوا له خراجًا يدفعونه إليه، فأجابهم إلى سؤلهم، وحقَّق لهم بُغْيَتَهم، ولم يأخذ منهم ما ضمنوا له من الجباية، لمَّا رأى أنَّ من الواجبِ عليه حق الحماية على حسب المُكْنَة. اهـ.