فصل: تفسير الآيات (51- 53):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (51- 53):

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان موسى أول من نوه الله بأسمائهم، على لسانه في التوراة، وأظهر محامدهم، وشهر مناقبهم، وتوارث ذلك أبناؤهم منه حتى شاع أمرهم وذاع، وملأ الأسماع، وطار في الأقطار، حتى عم البراري والبحار، عقب ذكرهم بذكره فقال: {واذكر في الكتاب} أي الذي لا كتاب مثله في الكمال {موسى} أي الذي أنقذ الله به بني إسرائيل من العبودية والذل ختى تمكنوا من آثار آبائهم، وكان موافقًا لأبيه إبراهيم عليهم السلام في أن كلًا منهما أراد ملك زمانه الذي ادعى الربوبية قتله خوفًا على ملكه منه، فأنجاه الله منه، وأمر موسى أعجب لأنه سبحانه أنجاه من الذبح بالذباح، ثم علل ذكره له بقوله: {إنه كان} أي كونًا عريقًا فيه {مخلصًا} لله تعالى في توحيده وجميع أعماله كما أشارت إليه قراءة الجمهور- من غير كلفة في شيء، في ذلك لأن الله أخلصه له كما في قراءة الكوفيين بالفتح {وكان رسولًا} إلى بني إسرائيل والقبط {نبيًا} ينبئه الله بما يريد من وحيه لينبىء به المرسل إليهم، فيرفع بذلك قدره، فصار الإخبار بالنبوة عنه مرتين: إحداهما في ضمن {رسولًا} والأخرى صريحًا مع إفهام العلو باشتقاقه من النبوة، وبكون النبأ لا يطلق عليه غالبًا إلا على خبر عظيم، فصار المراد: رسولًا عاليًا مقداره ويخبر بالأخبار الجليلة، وفيه دفع لما يتوهم من أنه رسول عن بعض رسله كما في أصحاب يس؛ وعطف على ذلك دليله الدال على ما صدرت به السورة من الرحمة، فرحمه بتأنيس وحشته وتأهيل غربته بتلذيذه بالخطاب وإعطائه الكتاب فقال: {وناديناه} أي بما لنا من العظمة {من جانب الطور} أي الجانب {الأيمن} فأنبأناه هنالك- حين كان متوجهًا إلى مصر- بأنه رسولنا، ثم واعدناه إليه بعد إغراق آل فرعون، فكان لبني إسرائيل به من العجائب في رحمتهم بإنزال الكتاب، والإلذاذ بالخطاب، من جوف السحاب، وفي إماتتهم لما طلبوا الرؤية، ثم إحيائهم وغير ذلك ما يجل عن الوصف على ما هو مذكور في التوراة، وتقدم كثير منه في هذا الكتاب {وقربناه} بما لنا من العظمة تقريب تشريف حال كونه {نجيًّا} نخبره من أمرنا بلا واسطة من النجوى وهي السر والكلام بين الاثنين كالسر، والتشاور كما في يوسف ويأتي في المجادلة {ووهبنا له} أي هبة تليق بعظمتنا {من رحمتنا} له لما سألنا {أخاه} أي معاضدة أخيه وبينه بقوله: {هارون} حال كونه {نبيًا} أو هو بدل أي نبوته شددنا به أزره، وقوينا به أمره، وكان يخلفه من قومه عند ذهابه إلى ساحة المناجاة، ومع ذلك فأشركوا بي صورة عجل، فلا تعجب من غرورهم للعرب مع مباشرتهم لهذه العظائم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال الفخر:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)}.
القصة الرابعة قصة موسى عليه السلام:
اعلم أنه تعالى وصف موسى عليه السلام بأمور: أحدها: أنه كان مخلصًا فإذا قرىء بفتح اللام فهو من الاصطفاء والاختباء كأن الله تعالى اصطفاه واستخلصه وإذا قرىء بالكسر فمعناه أخلص لله في التوحيد في العبادة والإخلاص هو القصد في العبادة إلى أن يعبد المعبود بها وحده، ومتى ورد القرآن بقراءتين فكل واحدة منهما ثابت مقطوع به، فجعل الله تعالى من صفة موسى عليه السلام كلا الأمرين.
وثانيها: كونه رسولًا نبيًا ولا شك أنهما وصفان مختلفان لكن المعتزلة زعموا كونهما متلازمين فكل رسول نبي وكل نبي رسول ومن الناس من أنكر ذلك وقد بينا الكلام فيه في سورة الحج في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِىّ} [الحج: 52].
وثالثها: قوله تعالى: {وناديناه مِن جَانِبِ الطور الأيمن} من اليمين أي من ناحية اليمين والأيمن صفة الطور أو الجانب.
ورابعها: قوله: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} ولما ذكر كونه رسولًا قال: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} وفي قوله: {قربناه} قولان: أحدهما: المراد قرب المكان عن أبي العالية قربه حتى سمع صرير القلم حيث كتبت التوراة في الألواح.
والثاني: قرب المنزلة أي رفعنا قدره وشرفناه بالمناجاة، قال القاضي: وهذا أقرب لأن استعمال القرب في الله قد صار بالتعارف لا يراد به إلا المنزلة وعلى هذا الوجه يقال في العبادة تقرب، ويقال في الملائكة عليهم السلام إنهم مقربون وأما {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} فقيل فيه أنجيناه من أعدائه وقيل هو من المناجاة في المخاطبة وهو أولى.
وخامسها: قوله: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هارون نَبِيًّا} قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان هرون عليه السلام أكبر من موسى عليهما السلام، وإنما وهب الله له نبوته لا شخصه وأخوته وذلك إجابة لدعائه في قوله: {واجعل لّى وَزِيرًا مّنْ أَهْلِى هارون أَخِى اشدد بِهِ أَزْرِى} [طه: 29-32] فأجابه الله تعالى إليه بقوله: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ياموسى} [طه: 36] وقوله: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [القصص: 35]. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {وَنَادَينَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ}.
والطور جبل بالشام ناداه الله من ناحيته اليمنى. وفيه وجهان:
أحدهما: من يمين موسى. الثاني: من يمين الجبل، قاله مقاتل.
{وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه قربه من الموضع الذي شرفه وعظمه بسماع كلامه.
الثاني: أنه قربه من أعلى الحجب حتى سمع صريف القلم، قاله ابن عباس، وقال غيره: حتى سمع صرير القلم الذي كتب به التوراة.
الثالث: أنه قربه تقريب كرامة واصطفاء لا تقريب اجتذاب وإدناء لأنه لا يوصف بالحلول في مكان دون مكان فيقرب من بعد أو يبعد من قرب، قاله ابن بحر.
وفي قوله: {نَجِيًّا} ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه مأخوذ من النجوى، والنجوى لا تكون إلا في الخلوة، قاله قطرب.
الثاني: نجاه لصدقه مأخوذ من النجاة.
الثالث: رفعه بعد التقريب مأخوذ من النجوة وهو الإِرتفاع، قال الحسن لم يبلغ موسى من الكلام الذي ناجاه به شيئًا. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى}.
هذا أمر من الله عز وجل بذكر {موسى} بن عمران عليه السلام على جهة التشريف، له وأعلمه ب {إنه كان مخلصًا}، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: {مخلِصًا} بكسر اللام وهي قراءة الجمهور أي أخلص نفسه لله، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم {مخلَصًا} بفتح اللام وهي قراءة أبي رزين ويحيى وقتادة أي أخْلَصَهُ الله للنبوءة والعبادة كما قال تعالى: {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} [ص: 46]. و(الرسول) من الأنبياء الذي يكلف تبليغ أمة، وقد يكون نبيًا غير رسول، وقوله: {وناديناه} هو تكليم الله تعالى، و{الطور} الجبل المشهور في الشام، وقوله: {الأيمن} صفة للجانب، وكانت على يمين موسى بحسب وقوفه فيه، وإلا فالجبل نفسه لا يمنة له ولا يسرة ولا يوصف بشيء من ذلك إلا بالاضافة الى ذي يمين ويسار، ويحتمل أن يكون قوله: {الأيمن} مأخوذًا من اليمن كأنه قال الأبرك والأسعد، فيصح على هذا أن يكون صفة للجانب وللجبل بجملته، وقوله، {وقربناه نجيًا} قال الجمهور هو تقريب التشريف بالكلام والنبوءة، وقال ابن عباس: بل أدني موسى من الملكوت ورفعت له الحجب حتى سمع صريف الأقلام وقاله ميسرة، وقال سعيد: أردفه جبريل، و(النجي)، فعيل من المناجاة وهي المسارّة بالقول، وقال قتادة {نجيًا} معناه نجا بصدقة وهذا مختل، وإنما (النجي) المنفرد بالمناجاة، وكان {هارون} عليه السلام أسن من موسى وطلب من الله أن يشد أزره بنبوته ومعونته فأجابه الله تعالى إلى ذلك وعدها في نعمه عليه. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {إِنه كان مخلصًا}.
قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والمفضل عن عاصم: {مُخْلِصًا} بكسر اللام.
وقرأ حمزة، والكسائى، وحفص عن عاصم بفتح اللام.
قال الزجاج: المُخْلِص، بكسر اللام: الذي وحَّد الله، وجعل نفسه خالصة في طاعة الله غيرَ دَنِسة، والمُخْلَص، بفتح اللام: الذي أخلصه الله، وجعله مختارًا خالصًا من الدَّنَس.
قوله تعالى: {وكان رسولًا} قال ابن الأنباري: إِنما أعاد {كان} لتفخيم شأن النبيّ المذكور.
قوله تعالى: {وناديناه من جانب الطُّور} أي: من ناحية الطُّور، وهو جبل بين مصر ومدين اسمه زَبِير.
قال ابن الأنباري: إِنما خاطب الله العرب بما يستعملون في لغتهم، ومن كلامهم: عن يمين القِبلة وشمالها، يعنون: مما يلي يمين المستقبِل لها وشماله، فنقلوا الوصف إِلى ذلك اتِّساعًا عند انكشاف المعنى، لأن الوادي لا يَدَ لَهُ فيكون له يمين.
وقال المفسرون: جاء النداء عن يمين موسى، فلهذا قال: {الأيمنِ}، ولم يُرِد به يمين الجبل.
قوله تعالى: {وقرَّبناه نجيًّا} قال ابن الأنباري: معناه: مناجيًا، فعبَّر (فَعيل) عن (مُفَاعِل)، كما قالوا: فلان خليطي وعشيري: يعنون: مخالطي ومُعاشري.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {وقرَّبناه} قال: حتى سمع صريف القلم حين كتب له في الألواح.
قوله تعالى: {ووهبنا له من رحمتنا} أي: من نعمتنا عليه إِذ أجبنا دعاءه حين سأل أن نجعل معه أخاه وزيرًا له. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {واذكر فِي الكتاب موسى} أي واقرأ عليهم من القرآن قصة موسى.
{إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصًا} في عبادته غير مرائي. وقرأ أهل الكوفة بفتح اللام؛ أي أخلصناه فجعلناه مختارًا.
{وَنَادَيْنَاهُ} أي كلمناه ليلة الجمعة. {مِن جَانِبِ الطور الأيمن} أي يمين موسى، وكانت الشجرة في جانب الجبل عن يمين موسى حين أقبل من مدين إلى مصر؛ قاله الطبري وغيره؛ فإن الجبال لا يمين لها ولا شمال.
{وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} نصب على الحال؛ أي كلمناه من غير وحي. وقيل: أدنيناه لتقريب المنزلة حتى كلمناه. وذكر وكيع وقبِيصة عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} أي أدني حتى سمع صريف الأقلام.
{وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} وذلك حين سأل فقال: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَرُونَ أَخِي}. اهـ.

.قال أبو حيان:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)}.
قرأ الكوفيون {مخلصًا} بفتح اللام وهي قراءة أبي رزين ويحيى وقتادة، أي أخلصه الله للعبادة والنبوة.
كما قال تعالى: {إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} وقرأ باقي السبعة والجمهور بكسر اللام أي أخلص العبادة عن الشرك والرياء، أو أخلص نفسه وأسلم وجهه لله. ونداؤه إياه هو تكليمه تعالى إياه.
و{الطور} الجبل المشهور بالشام، والظاهر أن {الأيمن} صفة للجانب لقوله في آية أخرى {جانب الطور الأيمن} بنصب الأيمن نعتًا لجانب الطور، والجبل نفسه لا يمنة له ولا يسرة ولكن كان على يمين موسى بحسب وقوفه فيه، وإن كان من اليمن احتمل أن يكون صفة للجانب وهو الراجح ليوافق ذلك في الآيتين، واحتمل أن يكون صفة للطور إذ معناه الأسعد المبارك.
قال ابن القشيري: في الكلام حذف وتقديره {وناديناه} حين أقبل من مدين ورأى النار من الشجرة وهو يريد من يهديه إلى طريق مصر {من جانب الطور} أي من ناحية الجبل.
{وقربناه نجيًا} قال الجمهور: تقريب التشريف والكلام واليوم.
وقال ابن عباس: أدنى موسى من الملكوت ورفعت له الحجب حتى سمع صريف الأقلام، وقاله أبو العالية وميسرة.
وقال سعيد: أردفه جبريل على السلام. قال الزمخشري: شبهه بمن قربه بعض العظماء للمناجاة حيث كلمه بغير واسطة ملك انتهى. ونجى فعيل من المناجاة بمعنى مناج كالجليس، وهو المنفرد بالمناجاة وهي المسارة بالقول. وقال قتادة: معنى نجاه صدقه ومن في من رحمتنا للسبب أي من أجل رحمتنا له أو للتبعيض أي بعض رحمتنا. قال الزمخشري: و{أخاه} على هذا الوجه بدل و{هارون} عطف بيان كقولك رأيت رجلًا أخاك زيدًا انتهى.
والذي يظهر أن أخاه مفعول بقوله: {ووهبنا} ولا ترادف من بعضًا فتبدل منها، وكان هارون أسن من موسى طلب من الله أن يشد أزره بنبوته ومعونته فأجابه. اهـ.

.قال أبو السعود:

{واذكر في الكتاب موسى}.
قُدّم ذكرُه على ذكر إسماعيلَ لئلا ينفصِل عن يعقوبَ عليهما السلام {إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصًا} موحّدًا أخلصَ عبادتِه عن الشرك والرياء، أو أسلم وجهَه لله تعالى وأخلص نفسَه عما سواه، وقرئ مخلَصًا على أن الله تعالى أخلصه {وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا} أرسله الله تعالى إلى الخلق فأنبأهم عنه ولذلك قُدّم رسولًا مع كونه أخلصَ وأعلى.
{وناديناه مِن جَانِبِ الطور الأيمن}.
{الطورُ} جبلٌ بين مصرَ ومدْيَنَ، و{الأيمنُ} صفةٌ للجانب أي ناديناه من ناحيته اليُمنى من اليمين وهي التي تلي يمينَ موسى عليه السلام، أو من جانبه الميمونِ من اليُمن ومعنى ندائِه منه أنْ تمثّل له الكلامُ من تلك الجهة {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} تقريبَ تشريفٍ، مُثّل حالُه عليه السلام بحال من قرّبه الملِكُ لمناجاته واصطفاه لمصاحبته ونجيًا أي مناجيًا حالٌ من أحد الضميرين في ناديناه أو قربناه، وقيل: مرتفعًا لما روي أنه عليه السلام رُفع في السموات حتى سمع صَريفَ القلم.
{وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا} أي من أجل رحمتِنا ورأفتِنا له أو بعضِ رحمتنا {أَخَاهُ} أي معاضَدةَ أخيه ومؤازرَتَه إجابةً لدعوته بقوله: {واجعل لّى وَزِيرًا مّنْ أَهْلِى هارون أَخِى} لا نفسَه لأنه كان أكبرَ منه عليهما السلام، وهو على الأول مفعولٌ لوهبنا وعلى الثاني بدلٌ وقوله تعالى: {هارون} عطف بيان له وقوله تعالى: {نَبِيًّا} حال منه. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى}.
قيل قدم ذكره على إسماعيل عليهما السلام لئلا ينفصل عن ذكر يعقوب عليه السلام.