فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}.
قال ابن عباس: نزلت في علي عليه السلام، وقال معناه: يحبُّهم، ويُحبِّبُهم إِلى المؤمنين.
قال قتادة: يجعل لهم وُدًّا في قلوب المؤمنين.
ومن هذا حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا أحب الله عبدًا قال: يا جبريل، إِني أُحب فلانًا فأحبُّوه، فينادي جبريل في السموات: إِن الله يحب فلانًا فأحبّوه، فيلقى حبُّه على أهل الأرض فيُحَبُّ»، وذكر في البغض مثل ذلك.
وقال هرم بن حيان: ما أقبل عبد بقلبه إِلى الله عز وجل، إِلا أقبل الله عز وجل بقلوب أهل الإِيمان إِليه، حتى يرزقَه مودَّتهم ورحمتهم.
قوله تعالى: {فإنما يسَّرناه بلسانك} يعني: القرآن.
قال ابن قتيبة: أي، سهَّلناه، وأنزلناه بلغتك.
واللُّدُّ، جمع أَلَدٍّ، وهو الخَصِمُ الجَدِل.
قوله تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم} هذا تخويف لكفار مكة {هل تُحِسُّ منهم من أحد} قال الزجاج: أي: هل ترى، يقال: هل أحسستَ صاحبَك، أي: هل رأيتَه؟ والرِّكز: الصوت الخفيُّ؛ وقال ابن قتيبة: الصوتُ الذي لا يُفْهَم، وقال أبو صالح: حركة، والله تعالى أعلم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {إِنَّ الذين آمَنُواْ} أي صدّقوا.
{وَعَمِلُواْ الصالحات سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرحمن وُدًّا} أي حبًا في قلوب عباده.
كما رواه الترمذي من حديث سعد وأبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله عبدًا نادى جِبرِيل إني قد أحببت فلانًا فأحبّه قال: فينادِي في السماءِ ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قوله تعالى: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرحمن وُدًّا} وإذا أبغض الله عبدًا نادى جِبريلَ إني أبغضت فلانًا فينادِي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض» قال هذا حديث حسن صحيح.
وخرجه البخاري ومسلم بمعناه، ومالك في الموطأ، وفي نوادر الأصول.
وحدّثنا أبو بكر بن سابق الأموي قال: حدّثنا أبو مالك الْجَنْبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أعطى المؤمن الألفة والملاحة والمحبة في صدور الصالحين والملائكة المقربين ثم تلا {إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرحمن وُدًّا}» واختلف فيمن نزلت؛ فقيل في علي رضي الله تعالى عنه؛ روى البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: (قل يا علي اللهم اجعل لي عندك عهدًا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة) فنزلت الآية؛ ذكره الثعلبي.
وقال ابن عباس: نزلت في عبد الرحمن بن عوف؛ جعل الله تعالى له في قلوب العباد مودة، لا يلقاه مؤمن إلا وقّره، ولا مشرك ولا منافق إلا عظّمه.
وكان هرم بن حيّان يقول: ما أقبل أحد بقلبه على الله تعالى إلا أقبل الله تعالى بقلوب أهل الإيمان إليه، حتى يرزقه مودّتهم ورحمتهم.
وقيل: يجعل الله تعالى لهم مودّة في قلوب المؤمنين والملائكة يوم القيامة.
قلت: إذا كان محبوبًا في الدنيا فهو كذلك في الآخرة؛ فإن الله تعالى لا يحب إلا مؤمنًا تقيا، ولا يرضى إلا خالصًا نقيًا؛ جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه.
روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريلَ عليه السلام فقال: إني أحب فلانًا فأحِبّه فيحِبه جبريل ثم ينادِي في السماء فيقول: إن الله يحِب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل عليه السلام فيقول: إني أبغض فلانًا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادِي في أهل السماء إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض».
قوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلَسَانِكَ} أي القرآن؛ يعني بيناه بلسانك العربي وجعلناه سهلًا على من تدبره وتأمله.
وقيل: أنزلناه عليك بلسان العرب ليسهل عليهم فهمه.
{لِتُبَشِّرَ بِهِ المتقين} أي المؤمنين {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} اللّد جمع الألد وهو الشديد الخصومة، ومنه قوله تعالى: {أَلَدُّ الخصام} [البقرة: 204] وقال الشاعر:
أبيتُ نجِيًّا للهمومِ كأنّني ** أخاصم أقوامًا ذَوِي جَدلٍ لُدّا

وقال أبو عبيدة: الألد الذي لا يقبل الحق ويدّعي الباطل.
الحسن: اللد الصُّمّ عن الحق.
قال الربيع: صم آذان القلوب.
مجاهد: فجارا.
الضحاك: مجادلين في الباطل.
ابن عباس: شدادًا في الخصومة.
وقيل: الظالم الذي لا يستقيم؛ والمعنى واحد.
وخصوا بالإنذار؛ لأن الذي لا عناد عنده يسهل انقياده.
قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ} أي من أمة وجماعة من الناس؛ يخوّف أهل مكة.
{هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} في موضع نصب؛ أي هل ترى منهم أحدًا وتجد.
{أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} أي صوتًا؛ عن ابن عباس وغيره؛ أي قد ماتوا وحصلوا على أعمالهم.
وقيل: حِسًّا؛ قاله ابن زيد.
وقيل: الركز ما لا يفهم من صوت أو حركة؛ قاله اليزيدي وأبو عبيدة؛ كركز الكتيبة؛ وأنشد أبو عبيدة بيت لبيد:
وتَوَجَّسَتْ رِكْزَ الأَنِيس فَرَاعَهَا ** عن ظَهْر غيبٍ والأنِيس سَقَامُها

وقيل: الصوت الخفي.
ومنه ركَزَ الرُّمحَ إذا ** غَيَّب طرفَه في الأرض

وقال طرفة:
وَصادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرَى ** لرِكْزٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُنَدَّد

وقال ذو الرُّمة يصف ثورًا تسمع إلى صوت صائد وكلاب:
إذا توجسَ رِكْزًا مقفِرٌ نَدُسٌ ** بِنبأةِ الصوتِ ما في سمعه كذب

أي ما في استماعه كذب؛ أي هو صادق الاستماع.
والنَّدِس الحاذق؛ فيقال: نَدِسٌ ونَدُس؛ كما يقال: حَذِر وحَذُر، ويَقِظٌ ويَقُظ.
والنبأة الصوت الخفيّ، وكذلك الرّكز، والركاز المال المدفون. والله تعالى أعلم بالصواب. اهـ.

.قال أبو حيان:

والسين في {سيجعل} للاستقبال فاحتمل أن يكون هذا الجعل في الدنيا، وجيء بأداة الاستقبال لأن المؤمنين كانوا بمكة حال نزول هذه السورة، وكانوا ممقوتين من الكفرة، فوعدهم الله بذلك إذا ظهر الإسلام وفشا.
واحتمل أن يكون ذلك في الدنيا على الإطلاق كما في الترمذي.
قال: «إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل إني قد أحببت فلانًا فأحبه، قال: فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في الأرض قال الله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا}...» إلى آخر الحديث وقال: هذا حديث صحيح.
قال ابن عطية: ويحتمل أن تكون الآية متصلة بما قبلها في المعنى أي إن الله تعالى لما أخبر عن إتيان كل من في السموات والأرض في حال العبودية والانفراد، أنس المؤمنين بأنه سيجعل لهم في ذلك اليوم {ودًا} وهو ما يظهر عليهم من كرامته لأن محبة الله للعبد إنما هي ما يظهر عليه من نعمه وأمارات غفرانه انتهى.
وقال الزمخشري: وإما أن يكون ذلك يوم القيامة يحببهم إلى خلقه بما يعرض من حسناتهم وينشر من ديوان أعمالهم.
وقال أيضًا: والمعنى سيحدث لهم في القلوب مودّة ويزرعها لهم فيها من غير تودد منهم ولا تعرض للأسباب التي يكتسب بها الناس مودات القلوب من قرابة أو صداقة أو اصطناع مبرة أو غير ذلك، وإنما هو اختراع منه ابتداء اختصاصًا منه لأوليائه بكرامة خاصة، كما قذف في قلوب أعدائهم الرعب والهيبة إعظامًا لهم وإجلالًا لمكانهم انتهى.
وقيل: في الكلام حذف والتقدير سيدخلهم دار كرامته ويجعل لهم {ودًا} بسبب نزع الغل من صدورهم بخلاف الكفار، فإنهم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضًا، وفي النار أيضًا يتبرأ بعضهم من بعض. وقرأ الجمهور: {ودًا} بضم الواو. وقرأ أبو الحارث الحنفي بفتحها. وقرأ جناح بن حبيش {ودًا} بكسر الواو.
قيل: نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن عوف كان اليهود والنصارى والمنافقون يحبونه، وكان لما هاجر من مكة استوحش بالمدينة فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت.
وقيل: نزلت في المهاجرين إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ألقى الله لهم ودًا في قلب النجاشي، وذكر النقاش أنها نزلت في عليّ بن أبي طالب.
وقال محمد بن الحنفية: لا تجد مؤمنًا إلاّ وهو يحب عليًا وأهل بيته انتهى.
ومن غريب هذا ما أنشدنا الإمام اللغوي رضي الدين أبو عبد الله محمد بن عليّ بن يوسف الأنصاري الشاطبي رحمه الله تعالى لزبينا بن إسحاق النصراني الرسغي:
عدّي وتيم لا أحاول ذكرهم ** بسوء ولكني محب لهاشم

وما تعتريني في عليّ ورهطه ** إذا ذكروا في الله لومة لائم

يقولون ما بال النصارى تحبهم ** وأهل النهي من أعرب وأعاجم

فقلت لهم إني لأحسب حبهم ** سرى في قلوب الخلق حتى البهائم

وذكر أبو محمد بن حزم أن بغض عليّ من الكبائر.
والضمير في {يسرناه} عائد على القرآن، أي أنزلناه عليك ميسرًا سهلًا {بلسانك} أي بلغتك وهو اللسان العربي المبين. {لتبشر به المتقين} أي تخبرهم بما يسرهم وبما يكون لهم من الثواب على تقواهم واللد جمع.
وقال ابن عباس: {لدًا} ظلمة، ومجاهد فجارًا، والحسن صمًا، وأبو صالح عوجًا عن الحق، وقتادة ذوي جدل بالباطل آخذين في كل لديد بالمراء أي في كل جانب لفرط لجاجهم يريد أهل مكة.
{وكم أهلكنا} تخويف لهم وإنذار بالإهلاك بالعذاب والضمير في قوله: {قبلهم} عائد على {قومًا لدًا} و{هل تحس} استفهام معناه النفي أي لا تحس. وقرأ الجمهور: {هل تحس} مضارع أحس. وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة وأبو جعفر المدني {تحس} بفتح التاء وضم الحاء. وقرئ {تحس} من حسه إذا شعر به ومنه الحواس والمحسوسات. وقرأ حنظلة {أو تسمع} مضارع أسمعت مبنيًا للمفعول.
وقال ابن عباس: الركز الصوت الخفي.
قال ابن زيد الحس.
وقال الحسن: لما أتاهم عذابنا لم يبق منهم شخص يرى ولا صوت يسمع.
وقيل: المعنى ماتوا ونسي ذكرهم فلا يخبر عنهم مخبر. اهـ.

.قال أبو السعود:

{إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات}.
لما فُصّلت قبائحُ أحوالِ الكفرة عُقّب ذلك بذكر محاسنِ أحوالِ المؤمنين {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرحمن وُدًّا} أي سيُحدث لهم في القلوب مودّةً من غير تعرضٍ منهم لأسبابها سوى ما لهم من الإيمان والعملِ الصالحِ، والتعرضُ لعنوان الرحمانيةِ لِما أن الموعودَ من آثارها. وعن النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا أحبّ الله عبدًا يقول لجبريلَ عليه السلام: إني أحبُّ فلانًا فأحِبَّه، فيُحِبّه جيريلُ ثم ينادي في أهل السماء: إن الله أحب فلانًا فأحِبُّوه، فيحبه أهلُ السماء ثم يوضع له المحبةُ في الأرض». والسينُ لأن السورةَ مكيةٌ وكانوا إذ ذاك ممقوتين بين الكفرة فوعدهم ذلك ثم أنجزه حين ربا الإسلامُ، أو لأن الموعودَ في القيامة حين تُعرض حسناتُهم على رؤوس الأشهاد فينزع ما في صدورهم من الغِلّ الذي كان في الدنيا، ولعل إفرادَ هذا بالوعد من بين ما سيُؤْتَون يوم القيامة من الكرامات السنية لِما أن الكفرةَ سيقع بينهم يومئذ تباغضٌ وتضادٌّ وتقاطُعٌ وتلاعن.
{فَإِنَّمَا يسرناه}.
أي القرآنَ {بِلَسَانِكَ} بأن أنزلناه على لغتك والباء بمعنى على، وقيل: ضُمّن التيسيرُ معنى الإنزالِ أي يسرنا القرآنَ منزِلين له بلغتك، والفاءُ لتعليل أمرٍ ينساق إليه النظمُ الكريم، كأنه قيل بعد إيحاءِ السورة الكريمة: بلِّغْ هذا المنزلَ أو بشر به وأنذر فإنما يسرناه بلسانك العربي المبين.
{لِتُبَشّرَ بِهِ المتقين} أي الصائرين إلى التقوى بامتثال ما فيه من الأمر والنهي {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} لا يؤمنون به لجَاجًا وعِنادًا، واللُّد جمعُ الألد وهو الشديدُ الخصومة اللَّجوجُ المعانِدُ.
وقوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّن قَرْنٍ} وعدٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ضمن وعيدِ الكفرة بالإهلاك وحثٌّ له عليه الصلاة والسلام على الإنذار، أي قَرْنًا كثيرًا أهلكنا قبل هؤلاء المعاندين وقوله تعالى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مّنْ أَحَدٍ} استئنافٌ مقرِّرٌ لمضمون ما قبله، أي هل تشعُر بأحد منهم وترى {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} أي صوتًا خفيفًا، وأصلُ الرِكْز هو الخفاءُ ومنه رَكَز الرمحَ إذا غَيَّب طرفه في الأرض، والرِّكازُ المالُ المدفونُ المخفيُّ، والمعنى أهلكناهم بالكلية واستأصلناهم بحيث لا يُرى منهم أحدٌ ولا يسمع منهم صوتٌ خفيّ. اهـ.

.قال الألوسي:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)}.
أي مودة في القلوب لإيمانهم وعملهم الصالح، والمشهور أن ذلك الجعل في الدنيا.
فقد أخرج البخاري ومسلم والترمذي وعبد بن حميد وغيرهم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله تعالى عبدًا نادى جبريل إني قد أحببت فلانًا فأحبه فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في الأرض فذلك قول الله تعالى: {إِنَّ الذين ءامَنُواْ} الآية» والتعرض لعنوان الرحمانية لما أن الموعود من آثارها، والسين لأن السورة مكية وكانوا ممقوتين حينئذ بين الكفرة فوعدهم سبحانه ذلك، ثم نجزه حين كثر الإسلام وقوى بعد الهجرة، وذكر أن الآية نزلت في المهاجرين إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وعد سبحانه أن يجعل لهم محبة في قلب النجاشي وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف أنه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحاب بمكة منهم شيبة بن ربيعة وعقبه بن ربيعة وأمية بن خلف فأنزل الله تعالى هذه الآية. وعلى هذا تكون الآية مدنية، وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله تعالى وجهه: قل اللهم اجعل لي عندك عهدًا واجعل لي في صدور المؤمنين ودًا فأنزل الله سبحانه هذه الآية، وكان محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه يقول: لا تجد مؤمنًا إلا وهو يحب عليًا كرم الله تعالى وجهه وأهل بيته.