فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثاني: لم نجعل لهم سترًا مثل ذلك الستر الذي جعلنا لكم من الأبنية أو الثياب. الثالث: بلغ مطلع الشمس مثل الذي بلغ من مغربها. الرابع: تطلع على قوم مثل ذلك القبيل الذي تغرب عليهم فقضى في هؤلاء كما قضى في أولئك من تعذيب الظالمين والإحسان إلى المؤمنين، وقد سبق بعض هذه الوجوه في الوقوف.
ثم حكى سفره إلى ناحية القطب الشمالي بعد تهيئة أسبابه قائلًا {ثم أتبع سببًا حتى إذا بلغ بين السدين} قيل: السد إذا كان بخلق الله فهو بضم السين حتى يكون بمعنى مفعول أي هو مما فعله الله وخلقه، وإذا كان ممن عمل العباد فهو بالفتح حتى يكون حدثًا قاله أبو عبيدة وابن الأنباري. وانتصب {بين} على أنه مفعول به كما ارتفع بالفاعلية في قوله: {لقد تقطع بينكم} [الأنعام: 94] قال الإمام فخر الدين الرازي: الأظهر أن موضع السدين في ناحية الشمال. فقيل جبلان بين أرمينية وأذربيجان، وقيل في منقطع أرض الترك. وحكى محمد بن جرير الطبري في تاريخه أن صاحب أذربيجان أيام فتحها وجه إنسانًا من ناحية الخزر، فشاهده ووصف أنه بنيان رفيع وراء خندق وثيق منيع. وقيل: إن الواثق رأى في المنام كأنه فتح هذا الردم فبعث بعض الخدم إليه ليعاينوه فخرجوا من باب الأبواب حتى وصلوا إليه وشاهدوه ووصفوا أنه بناء من لبن من حديد مشددة بالنحاس المذاب وعليه باب مقفل، ثم إن ذلك الإنسان لما حاول الرجوع أخرجهم الدليل إلى البقاع المحاذية لسمرقند، قال أبو الريحان البيرني: ومقتضى هذا الخبر أن هذا الموضع في الربع الغربي الشمالي من المعمورة والله أعلم بحقيقة الحال، ولما بلغ الإسكندر ما بين الجبلين اللذين سد ما بينهما {وجد من دونهما} أي من ورائهما متجاوزًا عنهما قريبًا {قومًا لا يكادون يفقهون} بأنفسهم أو يفقهون غيرهم قولهم لأنهم لا يعرفون غير لغة أنفسهم. سؤال: كيف فهم منهم ذو القرنين أن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض الخ؟ وأجيب بأن كاد إثبات أو لعله فهم ما في ضميرهم بالقرائن والإشارات، أو بوحي وإلهام. وهما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف. وقيل: مشتقان من أج الظليم في مشيه إذا هرول، وتأجج النار إذا تلهبت ومن أجج الريق أو موج البحر، سمو بذلك لشدتهم وسرعة حركتهم، وهما من ولد يافث. وقيل: يأجوج من الترك، ومأجوج من الجيل والديلم. ومن الناس من وصفهم بصغر الجثة وقصر القامة حتى الشبر، ومنهم من وصفهم بطول القامة وكبر الجثة وأثبت لهم مخالب وأضراسًا كأضراس السباع. أما إفسادهم في الأرض فقيل: كانوا يقتلون الناس. وقيل: يأكلون لحومهم. وقيل: يخرجون أيام الربيع فلا يتركون أخضر إلا أكلوه ولا يابسًا إلا احتملوه {فهل نجعل لك خرجًا} وخراجًا أي جعلًا نخرجه من أموالنا ونظيرهما النول والنوال.
وقيل: الخرج ما يخرجه كل أحد من ماله، والخراج ما يجبيه السلطان من البلد كل سنة. وقال قطرب: الخرج الجزية والخراج في الأرض {قال} ذو القرنين {ما ملكني فيه ربي} أي جعلني فيه مكينًا ذا مكانة من المال واليسار {خير} مما تبذلون لي من الخراج نظيره قول سليمان {فما آتاني الله خير مما آتاكم} [النمل: 36] {فأعينوني بقوة} بآلات ورجال وصناع. وقيل: بمال أصرفه في هذا المهم ولا آخذه لنفسي والردم أكبر من السد من قولهم ثوب مردم رقاع فوق رقاع وزبر الحديد قطعه.
قال الخليل: الزبرة من الحديد القطعة الضخمة. من قرأ: {آتوني} بالمد فظاهر، ومن قرأ: {ائتوني} من الإتيان فعلى حذف باء التعدية والنصب بنزع الخافض. ثم هاهنا إضمار أي فأتوه بها فوضع بعضها فوق بعض. {حتى إذ ساوى بين الصدفين} وهما على القراءات جانبا الجبلين لأنهما يتصادفان أي يتقابلان {أفرغ عليه قطرًا} أصب عليه النحاس المذاب {وقطرًا} منصوب بأفرغ والتقدير: آتوني قطرًا أفرغ عليه قطرًا فحذف الأوّل لدلالة الثاني عليه. وهذا محمل ما يستدل به البصريون في أن المختار عند تنازع الفعلين هو إعمال الثاني إذ لو عمل الأول لقال أفرغه عليه. يحكى أنه حفر الأساس حتى بلغ الماء وجعل الأساس من الصخر والنحاس المذاب والبنيان من زبر الحديد بينهما الحطب والفحم حتى سد ما بين الجبلين إلى أعلاهما، ثم وضع المنافيخ حتى إذا صارت كالنار صب النحاس المذاب على الحديد المحمى فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلًا صلدًا. وقيل: بعد ما بين السدين مائة فرسخ.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلًا أخبره به فقال: كيف رأيته؟ قال: كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء. قال: قد والله رأيته. قال العلماء: هذا معجز من ذي القرنين صرف تأثير تلك الزبر الكثيرة إذا صارت كالنار لم يقدر الآدمي على القرب منه، وكأنه تعالى صرف تأثير تلك الحرارة العظيمة عن أبدان أولئك النافخين. {فما اسطاعوا أن يظهروه} أي يعلوه لارتفاعه وملاسته {وما استطاعوا له نقبًا} لصلابته وثخانته لما تكرر لفظ الاستطاعة مرارًا، حذف منها التاء تخفيفًا في الموضعين وأعاد ذكرها بالآخرة تنبيهًا على الأصل ورجوعًا إلى البداية. ثم {قال} ذو القرنين {هذا} السد أو هذا الإقرار والتمكين نعمة من الله عز وجل ورحمة على عباده {فإذا جاء} أي دنا مجيء القيامة {جعله دكًا} مدكوكًا مبسوطًا مستوي بالأرض وكل ما انبسط بعد ارتفاع فقد اندك. ومن قرأ: {دكاء} بالمد فعلى الوصف أي جعله أرضًا مستوية {وكان وعد ربي حقًا} وهذا آخر حكاية ذي القرنين.
ثم شرع سبحانه في بقية أخبارهم فقال: {وتركنا بعضهم يومئذ يموجون} أي حين يخرجون مما وراء السد مزدحمين في البلاد.
ويروى أنهم يأتون البحر فيشربون ماءه ويأكلون دوابه ثم يأكلون الشجر ومن ظفروا به ممن لم يتحصن منهم من الناس ولا يقدرون أن يأتوا مكة ولا المدينة وبيت المقدس. ثم يبعث الله نغفًا وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم فيدخل آذانهم فيموتون. وقيل: أراد أن قوم السد لما منعوا من الخروج ماج بعضهم في بعض خلفه. وقيل: الضمير للخلق واليوم يوم القيامة أي وجعلنا الخلق يضطربون ويختلط إنسهم وجنهم حيارى. ونفخ الصور من آيات القيامة وسيجيء وصفه. ومعنى عرض جهنم إبرازها وكشفها للذين عموا عنها في الدنيا، وفي ذلك نوع من العقاب للكفار لما يتداخلهم من الغم والفزع {عن ذكري} أي عن آياتي التي ينظر إليها فأذكر بالتعظيم فأطلق المسبب على السبب أو عن القرآن وتأمل معانيه. وصفهم بالعمى عن الدلائل والآثار فأراد أن يصفهم بالصمم عن استماع الحق فقال: {وكانوا لا يستطيعون سمعًا} وهو أبلغ من أن لو قال وكانوا صمًا لأن الأصم قد يستطيع السمع إذا صيح به، وهؤلاء زالت عنهم الاستطاعة بالكلية. احتجت الأشاعرة بالآية على أن الاستطاعة مع الفعل لأنهم لما لم يسمعوا لم يستطيعوا. وأجيب بأن المراد من نفي الاستطاعة النفرة والاستثقال. ثم أنفذ في التوبيخ والوعيد قائلًا {أفحسب الذين كفروا} والمراد أفظنوا أنهم ينتفعون بما عبدوه مع إعراضهم عن تدبر آيات الله وتمردهم عن قبول أمره وأمر رسوله؟ وفيه إضمار تقديره أفحسبوا اتخاذ عبادي أولياء نافعًا. والعباد إما عيسى والملائكة، وإما الشياطين الذين يطيعونهم، وإما الأصنام أقوال. ومن قرأ بسكون السين فمعناه أفكافيهم ومحسبهم أن يتخذوهم أولياء على الابتداء والخبر، أو على أنه مثل: أقائم الزيدان يريد أن ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله كما حسبوا. قال الزجاج: النزل المأوى والمنزل. وقيل: إنه الذي يعدّ للضيف فيكون تهكمًا به نحو {فبشرهم بعذاب} [آل عمران: 21] أما الذين ضل سعيهم أي ضاع وبطل فعن علي رضي الله عنه أنهم الرهبان كقوله: {عاملة ناصبة} [الغاشية: 3] وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن منهم أهل حروراء.
وعن مجاهد: أهل الكتاب. والتحقيق أنه يندرج فيه كل ما يأتي بعمل خير لا يبتني على إيمان وإخلاص.
وعن أبي سعيد الخدري: يأتي الناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة، فإذا وزنوها لم تزن شيئًا وذلك قوله: {فلا تقيم لهم يوم القيامة وزنًا} قال القاضي: إن من غلبت معاصية طاعاته صار ما فعله من الطاعة كأن لم يكن فلا يدخل في الوزن شيء من طاعاته، وهذا مبني على الإحباط والتكفير.
وفي قوله: {فحبطت أعمالهم} إشارة إلى ذلك، أو المراد فنزدري بهم ولا يكون له عندنا وزن ومقدار.
وقيل: لا يقام لهم ميزان لأن الميزان إنما يوضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين {ذلك} الذي ذكرناه من أنواع الوعيد {جزاؤهم} وقوله: {جهنم} عطف للجزاء. والسبب فيه أنهم ضموا إلى الكفر بالله اتخاذ آيات الله واتخاذ كل رسله هزؤًا وتكذيبًا، ويجوز أن يكون كل من الأمرين سببًا مستقلًا للتعذيب، ثم أردف الوعيد بالوعد على عادته. عن قتادة: الفردوس أوسط الجنة وأفضلها.
وعن كعب: ليس في الجنان أعلى من جنة الفردوس وفيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
وعن مجاهد: الفردوس هو البستان بالرومية.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام والفردوس أعلاها درجة، وفيها الأنهار الأربعة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإن فوقها عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة» قال أهل السنة: جعل جنات الفردوس نزلًا فالإكرام التام يكون وراء ذلك وليس إلا الرؤية ونظيره أنه جعل جهنم بأسرها نزلًا فما وراءها هو العذاب الحقيقي وهو عذاب الحجاب {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطففين: 15] والحول والتحول وفيه أنه لا مزيد على نعيم الفردوس حتى تنازعهم أنفسهم إلى تلك الزيادة، ويجوز أن يراد به تأكيد الخلود أي لا تحوّل فيطلب كقوله:
ولا ترى الضب بها ينجحر

ولما ذكر أنواع الدلائل والبينات وشرح أقاصيص سئل عنها. نبه على كمال حال القرآن. والمداد اسم لما يمد به الشيء كالحبر والزيت للدواة والسراج، والمعنى لو كتبت كلمات علم الله وحكمه وفرض أن جنس البحر مداد لهما لنفد البحر قبل نفاد الكلمات ولو جئنا بمثل البحر مددًا لنفد أيضًا وهو تمييز من مثله كقولك على التمرة مثلها زبدًا. والمدد والمداد واحد. يروى أن حيي بن أخطب قال: في كتابكم {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا} [البقرة: 269] ثم تقرأون {وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا} [الإسراء: 85] فنزلت هذه الآية. يعني أن ذلك خير كثيرة ولكنه قطرة من بحر كلمات الله. قالت الأشاعرة: إن كلام الله تعالى واحد. واعترض عليهم بهذه الآية فإنها صريحة في إثبات كلمات كثيرة لله تعالى. وأجيب بأن المراد من الكلمات متعلقات علم الله تعالى. وزعم الجبائي أن قوله: {قبل أن تنفد كلمات ربي} يدل على أن كلمات الله قد تنفد بالجملة وما ثبت عدمه امتنع قدمه. وأجيب بأن المراد الألفاظ الدالة على تعلقات تلك الصفة الأزلية. قلت: الإنصاف أن نفاد شيء قبل نفاد شيء آخر لا يدل على نفاد الشيء الآخر ولا على عدم نفاده، فلا يستفاد من الآية إلا كثرة كلمات الله بحيث لا يضبطها عقول البشر. أما أنها متناهية أو غير متناهية فلا دليل في الآية على أحد النقيضين، ولكن الحق في نفس الأمر أن كلمات الله لا تتناهى لأنها تابعة لمعلوماته وهي غير متناهية بالبرهان، ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسلك سبيل التواضع وهو أن حاله مقصور على البشرية لا يتخطاها إلى الملكية إلا أنه امتاز بنعت الإيحاء إليه وكفى به بونًا ومباينة.
ثم بين أن الموحى هو {إنما إلهكم إله واحد}.
وفي تخصيص هذا الوحي بالذكر فائدة هي أن يستدل به على صدقه، فإن من علامات صدق مدعي النبوة أن يدعو إلى التوحيد، ثم أن يدعو إلى العمل الصالح المقترن بالإخلاص وذلك قوله: {فمن كان يرجو} أي يأمل حسن لقائه أو يخاف سوء لقائه. واللقاء بمعنى الرؤية عند الأشاعرة وبمعنى لقاء الثواب أو العقاب عند المعتزلة {فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} قال المفسرون: النهي عن الإشراك بالعبادة هو أن لا يرائي بعمله ولا يبتغي به إلا وجه ربه. يروى أن جندب بن زهير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أعمل العمل لله فإذا اطلع عليه سرني فقال: إن الله لا يقبل ما شورك فيه». وروي أنه قال: لك أجران أجر السر وأجر العلانية. قال العلماء: الرواية الأولى محمولة على ما إذا قصد بعمله الرياء والسمعة. والرواية الثانية محمولة على ما إذا قصد أن يقتدي به. قال في الكشاف: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف من آخرها كانت له نورًا من قرنه إلى قدمه. ومن قرأها كلها كانت له نورًا من الأرض إلى السماء» وعنه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ عند مضجعه {قل إنما أنا بشر مثلكم} كان له من مضجعه نورًا يتلألأ إلى مكة، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم وإن كان مضجعه بمكة كان له نورًا يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ». اهـ.

.قال الخازن:

{أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر}.
قيل كانت لعشرة إخوة خمسة زمنى وخمسة يعملون في البحر، أي يؤجرونها ويكتسبون بها، وفي دليل على أن المسكين وإن كان يملك شيئًا لا يزول عنه اسم المسكنة إذا لم يقم ما يملكه بكفايته، وإن حال الفقير في الضر والحاجة أشد من حال المسكين، لأن الله تعالى سماهم مساكين مع أنهم كانوا يملكون تلك السفينة {فأردت أن أعيبها} أي أجعلها ذات عيب {وكان وراءهم ملك} أي أمامهم وقيل خلفهم وكان رجوعهم في طريقهم عليه والأول أصح.
{يأخذ كل سفينة غصبًا} أي كل سفينة صالحة فخرقتها وعبتها حتى لا يأخذها الملك الغاصب وكان اسمه الجلندي والأزدي وكان كافرًا وقيل اسمه هدد بن بدد، روي أن الخضر اعتذر إلى القوم وذكر لهم شأن الملك الغاصب ولم يكونوا يعلمون بخبره وقال أردت إذا هي تمر به أن يدعها لعيبها فإذا جاوزوا أصلحوها وانتفعوا بها.
قوله: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا} أي خفنا والخشية خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون عن علم بما يخشى منه، وقيل معناه فعلمنا {أن يرهقهما} أي يغشيهما وقيل يكلفهما {طغيانًا وكفرًا} قيل معناه فخشينا أن يحملهما حبه على أن يتبعاه على دينه {فأردنا أن يبدلهما ربهما} الإبدال رفع الشيء ووضع أخر مكانه {خيرًا منه زكاة} أي صلاحًا وتقوى، وقيل هو في مقابلة قوله تعالى: {أقتلت نفسًا زكية} فقال الخضر أردنا أن يرزقهما الله خيرًا منه زكاة {وأقرب رحمًا} أي ويكون المبدل منه أقرب عطفًا ورحمة لأبويه، بأن يبرهما ويشفق عليهما قيل أبدلهما جارية فتزوجها نبي من الأنبياء فولدت له نبيًا فهدى الله على يديه أمة من الأمم وقيل ولدت سبعين نبيًا، وقيل أبدلهما بغلام مسلم وقيل إن الغلام الذي قتل فرح به أبواه حين ولد وحزن عليه حين قتل ولو بقي لكان فيه هلاكهما، فليرض العبد بقضاء الله تعالى فإن قضاء الله سبحانه وتعالى للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب.