فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة مريم مكية وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي وثمان في عد الباقين اختلافهم في ثلاث آيات {كهيعص} عدها الكوفي {في الكتاب إبراهيم} عدها المدني الأخير والمكي {فليمدد له الرحمن مدًا} لم يعدها الكوفي وكلمها تسعمائة واثنان وستون كلمة وحروفها ثلاثة آلاف وثمانمائة وحرفان وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع شيئًا، {عتيا}، {الذين اهتدوا هدى}، {لتبشر به المتقين}. قال الأخفش كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يوقف على كل حرف منها والصحيح الوقف على آخرها لأنَّهم كتبوها كالكلمة الواحدة فلا يوقف على بعضها دون بعض وقال الشعبي لله في كل كتاب سر وسره في القرآن فواتح السور وقد تقدم هل هي مبنية أو معربة أقوال فعلى أنَّها معربة الوقف عليها تام لأنَّ المراد معنى هذه الحروف على أنَّ {كهيعص} خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ حذف خبره أو في محل نصب بإضمار فعل تقديره اتل وليست بوقف إن جعلت في موضع رفع على الابتداء و{ذكر رحمت} الخبر أو جعلت حروفًا أقسم الله بها فلا يوقف عليها حتى يؤتى بجواب القسم إلاَّ أن تجعله محذوفًا بعده فيجوز الوقف عليها.
{زكريا} كاف إن علق إذ بمحذوف وليس بوقف إن جعل العامل فيه {ذكر} أو {رحمت} وإنَّما أضاف الذكر إلى {رحمت} لأنَّه من أجلها كان.
{خفيا} كاف على استئناف ما بعده وجائز إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله وإنَّما أخفى دعاءه عن الناس لئلاَّ يلام على طلب الولد بعدما شاخ وكبر سنه وكان يومئذ ابن خمس وتسعين سنة.
{شقيا} كاف ومثله: {وليًا} على قراءة من قرأ: {يرثني ويرث} بالرفع على الاستئناف والأولى الوصل سواء رفعت ما بعده أو جزمت فالجزم جواب الأمر قبله ولا يفصل بين الأمر وجوابه والرفع صفة لقوله: {وليًا} أي وليًا وارثًا العلم والنبوة فلا يفصل بين الصفة وموصوفها.
{من آل يعقوب} جائز.
{رضيا} كاف.
{اسمه يحيى} ليس بوقف لأنَّ الجملة بعده صفة {غلام}.
{سميا} كاف ومثله: {عتيًا} و{شيئا} و{آية}.
{سويا} تام ووقف بعضهم على {ثلاث ليال} ثم قال: {سويًا} أي أنَّك ليس بك خرس ولا علة.
{وعشيا} كاف.
{بقوة} حسن.
{صبيا} ليس بوقف لأنَّ {وحنانًا} منصوب عطفًا على الحكم فكأنَّه قال وآتيناه حنانًا من لدنا والحنان التعطف ومنه قول الشاعر:
وقالت حنان ما أتى بك هاهنا ** أذو نسب أم أنت بالحي عارف

وقال أبو عبيد:
تحنن عليّ هداك المليك ** فإنَّ لكل مقام مقالا

وقال أبا منذر:
أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك ** بعض الشر أهون من بعض

وإن جعل مصدرًا منصوبًا بفعل مقدر نحو سقيًا ورعيًا جاز الوقف عليه.
{وزكاة} كاف ومثله: {تقيًا} إن نصب ما بعده بفعل مقدر أي وجعلناه برًا وليس بوقف إن عطف على {تقيًا} و{تقيًا} خبر لكان.
{عصيا} كاف.
{حيا} تام.
{إذ} ظرف لما مضى لا يعمل فيه اذكر لأنَّه مستقبل بل التقدير اذكر ما جرى لمريم وقت كذا.
{شرقيا} جائز.
{حجابا} حسن.
{بشرًا سويًا} كاف ومثله: {أعوذ بالرحمن منك} لأنَّ قوله: {إن كنت تقيًا} شرطًا وجوابه محذوف دل عليه ما قبله أي فإني عائذة منك أو فلا تتعرض لي أو فستتعظ وقيل إنَّ تقيًا كان رجلًا فاسقًا فظنت أنَّه هو ذلك الرجل فمن ذلك تعوذت منه ويجوز أن تكون للمبالغة أي إن كنت تقيًا فإني أعوذ منك فكيف إذا لم تكن كذلك فعلى هذا لا يجوز الوقف على {منك}.
{تقيا} كاف ومثله: {زكيًا} وكذا {بغيًا}.
{عليَّ هين} جائز إن جعلت اللام للقسم وهو غير جيد لأنَّ لام القسم لا تكون إلاَّ مفتوحة وليس بوقف إن جعلت لام كي معطوفة على تعليل محذوف تقديره لنبين به قدرتنا ولنجعله وهو أوضح وما قاله أبو حاتم السجستاني من أن اللام للقسم حذفت منه النون تخفيفًا والتقدير ولنجعلنه مردود لأنَّ اللام المكسورة لا تكون للقسم كما تقدم في براءة.
{رحمةً منا} كاف.
{مقضيا} تام.
{قصيا} كاف.
{إلى جذع النخلة} جائز ومثله: {قبل هذا}.
{منسيا} كاف.
{ألاَّ تحزني} حسن.
{سريا} كاف.
من قرأ: {تسّاقط} بتشديد السين وهي قراءة الجمهور غير حفص أصله تتساقط فأدغمت التاء في السين وكذا من قرأ: {تساقط} بحذف التاء فعليهما فنصب {رطبًا} على التمييز وأما من قرأ: {تساقط} بضم التاء وكسر القاف مضارع ساقط أو {يساقط} بضم الياء وكسر القاف فرطبًا مفعول به ومن قرأ: {يساقط} بالتحتية جعله للجذع ومن قرأ بالفوقية جعله للنخلة.
{جنيا} كاف وأباه بعضهم لأنَّ ما بعده جواب الأمر وهو قوله: {فكلي}.
وقري عينا كاف للابتداء بالشرط مع الفاء.
{من البشر أحدًا} حسن على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جواب الشرط {فقولي} وبين هذا الجواب وشرطه جملة محذوفة تقديرها فإما ترينّ من البشر أحدًا فسألك الكلام فقولي وبهذا المقدر يتخلص من إشكال وهو أنَّ قولها: {فلن أكلم اليوم إنسيًا} كلام فيكون تناقضًا لأنَّها كلمت إنسيًا بكلام.
{إنسيا} كاف.
{تحمله} حسن بمعنى حاملة له.
{فريا} كاف.
{يا أخت هرونَ} هرون هذا كان من عباد بني إسرائيل كانت مريم تشبهه في كثرة العبادة وليس هو هرون أخا موسى بن عمران فإنَّ بينهما مئينًا من السنين قال ابن عباس هو عمران بن ماثان جد عيسى من قبل أمه وقال الكلبي كان هرون أخا مريم من أبيها وقيل كان هرون رجلًا فاسقًا شبهوها به وقد ذكرت مريم في القرآن وكرر اسمها في أربعة وثلاثين موضعًا ولم يسم في القرآن من النساء غيرها.
{امرأ سوء} جائز.
{بغيا} كاف وكذا {فأشارت إليه} ومثله: {صبيا}.
{قال إنَّي عبد الله} جائز ومثله: {نبيا}.
{أينما كنت} حسن وقيل كاف.
{حيا} حسن إن نصب {برًا} بمقدر أو على قراءة من قرأ: {وبرًا بوالدتي} وعلى قراءة العامة {وبرًا} بالنصب عطفًا على {مباركًا} من حيث كونه رأس آية يجوز.
{بوالدتي} حسن.
{شقيا} تام ومثله: {حيا}.
{ذلك عيسى ابن مريم} كاف لمن قرأ: {قول الحق} بالنصب وهو عاصم وحمزة وابن عامر على أنَّ {قول} مصدر مؤكد لمضمون الجملة أي هذا الإخبار عن عيسى ابن مريم ثابت صدق فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة كقولهم وعد الصدق أي الوعد الصدق وكذا كاف إن رفع {قول} على قراءة من قرأه برفع اللام على أنَّه خبر مبتدأ محذوف أي ذلك قول الحق أو ذلك الكلام قول الحق أو هو قول الحق يراد به عيسى ابن مريم لا ما تدعونه عليه فليس هو بابن الله تعالى كما تزعم النصارى ولا لغير رشدة كما تزعم اليهود وليس بوقف إن رفع {قول} بدلًا من {عيسى} لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف.
{يمترون} تام.
{سبحانه} حسن ولو وقف على {من ولد} وابتدئ بـ: {سبحانه} كان الوقف حسنًا أيضًا.
{كن} جائز.
{فيكون} تام لمن قرأ: {وإن الله} بكسر الهمزة على الابتداء أو خبر مبتدأ محذوف أي والأمر أنَّ الله قاله الكسائي وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفًا على الصلاة فتكون أن في موضع خفض بإضمار الجار أي وأوصاني بالصلاة وبالزكاة وبأنَّ الله ربي فعلى هذا لا يوقف على {فيكون} ولا على ما بين أول القصة إلى هنا إلاَّ على سبيل التسامح لطول الكلام وقياس سيبويه أنَّ هذه الآية تكون من المقدم والمؤخر فتكون أن منصوبة بقوله: {فاعبدوه} فكأنَّه قال فاعبدوا الله لأنَّه ربي وربكم أو نصب إن عطفًا على قوله: {إذا قضى أمرًا} أي وقضى بأنَّ الله ربي وربكم فتكون أن في محل نصب.
{فاعبدوه} تام ومثله: {مستقيم}.
{من بينهم} حسن لأنَّ ما بعده مبتدأ.
{عظيم} كاف وقيل تام.
{يوم يأتوننا} تجاوزه أجود للاستدراك بعده ولجواز الوقف مدخل لقوم.
{مبين} كاف.
{إذ قضي الأمر} حسن ومثله: {وهم في غفلة} وليس بوقف إن جعلا حالين من الضمير المستتر في: {في ضلال مبين} أي استقروا في ضلال مبين على هاتين الحالتين السيئتين وكذا إن جعلا حالين من مفعول {أنذرهم} أي أنذرهم على هذه الحالة وما بعدها وعلى الأول يكون قوله: {وأنذرهم} اعتراضًا.
{لا يؤمنون} تام.
{ومن عليها} جائز.
{يرجعون} تام.
{في الكتاب إبراهيم} جائز.
{نبيًا} كاف إن علق {إذ} باذكر مقدرًا وليس بوقف إن جعل {إذ} منصوبًا بكان أو {صديقًا} أي كان جامعًا لمقام الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات.
{عنك شيئا} كاف.