فصل: (سورة مريم: الآيات 22- 26).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



. [سورة مريم: الآيات 22- 26].

{فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكانًا قَصِيًّا (22) فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة في الفعلين {به} متعلّق بحال من فاعل انتبذت أي حاملة به {مكانا} مفعول به منصوب- أو ظرف مكان متعلّق ب {انتبذت}.
جملة: {حملته} لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي:
فنفخ جبريل في جيبها فأحسّت بالحمل فحملته.
وجملة: {انتبذت} لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته.
23- الفاء عاطفة {إلى جذع} متعلّق ب أجاء بتضمينه ألجأها يا أداة تنبيه {ليتني} حرف مشبّه بالفعل للتمنّي و النون للوقاية، و الياء ضمير اسم ليت {قبل} ظرف منصوب متعلّق ب {متّ}، {هذا} في محلّ جرّ مضاف إليه الواو عاطفة {نسيا} خبر كنت منصوب.
وجملة: {أجاءها المخاض} لا محلّ لها معطوفة على جملة {انتبذت}.
وجملة: {قالت} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ليتني متّ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {متّ} في محلّ رفع خبر ليت.
وجملة: {كنت} في محلّ رفع معطوفة على جملة {متّ}.
24- الفاء عاطفة، وفاعل {نادى} هو جبريل- أو عيسى- {من تحتها} متعلّق ب {نادى}، أن حرف تفسير، لا ناهية {تحزني} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و الياء فاعل قد حرف تحقيق {تحتك} ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان {سريّا} مفعول به أوّل منصوب.
وجملة: {ناداها} لا محلّ لها معطوفة على جملة {قالت}.
وجملة: {لا تحزني} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {قد جعل} لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم.
25- الواو عاطفة {إليك} متعلّق ب {هزّي} بتضمينه معنى أميلي أو قربيّ {بجذع} متعلّق بحال من مفعول هزّي أي هزّي الرطب كائنا بجذع النخلة، {تساقط} مضارع مجزوم بجواب الطلب، والفاعل هي أي النخلة.
{عليك} متعلّق ب {تساقط}، {جنيّا} نعت ل {رطبا}.
وجملة: {هزّي} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تحزني.
وجملة: {تساقط} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تهزّي.. تساقط.
26- الفاء رابطة لجواب مقدّر {عينا} تمييز منصوب محوّل عن فاعل الفاء استئنافيّة {إمّا} {إن} حرف شرط جازم.. و ما زائدة {ترينّ} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون..- لأنه من الأفعال الخمسة- و الياء ضمير متصل في محلّ رفع فاعل، و النون نون التوكيد {من البشر} متعلّق بحال من {أحدا} وهو مفعول به منصوب عامله ترينّ الفاء رابطة لجواب الشرط {قولي} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و الياء فاعل {للرحمن} متعلّق ب {نذرت} {صوما} مفعول به منصوب عامله نذرت الفاء عاطفة {اليوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {أكلّم}. {إنسيّا} مفعول به.
وجملة: {كلي} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا هززت فتساقطت فكلي..
وجملة: {اشربي} لا محلّ لها معطوفة على جملة كلي.
وجملة: {قرّي عينا} لا محلّ لها معطوفة على جملة كلي وجملة: {إمّا ترينّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قولي} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّي نذرت} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {نذرت} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لن أكلّم} في محلّ رفع معطوفة على جملة نذرت.

.الصرف:

{قصيّا}، صفة مشبّهة من قصا يقصو أو قصي يقصى الأول من باب نصر والثاني من باب فرح، وزنه فعيل فإن كانت لامه واوا ففيه إعلال بالقلب أصله قصيو بسكون الياء، اجتمعت الياء والواو الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.. وإن كانت اللام ياء فليس فيه إعلال، وزنه فعيل.
{المخاض}، هو مصدر مخضت تمخض الحامل باب فرح أي دنت ولادتها وأخذها الطلق.. وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر بكسر الفاء، {جذع} اسم جامد ذات، وزنه فعل بكسر فسكون.
{النخلة}، واحدة النخل، اسم للشجرة المعروفة وزنه فعلة بفتح فسكون.
{متّ}، فيه إعلال بالحذف، معتلّ أجوف أسند إلى تاء الفاعل تحذف عينه، وزنه فلت بكسر الفاء فكأنّه من فعل يفعل بكسر العين في الماضي وضمّها في المضارع، فهو شاذ. وجاء في اللسان.. قال سيبويه اعتلّت من فعل يفعل بكسر فضمّ.. ونظيرها في الصحيح فضل يفضل بكسر فضمّ.
{نسيا}، اسم للشي ء ينسى، وما يتركه المرتحلون من رذال متاعهم، جمعه أنساء.
{منسيّ} اسم مفعول من نسي ينسى باب فرح، وزنه مفعول وقد دخله الإعلال بالقلب، أصله منسوي بياء في آخره قبلها واو ساكنة، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.
{سريّا} اسم جامد للجدول أو النهر الصغير وزنه فعيل ولامه ياء لأنّه من سرى يسري- بياء في آخر المضارع وقد أدغمت ياء فعيل مع لامه، والجمع سريان بكسر السين كرغيف رغفان.. هذا ويجوز أن يكون بمعنى الرئيس أو الرجل الرفيع القدر، فلامه واو لأنّه من سرو يسرو باب كرم، وفيه إعلال بالقلب، أصله سريو، اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، وقصد به عيسى عليه السلام.
{رطبا}، اسم جمع للناضج من البسر قبل أن يصير تمرا وزنه فعل بضمّ ففتح واحدته رطبة بضمّ ففتح والجمع رطاب بكسر الراء أو أرطاب.
{جنيّا} صفة مشبّهة من جنى يجني باب ضرب وهو ما طاب وصلح للاجتناء، وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة.
{ترينّ} فيه حذف عينه وهي الهمزة، وحذف لامه وهي الألف، أصله رأى.. فلمّا أسند إلى ياء المؤنّثة المخاطبة حذفت الألف لالتقاء الساكنين فأصبح ترأين.. {ثمّ} نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، فلمّا اجتمع ساكنان حذفت الهمزة فأصبح ترين- هذا قبل دخول نون التوكيد- فلمّا دخلت النون حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، وحين التقت ياء الضمير الساكنة مع النون الأولى الساكنة من نون التوكيد الثقيلة كسرت ياء الضمير، ووزن الفعل تفينّ بفتحتين ثمّ كسر.
{صوما} مصدر سماعيّ للثلاثي صام يصوم باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
{إنسيّا} اسم منسوب إلى إنس، اسم جنس أي الناس وزنه فعليّ بكسر فسكون.

.البلاغة:

- التعريف:
في قوله تعالى: {جِذْعِ النَّخْلَةِ}.
التعريف للنخلة لا يخلو: إمّا أن يكون من تعريف الأسماء الغالبة، كتعريف النجم والصعق، كأن تلك الصحراء كان فيها جذع نخلة متعالم عند الناس، فإذا قيل: جذع النخلة، فهم منه ذلك، دون غيره من جذوع النخل. وإمّا أن يكون تعريف الجنس، أي: جذع هذه الشجرة خاصة، كأن اللّه تعالى، إنما أرشدها إلى النخلة، ليطعمها منها الرطب.

. [سورة مريم: الآيات 27- 28].

{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {به} متعلّق بحال من فاعل أتت، {قومها} مفعول به منصوب اللام لام القسم لقسم مقدّر {شيئا} مفعول به منصوب بتضمين جئت معنى فعلت، {فريّا} نعت ل {شيئا} منصوب.
جملة: {أتت} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تحمله} في محلّ نصب حال من الفاعل أو من الهاء في {به}.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يا مريم} وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {جئت} لا محلّ لها جواب القسم، وجملة القسم جواب النداء.
28- {أخت} منادى مضاف منصوب {هارون} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة ما نافية في الموضعين.
وجملة: النداء {يا أخت} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {ما كان أبوك} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ما كانت أمّك} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

.الصرف:

{فريّا} صفة مشبّهة من فرى يفري باب ضرب بمعنى اختلف أو قطع وشقّ، وزنه فعيل، وقد أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة.

. [سورة مريم: آية 29].

{فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {كيف} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {كان} فعل ماض تامّ، والفاعل هو، وهو العائد {في المهد} متعلّق ب {كان} {صبيّا} حال منصوبة من فاعل كان.
جملة: {أشارت} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كيف نكلّم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كان في المهد} لا محلّ لها صلة الموصول من .

. [سورة مريم: الآيات 30- 33].

{قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبارَكًا أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) والسلام عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}.

.الإعراب:

{آتاني} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و النون للوقاية، و الياء مفعول به أوّل، والفاعل هو أي اللّه {الكتاب} مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة {جعلني نبيّا} مثل آتاني الكتاب، وكذلك {جعلني مباركا}، {أينما} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بالجواب أو بالشرط {كنت} فعل ماض تامّ... و التاء فاعل الواو عاطفة {بالصلاة} متعلّق ب {أوصاني}، ما حرف مصدريّ ظرفيّ {دمت} فعل ماض ناقص.. و التاء اسمه {حيّا} خبر ما دمت منصوب.
والمصدر المؤوّل ما دمت.. في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب {أوصاني}.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّي عبد اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {آتاني الكتاب} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {جعلني نبيّا} لا محلّ لها معطوفة على جملة آتاني الكتاب.
وجملة: {جعلني مباركا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلني نبيّا.
وجملة: {كنت} لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: أينما كنت فقد جعلني نبيّا ومباركا.
وجملة: {أوصاني} لا محلّ لها معطوفة على جملة آتاني.. أو جعلني..
32- الواو عاطفة {برّا} مفعول به ثان لفعل محذوف تقديره جعلني {بوالدتي} متعلّق ب {برّا}، الواو عاطفة {لم} حرف نفي وجزم {جبّارا} مفعول به ثان منصوب عامله لم يجعلني {شقيّا} نعت ل {جبّارا} منصوب.
وجملة: جعلني {برّا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلني مباركا.
وجملة: {لم يجعلني} لا محلّ لها معطوفة على جملة {جعلني} برّا.
33- الواو عاطفة {عليّ} متعلّق بخبر المبتدأ {السلام} {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر وكذلك الظروف الأخرى المعطوفة عليه {حيّا} حال منصوبة من نائب الفاعل.
وجملة: {السلام عليّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يجعلني.
وجملة: {ولدت} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أموت} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أبعث} في محلّ جرّ مضاف إليه.

.الصرف:

{أوصاني} فيه إعلال بالقلب، أصله أوصيني، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه أفعلني.

.الفوائد:

1- آل عمران:
إن اللّه اصطفى آل عمران على العالمين، وعمران والد مريم والدة المسيح، ونحن نعلم جهاد المسيح في سبيل دعوة الناس إلى الحق والخير والإيمان باللّه وحده، ونعلم أيضا كيف سخر اللّه للمسيح عليه السلام من التلاميذ، الذين هم الحواريون، فنشروا دينه فوق الكثير من أصقاع الأرض، وقد أراد اللّه أن يكرم آل عمران، فأنزل سورة من القرآن الكريم سميت باسمهم، وهي ثاني سورة بعد البقرة، وأراد أن يكرم مريم العذراء، فخصها بسورة من كتابه الكريم، هي السورة التي نحن بصددها الآن.
وما أحسب أن كتابا من الكتب السماوية أشاد بآل عمران ومريم والمسيح كما أشاد القرآن الكريم، وأفاض بطهارتهما وتقديسهما وتنزيههما عن كل نقيصة أو بهتان.
فالقرآن الكريم ذكر أن مريم عذراء، وأن الملك بشّرها بهذا الغلام الزكي، فحملت به، وابتعدت عن الناس، وعانت من آلام وضعه حتى تمنت موتها قبل ذلك، وقد خاطبها ولدها المسيح، وهو في مهده، وهدأ من روعها، وطلب إليها أن تهزّ بجذع النخلة، وتنعم بما يتساقط عليها من الرطب الجني.
وكانت والدة مريم امرأة صالحة، وكان أبوها رجلا صالحا تقيا نقيا، فنذرت زوجته وليدها خادما للهيكل وعند ما وجدتها أنثى، وليس الذكر كالأنثى، ومع ذلك تقبلها ربها قبولا حسنا، وأنبتها نباتا حسنا.
2- لماذا منعت من الكلام؟
إنه سؤال يثب إلى الذهن فاللسان، والإجابة عليه بأن الله أمرها بأن تمتنع عن الكلام لأمرين:
أ- أن يكون عيسى عليه السلام هو المتكلم عنها، ليكون أقوى لحجتها، وأرهص للمعجزة وإزالة عوامل الريبة المؤدية إلى اتهامها بما يشين.
ب- التنويه بكراهية المجادلة شرعا مع السفهاء وقد اقتنص الشاعر هذا المعنى فقال:
يخاطبني السفيه بكل قبح ** وأكره أن أكون له مجيبا

. [سورة مريم: آية 34].

{ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)}.

.الإعراب:

{ذلك} مبتدأ في محلّ رفع {عيسى} خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة، بن نعت لعيسى مرفوع، {قول} مفعول مطلق لفعل محذوف وهو مؤكّد لمضمون الجملة قبله أي أقول قول الحقّ، {الذي} في محلّ نصب نعت لقول {فيه} متعلّق ب {يمترون}.
جملة: {ذلك عيسى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يمترون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.

.الفوائد:

1- إثبات ألف ابن، وحذفها:
أ- ابن: أصله بنو ويجمع على بنين. وقال بعضهم: أصله بكسر الباء قياسا على بنت.
ب- ما لا يعقل، مثل: ابن مخاض، وابن لبون وابن عرس، فيجمع بألف وتاء مثل: بنات عرس.
ج- يضاف ابن لما يخصصه، مثل: ابن السبيل، وابن الحرب، وابن الدنيا.
د- همزة ابن همزة وصل، وكذلك همزة ابنة. تحذف في الوصل وتثبت في الخط.
ه- ومن أحكامها أنها تحذف لفظا وخطا، وذلك إذا ورد علم وبعده ابن صفة له ومضافا لعلم هو أب له. نحو محمد بن عبد اللّه بن عبد ال إلا إذا وقع في أول السطر فتكتب الهمزة خطا ولا تلفظ.
ملاحظة: قد خرج في قولهم: ومضافا لعلم هو أب له خرج المضاف إلى أم هو ابن لها. مثل: عيسى ابن مريم.