فصل: قال الجصاص:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الصفة السادسة: قوله تعالى: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِى} أي جعلني برًا بوالدتي وهذا يدل على قولنا: إن فعل العبد مخلوق لله تعالى لأن الآية تدل على أن كونه برًا إنما حصل بجعل الله وخلقه وحمله على الألطاف عدول عن الظاهر ثم قوله: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِى} إشارة إلى تنزيه أمه عن الزنا إذ لو كانت زانية لما كان الرسول المعصوم مأمورًا بتعظيمها.
قال صاحب (الكشاف): جعل ذاته برًا لفرط بره ونصبه بفعل في معنى أوصاني وهو كلفني لأن أوصاني بالصلاة وكلفني بها واحد.
الصفة السابعة؛ قوله: {وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا} وهذا أيضًا يدل على قولنا لأنه لما بين أنه جعله برًا وما جعله جبارًا فهذا إنما يحسن لو أن الله تعالى جعل غيره جبارًا وغيره بار بأمه، فإن الله تعالى لو فعل ذلك بكل أحد لم يكن لعيسى عليه السلام مزيد تخصيص بذلك، ومعلوم أنه عليه السلام إنما ذكر ذلك في معرض التخصيص وقوله: {وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا} أي ما جعلني متكبرًا بل أنا خاضع لأني متواضع لها ولو كنت جبارًا لكنت عاصيًا شقيًا.
وروي أن عيسى عليه السلام قال: قلبي لين وأنا صغير في نفسي وعن بعض العلماء لا تجد العاق إلا جبارًا شقيًا وتلا: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا} ولا تجد سيىء الملكة إلا مختالًا فخورًا وقرأ: {وَمَا مَلَكَتْ أيمانكم إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}.
الصفة الثامنة: هي قوله: {والسلام عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قال بعضهم: لام التعريف في السلام منصرف إلى ما تقدم في قصتي يحيى عليه السلام من قوله: {وسلام عَلَيْهِ} [مريم: 15] أي السلام الموجه إليه في المواطن الثلاثة موجه إلي أيضًا وقال صاحب (الكشاف): الصحيح أن يكون هذا التعريف تعويضًا باللعن على من اتهم مريم بالزنا وتحقيقه أن اللام للاستغراق فإذا قال: {والسلام عَلَىَّ} فكأنه قال وكل السلام علي وعلى أتباعي فلم يبق للأعداء إلا اللعن ونظيره قول موسى عليه السلام: {والسلام على مَنِ اتبع الهدى} [طه: 47] بمعنى أن العذاب على من كذب وتولى، وكان المقام مقام اللجاج والعناد ويليق به مثل هذا التعريض.
المسألة الثانية:
روى بعضهم عن عيسى عليه السلام أنه قال ليحيى أنت خير مني سلم الله عليك وسلمت على نفسي وأجاب الحسن فقال: إن تسليمه على نفسه بتسليم الله عليه.
المسألة الثالثة:
قال القاضي: السلام عبارة عما يحصل به الأمان ومنه السلامة في النعم وزوال الآفات فكأنه سأل ربه وطلب منه ما أخبر الله تعالى أنه فعله بيحيى، ولابد في الأنبياء من أن يكونوا مستجابي الدعوة وأعظم أحوال الإنسان احتياجًا إلى السلامة هي هذه الأحوال الثلاثة وهي يوم الولادة ويوم الموت ويوم البعث فجميع الأحوال التي يحتاج فيها إلى السلامة واجتماع السعادة من قبله تعالى طلبها ليكون مصونًا عن الآفات والمخافات في كل الأحوال، واعلم أن اليهود والنصارى ينكرون أن عيسى عليه السلام تكلم في زمان الطفولية واحتجوا عليه بأن هذا من الوقائع العجيبة التي تتوافر الدواعي على نقلها فلو وجدت لنقلت بالتواتر ولو كان ذلك لعرفه النصارى لاسيما وهم من أشد الناس بحثًا عن أحواله وأشد الناس غلوًا فيه حتى زعموا كونه إلهًا ولا شك أن الكلام في الطفولية من المناقب العظيمة والفضائل التامة فلما لم تعرفه النصارى مع شدة الحب وكمال البحث عن أحواله علمنا أنه لم يوجد ولأن اليهود أظهروا عداوته حال ما أظهر ادعاء النبوة فلو أنه عليه السلام تكلم في زمان الطفولية وادعى الرسالة لكانت عداوتهم معه أشد ولكان قصدهم قتله أعظم فحيث لم يحصل شيء من ذلك علمنا أنه ما تكلم، أما المسلمون فقد احتجوا من جهة العقل على أنه تكلم فإنه لولا كلامه الذي دلهم على براءة أمه من الزنا لما تركوا إقامة الحد على الزنا عليها ففي تركهم لذلك دلالة على أنه عليه السلام تكلم في المهد وأجابوا عن الشبهة الأولى بأنه ربما كان الحاضرون عند كلامه قليلين فلذلك لم يشتهر وعن الثاني لعل اليهود ما حضروا هناك وما سمعوا كلامه فلذلك لم يشتغلوا بقصد قتله. اهـ.

.قال الجصاص:

قَوْله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}.
قِيلَ: إنَّهُ عَنَى زَكَاةَ الْمَالِ، وَقِيلَ: أَرَادَ التَّطْهِيرَ مِنْ الذُّنُوبِ.
قَوْله تعالى: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي} إلَى قَوْلِهِ: {والسلام عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَصِفَ نَفْسَهُ بِصِفَاتِ الْحَمْدِ وَالْخَيْرِ إذَا أَرَادَ تَعْرِيفَهَا إلَى غَيْرِهِ لَا عَلَى جِهَةِ الِافْتِخَارِ، وَهُوَ أَيْضًا مِثْلُ قَوْلِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} فَوَصَفَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ تَعْرِيفًا لِلْمَلِكِ بِحَالِهِ. اهـ.

.قال الماوردي:

{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}.
وإنما قدم إقراره بالعبودية ليبطل به قول من ادعى فيه الربوبية وكان الله هو الذي أنطقه بذلك لعلمه بما يتقوله الغالون فيه.
{ءَآتَانِيَ الْكِتَابَ} أي سيؤتيني الكتاب.
{وَجَعَلَنِي نَبِيًَّا} فيه وجهان:
أحدهما: وسيجعلني نبيًا، والكلام في المهد من مقدمات نبوته.
الثاني: أنه كان في حال كلامه لهم في المهد نبيًا كامل العقل ولذلك كانت له هذه المعجزة، قاله الحسن. وقال الضحاك: تكلم وهو ابن أربعين يومًا.
قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: نبيًا، قاله مجاهد.
الثاني: آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر.
الثالث: معلمًا للخير، قاله سفيان.
الرابع: عارفًا بالله وداعيًا إليه.
{وأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ} فيها وجهان:
أحدهما: الدعاء والإِخلاص. الثاني: الصلوات ذات الركوع والسجود.
ويحتمل ثالثًا: أن الصلاة الإِستقامة مأخوذ من صلاة العود إذا قوّم اعوجاجه بالنار.
{وَالزَّكَاة} فيها وجهان:
أحدهما: زكاة المال.
الثاني: التطهير من الذنوب.
ويحتمل ثالثًا: أن الزكاة الاستكثار من الطاعة، لأن الزكاة في اللغة النماء والزيادة.
قوله تعالى: {وَبَرًَّا بِوَالِدَتِي} يحتمل وجهين: أحدهما: بما برأها به من الفاحشة.
الثاني: بما تكفل لها من الخدمة.
{وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} فيه وجهان:
أحدهما: أن الجبار الجاهل بأحكامه، الشقي المتكبر عن عبادته.
الثاني: أن الجبار الذي لا ينصح، والشقي الذي لا يقبل النصيحة.
ويحتمل ثالثًا: أن الجبار الظالم للعباد، والشقي الراغب في الدنيا.
قوله تعالى: {والسلام عَلَيَّ} الآية. فيه وجهان:
أحدهما: يعني بالاسلام السلامة، يعني في الدنيا، {وَيَوْمَ أَمُوتُ} يعني في القبر، {وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًَّا} يعني في الآخرة، لأن له أحوالًا ثلاثًا: في الدنيا حيًا، وفي القبر ميتًا، وفي الآخرة مبعوثًا، فسلم في أحواله كلها، وهو معنى قول الكلبي.
الثاني: يعني بالسلام {يَوْمَ وُلِدتُّ} سلامته من همزة الشيطان فإنه ليس مولود يولد إلا همزه الشيطان وذلك حين يستهل، غير عيسى فإن الله عصمه منها. وهو معنى قوله تعالى: {وَإِنِّي أُعِذُهَا وَذُرّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} {وَيَوْْمَ أَمُوتُ} يعني سلامته من ضغطة القبر لأنه غير مدفون في الأرض {وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} لم أر فيه على هذا الوجه ما يُرضي.
ويحتمل أن تأويله على هذه الطريقة سلامته من العرض والحساب لأن الله ما رفعه إلى السماء إلا بعد خلاصه من الذنوب والمعاصي.
قال ابن عباس ثم انقطع كلامه حتى بلغ مبلغ الغلمان. اهـ.

.قال ابن عطية:

قال لهم عيسى من مرقده {إني عبد الله} الآية.
وروي أنه قام متكئًا على يساره وأشار إليهم بسبابته اليمنى، و{الكتاب} هو الإنجيل ويحتمل أن يريد التوراة والإنجيل، ويكون الإيتاء فيهما مختلفًا، و{آتاني} معناه قضي بذلك وأنفذه في سابق حكمه وهذا نحو قوله تعالى: {أتى أمر الله} [النحل: 1]، وغير هذا. وأمال الكسائي {آتاني وأوصاني} والباقون لا يميلون، قال أبو علي الأمالة في {آتاني} أحسن لأن في {أوصاني} مستعليًا. و{مباركًا} قال مجاهد معناه نفاعًا، وقال سفيان معلم خير وقيل آمرًا بمعروف ناهيًا عن منكر، وقال رجل لبعض العلماء ما الذي أعلن من علمي قال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه. وأسند النقاش عن الضحاك أنه قال: {مباركًا} معناه قضاء للحوائج (ع) وقوله: {مباركًا} يعم هذه الوجوه وغيرها. و{الصلاة والزكاة} قيل هما المشروعتان في البدن والمال، وقيل زكاة الرؤوس في الفطر، وقيل {الصلاة} الدعاء {والزكاة} التطهير من كل عيب ونقص ومعصية. وقرأ {دُمت} بضم الدال عاصم وجماعة، وقرأ {دِمت} بكسرها أهل المدينة وابن كثير وأبو عمرو وجماعة، وقرأ الجمهور: {وَبَرًا} بفتح الباء وهو الكثير البر ونصبه على قوله: {مباركًا}، وقرأ أبو نهيك وأبو مجلز وجماعة {بِرًا} بكسر الباء فقال بعضها نصبه على العطف على قوله: {مباركًا} فكأنه قال وذا بر فاتصف بالمصدر كعدل ونحوه، وقال بعضهما نصبه بقوله: {وأوصاني} أي (وأوصاني برًا بوالدتي) حذف الجار كأنه يريد (وأوصاني ببر والدتي). وحكى الزهراوي هذه القراءة: {وبرٍّ} بالخفض عطفًا على {الزكاة}، وقوله: {بوالدتي} بيان لنه لا والد له، وبهذا القول برأها قومها. و(الجبار) المتعظم وهي خلق مقرونة بالشقاء لأنها مناقضة لجميع الناس فلا يلقى صاحبها من أحد إلا مكروهًا، وكان عيسى عليه السلام في غاية التواضع، يأكل الشجر ويلبس الشعر ويجلس على التراب ويأوي حيث جنة الليل لا مسكن له. قال قتادة وكان يقول: سلوني فإن لين القلب صغير في نفسي. وقد تقدم ذكر تسليمه على نفسه وإذلاله في ذلك، وذكر المواطن التي خصها لأنها أوقات حاجة الإنسان إلى رحمة الله. وقال مالك بن أنس رضي الله عنه في هذه الآية: ما أشدها على أهل القدر أخبر عيسى بما قضي من أمره وبما هو كائن إلى أن يموت. وفي قصص هذه الآية عن ابن زيد وغيره أنهم لما سمعوا كلام عيسى أذعنوا وقالوا إن هذا الأمر عظيم. وروي أن عيسى عليه السلام إنما تكلم في طفولته بهذه الآية ثم عاد الى حالة الأطفال حتى مشى على عادة البشر. وقالت فرقة: إن عيسى كان أوتي الكتاب وهو في ذلك السن وكان يصوم ويصلي وهذا في غاية الضعف مصرح بجهالة قائلة. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قال السدي: فلما سمع عيسى كلامهم، لم يزد على أن ترك الرَّضاع، وأقبل عليهم بوجهه، فقال: إِني عبد الله. قال المفسرون: إِنما قدَّم ذِكر العبودية، ليُبطلَ قول من ادَّعى فيه الربوبية. وفي قوله: {آتانيَ الكتاب} أسكن هذه الياء حمزة. وفي معنى الآية قولان. أحدهما: أنه آتاه الكتاب وهو في بطن أُمه، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
وقيل: علم التوراة والإِنجيل وهو في بطن أُمه.
والثاني: قضى أن يؤتيني الكتاب، قاله عكرمة.
وفي {الكتاب} قولان:
أحدهما: أنه التوراة.
والثاني: الإِنجيل.
قوله تعالى: {وجعلني نبيًّا} هذا وما بعده إِخبار عما قضى الله له وحكم له به ومنحه إِيَّاه مما سيظهر ويكون.
وقيل: المعنى: يؤتيني الكتاب ويجعلني نبيًّا إِذا بلغتُ؛ فحلَّ الماضي محلَّ المستقبل، كقوله تعالى: {وإِذ قال الله يا عيسى} [المائدة: 116].
وفي وقت تكليمه لهم قولان:
أحدهما: أنه كلَّمهم بعد أربعين يومًا.
والثاني: في يومه.
وهو مبنيٌّ على ما ذكرنا من الزمان الذي غابت عنهم فيه مريم.
قوله تعالى: {وجعلني مبارَكًا أينما كنتُ} روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال: «نفّاعًا حيثما توجهت» وقال مجاهد: معلِّمًا للخير.
وفي المراد بـ: {الزكاة} قولان:
أحدهما: زكاة الأموال، قاله ابن السائب.
والثاني: الطهارة، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {وبَرًّا بوالدتي} قال ابن عباس: لمَّا قال هذا، ولم يقل: (بوالديّ) علموا أنه وُلد من غير بَشَر.
قوله تعالى: {ولم يجعلني جبارًا} أي: متعظِّمًا {شقيًّا} عاصيًا لربه {والسلام عليَّ يومَ وُلدتُ} قال المفسرون: السلامة عليَّ من الله يوم وُلدتُ حتى لم يضرَّني شيطان.
وقد سبق تفسير الآية [مريم: 15].
فإن قيل: لم ذكر هاهنا {السلام} بألف ولام، وذكره في قصة يحيى بلا ألف ولام؟ فعنه جوابان.
أحدهما: أنه لمّا جرى ذِكر السلام قبل هذا الموضع بغير ألف ولام، كان الأحسن أن يَرِد ثانية بألف ولام، هذا قول الزجاج.
وقد اعتُرِض على هذا القول، فقيل: كيف يجوز أن يعطف هذا وهو قول عيسى، على الأول وهو قول الله عز وجل؟!
وقد أجاب عنه ابن الأنباري فقال: عيسى إِنما يتعلَّم من ربِّه، فيجوز أن يكون سمع قول الله في يحيى، فبنى عليه وألصقه بنفسه، ويجوز أن يكون الله عز وجل عرَّف السلام الثاني لأنه أتى بعد سلام قد ذكره، وأجراه عليه غير قاصدٍ به إِتباع اللفظ المحكيّ، لأن المتكلِّم، له أن يغيِّر بعض الكلام الذي يحكيه، فيقول: قال عبد الله: أنا رَجُل منصف، يريد: قال لي عبد الله: أنتَ رَجُل منصِف.
والجواب الثاني: أن سلامًا والسلام لغتان بمعنى واحد، ذكره ابن الأنباري. اهـ.

.قال القرطبي:

فلما سمع عيسى عليه السلام كلامهم قال لهم من مرقده {إِنِّي عَبْدُ الله} وهي:
الثانية: فقيل: كان عيسى عليه السلام يرضع فلما سمع كلامهم ترك الرضاعة وأقبل عليهم بوجهه، واتكأ على يساره، وأشار إليهم بسبابته اليمنى، و{قَالَ إِنِّي عَبْدُ الله} فكان أوّل ما نطق به الاعتراف بعبوديته لله تعالى وربوبيته، ردًا على من غلا من بعده في شأنه والكتاب الإنجيل؛ قيل: آتاه في تلك الحالة الكتاب، وفهمه وعلمه، وآتاه النبوّة كما علم آدم الأسماء كلها، وكان يصوم ويصلي.