فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال ابن الأعرابي: الحنان مشدّدًا من صفات الله عزّ وجلّ، والحنان مخففًا: العطف والرحمة.
والحنان: الرزق والبركة.
قال ابن عطية: والحنان في كلام العرب أيضًا ما عظم من الأمور في ذات الله، ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل: والله لئن قتلتم هذا العبد لأتخذن قبره حنانًا، يعني: بلالًا، لما مرَّ به وهو يعذب.
وقيل: إن القائل لذلك هو ورقة بن نوفل.
قال الأزهري: معنى ذلك لأترحمنّ عليه، ولأتعطفنّ عليه لأنه من أهل الجنة، ومثله قول الحطيئة:
تحنن عليّ هداك المليك ** فإن لكل مقام مقالا

ومعنى {مّن لَّدُنَّا} من جنابنا.
قيل: ويجوز أن يكون المعنى: أعطيناه رحمة من لدنا كائنة في قلبه يتحنن بها على الناس، ومنهم أبواه وقرابته حتى يخلصهم من الكفر {وزكواة} معطوف على ما قبله، والزكاة التطهير والبركة والتنمية والبرّ، أي جعلناه مباركًا للناس يهديهم إلى الخير؛ وقيل: زكيناه بحسن الثناء عليه كتزكية الشهود وقيل: صدقة تصدقنا به على أبويه قاله ابن قتيبة {وَكَانَ تَقِيّا} أي متجنبًا لمعاصي الله مطيعًا له. وقد روي أنه لم يعمل معصية قط.
{وَبَرّا بوالديه} معطوف على {تقيًا}، البرّ هنا بمعنى البارّ، فعل بمعنى فاعل، والمعنى: لطيفًا بهما محسنًا إليهما {وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا} أي لم يكن متكبرًا ولا عاصيًا لوالديه أو لربه، وهذا وصف له عليه السلام بلين الجانب وخفض الجناح {وسلام عَلَيْهِ} قال ابن جرير وغيره: معناه: أمان عليه من الله.
قال ابن عطية: والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة، فهي أشرف وأنبه من الأمان لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه، وهو أقلّ درجاته، وإنما الشرف في أن يسلم الله عليه، ومعنى {يَوْمَ وُلِدَ} أنه أمن من الشيطان وغيره في ذلك اليوم، أو أن الله حياه في ذلك اليوم، وهكذا معنى {يَوْمَ يَمُوتُ} وهكذا معنى {يَوْمَ يُبعثُ حَيًا} قيل: أوحش ما يكون الإنسان في ثلاثة مواطن: يوم ولد لأنه خرج مما كان فيه، ويوم يموت لأنه يرى قومًا لم يكن قد عرفهم وأحكامًا ليس له بها عهد، ويوم يبعث لأنه يرى هول يوم القيامة. فخصّ الله سبحانه يحيى بالكرامة والسلامة في المواطن الثلاثة.
وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يايحيى خُذِ الكتاب بِقُوَّةٍ} قال: بجدّ {وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبِيًّا} قال: الفهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: يقول: اعمل بما فيه من فرائض.
وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال: اللب.
وأخرج أبو نعيم والديلمي وابن مردويه عن ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبِيًّا} قال: «أعطي الفهم والعبادة وهو ابن سبع سنين» وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن أبي حاتم عن قتادة: بدله وهو ابن ثلاث سنين.
وأخرج الحاكم في تاريخه من طريق نهشل بن سعد عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الغلمان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب، فقال يحيى: ما للعب خلقنا، اذهبوا نصلي فهو قول الله: {وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبِيًّا}» وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن قبل أن يحتلم، فهو ممن أوتي الحكم صبيًا» وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس موقوفًا.
وأخرج عبد الرزاق، والفريابي وابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وَحَنَانًا} قال: لا أدري ما هو إلا أني أظنه يعطف الله على عبده بالرحمة، وقد فسرها جماعة من السلف بالرحمة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وزكواة} قال: بركة، وفي قوله: {وَكَانَ تَقِيّا} قال: طهر فلم يعمل بذنب. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى في قصة يحيى بن زكريا، عليهما السلام،: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 14]، وفي قصة عيسى، عليه السلام، {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32]، فاختلف الوصفان في الآيتين مع اتحاد مرماهما في السابق من ظاهرهما، فيسأل عن ذلك؟
والجواب عنه-والله أعلم- أن الله سبحانه وصف يحيى، عليه السلام، بعظم التقوى في قوله تعالى: {وَكَانَ تَقِيًّا} [مريم: 13]، وتقي فعيل من التقوى، وهو من أبنية المبالغة، فيفهم الوفاء بوجوه التقوى حتى لا يكون من الموصوف به معصية ولا تقصير، فقوله بعد: {وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 14]، المراد-والله أعلم- نفي للمعاصي جملة، وهو المراد بقوله في الموضع الآخر {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: 39]، أي ممنوعًا من المعاصي، والحصر الحبس والمنع، قال مكي، رحمة الله: حصر عن الذنوب فلم يأتها. وما قاله المفسرون من أن المراد هنا منعه من النساء بأي وجه قالوه فلا يصح، والله أعلم، لأن عدم القدرة على النساء نقص، والأنبياء منزهون عن النقص، فكيف يصح ورود هذا الوصف في معرض المدحة، وهو في نفسه نقص، والقوى في ذلك كمال ودحه، فالمراد هنا بالحصور الممنوع عن المعاصي، وقد روى (عمرو) بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا يحيى بن زكرياء»، ثم نوسب بين هذا الوصف وما تقدمه من قوله: {وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}، فورد بلفظ المبالغة مثله، والمراد نفي المعاصي عنه، عليه السلام جملة، والتناسب في هذا كله واضح.
وأما وقله في قصة عيسى، عليه السلام {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32] فملحوظ في ذلك ما جرى لأتباعه، عليه السلام، وما وقعوا {فيه} من العظيمة حين قالوا: هو ابن الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًان فاستحقوا الوصف بالشقاء بمقالهم، والشقي مستحق لاعذاب الأخراوي. وإلى السعادة والشقاء انقسام العالم في الآخرة، قال تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105]، فهما طرفا حصر العالم في الآخرة وهذا كقوله: {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التغابن: 2]، فلما لحظ في قصة عيسى، عليه السلام، عصمته من الرضا بما وقع فيه أتباعه ناسب ذلك نفي صفة الضالين، ممن توهم أنه ممن اتبعه، لتبرأ، عليه السلام، من حالهم كما يتبرأ حين يقول في الآخرة: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ} [المائدة: 117]، فقد وضح ورود كل من الوصفين على أجل النظم وأتم المناسبة، وإن عكس الوارد لا يمكن، والله أعلم. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية.

قال عليه الرحمة:
{قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10)}.
أراد علامةً على علوق المرأة بالولد؛ ولم يُرِدْ علامةَ يَسْتَدلُّ لها على صِدْق ما يقال له. فأخبره تعالى: أُنْبِئُكَ علامةَ وقت إجابتك.. إِنَّ لسانَك لا ينطق معهم بالمخاطبة- ولو اجتهدت كُلَّ الجهد- ثلاثةَ أيام، وعليكَ أن تخاطبني، وأن تقرأ الكتب المُنَزَّلَةَ التي كانت في وقتك. فكان لا ينطق لسانه إذا أراد أن يُكلِّمَهم، وإذا أراد أن يقرأَ الكتبَ أو يسبِّحَ اللَّهَ انطلق مع الله لسانُه.
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)}.
أي فلمَّا خرج عليهم عرَّفهم- من طريق الإشارة- أنَّ اللسانَ الذي كان يخاطبهم به ليس الآن منطلقًا.
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13)}.
أي قلنا له يا يحيى خذ الكتاب بقوة مِنَّا، خَصَصْنَاكَ بها... لا قوةَ يدٍ ولكن قوة قلبٍ، وذلك خيرٌ خَصَّه اللَّهُ تعالى به وهو النبوة. ودلَّت الآية على أنه كان من الله له كتاب.
{وَءَاتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيًّا} أي النبوة، بَعَثَه اللَّهُ بها إلى قومه، وأوحى إليه وهو صبيّ.
ويقال الحُكْمُ بالصوابِ والحقِّ بين الناس.
ويقال الحكم هو إحكام الفعل على وجه الأمر.
قوله: {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا} أي آتيناه رحمةً من عندنا، وطهارةً وتوفيقًا لمجلوبات التقوى وتحقيقًا لموهوباتها؛ فإن التقوى على قسمين: مجموع ومجلوب يتوصَّلُ إليه العبدُ بِتَكَلُّفِه وتَعَلُّمِه، وموضعوعٍ من الله تعالى وموهوبٍ منه يصلُ إليه العبدُ بِبَذْله سبحانه وبفضله.
{وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14)}.
{برًا بوالديه} كأمر الله- سبحانه- له بذلك لا لمودَّةِ البَشَرِ وموجِبِ عادة الإنسانية. ولم يكن متمردًا عن الحق، جاحدًا لربوبيته.
{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)}.
أي له مِنَّأ أمانٌ يوم القيامة، ويوم ولادته في البداية، ويوم وفاته في النهاية، وهو أن يصونَه عن الزَيْغِ والعِوَجِ في العقيدة بما يُشْهدُه على الدوام من حقيقة الإلهية.
وكذلك هو في القيامة له منه- سبحانه- الأمان؛ فهو في الدنيا معصومٌ عن الزَّلَّة، محفوظٌ عن الآفة. وفي الآخرة معصومٌ عن البلاء والمحنة. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)}.
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس في قوله: {كهيعص} قال: كبير، هاد، أمين، عزيز، صادق. وفي لفظ: كاف بدل كبير.
وأخرج عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس {كهيعص} قال: كاف من كريم، وهاء من هاد، وياء من حكيم، وعين من عليم، وصاد من صادق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة {كهيعص} هو الهجاء المقطع الكاف من الملك، والهاء من الله، والياء والعين من العزيز، والصاد من المصوّر.
وأخرج ابن مردويه عن الكلبي، أنه سئل عن {كهيعص} فحدث عن أبي صالح عن أم هانئ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كاف، هاد، عالم، صادق».
وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي وابن ماجة وابن جرير، عن فاطمة بنت علي قالت: كان ابن عباس يقول في {كهيعص} و{حم} و{يس} وأشباه هذا، هو اسم الله الأعظم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كهيعص} قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {كهيعص} قال: يقول: أنا الكبير الهادي عليّ أمين صادق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {كهيعص} قال: الكاف من الملك، والهاء من الله، والعين من العزيز، والصاد من الصمد.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله: {كهيعص} قال: الكاف مفتاح اسمه كافي، والهاء مفتاح اسمه هادي، والعين مفتاح اسمه عالم، والصاد مفتاح اسمه صادق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {كهيعص} قال: يا من يجير ولا يجار عليه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله: {كهيعص} قال: اسم من أسماء القرآن. والله أعلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر، أنه كان يقرأ {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} بنقل، يقول: لما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء. فقال: {ذكر رحمة ربك}.
وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان زكريا نجارًا».
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر، عن ابن عباس قال: إن زكريا بن دان أبا يحيى كان من أبناء الأنبياء الذين كانوا يكتبون الوحي ببيت المقدس.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله: {إذ نادى ربه نداء خفيًا} قال: لا يريد رياء.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {إذ نادى ربه نداء خفيًا} أي بقلبه سرًا. قال قتادة: إن الله يحب الصوت الخفي، والقلب النقي.
وأخرج الحاكم وصححه، عن ابن مسعود قال: كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن إدريس من ذرية يعقوب دعا ربه سرًا، قال: {رب إني وهن العظم مني} إلى قوله: {خفت الموالي من ورائي} وهم العصبة {يرثني ويرث} نبوة {آل يعقوب} {فنادته الملائكة} وهو جبريل {إن الله يبشرك بغلام اسمه يحيى} فلما سمع النداء، جاءه الشيطان فقال: يا زكريا، إن الصوت الذي سمعت ليس من الله، إنما هو من الشيطان يسخر بك، فشك وقال: {أنى يكون لي غلام} يقول: من أين يكون؟ {وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر}! قال الله: {قد خلقتك من قبل ولم تك شيئًا}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله: {وهن العظم مني} يقول: ضعف.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وهن العظم مني} قال: نحول العظم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ولم أكن بدعائك رب شقيًا} قال: قد كنت تُعَودني الإجابة فيما مضى.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عيينة في قوله: {ولم أكن بدعائك رب شقيًا} يقول: سعدت بدعائك وإن لم تعطني.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن العاص قال: أملى عليّ عثمان بن عفان من فيه {وإني خفت الموالي} بنقلها يعني بنصب الخاء والفاء وكسر التاء يقول قلت: {الموالي}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وإني خفت الموالي من ورائي} قال: الورثة، وهم عصبة الرجل.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وإني خفت الموالي من ورائي} قال: العصبة من آل يعقوب، وكان من ورائه غلام، وكان زكريا من ذرية يعقوب، وفي لفظ: أيوب.
وأخرج الفريابي، عن ابن عباس قال: كان زكريا لا يولد له، فسأل ربه؟ فقال: {رب هب لي من لدنك وليًا يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النبوة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: نبوته وعلمه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله أخي زكريا، ما كان عليه من ورثة، ويرحم الله لوطًا، إن كان ليأوي إلى ركن شديد».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} فيقول: يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن صالح في قوله: {ويرث من آل يعقوب} قال: النبوة يكون نبيًا كما كان أبوه.