فصل: اللغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.اللغة:

{السفهاء} جمع سفيه وهو الجاهل الرأي، القليل المعرفة بالمنافع والمضار، وأصل السفه: الخفة والرقة، من قولهم ثوب سفيه إذا كان خفيف النسج.
{ولاهم} صرفهم يقال: ولى عن الشيء وتولى عنه أي انصرف.
{وسطا} قال الطبري: الوسط في كلام العرب: الخيار وقيل: العدل، وأصل هذا أن خير الأشياء أوساطها، وأن الغلو والتقصير مذمومان.
{عقبيه} تثنية عقب وهو مؤخر القدم.
{كبيرة} شاقة وثقيلة.
{شطر} الشطر في اللغة يأتى بمعنى الجهة، كقول الشاعر:
تعدو بنا شطر نجد وهي عائدة

ويأتي بمعنى النصف، ومنه الحديث: «الطهور شطر الإيمان» أي نصف الإيمان. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{من يشاء إلى} بهمزتين: عاصم وحمزة وعلي وخلف وابن عامر. الباقون {يشاء ولى} بقلب الثانية واوًا. وروى الخزاعي وابن شنبوذ عن أهل مكة {يشاو إلى} بقلب الأولى واوًا {لرؤف} مهموزًا مشبعًا: ابن كثير وأبو جعفر ونافع وابن عامر وحفص والمفضل والبرجمي. وقرأ يزيد بتليين الهمزة والإشباع. الباقون: {لرؤف} على وزن الرعف {يعملون ولئن} بياء الغيبة: ابن كثير ونافع وخلف وعاصم وأبو عمرو ويعقوب، الباقون: بالتاء {مولاها} بالألف: ابن عامر والباقون: بالباء وكسر اللام {يعملون ومن حيث} بياء المغايبة: أبو عمرو. الباقون: بالتاء {ليلًا} مدغمة غير مهموزة عن ورش، وعن ابن كثير وحمزة وعلي وخلفٍ ويعقوب مدغمًا مهموزًا. الباقون: مظهرًا مهموزًا، والاختيار عن يعقوب وهشام الإظهار.
{فاذكروني} بفتح الياء: ابن كثير.

.الوقوف:

{عليها} ط {المغرب} ط {مستقيم} o {شهيدًا} ط {عقبيه} ط {هدى الله} ط {ايمانكم} ط {رحيم} o {في السماء} ج لأن الجملتين وإن اتفقتا فقد دخل الثانية حرفا توكيد يختصان بالقسم والقسم مصدّر {ترضيها} ص لأن فاء التعقيب لتعجيل الموعود {الحرام} ط {شطره} ط {من ربهم} ط {تعملون} o {قبلتك} ج {قبلتهم} ج وكلاهما لتفصيل الأحوال مع اتحاد المقصود {قبلة بعض} ط {من العلم} لا لأن إن جواب معنى القسم في لئن، فلو فصل كان {من الظالمين} مطلقًا وفي الاطلاق حظر {الظالمين} o م لأنه لو وصل صار {الذين} صفة وهو مبتدأ في مدح عبد الله ابن سلام وأضرابه {أبناءهم} ط {يعملون} o {الممترين} o {الخيرات} ط {جميعًا} ط {قدير} o {الحرام} ط {من ربك} ط {تعملون} o {الحرام} ط لأن حيث متضمن الشرط {شطره} لا لتعلق لام في ط قبل تحرزًا عن إثبات الحجة بعد النفي والوصل o في العربية أوضح، ولا منافاة لأن المراد من الحجة الخصومة وبيان الحق لا ينافي الخصومة {تهتدون} إذا علق {كما أرسلنا} بما قبله ووقف على {تعلمون} وإن علق بما بعده وقف على {تهتدون} دون {تعلمون} {تعلمون} o {ولا تكفرون} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال البقاعي:

قال: {السفهاء} ولم يقل: سيقولون، إظهارًا للوصف الذي استخفهم إلى هذا القول الظاهر عواره لأهل كل دين والسفيه الذي يعمل بغير دليل، إما بأن لا يلتفت إلى دليل فلا يتوقف إلى أن يلوح له بل يتبع هواه، أو يرى غير الدليل دليلًا، وأكد الوصف بالطيش بقوله: {من الناس} المأخوذ من النوس وهو التحرك، دون أن يقول: من أهل الكتاب، أو بني إسرائيل- ونحو ذلك تصريحًا بذمهم وتعميمًا لكل من مالأهم على ذلك {ما ولاهم} ولم يقولوا: مَن، زيادة في الأذى بالاحتقار {عن قبلتهم}. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وفائدة وصفهم بأنهم من الناس مع كونه معلومًا هو التنبيه على بلوغهم الحد الأقصى من السفاهة بحيث لا يوجد في الناس سفهاء غير هؤلاء فإذا قسم نوع الإنسان أصنافًا كان هؤلاء صنف السفهاء فيفهم أنه لا سفيه غيرهم على وجه المبالغة، والمعنى أن كل من صدر منه هذا القول هو سفيه سواء كان القائل اليهود أو المشركين من أهل مكة. اهـ.

.قال الفخر:

أما قوله تعالى: {قُل لّلَّهِ المشرق والمغرب} فاعلم أن هذا هو الجواب الأول عن تلك الشبهة، وتقريره أن الجهات كلها لله ملكًا وملكًا، فلا يستحق شيء منها لذاته أن يكون قبلة، بل إنما تصير قبلة لأن الله تعالى جعلها قبلة، وإذا كان الأمر كذلك فلا اعتراض عليه بالتحويل من جهة إلى جهة أخرى. اهـ.

.وقال ابن عاشور:

وقوله: {قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} جواب قاطع معناه أن الجهات كلها سواء في أنها مواقع لبعض المخلوقات المعظمة فالجهات ملك لله تبعًا للأشياء الواقعة فيها المملوكة له، وليست مستحقة للتوجه والاستقبال استحقاقًا ذاتيًا. وذكر المشرق والمغرب مراد به تعميم الجهات كما تقدم عند قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب} [البقرة: 115]، ويجوز أن يكون المراد من المشرق والمغرب الكناية عن الأرض كلها لأن اصطلاح الناس أنهم يقسمون الأرض إلى جهتين شرقية وغربية بحسب مطلع الشمس ومغربها، والمقصود أن ليس لبعض الجهات اختصاص بقرب من الله تعالى لأنه منزه عن الجهة وإنما يكون أمره باستقبال بعض الجهات لحكمة يريدها كالتيمن أو التذكر فلا بدع في التولي لجهة دون أخرى حسب ما يأمر به الله تعالى، فقوله تعالى: {قل لله المشرق والمغرب}، إشارة إلى وجه صحة التولية إلى الكعبة. اهـ.

.قال القرطبي:

دلّت الآية على جواز نسخ السُّنة بالقرآن؛ وذلك أن النبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى نحو بيت المقدس؛ وليس في ذلك قرآن، فلم يكن الحُكم إلا من جهة السُّنة ثم نسخ ذلك بالقرآن؛ وعلى هذا يكون: {كُنتَ عَلَيْهَا} بمعنى أنت عليها. اهـ.

.أسئلة وأجوبة:

.سؤال: لم سماهم سفهاء؟

الجواب: تسميتهم سفهاء ناظر إلى قوله فيما مضى عمن نافق منهم ومن غيرهم {ألا إنهم هم السفهاء} [البقرة: 13]، لأنهم وإن كانوا مصارحين بالكفر فاسم النفاق منطبق عليه من جهة أخرى وهو أنهم أظهروا الكفر وأبطنوا معرفة الإيمان، أظهروا التكذيب وأبطنوا ما هم عارفون به من صدقه، وأيضًا فإذا كان المنافقون الذين أظهروا حسنًا سفهاء لما أبطنوه من القبيح فالذين عمهم القبح ظاهرًا وباطنًا أسفه: وإلى قوله قريبًا {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} [البقرة: 130] لما تقرر من مخالفتهم له وإن ادعوا الموافقة. اهـ.

.سؤال: لماذا سميت القبلة بهذا الاسم؟

الجواب: إنما سميت قبلة لأن المصلي يقابلها وتقابله. اهـ.

.سؤال: لم أضيفت القبلة إلى ضمير المسلمين في قوله تعالى: {عَنْ قِبْلَتِهِمُ}؟

الجواب: إضافة القبلة إلى ضمير المسلمين للدلالة على مزيد اختصاصها بهم إذ لم يستقبلها غيرهم من الأمم لأن المشركين لم يكونوا من المصلين وأهل الكتاب لم يكونوا يستقبلون في صلاتهم، وهذا مما يعضد حمل {السفهاء} على المشركين إذ لو أريد بهم اليهود لقيل عن قبلتنا إذ لا يرضون أن يضيفوا تلك القبلة إلى المسلمين، ومن فسر {السفهاء} باليهود ونسب إليهم استقبال بيت المقدس حَمَل الإضافة على أدنى ملابسة لأن المسلمين استقبلوا تلك القبلة مدة سنةٍ وأشهرٍ فصارت قبلة لهم. اهـ.

.سؤال: لم عبر بلفظ الغيبة في قوله تعالى: {مَا وَلاّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمْ}:

عبر بلفظ الغيبة إشارة إلى أنّهم قالوا ذلك فيما بينهم ولم يباشروا به المؤمنين بوجه، وهذا مرجح لأن تكون المقالة من المنافقين.
قال العلامة ابن العربي في القبس: إن هذا مما نسخ ثلاث مرات وليس في القرآن ما نسخ ثلاث مرات غيره.
قال ابن عرفة: يريد أنه كان يصلي لبيت المقدس ثم نسخ بالصلاة للكعبة، ثم نسخ فصلى لبيت المقدس ثم نسخ فصلى للكعبة وقيل: كان يصلي لمكّة ثم صلى لبيت المقدس ثم صلى لمكة فيجيء التحويل ثلاث مرات والنسخ مرتين. اهـ.

.سؤال: لم نكر الصراط؟

تنكير الصراط لأن الصراط يختلف باختلاف الأمم في استعداداتها للهداية إلى الكمال والسعادة. اهـ.

.كلمة العلم الحديث في إثبات توسط مكة المكرمة لليابسة:

في دراسة علمية دقيقة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم، أثبت الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين رحمه الله رحمة واسعة تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات، أي أن اليابسة موزعة حول مكة المكرمة توزيعا منتظما، واستنتج من ذلك أن هذه المدينة المباركة تعتبر مركزا لليابسة.
ثالثا: انتفاء الانحراف المغناطيسي علي مسار خط طول مكة المكرمة:
كذلك أثبت هذا العالم المصري الجليل الذي نسأل الله تعالي له الرحمات أن الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول (39.817 درجة شرقا) تقع جميعها في الإسقاط الذي قام به علي خط مستقيم هو خط الشمال- الجنوب الجغرافي، بمعني انعدام الانحراف المغناطيسي علي طول هذا الخط، مع وجوده علي باقي خطوط الطول الأخري، وهي ميزة ينفرد بها خط طول مكة المكرمة.
هذه الخصوصية لا ولم تمنع تعرض تلك الأرض المباركة لبعض التغيرات المناخية التي تسبب هطول الأمطار الموسمية بغزارة علي ندرة حدوث ذلك، وقد تصاحب هذه الأمطار الغزيرة بالسيول الجارفة التي طاف فيها بعض الطائفين حول الكعبة المشرفة سباحة.