فصل: قال ابن العربي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن العربي:

قَوْله تعالى: {إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}.
فِيهَا مَسْأَلَتَانِ:
المسألة الأُولَى:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: لَقَدْ كَادَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْنَا السَّاعَةَ بِقَوْلِهِمْ هَذَا لِقَوْلِهِ تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}.
وَصَدَقَ، فَإِنَّهُ قَوْلٌ عَظِيمٌ سَبَقَ الْقَضَاءَ وَالْقَدْرَ، وَلَوْلَا أَنَّ الْبَارِئَ لَا يَضَعُهُ كُفْرُ الْكَافِرِ، وَلَا يَرْفَعُهُ إيمَانُ الْمُؤْمِنِ، وَلَا يَزِيدُ هَذَا فِي مُلْكِهِ، كَمَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِهِ، مَا جَرَى شَيْءٌ مِنْ هَذَا عَلَى الْأَلْسِنَةِ، وَلَكِنَّهُ الْقُدُّوسُ الْحَكِيمُ الْحَلِيمُ، فَلَمْ يُبَالِ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا يَقُولُهُ الْمُبْطِلُونَ.
المسألة الثَّانِيَةُ:
قَوْلُهُ: {إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَمْلِكَ ابْنَهُ وَوَجْهُ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ اللَّهَ تعالى جَعَلَ الْوَلَدِيَّةَ وَالْعَبْدِيَّةَ فِي طَرَفَيْ تَقَابُلٍ، فَنَفَى إحْدَاهُمَا، وَأَثْبَتَ الْأُخْرَى، وَلَوْ اجْتَمَعَتَا لَمَا كَانَ لِهَذَا الْقَوْلِ فائدة يَقَعُ الِاحْتِجَاجُ بِهَا، وَالِاسْتِدْلَالُ عَلَيْهَا، وَالتَّبَرِّي مِنْهَا؛ وَلِهَذَا أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ أَمَةَ الرَّجُلِ إذَا حَمَلَتْ فَإِنَّ وَلَدَهَا فِي بَطْنِهَا حُرٌّ لَا رِقَّ فِيهِ بِحَالٍ، وَمَا جَرَى فِي أُمِّهِ مَوْضُوعٌ عَنْهُ، وَلَوْ لَمْ يُوضَعْ عَنْهُ، فَلَا خِلَافَ فِي الْوَلَدِ، وَبِهِ يَقَعُ الِاحْتِجَاجُ. وَإِذَا اشْتَرَى الْحُرُّ أَبَاهُ وَابْنَهُ عَتَقَا عَلَيْهِ، حِينَ يَتِمُّ الشِّرَاءُ.
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «لَنْ يَجْزِيَ وَلَدٌ وَالِدَهُ إلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ».
فَهَذَا نَصٌّ. وَالْأَوَّلُ دَلِيلٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَوْلَى؛ فَإِنَّ الْأَبَ إذَا لَمْ يَمْلِكْ ابْنَهُ مَعَ عُلُوِّ مَرْتَبَتِهِ عَلَيْهِ فَالِابْنُ بِعَدَمِ مِلْكِ الْأَبِ أَوْلَى مَعَ قُصُورِهِ عَنْهُ، وَكَانَ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ هَذَا الْوَلَدَ مَمْلُوكٌ لِغَيْرِهِ، فَإِذَا أَزَالَ مِلْكَ الْغَيْرِ بِالشِّرَاءِ إلَيْهِ تَبْطُلُ عَنْهُ، وَعَتَقَ، وَالْتَحَقَ بِالْأَوَّلِ، وَفِي ذَلِكَ تَفْرِيعٌ وَتَفْصِيلٌ مَوْضِعُهُ شَرْحُ الْحَدِيثِ، وَمَسَائِلُ الْفِقْهِ، فَلْيُنْظَرْ فِيهَا. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)}.
الضمير في {قالوا} للكفار من العرب في قولهم للملائكة بنات الله وللنصارى ولكل من كفر بهذا النوع من الكفر، وقوله: {جئتم شيئًا} بعد الكناية عنهم بمعنى قل لهم يا محمد، و(الإد) الأمر الشنيع الصعب وهي الدواهي والشنع العظيمة، ويروى عن النبي عليه السلام أن هذه المقالة أول ما قيلت في العالم شاك الشجر وحدثت، وفي نسخة، وحدثت مرائره واستعرت جهنم وغضبت الملائكة وقرأ الجمهور، {إدًا} بكسر الهمزة، وقرأ أبو عبدالرحمن {أدًا} بفتح الهمزة، ويقال إد وأد وآد بمعنى، وقرأ ابن كثير هنا وفي حم عسق {تكاد} بالتاء {يتفطرون} بياء وفتح الطاء وشدها، ورواها حفص عن عاصم، وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر {تكاد} بالتاء {ينفطِرن} بياء ونون وكسر الطاء، وقرأ نافع والكسائي: {يكاد} بالياء على زوال علامة التأنيث {يتفطَّرن} بالياء والتاء وشد الطاء وفتحها في الموضعين، وقرأ حمزة وابن عامر في مريم مثل أبي عمرو وفي عسق مثل ابن كثير وقال أبو الحسن الأخفش {تكاد} بمعنى تريد، وكذلك قوله تعالى: {أكاد أخفيها} [طه: 15] وأنشد على أن كاد بمعنى أراد قول الشاعر: الكامل:
كادت وكدت وتلك خير إرادة ** لو عاد من زمن الصبابة ما مضى

ولا حجة في هذا البيت وهذا قول قلق، وقال الجمهور: إنما هي استعارة لشنعة الأمر أي هذا حقه لو فهمت الجمادات قدره وهذا المعنى مهيع للعرب فمنه قول جرير: الكامل:
لما أتى خبر الزبير تواضعت ** سور المدينة والجبال الخشع

ومنه قول الآخر: الطويل:
ألم تر صدعًا في السماء مبينًا ** على ابن لبينى الحارث بن هشام

وقال الآخر: الوافر:
وأصبح بطن مكة مقشعرًا ** كأن الأرض ليس بها هشام

والانفطار الانشقاق على غير رتبة مقصودة والهد الانهدام والتفرق في سرعة، وقال محمد بن كعب: كاد أعداد الله أن يقيموا علينا الساعة، وقوله: {وما ينبغي} نفي على جهة التنزيه له عن ذلك، وقد تقدم ذكر هذا المعنى، وأقسام هذا اللفظ في هذه السورة، وقوله: {إن كل من في السموات} الآية {إن} نافية بمعنى ما، وقرأ الجمهور: {آتي الرحمن} بالإضافة، وقرأ طلحة بن مصرف {آتٍ الرحمن} بتنوين {آت} والنصب في النون، وقرأ ابن مسعود {لما آتى الرحمن}، واستدل بعض الناس بهذه الآية على أن الولد لا يكون عبدًا وهذا انتزاع بعيد، و{عبدًا} حال، ثم أخبر تعالى عن إحاطته ومعرفته بعبيده فذكر الإحصاء، ثم كرر المعنى بغير اللفظ، وقرأ ابن مسعود {لقد كتبهم وعدهم}، وفي مصحف أبيّ {لقد أحصاهم فأجملهم عددًا}.
وقوله: {عدًا} تأكيد للفعل وتحقيق له، وقوله: {فردًا} يتضمن معنى قلة النصر والحول والقوة لا مجير له مما يريد الله به. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وقالوا اتَّخَذ الرحمن ولدًا}.
يعني: اليهود، والنصارى، ومن زعم من المشركين أن الملائكة بنات الله {لقد جئتم شيئًا إِدًّا} أي: شيئًا عظيمًا من الكفر.
قال أبو عبيدة: الإِدُّ، والنُّكْر: الأمر المتناهي العِظَم.
قوله تعالى: {تكاد السموات يتفطَّرن} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، وأبو بكر عن عاصم: {تكاد} بالتاء.
وقرأ نافع، والكسائي: {يكاد} بالياء.
وقرءا جميعًا: {يتفطرن} بالياء والتاء مشددة الطاء، وافقهما ابن كثير، وحفص عن عاصم في {يتفطَّرن} وقرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم: {ينفطرن} بالنون.
وقرأ حمزة، وابن عامر في {مريم} مثل أبي عمرو، وفي [عسق: 5] مثل ابن كثير.
ومعنى {يتفطَّرن منه}: يقاربن الانشقاق من قولكم.
قال ابن قتيبة: وقوله تعالى: {هدًّا} أي: سقوطًا.
قوله تعالى: {أن دَعَوْا} قال الفراء: من أن دعوا، وَلأَن دعوا.
وقال أبو عبيدة: معناه: أن جعلوا، وليس هو من دعاء الصوت، وأنشد:
أَلا رُبَّ مَنْ تَدْعُو نَصِيحًا وَإِن تَغِب ** تَجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِح الصَّدْرِ

قوله تعالى: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا} أي: ما يصلح له، ولا يليق به اتخاذ الولد، لأن الولد يقتضي مجانسة، وكل متخذ ولدًا يتخذه من جنسه، والله تعالى منزَّهٌ عن أن يجانس شيئًا، أو يجانسه، فمحال في حقه اتخاذ الولد، {إِن كلُّ} أي: ما كل {مَنْ في السموات والأرض إِلا آتي الرحمنِ} يوم القيامة {عبدًا} ذليلًا خاضعًا.
والمعنى: أن عيسى وعزيرًا والملائكة عبيد له.
قال القاضي أبو يعلى: وفي هذا دلالة على أن الوالد إِذا اشترى ولده، لم يبق ملكه عليه، وإِنما يعتق بنفس الشراء، لأن الله تعالى نفى البُنُوَّة لأجل العبودية، فدل على أنه لا يجتمع بنوَّةٌ وَرِقٌ.
قوله تعالى: {لقد أحصاهم} أي: علم عددهم {وعدَّهم عدًّا} فلا يخفى عليه مبلغ جميعهم مع كثرتهم {وكلُّهم آتيه يوم القيامة فردًا} بلا مال، ولا نصير يمنعه.
فإن قيل: لأيَّة علَّة وحَّد في {الرحمن} و{آتيه} وجمع في العائد في {أحصاهم وعدَّهم}.
فالجواب: أن لكل لفظ توحيد، وتأويل جمع، فالتوحيد محمول على اللفظ، والجمع مصروف إِلى التأويل. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَقَالُواْ اتخذ الرحمن وَلَدًا}.
يعني اليهود والنصارى، ومن زعم أن الملائكة بنات الله.
وقرأ يحيى والأعمش وحمزة والكسائي وعاصم وخلف: {وُلْدًا} بضم الواو وإسكان اللام، في أربعة مواضع: من هذه السورة قوله تعالى: {لأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77] وقد تقدّم، وقوله: {أَن دَعَوْا للرحمن وُلْدًا وَمَا يَنبَغِي للرحمن أَن يَتَّخِذَ وُلْدًا}. وفي سورة نوح: {مَالُهُ وَوَلَدُهُ} [نوح: 21]. ووافقهم في (نوح) خاصة ابن كثير ومجاهد وحميد وأبو عمرو ويعقوب. والباقون في الكل بالفتح في الواو واللام، وهما لغتان مثل العَرب والعُرب والعَجم والعُجم. قال:
ولقد رأيت معاشرا ** قد ثَمَّرُوا مالًا ووُلْدا

وقال آخر:
وليتَ فلانًا كان في بطنِ أمِّهِ ** وليت فلانًا كان وُلْد حمارِ

وقال في معنى ذلك النابغة:
مَهْلًا فداءً لكَ الأقوامُ كلُّهم ** وما أُثَمِّر من مالٍ ومِن وَلَدِ

ففتح.
وقيس يجعلون الوُلْد بالضم جمعا والوَلَد بالفتح واحدًا.
قال الجوهري: الوَلَد قد يكون واحدًا وجمعًا، وكذلك الوُلْد بالضم.
ومن أمثال بني أسد: وُلْدُكِ من دَمَّى عَقِبيْكِ.
وقد يكون الوُلْد جمع الوَلد مثل أُسْد وأسد: والوِلد بالكسر لغة في الوُلْد.
النحاس: وفرق أبو عبيد بينهما؛ فزعم أن الوَلَد يكون للأهل والوَلَد جميعًا.
قال أبو جعفر: وهذا قول مردود لا يعرفه أحد من أهل اللغة؛ ولا يكون الوَلَد والوُلْد إلا ولد الرجل، ووَلَد وَلَده، إلا أن وَلَدًا أكثر في كلام العرب؛ كما قال:
مَهْلًا فداءً لَكَ الأقوامُ كلُّهم ** وما أُثَمِّر مِنْ مالٍ ومن وَلَدِ

قال أبو جعفر وسمعت محمد بن الوليد يقول: يجوز أن يكون وُلْد جمع وَلَد، كما يقال وَثَن ووُثْن وأَسَد وأُسْد، ويجوز أن يكون وَلَد ووُلْد بمعنى واحد؛ كما يقال عَجَم وَعُجْم وعَرَب وعُرْب كما تقدّم.
قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} أي منكرًا عظيمًا؛ عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما.
قال الجوهري: الإِدّ والإِدّة الداهِية والأمر الفظيع؛ ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} وكذلك الآدُّ مثل فاعل. وجمع الإدة إِدَدٌ. وأَدَّت فلانًا داهِيةٌ تؤدُّه أَدًّا (بالفتح) والإِدُّ أيضًا الشدّة. (والآدُّ الغلبة والقوة) قال الراجز:
نَضَوْنَ عَنّي شدَّةً وأَدًّا ** من بَعْدِ ما كنْتُ صُمُلًا جَلْدًا

انتهى كلامه.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي {أَدًّا} بفتح الهمزة.
النحاس: يقال أد يؤد أدًّا فهو آد والاسم الإدّ؛ إذا جاء بشيء عظيم منكر.
وقال الراجز:
قد لَقِي الأقران مِنِّي نُكْرَا ** داهِيةً دهياء إِدًّا إِمْرًا

عن غير النحاس؛ الثعلبي: وفيه ثلاث لغات {إدًّا} بالكسر وهي قراءة العامة، {وأَدًّا} بالفتح وهي قراءة السُّلَمي، و{آدٌّ} مثل مادّ، وهي لغة لبعض العرب؛ رويت عن ابن عباس وأبي العالية؛ وكأنها مأخوذة من الثقل (يقال): آدَه الحمل يَأُوده أَوْدًا أثقله.
قوله تعالى: {تَكَادُ السماوات} قراءة العامة هنا وفي (الشورى) بالتاء.
وقراءة نافع ويحيى والكسائي {يكاد} بالياء لتقدم الفعل. {يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} أي يتشققن.
وقرأ نافع وابن كثير وحفص وغيرهم بتاء بعد الياء وشد الطاء من التفطر هنا وفي (الشورى).
ووافقهم حمزة وابن عامر في (الشورى).
وقرأا هنا (ينفطِرن) من الانفطار: وكذلك قرأها أبو عمرو وأبو بكر والمفضّل في السورتين.
وهي اختيار أبي عبيد؛ لقوله تعالى: {إِذَا السماء انفطرت} [الانفطار: 1] وقوله: {السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18].
وقوله: {وَتَنشَقُّ الأرض} أي تتصدع.
{وَتَخِرُّ الجبال هَدًّا} قال ابن عباس: هدمًا أي تسقط بصوت شديد.
وفي الحديث: «اللهم إني أعوذ بك من الهدِّ والهَدَّة» قال شمر: قال أحمد بن غياث المروزي: الهدّ الهدم والهدّة الخسوف.
وقال الليث: هو الهدم الشديد؛ كحائط يهدّ بمرة؛ يقال: هدَّني الأمر وهدّ ركني أي كسرني وبلغ مني؛ قاله الهروي.
الجوهري: وهدّ البناء يهدّه هدًّا كسره وضعضعه، وهدّته المصيبة أي أوهنت ركنه، وانهدّ الجبل انكسر.
الأصمعي: والهدّ الرجل الضعيف؛ يقول الرجل للرجل إذا أوعده: إني لَغير هدٍّ أيْ غيرُ ضعيف.
وقال ابن الأعرابي: الهدّ من الرجال الجواد الكريم، وأما الجبان الضعيف فهو الهِدّ بالكسر؛ وأنشد:
لَيسُوا بهِدِّين في الحُرُوب إذا ** تُعْقَدُ فوقَ الحرَاقِفِ النُّطُقُ

والهَدَّة صوت وقع الحائط ونحوه، تقول منه: هَدَّ يهِدُّ (بالكسر) هَدِيدًا.
والهادُّ صوت يسمعه أهل الساحل، يأتيهم من قبل البحر له دويٌّ في الأرض، وربما كانت منه الزلزلة، ودويُّه هديده.
النحاس: {هَدًّا} مصدر؛ لأن معنى {تَخِرُّ} تُهَدّ.
وقال غيره: حال أي مهدودة: {أَن دَعَوْا للرحمن وَلَدًا} {أن} في موضع نصب عند الفراء بمعنى لأن دعوا ومن أن دعوا، فموضع {أن} نصب بسقوط الخافض.
وزعم الفراء أن الكسائي قال: هي في موضع خفض بتقدير الخافض.