فصل: قال الخطيب الشربيني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فلما كان فيما يلي منقطع الترك مما يلي المشرق قالت له أمة صالحة من الإنس: يا ذا القرنين إن بين هذين الجبلين خلقًا أشباه البهائم يفترسون الدواب والوحوش والسباع ويأكلون الحيات والعقارب وكل ذي روح خلق في الأرض، وليس يزداد خلق كزيادتهم فلا شك أنهم يتملكون الأرض ويظهرون عليها ويفسدون فيها فهل نجعل لك خرجًا، على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا؟ قال: {ما مكَّنيّ فيه ربي خير} وقال أعدو إلى الصخور والحديد والنحاس حتى أعلم علمهم.
فانطلق حتى توسط بلادهم، فوجدهم على مقدار واحد يبلغ طول الواحد منهم مثل نصف الرجل المربوع منا، لهم مخالب وأضراس كالسباع، ولهم هدب شعر يواري أجسادهم، ويتقون به من الحر والبرد، ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان يفترش إحداهما ويلتحف بالأخرى، يصيف في واحدة ويشتي في واحدة يتسافدون تسافد البهائم حيث التقوا فلما عاين ذو القرنين ذلك انصرف إلى مابين الصدفين فقاس ما بينهما وحفر له الأساس حتى بلغ الماء فذلك قوله تعالى: {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} قيل فسادهم أنهم كانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرضهم فلا يدعون فيها شيئًا أخضر إلا أكلوه ولا يابسًا إلا حملوه وأدخلوه أرضهم، فلقوا منهم أذىً شديدًا وقيل فسادهم أنهم كانوا يأكلون الناس، وقيل معناه أنهم سيفسدون عن خروجهم {فهل نجعل لك خرجًا} أي جعلًا وأجرًا من الأموال {على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا} أي حاجزًا فلا يصلون إلينا.
{قال} لهم ذو القرنين {ما مكني فيه ربي خير} أي ما قواني به ربي خير من جعلكم {فأعينوني} يعني لا أريد منكم المال بل أعينوني بأبدانكم وقوتكم {أجعل بينكم وبينهم ردمًا} أي سدًا قالوا وما تلك القوة؟ قال فعلة وصناع يحسنون البناء والآله. قالوا وما تلك الآلة؟ قال: {آتوني} أي أعطوني وقيل جيئوني.
{زبر الحديد} أي قطع الحديد فأتوه بها، وبالحطب فجعل الحطب على الحديد والحديد على الحطب {حتى إذا ساوى بين الصدفين} أي بين طرفي الجبلين {قال انفخوا} يعني في النار {حتى إذا جعله نارًا} أي صار نارًا {قال آتوني أفرغ عليه} أي أصيب عليه {قطرًا} أي نحاسًا مذابًا فجعلت النار تأكل الحطب وجعل النحاس يسيل مكانه حتى لزم الحديد النحاس قيل إن السد كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء، وقيل إن عرضه خمسون ذراعًا وارتفاعه مائة ذراع وطوله فرسخ، واعلم أن هذا السد معجزة عظيمة ظاهرة لأن الزبرة الكبيرة إذا نفخ عليها حتى صارت كالنار لم يقدر أحد على القرب منها، والنفخ عليها لا يمكن إلا بالقرب منها.
فكأنه تعالى صرف تأثير تلك الحرارة العظيمة عن أبدان أولئك النافخين حتى تمكنوا من العمل فيه {فما استطاعوا أن يظهروه} أي يعلو عليه لعلوه وملاسته {وما استطاعوا له نقبًا} أي من أسفله لشدته وصلابته {قال} يعني ذو القرنين {هذا} أي السد {رحمة من ربي} أي نعمة من ربي {فإذا جاء وعد ربي} قيل يعني القيامة وقت خروجهم {جعله دكاء} أي أرضًا ملساء وقيل مدكوكًا مستويًا مع الأرض {وكان وعد ربي حقًا}.
ق عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد بيده تسعين» قوله وعقد بيده تسعين هو من موضوعات الحساب، وهو أن تجعل رأس أصبعك السبابة في وسط الإبهام من باطنها شبه الحلقة، لكن لا يتبين لها إلا خلل يسير وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «في السد يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال بعضهم ارجعوا فستحفرونه غدًا قال فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدًا، إن شاء الله تعالى، واستثنى قال فيرجعون فيجدونه على هيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على الناس فيستقون المياه وتفر منهم الناس» وفي رواية «تتحصن الناس في حصونهم منهم فيرمون بسهام إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء فيزدادون قسوة وعتوًّا، فيبعث الله عليهم نغفًا في رقابهم فيهلكون، فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم شكرًا» أخرج الترمذي.
وقوله قسوة وعتوًا أي غلظة وفظاظة وتكبرًا، والنغف دود يكون في أنوف الإبل والغنم وقوله وتشكر يقال شكرت الشاة تشكر شكرًا، إذا امتلأ ضرعها لبنًا، والمعنى أنها تمتلي أجسامها لحمًا وتسمن.
خ عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج».
قوله: {وتركنا بعضهم يومئذٍ يموج في بعض} قيل هذا عند فتح السد، يقول تركنا يأجوج ومأجوج يموج أي يدخل بعضهم في بعض كموج الماء، ويختلط بعضهم في بعض لكثرتهم، وقيل هذا عند قيام الساعة يدخل الخلق بعضهم في بعض لكثرتهم ويختلط إنسهم بجنهم حيارى {ونفخ في الصور} فيه دليل على أن خروج يأجوج ومأجوج من علامات قرب الساعة {فجمعناهم جمعًا} أي في صعيد واحد {وعرضنا} أي أبرزنا {جهنم يومئذ للكافرين عرضًا} ليشاهدوها عيانًا {الذين كانت أعينهم في غطاء} أي غشاء وستر {عن ذكري} أي عن الإيمان والقرآن والهدى والبيان وقيل عن رؤية الدلائل وتبصرها {وكانوا لا يستطيعون سمعًا} أي سمع قبول الإيمان والقرآن لغلبة الشقاء عليهم، وقيل معناه لا يستطيعون أن يسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لشدة عداوتهم له.
قوله تعالى: {أفحسب} أي أفظن {الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء} يعني أربابًا يريد عيسى والملائكة، بل هم لهم أعداء يتبرؤون منهم.
وقال ابن عباس: يعني الشياطين أطاعوهم من دون الله، والمعنى أفظن الذين كفروا أن يتخذوا غيري أولياء وإني لا أغضب لنفسي فلا أعاقبهم وقيل معناه أفظنوا أنه ينفعهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء {إنا أعتدنا} أي هيأنا {جنهم للكافرين نزلًا} أي منزلًا.
قال ابن عباس: هي مثواهم وقيل معدة لهم عندنا كالنزل للضيف.
قوله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا} يعني الذين أتعبوا أنفسهم في عمل يرجون به فضلًا ونوالًا فنالوا هلاكًا وبوارًا، قال ابن عباس: هم اليهود والنصارى، وقيل هم الرهبان الذي حبسوا أنفسهم في الصوامع وقال علي بن أبي طالب: هم أهل حوراء يعني الخوارج {الذين ضل سعيهم} أي بطل عملهم واجتهادهم {في الحياة الدنيا وهم يحسبون} أي يظنون {أنهم يحسنون صنعًا} أي عملًا ثم وصفهم فقال تعالى: {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه} يعني أنهم جحدوا دلائل توحيده وقدرته، وكفروا بالبعث والثواب والعقاب، وذلك لأنهم كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فصاروا كافرين بهذه الأشياء {فحبطت أعمالهم} أي بطلت {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا}.
قيل لا تقيم لهم ميزانًا، لأن الميزان إنما توضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين ليتميزوا مقدار الطاعات ومقدار السيئات.
قال أبو سعيد الخدري «يأتي أناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم من العظم كجبال تهامة فإذا وزنوها لم تزن شيئًا فذلك قوله تعالى: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا} وقيل معناه نزدري بهم فليس لهم عندنا شيئًا ذلك قوله تعالى: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا}» وقيل معناه نزدري بهم فليس لهم عندنا حظ ولا قدر ولا وزن ق عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال اقرؤوا إن شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا».
{ذلك} إشارة إلى ما ذكر من حبوط أعمالهم وخسة قدرهم، ثم ابتدأ فقال تعالى: {جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوًا} يعني سخرية واستهزاء.
قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلًا}.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة» قال كعب: ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس، فيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
وقال قتادة: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها وأرفعها.
وقيل: الفردوس هو البستان الذي فيه الأعناب.
وقيل: هي الجنة الملتفة بالأشجار التي تنبت ضروبًا من النبات.
وقيل: الفردوس البستان بالرومية.
وقيل: بلسان الحبش منقولًا إلى العربية نزولًا هو ما يهيأ للنازل على معنى كانت لهم ثمار جنات الفردوس ونعيمها نزلًا.
وقيل في معنى كانت لهم أي في علم الله تعالى قبل أن يخلقوا {خالدين فيها لا يبغون} أي لا يطلبون {عنها حولًا} أي تحولًا إلى غيرها، قال ابن عباس: لا يريدون أن يتحولوا عنها، كما ينتقل الرجل من دار إذا لم توافقه إلى دار أخرى.
قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي} قال ابن عباس: قالت اليهود يا محمد تزعم أننا قد أوتينا الحكمة وفي كتابك {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا} ثم تقول وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا، فأنزل الله تعالى وقيل لما نزل {وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا} قالت اليهود أوتينا علم التوراة وفيها علم كل شيء.
فأنزل الله تعالى: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي} ما يستمده الكتاب ويكتب به، وأصله من الزيادة قال مجاهد: لو كان البحر مدادًا للقلم يكتب قيل والخلائق يكتبون {لنفد البحر} أي لنفد ماؤه {قبل أن تنفد كلمات ربي} أي علمه وحكمه {ولو جئنا بمثله مدادًا} والمعنى ولو كان الخلائق يكتبون والبحر يمدهم فني ماء البحر ولم تفن كلمات ربي، ولو جئنا بمثل ماء البحر في كثرته مددًا وزيادة.
قوله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم} قال ابن عباس: علم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم التواضع لئلا يزهى على خلقه، فأمره أن يقرأ فيقول آنا آدمي مثلكم إلا أني خصصت بالوحي وأكرمني الله به وهو قوله تعالى: {يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} لا شريك له في ملكه {فمن كان يرجو لقاء ربه} أي يخاف المصير إليه وقيل يؤمل رؤية ربه {فليعمل عملًا صالحًا} أي من حصل له رجاء لقاء الله تعالى والمصير إليه فليستعمل نفسه في العمل الصالح {ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} أي لا يرائي بعمله ولما كان العمل الصالح قد يراد به وجه الله سبحانه وتعالى وقد يراد به الرياء والسمعة اعتبر فيه قيدان، أحدهما: يراد به سبحانه وتعالى والثاني: أن يكون مبرأ من جهات الشرك جميعها ق عن جندب بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به» قوله من سمع سمع الله به أي من عمل عملًا مراآة للناس يشتهر بذلك شهرة الله يوم القيامة، وقيل سمع الله به أي أسمعه المكروه م عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تبارك وتعالى يقول «أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملًا أشرك فيه غيري تركته وشركه ولغير مسلم فأنا منه بريء هو والذي عمله» عن سعيد بن أبي فضالة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إذا جمع الناس ليوم لا ريب فيه نادى منادٍ من كان يشرك في عمل عمله لله أحدًا فليطلب ثوابه منه فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك» أخرجه الترمذي.
وقال حديث غريب وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر؟ قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء» م عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال» وفي رواية من آخرها والله أعلم بمراده وأسراره كتابه. اهـ.

.قال الخطيب الشربيني:

ثم أخذ الخضر في تأويل ذلك مبتدئًا بالمسألة الأولى بقوله: {أما السفينة} أي: التي أحسن إلينا أهلها فخرقتها {فكانت لمساكين} عشرة إخوة خمسة زمني وخمسة {يعملون في البحر} أي: يؤاجرون ويكتسبون، واحتج الشافعي رضي اللّه عنه بهذه الآية على أن حال الفقير أشدّ في الحاجة والضرر من حال المسكين لأن اللّه تعالى سماهم مساكين مع أنهم كانوا يملكون تلك السفينة {فأردت أن أعيبها} أي: أن أجعلها ذات عيب بأن تفوت منفعتها بذلك ساعة من نهار وتكلف أهلها لوحًا أو لوحين يسدونها بذلك أخف عليهم من أن تفوتهم منفعتها بالكلية كما يعلم من قوله: {وكان وراءهم} أي: أمامهم كقوله تعالى: {ومن ورائهم برزخ} [المؤمنين].
وقيل خلفهم، وكان طريقهم في رجوعهم عليه {ملك} كان كافرًا واسمه الجلندي، وقال محمد بن إسحاق اسمه سولة بن خليد الأزدي، وقيل: اسمه هدد بن بدد {يأخذ كل سفينة} أي: صالحة وحذف التقييد بذلك للعلم به {غصبًا} من أصحابها ولم يكن عند أصحابها علم به فإذا مرّت به تركها لعيبها فإذا جاوزته أصلحوها فانتفعوا بها قيل: سدوها بقارورة وقيل: بالفار فإن قيل: قوله: فأردت أن أعيبها مسبب عن خوف الغصب عليها فكان حقه أن يتأخر عن السبب فلم قدّم عليه؟
أجيب: بأن النية به التأخير وإنما قدم للعناية ولأنّ خوف الغصب ليس هو السبب وحده ولكن مع كونها للمساكين، فلما كان كل من الغصب والمسكنة سبب الفعل قدمها على الغصب إشارة إلى أن أقوى السببين الحاملين على فعله الرأفة بالمساكين. ثم شرع في تأويل المسألة الثانية بقوله: {وأمّا الغلام} الذي قتلته {فكان أبواه مؤمنين} التثنية للتغليب يريد أباه وأمه فغلب المذكر وهو شائع ومثله العمران، قيل: إن ذلك الغلام كان بالغًا وكان يقطع الطريق ويقدم على الأفعال المنكرة، وكان أبواه يحتاجان إلى دفع شر الناس عنه والتعصب له وتكذيب من يرميه بشيء من المنكرات وكان يصير سببًا لوقوعهما في الفسق وربما قاد ذلك الفسق إلى الكفر، وقيل: إنه كان صبيًا إلا أنه علم منه أنه لو صار بالغًا لحصلت فيه هذه المفاسد، وفي الحديث أنه طبع كافرًا ولو عاش لأرهقهما ذلك كما قال: {فخشينا} أي: خفنا، والخشية خوف يشوبه تعظيم {أن يرهقهما} أي: يغشيهما ويلحقهما {طغيانًا وكفرًا} أي: لمحبتهما له يتبعانه في ذلك فإن قيل: هل يجوز الإقدام على قتل الإنسان بمثل ذلك؟