فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

{قَالَ رَبّ اجعل لِّى ءايَةً}.
أي علامةً تدلني على تحقق المسؤولِ ووقوعِ الحبَل، ولم يكن هذا السؤالُ منه عليه الصلاة والسلام لتأكيد البِشارة وتحقيقِها كما قيل فإن ذلك مما لا يليق بمنصِب الرسالة، وإنما كان ذلك لتعريف وقت العُلوق حيث كانت البشارةُ مطلقةً عن تعيينه وهو أمرٌ خفيٌّ لا يوقف عليه، فأراد أن يُطلعَه الله تعالى عليه لتلقِّي تلك النعمةِ الجليلةِ بالشكر من حين حدوثِها ولا يؤخّرَه إلى أن تظهر ظهورًا معتادًا، وقد مرت الإشارةُ في تفسير سورة آل عمران إلى أن هذا السؤالَ ينبغي أن يكون بعد ما مضى بعد البشارة بُرهةٌ من الزمان، لما روي أن يحيى كان أكبرَ من عيسى عليهما الصلاة والسلام بستة أشهر أو بثلاث سنين، ولا ريب في أن دعاءَ زكريا عليه الصلاة والسلام كان في صِغَر مريمَ لقوله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} وهي إنما ولدت عيسى عليه الصلاة والسلام وهي بنتُ عشرِ سنين أو بنتُ ثلاثَ عشْرةَ سنةً، والجعلُ إبداعيٌّ واللامُ متعلقة به وتقديمُها على المفعول به لما مر مرارًا من الاعتناء بالمقدم والتشويقِ إلى المؤخَّر، أو بمحذوف وقع حالًا من آيةً إذ لو تأخر لكان صفةً لها، وقيل: بمعنى التصيير المستدعي لمفعولين أولُهما آيةً وثانيهما الظرفُ، وتقديمُه لأنه لا مسوِّغَ لكون آيةً مبتدًا عند انحلال الجملة إلى مبتدأ وخبر سوى تقديمِ الظرف فلا يتغير حالُهما بعد ورودِ الناسخ.
{قَالَ ءَايَتُكَ أَن لا تُكَلّمَ الناس} أي لا تقدر على أن تكلمهم بكلام الناسِ مع القدرة على الذكر والتسبيح {ثلاث لَيَالٍ} مع أيامهن للتصريح بها في سورة آل عمران {سَوِيًّا} حال من فاعل تكلم مفيدٌ لكون انتفاءِ التكلم بطريق الاضطرار دون الاختيار أي تُمنع الكلامَ فلا تطيق به حال كونك سوى الخلق سليمَ الجوارحِ ما بك شائبةُ بَكَم ولا خَرَس.
{فَخَرَجَ على قَوْمِهِ مِنَ المحراب} أي من المصلّى أو من الغرفة وكانوا من وراء المحرابِ ينتظرونه أن يفتح لهم البابَ فيدخلوه ويصلّوا إذْ خرج عليهم متغيِّرًا لونُه فأنكروه وقالوا: ما لك؟ {فأوحى إِلَيْهِمْ} أي أومأ إليهم لقوله تعالى: {إِلاَّ رَمْزًا} وقيل: كتب على الأرض وأنْ في قوله تعالى: {أَن سَبّحُواْ} إما مفسرةٌ لأوحى أو مصدريةٌ والمعنى أن صلّوا أو بأن صلوا {بُكْرَةً وَعَشِيًّا} هما ظرفا زمانٍ للتسبيح.
عن أبي العالية: أن المرادَ بهما صلاةُ الفجر وصلاةُ العصر، أو نزِّهوا ربكم طرفي النهار ولعله كان مأمورًا بأن يسبِّح شكرًا ويأمرَ قومه بذلك.
{يَا يحيى} استئناف طُويَ قبله جملٌ كثيرةٌ مسارعةً إلى الإنباء بإنجاز الوعدِ الكريم أي قلنا: يا يحيى {خُذِ الكتاب} التوراةَ {بِقُوَّةٍ} أي بجد واستظهار بالتوفيق {وَاتَيْنَاهُ الحكم صَبِيًّا} قال ابن عباس رضي الله عنهما: الحكمُ النبوةُ استنبأه وهو ابنُ ثلاثِ سنين، وقيل: الحُكمُ الحِكمةُ وفهمُ التوراة والفقهُ في الدين. روي أنه دعاه الصبيانُ إلى اللعب، فقال: ما لِلَّعب خُلقنا.
{وَحَنَانًا مّن لَّدُنَّا} عطف على الحُكم وتنوينُه للتفخيم وهو التحنّنُ والاشتياق، ومن متعلقةٌ بمحذوف وقع صفةً مؤكدةً لما أفاده التنوينُ من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافيةِ، أي وآتيناه رحمةً عظيمةً عليه كائنة من جنابنا أو رحمةً في قلبه وشفقةً على أبويه وغيرِهما {وزكواة} أي طهارةً من الذنوب أو صدقةً تصدقنا به على أبويه أو وفقناه للتصدق على الناس {وَكَانَ تَقِيّا} مطيعًا متجنبًا عن المعاصي.
{وَبَرّا بوالديه} عطف على تقيًا أي بارًّا بهما لطيفًا بهما محسنًا إليهما {وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا} متكبرًا عاقًا لهما أو عاصيًا لربه.
{وسلام عَلَيْهِ} من الله عز وجل {يَوْمَ وُلِدَ} من أن يناله الشيطانُ بما ينال به بني آدم {وَيَوْمَ يَمُوتُ} من عذاب القبر {وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًا} من هول القيامةِ وعذاب النار. اهـ.

.قال الألوسي:

{قَالَ رَبّ اجعل لِّى ءايَةً}.
أي علامة تدلني على تحقق المسؤول ووقوع الخبر، وكان هذا السؤال كما قال الزجاج لتعريف وقت العلوق حيث كانت البشارة مطلقة عن تعيينه وهو أمر خفي لا يوقف عليه لاسيما إذا كانت زوجته ممن انقطع حيضها لكبرها وأراد أن يطلعه الله تعالى ليتلقى تلك النعمة الجليلة بالشكر من حيث حدوثها ولا يؤخره إلى أن تظهر ظهورًا معتادًا، وقيل: طلب ذلك ليزداد يقينًا وطمأنينة كما طلب إبراهيم عليه السلام كيفية إحياء الموتى لذلك والأول أولى، وبالجملة لم يطلبه لتوقف منه في صدق الوعد ولا لتوهم أن ذلك من عند غير الله تعالى، ورواية هذا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا تصح لعصمة الأنبياء عليهم السلام عن مثل ذلك.
وذكر أن هذا السؤال ينبغي أن يكون بعدما مضى بعد البشارة برهة من الزمان لما روي أن يحيى كان أكبر من عيسى عليهما السلام بستة أشهر أو بثلاث سنين ولا ريب في أن دعاءه عليه السلام كان في صغر مريم لقوله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [آل عمران: 38] وهي إنما ولدت عيسى عليه السلام وهي بنت عشر سنين أو بنت ثلاث عشرة سنة، والجعل إبداعي واللام متعلقة به، والتقديم على {ءايَةً} الذي هو المفعول لما تقدم مرارًا أو بمحذوف وقع حالًا من {ءايَةً} وقيل: بمعنى التصيير المستدعي لمفعولين أولهما {ءايَةً} وثانيهما الظرف وتقديمه لأنه لا مسوغ لكون {ءايَةً} مبتدأ عند انحلال الجملة إلى مبتدأ وخبر سوى تقديم الظرف فلا يتغير حالهما بعد ورود الناسخ.
{قَالَ ءايَتُكَ أَلاَّ تُكَلّمَ الناس} أن لا تقدر على تكليمهم بكلامهم المعروف في محاوراتهم.
روي عن أبي زيد أنه لما حملت زوجته عليه السلام أصبح لا يستطيع أن يكلم أحدًا وهو مع ذلك يقرأ التوراة فإذا أراد مناداة أحد لم يطقها {ثلاث لَيَالٍ} مع أيامهن للتصريح بالأيام في سورة آل عمران والقصة واحدة، والعرب تتجوز أو تكتفي بأحدهما عن الآخر كما ذكره السيرافي، والنكتة في الاكتفاء بالليالي هنا وبالأيام ثمة على ما قيل أن هذه السورة مكية سابقة النزول وتلك مدنية والليالي عندهم سابقة على الأيام لأن شهورهم وسنيهم قمرية إنما تعرف بالأهلة ولذلك اعتبروها في التاريخ كما ذكره النحاة فأعطى السابق للسابق، والليال جمع ليل على غير قياس كأهل وأهال أو جمع ليلاة ويجمع أيضًا على ليايل.
{سَوِيًّا} حال من فاعل {تُكَلّمَ} مفيد لكون انتفاء التكلم بطريق الإعجاز وخرق العادة لا لاعتقال اللسان بمرض أي يتعذر عليك تكليمهم، ولا تطيقه حال كونك سوي الخلق سليم الجوارح ما بك شائبة بكم ولا خرص وهذا ما عليه الجمهور، وعن ابن عباس أن {سَوِيًّا} عائد على الليالي أي كاملات مستويات فيكون صفة لثلاث.
وقرأ ابن أبي عبلة وزيد بن علي رضي الله تعالى عنهما {أَن لا تُكَلّمَ} بالرفع على أن المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن أي أنه لا تكلم.
{فَخَرَجَ على قَوْمِهِ مِنَ المحراب} أي من المصلى كما روي عن ابن زيد أو من الغرفة كما قيل، وأصل المحراب كما قال الطبرسي: مجلس الأشراف الذي يحارب دونه ذبًا عن أهله، ويسمى محل العبادة محرابًا لما أن العابد كالمحارب للشيطان فيه، وإطلاق المحراب على المعروف اليوم في المساجد لذلك وهو محدث لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ألف الجلال السيوطي في ذلك رسالة صغيرة سماها إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب.
روي أن قومه كانوا من وراء المحراب ينتظرون أن يفتح لهم الباب فيدخلوه ويصلوا فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم متغيرًا لونه فأنكروه وقالوا: مالك؟ {فأوحى إِلَيْهِمْ} أي أومأ إليهم وأشار كما روي عن قتادة وابن منبه والكلبي والقرطبي وهو إحدى الروايتين عن مجاهد، ويشهد له قوله تعالى: {إِلاَّ رَمْزًا} [آل عمران: 41] وروي عن ابن عباس كتب لهم على الأرض.
{أَن سَبّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيًّا} وهو الرواية الأخرى عن مجاهد لكن بلفظ على التراب بدل على الأرض وقال عكرمة: كتب علي ورقة.
وجاء إطلاق الوحي على الكتابة في كلام العرب ومنه قول عنترة:
كوحي صحائف من عهد كسرى ** فأهداها لأعجم طمطمى

وقول ذي الرمة:
سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها ** بقية وحي في بطون الصحائف

و{إن} إما مفسرة أو مصدرية فتقدر قبلها الباء الجارة.
والمراد بالتسبيح الصلاة مجازًا بعلاقة الاشتمال وهو المروى عن ابن عباس، وقتادة، وجماعة.
و{بُكْرَةً وَعَشِيًّا} ظرفا زمان له.
والمراد بذلك كما أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية صلاة الفجر وصلاة العصر، وقال بعض: التسبيح على ظاهره وهو التنزيه أي نزهوا ربكم طرفي النهار، ولعله عليه السلام كان مأمورًا بأن يسبح شكرًا ويأمر قومه.
وقال صاحب التحرير والتحبير: عندي في هذا معنى لطيف وهو أنه إنما خص التسبيح بالذكر لأن العادة جارية أن كل من رأى أمرًا عجب منه أو رأى فيه بديع صنعة أو غريب حكمة يقول: سبحان الله تعالى سبحان الخالق جل جلاله فلما رأى حصول الولد من شيخ وعاقر عجب من ذلك فسبح وأمر بالتسبيح. اهـ.
فأمرهم بالتسبيح إشارة إلى حصول أمر عجيب، وقيل: إنه عليه السلام كان قد أخبر قومه بما بشر به قبل جعل العلامة فلما تعذر عليه الكلام أشار إليهم بحصول ما بشر به من الأمر العجيب فسروا بذلك.
وقرأ طلحة {إن} بهاء الضمير عائدة إلى الله تعالى، وروى ابن غزوان عن طلحة {إن سبحان} بنون مشددة.
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)}.
{يا يحيى} على تقدير القول وكلام آخر حذف مسارعة إلى الأنباء بإنجاز الوعد الكريم أي فلما ولد وبلغ سنا يؤمر مثله فيه قلنا يا يحيى {خُذِ الكتاب} أي التوراة، وادعى ابن عطية الإجماع على ذلك بناءً على أن ال للعهد ولا معهود إذ ذاك سواها فإن الإنجيل لم يكن موجودًا حينئذٍ وليس كما قال بل قيل: له عليه السلام كتاب خص به كما خص كثير من الأنبياء عليهم السلام بمثل ذلك، وقيل: المراد بالكتاب صحف إبراهيم عليه السلام، وقيل: المراد الجنس أي كتب الله تعالى: {بِقُوَّةٍ} بجد واستظهار وعمل بما فيه، وقائل ذلك هو الله تعالى على لسان الملك كما هو الغالب في القول للأنبياء عليه السلام، وأبعد التبريزي فقدر قال له أبوه حين ترعرع ونشأ: يا يحيى.. إلخ، ويزيده بعدًا قوله تعالى: {وءاتيناه الحكمة صَبِيًّا}.
أخرج أبو نعيم وابن مردويه والديلمي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في ذلك: أعطى الفهم والعبادة وهو ابن سبع سنين، وجاء في رواية أخرى عنه مرفوعًا أيضًا قال الغلمان ليحسى بن زكريا عليهما السلام: اذهب بنا نلعب فقال: أللعب خلقنا، اذهبوا نصلي فهو قوله تعالى: {وءاتيناه الحكمة صَبِيًّا} والظاهر أن الحكم على هذا بمعنى الحكمة، وقيل: هي بمعنى العقل، وقيل معرفة آداب الخدمة، وقيل الفراسة الصادقة وقيل النبوة وعليه كثير قالوا: أوتيها وهو ابن سبع سنين أو ابن ثلاث أو ابن سنتين ولم ينبأ أكثر الأنبياء عليهم السلام قبل الأربعين، والجملة عطف على قلنا المقدر.
{وَحَنَانًا مّن لَّدُنَّا} عطف على {الحكم} [مريم: 12] وتنوينه للتفخيم وهو في الأصل من حن إذا ارتاح واشتاق ثم استعمل في الرحمة والعطف، ومنه الحنان لله تعالى خلافًا لمن منع إطلاقه عليه عز وجل، وإلى تفسيره بالرحمة هنا ذهب الحسن وقتادة والضحاك وعكرمة والفراء وأبو عبيدة وهو رواية عن ابن عباس، ويروى أنه أنشد في ذلك لابن الأرزق قول طرفة:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ** حنانيك بعض الشر أهون من بعض

وأنشد سيبويه قول المنذر بن درهم الكلبي:
وأحدث عهد من أمينة نظرة ** على جانب العلياء إذ أنا واقف

تقول حنان ما أتى بك هاهنا ** أذو نسب أم أنت بالحي عارف

والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع صفة مؤكدة لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية أي وآتيناه رحمة عظيمة عليه كائنة من جنابنا وهذا أبلغ من ورحمناه وروي هذا التفسير عن مجاهد، وقيل: المراد وآتيناه رحمة في قلبه وشفقة على أبويه وغيرهما، وفائدة الوصف على هذا الإشارة إلى أن ذلك كان مرضيًا لله عز وجل فإن من الرحمة والشفقة ما هو غير مقبول كالذي يؤدي إلى ترك شيء من حقوق الله سبحانه كالحدود مثلًا أو الإشارة إلى أن تلك الرحمة زائدة على ما في جبلة غيره عليه السلام لأن ما يهبه العظيم عظيم.
وأورد على هذا أن الإفراط مذموم كالتفريط وخير الأمور أوسطها.
ورد بأن مقام المدح يقتضي ذلك. ورب إفراط يحمد من شخص ويذم من آخر فإن السلطان يهب الألوف ولو وهبها غيره كان إسرافًا مذمُومًا.
وعن ابن زيد أن الحنان هنا المحبة وهو رواية عن عكرمة أي وآتيناه محبة من لدنا، والمراد على ما قيل جعلناه محببًا عند الناس فكل من رآه أحبه نظير قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مّنّى} [طه: 39] وجوز بعضهم أن يكون المعنى نحو ما تقدم على القول السابق، وقيل: هو منصوب على المصدرية فيكون من باب {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح وَحِفْظًا} [فصلت: 12].
وجوز أن يجعل مفعولًا لأجله وأن يجعل عطفًا على {صَبِيًّا} [مريم: 12] وذلك ظاهر على تقدير أن يكون المعنى رحمة لأبويه وغيرهما، وعلى تقدير أن يكون وحنانًا من الله تعالى عليه لا يجىء الحال وباقي الأوجه بحاله، ولا يخفى على المتأمل الحال على ما روى عن ابن زيد {وزكواة} أي بركة كما أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وهو عطف على المفعول، ومعنى إيتائه البركة على ما قيل جعله مباركًا نفاعًا معلمًا للخير.
وقيل: الزكاة الصدقة والمراد ما يتصدق به، والعطف على حاله أي آتيناه ما يتصدق به على الناس وهو كما ترى.
وقيل: هي بمعنى الصدقة والعطف على الحال والمراد آتيناه الحكم حال كونه متصدقًا به على أبويه وروى هذا عن الكلبي وابن السائب، وجوز عليه العطف على {حنانا} بتقدير العلية، وقيل: العطف على المفعول، ومعنى إيتائه الصدقة عليهما كونه عليه السلام صدقة عليهما، وعن الزجاج هي الطهارة من الذنوب ولا يضر في مقام المدح الإتيان بألفاظ ربما يستغني ببعضها عن بعض {وزكواة وَكَانَ تَقِيّا} مطيعًا متجنبًا عن المعاصي وقد جاء في غير ما حديث أنه عليه السلام ما عمل معصية ولا هم بها.