فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيًا} قال: يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الوليد بن مسلم قال: سألت زهير بن محمد، عن قوله: {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيًا} قال: ليس في الجنة ليل ولا شمس ولا قمر، هم في نور أبدًا، ولهم مقدار الليل والنهار، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب، وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق أبان عن الحسن، وأبي قلابة قالا: قال رجل يا رسول الله، هل في الجنة من ليل؟ قال: وما هيجك على هذا؟! قال: سمعت الله يذكر في الكتاب {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيًا} فقلت الليل من البكرة، والعشي، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «ليس هناك ليل، وإنما هو ضوء نور، يرد الغدو على الرواح، والرواح على الغدوّ، وتأتيهم طرف الهدايا من الله، لمواقيت الصلوات التي كانوا يصلون فيها في الدنيا، وتسلم عليهم الملائكة».
وأخرج ابن المنذر، عن يحيى بن أبي كثير قال: كانت العرب في زمانها إنما لها أكلة واحدة، فمن أصاب أكلتين، سمي فلانًا الناعم. فأنزل الله تعالى يرغب عباده فيما عنده {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيًا}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن قال: كانوا يعدون النعيم، أن يتغدى الرجل، ثم يتعشى. قال الله لأهل الجنة: {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من غداة من غدوات الجنة، كل الجنة غدوات، إلا أن يزف إلى وليّ الله تعالى فيها زوجة من الحور العين أدناهن التي خلقت من زعفران».
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ {تلك الجنة التي نورث} بالنون مخففة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن شوذب في قوله: {تلك الجنة التي نورث من عبادنا} قال: ليس من أحد إلا وله في الجنة منزل وأزواج، فإذا كان يوم القيامة، ورث الله المؤمن كذا وكذا منزلًا من منازل الكفار. فذلك قوله: {من عبادنا}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن داود بن أبي هند في قوله: {من كان تقيًا} قال: موحدًا.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا» فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك} إلى آخر الآية. زاد ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم، فكان ذلك الجواب لمحمد.
وأخرج ابن مردويه، عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: «أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض إلى الله؟ قال: ما أدري حتى أسأل جبريل، وكان قد أبطأ عليه فقال: لقد أبطأت عليّ حتى ظننت أن بربي عليّ موجدة!... فقال: {وما نتنزل إلا بأمر ربك}».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن عكرمة قال: «أبطأ جبريل على النبي- صلى الله عليه وسلم أربعين يومًا ثم أنزل، فقال له النبي- صلى الله عليهه وسلم- ما نزلت حتى اشتقت إليك؟ فقال له جبريل: أنا كنت إليك أشوق ولكني مأمور. فأوحى الله إلى جبريل أن قل له: {وما نتنزل إلا بأمر ربك}».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي قال: احتبس جبريل عن النبي- صلى الله عليه وسلم- بمكة حتى حزن واشتد عليه، فشكا إلى خديجة، فقالت خديجة: لعل ربك قد ودعك أو قلاك، فنزل جبريل بهذه الآية: {ما ودعك ربك وما قلى} [الضحى: 2] قال: يا جبريل، احتبست عني حتى ساء ظني، فقال جبريل: {وما نتنزل إلا بأمر ربك}.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد قال: لبث جبريل عن النبي- صلى الله عليه وسلم اثني عشرة ليلة، فلما جاءه قال: «لقد رثت حتى ظن المشركون كل ظن» فنزلت الآية.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد قال: أبطأت الرسل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم أتاه جبريل فقال: «ما حبسك عني» قال: كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم، ولا تنقون براجمكم، ولا تأخذون شواربكم ولا تستاكون وقرأ {وما نتنزل إلا بأمر ربك}.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: احتبس جبريل، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، وحزن فأتاه جبريل وقال: يا محمد: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا} يعني من الدنيا {وما خلفنا} يعني من الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة {له ما بين أيدينا} قال: الدنيا {وما خلفنا} قال: الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير- رضي الله عنه- {له ما بين أيدينا} قال: من أمر الآخرة {وما خلفنا} من أمر الدنيا {وما بين ذلك} ما بين الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وما بين ذلك} قال: ما بين النفختين.
وأخرج هناد وابن المنذر، عن أبي العالية {وما بين ذلك} قال: ما بين النفختين.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي {وما كان ربك نسيًا} قال: {ما كان ربك} لينساك يا محمد.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه والحاكم وصححه، عن أبي الدرداء رفع الحديث قال: ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية، فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئًا. ثم تلا {وما كان ربك نسيا}. وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مثله.
وأخرج الحاكم عن سلمان سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فقال: «الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {هل تعلم له سميا} قال: هل تعلم للرب مثلًا أو شبها.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- {هل تعلم له سميا} قال: ليس أحد يسمى الرحمن غيره.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {هل تعلم له سميا} يا محمد هل تعلم لإلهك من ولد؟.
وأخرج الطستي، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {هل تعلم له سميًا} قال: هل تعلم له ولدًا؟ قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أما السمي فأنت منه مكثر ** والمال مال يغتدي ويروح

اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)}.
قوله: {نُورِثُ}: قرأ الأعمش: {نُورِثها} بإبراز عائدِ الموصول. وقرأ الحسن والأعرج وقتادة: {نُوَرِّثُ} بفتحِ الواوِ وتشديد الراء مِنْ (وَرَّثَ) مضعِّفًا.
قوله: {وَمَا نَتَنَزَّلُ}:
قال ابن عطية: (الواو عاطفةٌ جملةَ كلامٍ على أخرى، واصلةٌ بين القولين وإن لم يكن معناهما واحدًا). وقد أغربَ النقاشُ في حكايتِه لقولٍ: وهو أنَّ قوله: {وَمَا نَتَنَزَّلُ}، متصلٌ بقوله: {قَالَ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ} [مريم: 19]. وقال أبو البقاء: {وما نَتَنَزَّل}، أي: وتقول الملائكةُ. فَجَعَلَه معمولًا لقولٍ مضمر. وقيل: هو من كلامِ أهل الجنة وهو أقربُ ممَّا قبله. ونَتَنَزَّل مطاوعُ نَزَّل بالتشديدِ ويقتضي العملَ في مُهْلة وقد لا يقتضيها. قال الزمخشري: التَنَزُّلُ على معنيين: معنى النزولِ على مَهْلٍ، ومعنى النزولِ على الإِطلاق كقوله:
فَلَسْتُ لإِنسيٍّ ولكنْ لِمَلأَكٍ ** تَنَزَّلَ مِنْ جوِّ السَّماءِ يصوبُ

لأنه مطاوع نَزَّل، ونزَّل يكون بمعنى أَنْزَلَ، ويكون بمعنى التدريج، واللائقُ بهذا الموضعِ هو النزولُ على مَهْلٍ، والمراد: أنَّ نزولَنا في الأحايين وقتًا غِبَّ وقتٍ.
قلت: وقد تقدم أنه يُفَرِّق بين نزَّل وأنزل في أول هذا الموضع.
وقرأ العامَّةُ {نَتَنَزَّل} بنون الجمع. وقرأ الأعرج {يَتَنزَّل} بياء الغيبة. وفي الفاعل حينئذ قولان، أحدهما: أنه ضميرُ جبريل. قال ابن عطية: ويَرُدُّه قوله: {له لما بين أيدينا وما خَلْفَنَا} لأنه يَطَّرِدُ معه، وإنما يتجه أن يكون خبرًا عن جبريل أنَّ القرآن لا يَتَنَزَّل إلا بأمر الله في الأوقات التي يُقَدَّرها. وقد يُجاب عما قال ابن عطية: بأنَّه على إضمار القول: أي: قائلًا: (له ما بين أيديدنا).
الثاني: أنه يعود على الوَحْي، وكذا قال الزمخشري على الحكاية عن جبريل، والضميرُ للوحي، ولابد من إضمار هذا القولِ الذي ذكرتُه أيضًا.
قوله: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} استدلَّ بعضُ النحاة على أنَّ الأزمنةَ ثلاثةُ: ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ بهذه الآية، وهو كقولِ زهير:
وأعلمُ عِلْمَ اليومِ والأمسِ قبلَه ** ولكنني عن عِلْمِ ما في غَدٍ عَمِ

قوله: {رَّبُّ السماوات}:
فيه ثلاثةُ أقوالٍ، أحدها: كونُه بدلًا مِنْ {ربُّك}. الثاني: كونُه خبرَ مبتدأ، أي: هو ربُّ. الثالث: كونُه مبتدًا، والخبرُ الجملةُ الأمريةُ بعده وهذا ماشٍ على رَأْي الأخفش: أنه يُجَوِّزُ زيادةَ الفاء في خبر المبتدأ مطلقًا.
قوله: {لعبادتِه} متعلَّقٌ ب {اصْطَبِرْ} وكان مِنْ حَقِّه تعديتُه ب {على} لأنها صلتُه كقولِه: {واصطبر عَلَيْهَا} [طه: 132] ولكنه ضُمِّن معنى الثبات، لأنَّ العبادةَ ذاتُ تكاليفَ قَلَّ مَنْ يَثْبُتُ لها فكأنه قيل: واثْبُتْ لها مُصْطَبرًا.
قوله: {هل تعلم} أدغم الأخَوان وهشام وجماعة لام {هل} في التاء، وأنشدوا على ذلك بيت مزاحم العقيلي:
فدَعْ ذا ولكن هَتُّعِيْنُ مُتَيَّمًا ** على ضوءِ بَرْقٍ آخرَ الليلِ ناصِبِ

اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)}.
فالجنة للأتقياء من هذه الأمة مُعَدّةٌ له، والرحمةُ لُعصاةِ المسلمين مُدَّخرةٌ لهم، الجنةُ لُطْفٌ من الله تعالى، والرحمةُ وَصْفٌ لله تعالى. وقوله: {مِنْ عِبَادِنَا}: فَعَبْدُه على الخصوصية مَنْ كان اليومَ في قيد أمره. وقوله: {مَن كَانَ تَقِيًّا}: قوم يتقون المعاصي والمخالفات، وقوم يتقون الشهواتِ، وآخرون يتقون الغفلاتِ، وآخرون يتقون شهود كُلَّ غيره.
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ}.
إن الملائكةَ- عليهم السلام- أبدًا يَنْزِلون بإِذن الحقِّ تعالى، فبعضهم بإنجاد المظلومين، وبعضهم بإِغاثة الملهوفين، وبعضهم بتدمير الجاحدين، وبعضهم بنصرة المؤمنين، وبعضهم إلى ما لا يحصى من أمور الناس أجميعن. واللَّهُ- سبحانه- لا يترك جاحدًا ولا عابدًا من حِفْظٍ وإنعامٍ، أو إمهالٍ ونكَال.... {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65)}.
بحق الإظهار يجب أن يكون هو ربَّها، ويكون مالَكها، ويكون قادرًا عليها. وإذا وجدت فهو فاعلها، فمعنى كون فعل الشيء لفاعله أنه في مقدوره وجوده.
ويقال إذا كان ربَّ الأكابرِ من الأقوياء فهو أيضًا ربُّ الأصاغر من الضعفاء، وقيمةُ العَبْدِ بمالِكِه وقَدْرِه، لا بثمنه في نَفْسِه وَخَطَره.
قوله: {فَاعْبُدْهُ} أي قِفْ حيثما أمرك، ودَعْ ما يقع لك، وخَلِّ رأيك وتدبيرك.
قوله: {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}: الاصطبار غاية الصبر.
قوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}: أي كفوًا ونظيرًا. ويقال هل تعرف أحدًا يسمى (الله) غيرَ اللَّهِ؟ ويقال أَنَّي بالنظير... وهو بالقِدَمِ متوحد! والتشبيه يقتضي التسوية بين المتشابهين، ولا مِثْلَ له... لا موجودًا ولا موهومًا. اهـ.

.التفسير الإشاري:

قال نظام الدين النيسابوري:
التأويل:
{واذكر في الكتاب} الأزلي {إبراهيم} القلب {إنه كان صديقًا} للتصديق ثلاث مراتب: صادق صدق في أقواله، وصادق صدق في أخلاقه وأحواله، وصديق صدق في قيامه مع الله في الله بالله وهو الفانى عن نفسه الباقي بربه {إذ قال لأبيه} الروح الذي يعبد صنم الدنيا بتبعية النفس {فقد جاءني من العلم} اللدني {ما لم يأتك} لما ذكرنا أن القلب محل للفيض الإلهي أقبل من الروح كالمرآة فإنها تقبل النور لصفائها وينعكس النور عنها لكثافتها وصقالتها {وهبنا له إسحاق} السر {ويعقوب} الخفي {وناديناه من جانب الطور الأيمن} أسمعنا موسى القلب من جانب طور الروح لا من جانب وادي النفس الذي هو على أيسر {وكان يأمر أهله} أي الجسم والنفس والقلب والروح بالصلاة له توجه كل منهم توجهًا يليق بحاله، وبالزكاة أي تزكية كل واحد منهم من الأخلاق الذميمة {ورفعناه مكانًا عليًا} في مقعد صدق عند مليك مقتدر {خروا} بقلوبهم على عتبة العبودية {سجدًا} بالتسليم للأحكام الأزلية {وبكيًا} بكاء السمع يذوبان الوجود على نار الشوق والمحبة {عباده بالغيب} أي بغيبتهم عن الوجود قبل التكوين كقوله: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة: 111] {ولهم رزقهم} رؤية الله على ما جاء في الحديث: «وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوًّا وعشيًا» {وما نتنزل إلا بأمر ربك} المقدور في علم الله، وتنادى أهل العزة من سرادقات العزة أن يا أهل الطبيعة أفيقوا من المتمنيات فإنا ما ننزل من عالم الغيب. إلا بأمر ربك {وما كان ربك نسيًا} ليحتاج إلى تذكير متمن، بل هو رب سموات الأرواح وأرض الأجساد وما بينهما من النفوس والقلوب والأسرار له {فاعبده} بأركان الشريعة بجسدك وبآداب الطريقة بنفسك وبالإعراض عن الدنيا والإقبال على المولى بقلبك وبالفناء في الله والبقاء به بروحك وبسرك. {هل تعلم له} نظيرًا في المحبوبية لك. والله أعلم بالصواب. اهـ.