فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في التحرير والتنوير:

والباء في قوله: {بمثل ما آمنتم به} للملابسة وليست للتعدية أي إيمانًا مماثلًا لإيمانكم، فالمماثلة بمعنى المساواة في العقيدة والمشابهة فيها باعتبار أصحاب العقيدة وليست مشابهة معتبرًا فيها تعدد الأديان لأن ذلك ينبو عنه السياق، وقيل لفظ مثل زائد، وقيل الباء للآلة والاستعانة، وقيل: الباء زائدة، وكلها وجوه متكلفة. اهـ.

.فوائد في معنى الشقاق:

الشقاق شدة المخالفة، مشتق من الشق بفتح الشين وهو الفلق وتفريق الجسم، وجيء بفي للدلالة على تمكن الشقاق منهم حتى كأنه ظرف محيط بهم. والإتيان بإن هنا مع أن توليهم هو المظنون بهم لمجرد المشاكلة لقوله: {فإن آمنوا}.
وفرع قوله: {سيكفيكهم الله} على قوله: {فإنما هم في شقاق} تثبيتًا للنبيء صلى الله عليه وسلم لأن إعلامه بأن هؤلاء في شقاق مع ما هو معروف من كثرتهم وقوة أنصارهم مما قد يتحرج له السامع فوعده الله بأنه يكفيه شرهم الحاصل من توليهم. اهـ.

.كلام نفيس في الآية الكريمة:

{فإن آمنوا} أى اليهود والنصارى {بمثل ما} أى بمثل الدين الذي {آمنتم به} هذا من باب التعجيز والتبكيت أى إلزام الخصم وإلجائه إلى الاعتراف بالحق بإرخاء عنانه وسد طرق المجادلة عليه والمثل مقحم والمعنى فإن آمنوا بما آمنتم به وهو الله فإنه ليس لله تعالى مثل وكذا لدين الإسلام {فقد اهتدوا} إلى الحق وأصابوه كما اهتديتم وحصل بينكم الإتحاد والاتفاق {وإن تولوا} أى إن اعرضوا عن الإيمان على الوجه المذكور بأن أخلوا بشيء من ذلك كأن آمنوا ببعض وكفروا ببعض كما هو ديدنهم ودينهم {فإنما هم في شقاق} أى مستقرون في خلاف عظيم بعيد من الحق وهذا لدفع ما يتوهم من احتمال الوفاق بسبب إيمانهم ببعض ما آمن به المؤمنون فقوله في شقاق خبر لقوله هم وجعل الشقاق ظرفا لهم وهم مظروفون له مبالغة في الإخبار باستيلائه عليهم فإنه أبلغ من قولك هم مشاقون والشقاق مأخوذ من الشق وهو الجانب فكأن كل واحد من الفريقين في شق غير شق صاحبه بسبب العداوة ولما دل تنكير الشقاق على امتناع الوفاق وأن ذلك مما يؤدى إلى الجدال والقتال لا محالة عقب ذلك بتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفريح المؤمنين بوعد النصرة والغلبة وضمان التأييد والإعزاز بالسين للتأكيد الدالة على تحقق الوقوع ألبتة فقيل {فسيكفيكهم الله} الضميران منصوبا المحل على أنهما مفعولان ليكفى يقال كفاه مؤنته كفاية وإن كثر استعمالة معدى إلى واحد نحو كفاك الشيء والظاهر أن المفعول الثانى حقيقة في الآية هو المضاف المقدر أى فسيكفي الله إياك أمر اليهود والنصارى ويدفع شرهم عنك وينصرك عليهم فإن الكفاية لا تتعلق بالأعيان بل بالأفعال وقد أنجز الله وعده الكريم بالقتل والسبى في بنى قريظة والجلاء والنفي إلى الشام وغيره في بنى النضير والجزية والذلة في نصارى نجران {وهو السميع العليم} تذييل لما سبق من الوعد وتأكيد له والمعنى إنه تعالى يسمع ما تدعو به ويعلم ما في نيتكمن إظهار الدين فيستجيب لك ويوصلك إلى مرادك. اهـ.

.من فوائد الجصاص في الآية:

قال رحمه الله:
قَوْله تَعَالَى: {فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} إخْبَارٌ بِكِفَايَةِ اللَّه تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَ أَعْدَائِهِ، فَكَفَاهُ مَعَ كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ وَحِرْصِهِمْ، فَوَجَدَ مُخْبِرَهُ عَلَى مَا أَخْبَرَ بِهِ، وَهُوَ نَحْوِ قَوْله تَعَالَى: {وَاَللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ} فَعَصَمَهُ مِنْهُمْ وَحَرَسَهُ مِنْ غَوَائِلِهِمْ وَكَيْدِهِمْ وَهُوَ دَلَالَةٌ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ؛ إذْ غَيْرُ جَائِزٍ اتِّفَاقُ وُجُودَ مُخْبِرِهِ عَلَى مَا أَخْبَرَ بِهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ إلَّا وَهُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ؛ إذْ غَيْرُ جَائِزٍ وُجُودُ مُخْبِرِ أَخْبَارِ الْمُتَخَرِّصِينَ وَالْكَاذِبِينَ عَلَى حَسَبِ مَا يُخْبِرُونَ، بَلْ أَكْثَرُ أَخْبَارِهِمْ كَذِبٌ وَزُورٌ يَظْهَرُ بُطْلَانُهُ لِسَامِعِيهِ، وَإِنَّمَا يَتَّفِقُ لَهُمْ ذَلِكَ فِي الشَّاذِّ النَّادِرِ إنَّ اتَّفَقَ. اهـ.

.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}.
نقول إن السؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة لهذه الآية.. هل لما آمنا به مثل حتى يؤمنوا به؟ إنك لكي تؤمن لابد أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فهل إذا قالها أحد بعدك يكون قال ما قلته أم مثل ما قلته؟ يكون قال مثل ما قلت. أي إنني حين أعلن إيماني وآخذ الشهادة التي قلتها أنت أكون قد قلت مثلها لأن ما نطقت به لا يفارقك أنت.. ولكني إذا صنعت شيئا وقلت لغيري اصنع مثله، هو سيصنع شيئا جديدا ولن يصنع ما صنعته أنا. الشيء نفسه حين تقول لي: تصدق بمثل ما تصدق به فلان. لن تكون الصدقة هي المال نفسه بل تكون مثله. نقول لمن يردد هذا الكلام: إنك لم تفهم المعنى إيمانهم أن يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وإيمان غيرهم أن يقولوا مثل هذه العبارة أي أن يعلنوا إيمانهم مثلنا بالله ورسوله.. فالمثل هنا يرتبط بالشهادة وكل من آمن بالإسلام نطق بالشهادتين مثل من سبقوه في الإيمان. فالمثلية هنا في العبارة وإيمانهم هو أن يقولوا مثل ما قلنا.
يقول الحق تبارك وتعالى: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} أي اهتدوا إلي الحق.
{وإن تولوا فإنما هم في شقاق} وتولوا يعني أعرضوا، وشقاق يعني خلافا معكم وخلافا مع بعضهم البعض؛ فلكل منهم وجهة نظر يدعيها، وهداية اخترعها.. حتى إذا التقوا في الكفر فلن يلتقوا في أسباب الكفر كل واحد اتخذ سببا ولذلك اختلفوا.. والشقاق من المشقة والنزاع والمشاجرة، والشق هو الفرقة بين شيئين. وقوله تعالى: {فسيكفيكهم الله} أي لا تلتفت إلي معاركهم ولا إلي حوارهم فالله يكفيك بكل الوسائل عمن سواه واقرأ قوله سبحانه: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)} سورة الزمر.
الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم إذا حاول اليهود والنصارى والمنافقون أن يكيدوا لك ويؤذوك والمؤمنين، فالله سبحانه وتعالى يكفيك لأنه عليم سميع بصير لا يخفي عليه شيء.. ولقد حاول اليهود قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة وحاولوا إيذاءه بالسحر فأبطل الله كيدهم وأظهر ما خفي منه وأطلع رسوله عليه.. فمهما استخدموا من وسائل ظاهرة أو خفية فسيكفيك الله شرها ولذلك قال تعالى: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.. أي سميع بما يقال، عليم بما يدبرونه. بل يعلم ما في صدورهم قبل أن ينطقوا به.. فلا تعتقد أن شيئا يفوت على الله سبحانه أو يفلت منه. إن كل حركة قبل أن تحدث يعلمها سبحانه، وكل كيد قبل أن يتم هو محبطه. فإذا كان الله سبحانه وتعالى معك فماذا تخشى؟ وممن تخاف؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يصل إليك؟. وأنت معك عليم بكل ما سيحدث حتى يوم القيامة وبعد يوم القيامة.. ومادام معك القوي الذي لا يضعف أبدا والحي الذي لا يموت أبدا والعليم بكل شيء فلا تخشى أحد لأنك في أمان الله سبحانه. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: لا تقولوا {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به} فإن الله لا مثل له، ولكن قولوا: فإن آمنوا بالذي آمنتم به.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف والخطيب في تاريخه عن أبي جمرة قال: كان ابن عباس يقرأ {فإن آمنوا بالذي آمنتم به}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {فإنما هم في شقاق} قال: فراق.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: كنت قاعدًا إذ أقبل عثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عثمان تقتل وأنت تقرأ سورة البقرة، فتقع قطرة من دمك على {فسيكفيكهم الله}» قال الذهبي في مختصر المستدرك: هذا كذب بحت، وفي إسناده أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي، وهو المتهم به.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف وأبو القاسم بن بشران في أماليه وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر عن أبي سعيد مولى بني أسد قال: لما دخل المصريون على عثمان والمصحف بين يديه فضربوه بالسيف على يديه، فجرى الدم على {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} فمد يده وقال: والله لإِنها أوّل يد خطت المفصل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن نافع بن أبي نعيم قال: أرسل إلي بعض الخلفاء بمصحف عثمان بن عفان فقلت له: إن الناس يقولون: إن مصحفه كان في حجره حين قتل، فوقع الدم على {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} فقال نافع: بصرت عيني بالدم على هذه الآية. وقد تقدم.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عمرة بنت أرطاة العدوية قال: خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة، فمررنا بالمدينة ورأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره، وكانت أوّل قطرة من دمه على هذه الآية: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} قالت عمرة: فما مات منهم رجل سويًا. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال ابن عادل:

{فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}.
الباء في قوله: {بمثل} فيه أقوال:
أحدها: أنها زائدة كهي في قوله: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ} [البقرة: 195] وقوله: {وهزى إِلَيْكِ بِجِذْعِ} [مريم: 25]؛ وقوله: البسيط:
....... ** سُودُ المَحَاجِرِ لاَ يَقْرَأْنَ باِلسُّوَرِ

والثاني: أنها بمعنى على، أي: فإن آمنوا على مثل إيمانكم بالله.
والثالث: أنها للاستعانة كهي في نجرت بالقدُّوم، وكتبت بالقلم، والمعنى:
فإن دخلوا في الإيمان بشهادةٍ مثل شهادتكم.
وعلى هذه الأوجه، فيكون المؤمَن به حذوفًا، وما مصدرية، والضمير في به عائدًا على الله تعالى والتقدير: فإن آمنوا بالله إيمانًا مثل إيمانكم به، ومثل هنا فيها قولان:
أحدهما: أنها زائدة، والتقدير: بما آمنتم به، وهي قراءة عبدالله بن مسعود، وابن عباس وذكر البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما لا تقولوا بمثل ما آمنتم به، فإن الله تعالى ليس له مثل، ولكن قولوا بالذي آمنتم به، وهذا يروى قراءة أُبيّ ونظيرها في الزيادة قول الشاعر: السريع أو الرجز:
فَصُيِّرُوا مِثْلَ كَعَصْفٍ مَأْكُولْ

وقال بعضهم: هذا من مجاز الكلام تقوم: هذا أمر لا يفعله مثلك، أي: لا تفعله أنت.
والمعنى: فإن آمنوا بالذي آمنتم به، نقله ابن عطية، وهو يؤول إلى إلغاء مثل وزيادتها.
والثاني: أنها ليست بزائدة، والمثليّة متعلقة بالاعتقاد، أي: فإن اعتقدوا بمثل اعتقادكم، أو متعلقة بالكتاب، أي: فإن آمنوا بكتاب مثل الكتاب الذي آمنتم به، والمعنى: فإن آمنوا بالقرآن الذي هو مصدق لما في التوراة والإنجيل، وهذا التأويل ينفي زيادة الباء.
و{ما} في قوله: {بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ} فيها وجهان:
أحدهما: أنها بمعنى الذي، والمراد بها حينئذ: إما الله تعالى بالتأويل المتقدم عند من يجيز وقوع {ما} على أولي العلم نحو: {والسماء وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: 5].
وإما الكتاب المنزل.
والثاني: أنها مصدرية، وقد تقدم ذلك.
والضمير في {به} فيه أيضًا وجهان:
أحدهما: أنه يعود على الله تعالى كما تقدم.
والثاني: أن يعود على {ما} إذا قيل: إنها بمعنى الذي.
قوله: {فَقَدِ اهْتَدَوا} جواب الشرط في قوله: {فَإِنْ آمَنُوا}، وليس الجواب محذوفًا، كهو في قوله: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ} [فاطر: 40]، لأن تكذيب الرسل ماض محقق هناك، فاحتجنا إلى تقدير جواب.
وأما هنا فالهداية منهم لم تقع بعد، فهي مستقبلة معنى، وإن أبرزت في لفظ المعنى.
قوله: {فِي شِقَاقٍ} خبر لقوله: {هم}، وجعل الشقاق ظرفًا لهم، وهم مظروفون له مبالغة في الأخبار باستعماله علهيم، وهو أبلغ من قولك: هم مُشَاقّونَ، وفيه: {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ} [الأعراف: 66] ونحوه.
والشِّقَاق: مصدر من شاقَّهُ يُشَاقّه نحو: ضاربه ضِرابًا، ومعناه المخالفة والمعاداة.
وفي اشتقاقه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه من الشّق وهو الجانب.
وذلك أن أحد المشاقين يصير في شقّ صابحه، أي: جانبه؛ قال امرؤ القيس: الطويل:
إذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ ** بِشِقِّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لَمْ يُحَوَّلِ

أي: بجانب.
الثاني: أنه من المشقة، فإن كلًا منهما يحرص على ما يَشُقّ على صاحبه.
الثالث: أنه من قولهم: شققتُ العَصَا بين وبينك، وكانوا يفعلون ذلك عند تعاديهم.
والفاء في قوله: {فَسَيْكَفِيْكَهُمْ} تشعر بتعقيب الكفاية عقب شقاقهم، وجيء بالسين دون سوف؛ لأنها أقرب منها زمانًا بوضعها، ولابد من حذف مضاف أي: فسيكفيك شقاقهم؛ لأن الذوات لا تكفى إنما تكفى أفعالها، والمكفي به محذوف، أي: بمن يهديه الله، أو بتفريق كلمتهم.
ولقد كفى بإجلاء بني النضير، وقتل بني قريظة، وبني قينقاع، وضرب الجزية على اليهود والنصارى.
والكاف والهاء والميم في موضع نصب مفعولان؛ ويجوز في غير القرآن الكريم: فسيكفيك. اهـ. باختصار.