فصل: تفسير الآية رقم (128):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآية رقم (128):

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما سأل القبول سأل الزيادة عليه بقوله: {ربنا} على ما مضى من طرز دعاء المقربين بإسقاط أداة البعد {واجعلنا} أي أنا وابني هذا الذي أعانني {مسلمين لك ومن ذريتنا} قال الحرالي: لما تحقق مرجو الإيمان في ذريته في قوله: {من آمن منهم} [البقرة: 126] طلب التكملة بإسلام الوجه والمسألة له ولابنه ولمن رزق الإيمان من ذريته وذرية ابنه، فإن الإسلام لما كان ظاهر الدين كان سريع الانثلام لأجل مضايقة أمر الدنيا، وإنما يتم الإسلام بسلامة الخلق من يد العبد ولسانه والإلقاء بكل ما بيده لربه مما ينازع فيه وجود النفس ومتضايق الدنيا، ولذلك هو مطلب لأهل الصفوة في خاتمة العمر ليكون الخروج من الدنيا عن إلقاء للحق وسلام للخلق كما قال يوسف عليه السلام {توفني مسلمًا} [يوسف: 101] وطلب بقوله: {أمة مسلمة لك} أن يكونوا بحيث يؤم بعضهم بعضًا.
ولما كان المسلم مضطرًا إلى العلم قال: {وأرنا مناسكنا} وفي ذلك ظهور لشرف عمل الحج حيث كان متلقي عن الله بلا واسطة لكونه علمًا على آتي يوم الدين حيث لا واسطة هناك بين الرب والعباد.
والمنسك مفعل من النسك وهو ما يفعل قربة وتدينًا.
تشارك حروفه حرف السكون- قاله الحرالي.
ولما كان الإنسان محل العجز فهو أضر شيء إلى التوفيق قال: {وتب علينا} إنباء بمطلب التوبة أثر الحسنة كما هو مطلب العارفين بالله المتصلين بالحسنات رجّعا بها إلى من له الخلق والأمر، ثم علل طمعه في ذلك بأن عادته تعالى التطول والفضل فقال: {إنك أنت التواب} أي الرّجاع بعباده إلى موطن النجاة من حضرته بعد ما سلط عليهم عدوهم بغوايته ليعرفوا فضله عليهم وعظيم قدرته ثم أتبعه وصفًا هو كالتعليل له فقال: {الرحيم}. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{أرنا} وبابه ساكنة الراء: ابن كثير ورويس قياسًا على كسرة فخذ إذ تسكن فيقال: {فخذ}. وقرأ أبو عمرو بالاختلاس طلبًا للخفة وحذرًا من الإجحاف {ويعلمهم} بالاختلاس: ابن عباس، وكذلك كل فعل مستقبل مجموع حيث وقع. وروى ابن رومي عن ابن عباس {يكلمنا} و{تعدنا} وكل كلمة تضمنت جمعين من الأسماء باختلاس مثل {في أعينكم} {وأسلحتكم} {وأمتعتكم} و{أوصى} من الإيصاء: أبو جعفر ونافع وابن عامر. الباقون {وصى} بالتشديد.
{شهداء إذ} عاصم وحمزة وعلي وخلف وابن عامر. والباقون {شهداء يذ} وكذلك ما أشبهه في كل القرآن.

.الوقوف:

{وإسماعيل} ط لإضمار القول أي يقولان ومحله نصب على الحال {منا} ط للابتداء بأن ولجواز الوصل وجه لطيف على تقدير فإنك أو لأنك {العليم} o {مسلمة لك} ص لعطف المتفقين {علينا} ط وقد ذكر {الرحيم} o {ويزكيهم} ط {الحكيم} o {نفسه} ط للفصل بين الاستفهام والإخبار {في الدنيا} ج لعطف الجملتين {الصالحين} o {أسلم} ط لأن قوله: {قال} عامل {إذ} وإلا وجب أن يقال فقال وإلا انقطع النظم {العالمين} o {ويعقوب} ط لإرادة القول على الأصح، ومن وصل جعل الوصية في معنى القول: {مسلمون} ط لأن أم بمعنى همزة الاستفهام للإنكار {الموت} لا لأن إذ بدل من إذ الأولى وإذ الأولى ظرف {شهدا} وإذ الثانية ظرف {حضر} ومن قطعها عن الأول فوقف على الموت وجعل {قالوا} عاملًا ولم يقف على {بعدي} فله وجه لا يتضح لأن الإنكار متوجه على قولهم: إن يعقوب أوصى بنيه باليهودية لا على أن يعقوب قد مات {من بعدي} ط {واحدًا} ج لعطف الجملتين المختلفتين والوصل أجوز على جعل الواو حالًا {مسلمون} o {قد خلت} ج لأن ما بعدها تصلح صفة للأمة وتصلح استئنافًا وهو واضح لعطف {ولكم ما كسبتم} عليها {ولكم ما كسبتم} ج لعطف الجملتين المختلفتين {يعلمون} o. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

{مسلمين}: منقادين لحكمك حتى لا يتحرك مِنّا عرْق بغير رضاك، واجعل من ذريتنا أمة مسلمة لك لتقوم بعدنا مقامنا في القيام بحقوقك، وشتان بين من يطلب وارثًا لماله، وبين من يطلب نائبًا بعده يقوم بطاعته في أحواله. اهـ.

.فائدة: تكرير النداء بقوله: {ربنا}:

إظهار الضراعة إلى الله تعالى وإظهار أن كل دعوى من هاته الدعوات مقصودة بالذات، ولذلك لم يكرر النداء إلا عند الانتقال من دعوة إلى أخرى فإن الدعوة الأولى لطلب تقبل العمل والثانية لطلب الاهتداء فجملة النداء معترضة بين المعطوف هنا والمعطوف عليه في قوله الآتي: {ربنا وابعث فيهم رسولًا} [البقرة: 129]. اهـ.
يقال: إنه لم يدع نَبيُّ إلا لنفسه ولأمته إلا إبراهيم فإنه دعا مع دعائه لنفسه ولأمته لهذه الأمة في قوله: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ}. اهـ.
سؤال: فإن قلت: الإسلام إما أن يكون المراد منه الدين والاعتقاد أو الاستسلام والانقياد وقد كانا كذلك حالة هذا الدعاء فيما فائدة هذا الطلب؟
قلت فيه وجهان:
أحدهما أن الإسلام عرض قائم بالقلب وقد لا يبقى، فقوله: واجعلنا مسلمين لك يعني في المستقبل وذلك لا ينافي حصوله في الحال.
الوجه الثاني يحتمل أن يكون المراد منه طلب الزيادة في الإيمان فكأنهما طلبا زيادة اليقين والتصديق وذلك لا ينافي حصوله في الحال. اهـ.
وأجاب صاحب الميزان عن هذا السؤال بكلام نفيس فقال:
من البديهي أن الإسلام على ما تداول بيننا من لفظه، ويتبادر إلى أذهاننا من معناه أول مراتب العبودية، وبه يمتاز المنتحل من غيره، وهو الأخذ بظاهر الاعتقادات، والأعمال الدينية أعم من الإيمان والنفاق، وإبراهيم عليه السلام- وهو النبي الرسول أحد الخمسة أولي العزم، صاحب الملة الحنيفية- أجل من أن يتصور في حقه أن لا يكون قد ناله إلى هذا الحين، وكذا ابنه إسماعيل رسول الله وذبيحه، أو يكونا قد نالاه ولكن لم يعلما بذلك، أو يكونا علما بذلك وأرادا البقاء على ذلك، وهما في ما هما فيه من القربى والزلفى، والمقام مقام الدعوة عند بناء البيت المحرم، وهما أعلم بمن يسألانه، وأنه من هو، وما شأنه، على أن هذا الإسلام من الأمور الاختيارية التي يتعلق بها الأمر والنهى كما قال تعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين} [البقرة- 131]، ولا معنى لنسبة ما هو كذلك إلى الله سبحانه أو مسألة ما هو فعل اختياري للإنسان من حيث هو كذلك من غير عناية يصح معها ذلك.
فهذا الإسلام المسئول غير ما هو المتداول المتبادر عندنا منه، فإن الإسلام مراتب والدليل على أنه ذو مراتب قوله تعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت} الآية حيث يأمرهم إبراهيم بالإسلام وقد كان مسلما، فالمراد بهذا الإسلام المطلوب غير ما كان عنده من الإسلام الموجود، ولهذا نظائر في القرآن.
فهذا الإسلام هو الذي سنفسره من معناه، وهو تمام العبودية وتسليم العبد كل ما له إلى ربه. اهـ.

.من فوائد ابن عرفة في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ}.
قال: إنما فصل بين إسماعيل وإبراهيم بالمفعول ليظهر كمال المباينة بينهما لأن إبراهيم هو متولي البناء وهو الذي كان يضع الحجر في الحائط وإسماعيل إنما كان يناوله خاصة.
قوله تعالى: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} مع قوله: {رَبَّنَا واجعلنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} دليل واضح لأهل السنة في قاعدة الكسب لأن مجرد الدعاء بقبول العمل دليل على أن العبد مستقل بفعله والدعاء بتحصيل الإسلام دليل على سلب القدرة على العبد فالجمع بينهما موضح لقاعدة الكسب. اهـ.

.بحث نفيس في مراتب الإسلام:

الإسلام والتسليم والاستسلام بمعنى واحد، من السلم، وأحد الشيئين إذا كان بالنسبة إلى الآخر بحال لا يعصيه ولا يدفعه فقد أسلم وسلم واستسلم له، قال تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله} [البقرة- 112]، وقال تعالى: {وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما} [الأنعام- 79]، ووجه الشيء ما يواجهك به، وهو بالنسبة إليه تعالى تمام وجود الشيء فإسلام الإنسان له تعالى هو وصف الانقياد والقبول منه لما يرد عليه من الله سبحانه من حكم تكويني، من قدر وقضاء، أو تشريعي من أمر أو نهى أو غير ذلك، ومن هنا كان له مراتب بحسب ترتب الواردات بمراتبها.
الأولى: من مراتب الإسلام، القبول لظواهرالأوامر والنواهي بتلقي الشهادتين لسانا، سواء وافقه القلب، أو خالفه، قال تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} [الحجرات- 14]، ويتعقب الإسلام بهذا المعنى أول مراتب الإيمان وهو الإذعان القلبي بمضمون الشهادتين إجمالا ويلزمه العمل في غالب الفروع.
الثانية: ما يلي الإيمان بالمرتبة الأولى، وهو التسليم والانقياد القلبي لجل الاعتقادات الحقة التفصيلية وما يتبعها من الأعمال الصالحة وإن أمكن التخطي في بعض الموارد، قال الله تعالى في وصف المتقين: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} [الزخرف- 69]، وقال أيضا: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} [البقرة- 208]، فمن الإسلام ما يتأخر عن الإيمان محققا فهو غير المرتبة الأولى من الإسلام ويتعقب هذا الإسلام المرتبة الثانية من الإيمان وهو الاعتقاد التفصيلي بالحقائق الدينية، قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} [الحجرات: 15]، وقال أيضا: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم} [الصف- 11]، وفيه إرشاد المؤمنين إلى الإيمان، فالإيمان غير الإيمان.
الثالثة: ما يلي الإيمان بالمرتبة الثانية فإن النفس إذا أنست بالإيمان المذكور وتخلقت بأخلاقه تمكنت منها وانقادت لها سائر القوى البهيمية والسبعية، وبالجملة القوى المائلة إلى هوسات الدنيا وزخارفها الفانية الداثرة، وصار الإنسان يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه، ولم يجد في باطنه وسره ما لا ينقاد إلى أمره ونهيه أو يسخط من قضائه وقدره، قال الله سبحانه: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء- 65]، ويتعقب هذه المرتبة من الإسلام المرتبة الثالثة من الإيمان، قال الله تعالى: {قد أفلح المؤمنون} إلى أن قال: {والذين هم عن اللغو معرضون} [المؤمنون- 3]، ومنه قوله تعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين} إلى غير ذلك، وربما عدت المرتبتان الثانية والثالثة مرتبة واحدة.
والأخلاق الفاضلة من الرضاء والتسليم، والحسبة والصبر في الله، وتمام الزهد والورع، والحب والبغض في الله من لوازم هذه مرتبة.
الرابعة ما يلي المرتبة الثالثة من الإيمان فإن حال الإنسان وهو في المرتبة السابقة مع ربه حال العبد المملوك مع مولاه، إذ كان قائما بوظيفة عبوديته حق القيام، وهو التسليم الصرف لما يريده المولى أو يحبه ويرتضيه، والأمر في ملك رب العالمين لخلقه أعظم من ذلك وأعظم وإنه حقيقة الملك الذي لا استقلال دونه لشيء من الأشياء لا ذاتا ولا صفة، ولا فعلا على ما يليق بكبريائه جلت كبريائه.
فالإنسان- وهو في المرتبة السابقة من التسليم- ربما أخذته العناية الربانية فاشهدت له أن الملك لله وحده لا يملك شيء سواه لنفسه شيئا إلا به لا رب سواه، وهذا معنى وهبي، وإفاضة إلهية لا تأثير لأرادة الإنسان فيه، ولعل قوله تعالى: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا} الآية، إشارة إلى هذه المرتبة من الإسلام فإن قوله تعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين} الآية ظاهره أنه أمر تشريعي لا تكويني، فإبراهيم كان مسلما باختياره، إجابة لدعوة ربه وامتثالا لأمره، وقد كان هذا من الأوامر المتوجهة إليه عليه السلام في مبادئ حاله، فسؤاله في أواخر عمره مع ابنه إسماعيل الإسلام وإرائة المناسك سؤال لأمر ليس زمامه بيده أو سؤال لثبات على أمر ليس بيده فالإسلام المسئول في الآية هو هذه المرتبة من الإسلام ويتعقب الإسلام بهذا المعنى المرتبة الرابعة من الإيمان وهو استيعاب هذا الحال لجميع الأحوال والافعال، قال تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون} [يونس- 62]، فإن هؤلاء المؤمنين المذكورين في الآية يجب أن يكونوا على يقين من أن لا استقلال لشيء دون الله، ولا تأثير لسبب إلا بإذن الله حتى لا يحزنوا من مكروه واقع، ولا يخافوا محذورا محتملا، وإلا فلا معنى لكونهم بحيث، لا يخوفهم شيء ولا يحزنهم أمر، فهذا النوع من الإيمان بعد الإسلام المذكور فافهم. اهـ.
سؤال: فإن قلت: لم خص ذريتهما بالدعاء.
قلت: لأنهم أحق بالشفقة والنصيحة، قال الله تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم نارًا} ولأن أولاد الأنبياء إذا صلحوا صلح بهم غيرهم ألا ترى أن المتقدمين من العلماء والكبراء: إذا كانوا على السداد كيف يتسببون لسداد من وراءهم. اهـ.
سؤال: لم خصا بعض الذرية بالدعاء؟
الجواب: وخصا البعض لما علما من قوله سبحانه: {وَمِن ذُرّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وظالم لّنَفْسِهِ} [الصافات: 3 11] أو من قوله عز شأنه: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين} [البقرة: 124] باعتبار السياق إن في ذريتهما ظلمة وأن الحكمة الإلهية تستدعي الانقسام إذ لولاه ما دارت أفلاك الأسماء ولا كان ما كان من أملاك السماء. اهـ.
قوله تعالى: {وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}.
{وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} أي عرفنا مناسكنا، وفيها تأويلان:
أحدهما: أنها مناسك الحج ومعالمه، وهذا قول قتادة والسدي.
والثاني: أنها مناسك الذبائح التي تنسك لله عز وجل، وهذا قول مجاهد وعطاء.
والمناسك جمع منسك، واختلفوا في تسميته منسكًا على وجهين:
أحدهما: لأنه معتاد ويتردد الناس إليه في الحج والعمرة، من قولهم إن لفلان منسكًا، إذا كان له موضع معتاد لخير أو شر، فسميت بذلك مناسك الحج لاعتيادها.
والثاني: أن النسك عبادة الله تعالى، ولذلك سُمِّي الزاهد ناسكًا لعبادة ربه، فسميت هذه مناسك لأنها عبادات. اهـ.