فصل: قال الشنقيطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



و{يَمُوج} يضطرب تشبيهًا بموج البحر.
وجملة {يَمُوج} حال من {بعضهم} أو مفعول ثان لـ: {تَرَكنا} على تأويله بجعلنا، أي جعلنا ياجوج وماجوج يومئذ مضطربين بينهم فصار فسادهم قاصرًا عليهم ودفع عن غيرهم .....
والنار تأكل نفسها ** إن لم تجد ما تأكله

لأنهم إذا لم يجدوا ما اعتادوه من غزو الأمم المجاورة لهم رجع قويهم على ضعيفهم بالاعتداء.
{وَنُفِخَ في الصور فجمعناهم جَمْعًا وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ للكافرين عَرْضًا الذين كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ في غِطَاءٍ عَن ذِكْرِى وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا}.
تخلصٌ من أغراض الاعتبار بما في القصة من إقامة المصالح في الدنيا على أيدي من اختاره الله لإقامتها من خاصة أوليائه، إلى غرض التذكير بالموعظة بأحوال الآخرة، وهو تخلص يؤذن بتشبيه حال تموجهم بحال تموج الناس في المحشر، تذكيرًا للسامعين بأمر الحشر وتقريبًا بحصوله في خيال المشركين.
فإن القادر على جمع أمة كاملة وراء هذا السد، بفعل من يسره لذلك من خلقه، هو الأقدر على جمع الأمم في الحشر بقدرته، لأنّ متعلقات القدرة في عالم الآخرة أعجب.
وقد تقدّم أن من أهم أغراض هذه السورة إثبات البعث.
واستعمل الماضي موضع المضارع تنبيهًا على تحقيق وقوعه.
والنفخ في الصور تمثيلية مكنية تشبيهًا لحال الدّاعي المطاع وحال المدعو الكثير العدد السريع الإجابة، بحال الجند الذين ينفذون أمر القائد بالنفير فينفخون في بوق النفير، وبحال بقية الجند حين يسمعون بوق النفير فيسرعون إلى الخروج.
على أنه يجوز أن يكون الصور من مخلوقات الآخرة.
والحالة الممثلة حالة غريبة لا يعلم تفصيلها إلا الله تعالى.
وتأكيد فعلي {جمعناهم} و{عرضنا} بمصدريهما لتحقق أنه جمع حقيقي وعرض حقيقي ليسا من المجاز، وفي تنكير الجمع والعرض تهويل.
ونعت الكافرين ب {الذين كانت أعينهم في غطاء} للتنبيه على أن مضمون الصلة هو سبب عرض جهنم لهم، أي الذين عرفوا بذلك في الدنيا.
والغطاء: مستعار لِعدم الانتفاع بدلالة البصر على تفرد الله بالإلهية.
وحرف من للظرفية المجازية، وهي تَمكُّن الغطاء من أعينهم بحيث كأنها محوية للغطاء.
و عن للمجاوزة، أي عن النظر فيما يحصل به ذكري.
ونفي استطاعتهم السمع أنهم لشدة كفرهم لا تطاوعهم نفوسهم للاستماع.
وحذف مفعول {سمعا} لدلالة قوله: {عن ذكري} عليه.
والتقدير: سمعًا لآياتي، فنفي الاستطاعة مستعمل في نفي الرغبة وفي الإعراض كقوله: {وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر} [فصلت: 5].
وعرَض جهنم مستعمل في إبرازها حين يشرفون عليها وقد سيقوا إليها فيعلمون أنها المهيئة لهم، فشبه ذلك بالعرض تهكمًا بهم، لأنّ العرض هو إظهار ما فيه رغبة وشهوة.
{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ}.
أعقب وصف حرمانهم الانتفاع بدلائل المشاهدات على وحدانية الله وإعراضهم عن سماع الآيات بتفريع الإنكار لاتخاذهم أولياء من دون الله يزعمونها نافعة لهم تنصرهم تفريعَ الإنكار على صلة الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري، لأن حسبانهم ذلك نشأ عن كون أعينهم في غطاء وكونهم لا يستطيعون سمعًا، أي حسبوا حسبانًا باطلًا فلم يغن عنهم ما حسبوه شيئًا، ولأجله كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعًا.
وتقدم حرف الاستفهام على فاء العطف لأن للاستفهام صدر الكلام وهو كثير في أمثاله.
والخلاف شهير بين علماء العربية في أن الاستفهام مقدم من تأخير، أو أن العطف إنما هو على ما بعد الاستفهام بعد حذف المستفهم عنه لدلالة المعطوف عليه.
فيقدر هنا: أأمِنوا عذابي فحسبوا أن يتخذوا.. إلخ. وأول القولين أولى. وقد تقدمت نظائره منها قوله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم} في [سورة البقرة: 75].
والاستفهام إنكاري، والإنكار عليهم فيما يحسبونه يقتضي أن ما ظنوه باطل، ونظيره قوله: {أحسب الناس أن يتركوا} [العنكبوت: 2].
و{أن يتخذوا} سادٌّ مسدّ مفعولي {حسب} لأنه يشتمل على ما يدل على المفعولين فهو ينحل إلى مفعولين. والتقدير: أحسبَ الذين كفروا عبادي متخِذين أولياء لهم من دوني.
والإنكار متسلط على معمول المفعول الثاني وهو {أولياء} المعمول لـ: {يتخذوا} بقرينة ما دل عليه فعل {حسب} من أن هنالك محسوبًا باطلًا، وهو كونهم أولياء باعتبار ما تقتضيه حقيقة الولاية من الحماية والنصر.
و{عبادي} صادق على الملائكة والجنّ والشياطين ومن عبدوهم من الأخيار مثل عيسى عليه السلام، ويصدق على الأصنام بطريق التغليب.
و{من دوني} متعلّق ب {أولياء} إما بجعل {دوني} اسمًا بمعنى حول، أي من حول عذابي، وتأويل {أولياء} بمعنى أنصارًا، أي حائلين دون عذابي ومانعيهم منه، وإما بجعل {دوني} بمعنى غيري، أي أحسبوا أنهم يستغنون بولايتهم.
وصيغ فعل الاتخاذ بصيغة المضارع للدلالة على تجدده منهم وأنهم غير مقلعين عنه.
وجعل في الكشاف فعل {يتخذوا} للمستقبل، أي أحسبوا أن يتخذوا عبادي أولياء يوم القيامة كما اتّخذوهم في الدنيا، وهو المشار إليه بقوله: {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا}.
ونظرّه بقوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم} [سبأ: 40-41].
وإظهار الذين كفروا دون أن يقال: أفحسبوا، بإعادة الضمير إلى الكافرين في الآية قبلها، لقصد استقلال الجملة بدلالتها، وزيادةً في إظهار التوبيخ لها.
وجملة {إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلًا} مقررة لإنكار انتفاعهم بأوليائهم فأكد بأن جهنم أُعدت لهم نزلًا فلا محيص لهم عنها ولذلك أكد بحرف إنّ.
و{أعتدنا} أعددنا، أبدل الدال الأولى تاء لقرب الحرفين، والإعداد: التهيئة، وقد تقدم آنفًا عند قوله تعالى: {إنا أعتدنا للظالمين نارًا} [الكهف: 29].
وجَعل المسند إليه ضميرَ الجلالة لإدخال الروع في ضمائر المشركين.
والنُزُل بضمتين: ما يُعدّ للنزيل والضيف من القِرى.
وإطلاق اسم النزل على العذاب استعارة علاقتها التهكم، كقول عمرو بن كلثوم:
قريناكم فعجّلنا قِراكم ** قُبيلَ الصبح مِرْدَاةً طحونا

اهـ.

.قال الشنقيطي:

{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)}.
اعلم أولًا- أنا قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك: أنه إن كان لبعض الآيات بيان من القرآن لا يفي بإيضاح المقصود وقد بينه النَّبي صلى الله عليه وسلم فإنا نتمم بيانه بذكر السنة المبينه له. وقد قدمنا أمثلة متعددة لذلك. فإذا علمت ذلك فاعلم- أن هاتين الآيتين الكريمتين لهما بيان من كتاب أوضحته السنة، فصار بضميمة السنة إلى القرآن بيانًا وافيًا بالمقصود، والله جل وعلا قال في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذكر لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] فإذا علمت ذلك فاعلم أن هذه الآية الكريمة، وآية الأنبياء قد دلتا في الجملة على أن السد الذي بناه ذو القرنين دون يأجوج ومأجوج إنما يجعله الله دكا عند مجيء الوقت الموعود بذلك فيه. وقد دلتا على أنه بقرب يوم القيامة، لأنه قال هنا {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصور} الآية. وأظهر الأقوال في الجملة المقدرة التي عوض عنها تنوين {يومئذ} من قوله: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} أنه يوم إذ جاء وعد ربي بخروجهم وانتشارهم في الأرض. ولا ينبغي العدول عن هذا القول لموافقته لظاهر سياق القرآن العظيم. وإذا تقرر أن معنى {يومئذ} يوم إذ جاء الوعد بخروجهم وانتشارهم- فاعلم أن الضمير في قوله: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ} على القول بأنه لجميع بني آدم فالمراد يوم القيامة. وإذًا فقد دلت الآية على اقترانه بالخروج إذا دك السد، وقربه منه. وعلى القول بأن الضمير راجع إلى يأجوج ومأجوج. فقوله بعده {وَنُفِخَ فِي الصور} يدل في الجملة على أنه قريب منه. قال الزمخشري في تفسير هذه الآية {قال هذا رحمة من ربي} هو إشارة إلى السد. أي هذا السد نعمة من الله ورحمة على عباده. أو هذا الإقدار والتمكين من تسويته {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} يعني فإذا دنا مجيء يوم القيامة، وشارف أن يأتي جعل السد دكا. أي مدكوكًا مبسوطًا مسوى بالأرض. وكل ما انبسط من بعد ارتفاع فقد اندك. ومنه الجمل الأدك المنبسط السنام اهـ.
وآية الأنبياء المشار إليها هي قوله تعالى: {حتى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ واقترب الوعد الحق فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كَفَرُواْ} [الأنبياء: 96-97] الآية. لأن قوله: {حتى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} وإتباعه لذلك بقوله: {واقترب الوعد الحق فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كَفَرُواْ} يدل في الجملة على ما ذكرنا فيتفسير آية الكهف التي نحن بصددها. وذلك يدل على بطلان قول من قال: إنهم روسية، وأن السد فتح منذ زمان طويل.
فإذا قيل: إنما تدل الآيات المذكورة في الكهف والأنبياء على مطلق اقتراب يوم القيامة من دك السد واقترابه من يوم القيامة- لا ينافي كونه قد وقع بالفعل. كما قال تعالى: {اقترب لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء: 1] الآية. وقال: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1]، وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «ويل للعرب، من شر قد اقترب، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه- وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها..» الحديث، وقد قدمنا في سورة المائدة. فقد دل القرآن والسنة الصحيحة على أن اقتراب ما ذكر لا يستلزم اقترانه بنه، بل يصح اقترابه مع مهلة، وإذا فلا ينافي دك السد الماضي المزعوم الاقتراب من يوم القيامة، فلا يكون في الآيات المذكورة دليل على أنه لم يدك السد إلى الآن.
فالجواب- هو ما قدمنا أن هذا البيان بهذه الآيات وافيًا بتمام الإيضاح إلا بضميمة السنة له، ولذلك ذكرنا أننا نتمم مثله من السنة لأنها مبينة للقرآن. قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه: حدثنا أبو خيثمة زهير بن جرب، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص، حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي: أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ح وحدثني محمد بن مهران الرازي واللفظ له، حدثني الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل؟ فقال: غير الدجال أخوفني عليكم! إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي هل كل مسلم. إنه شاب قطط، عينه طائفة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاث شمالًا. ياعباد فاثبتوا قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يومًا، يوم، كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم. قلنا: يارسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح. فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له: فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درًا وأسبغه ضروعًا، وأمده خواصر- ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله: فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسب النحل، ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا فيضؤبه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك. فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ. فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلامات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله. ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدراجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إل عيسر: إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور. ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهو من كل حب ينسلون. فيمر أوئلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأححدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم. فيصبحون فرسى كموت نفي واحدة. ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى ألأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهمز فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض: انبيي ثمرك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانه، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس. واللقحة من الغنم لتكفي الفخد الفخد من الناس. فبينما هم كذلك إذا بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم. فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم. يبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة» انتهى بلفظه من صحيح مسلم رحمه الله تعالى.