فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{لا عوج له} جائز ومثله للرحمن.
{إلاَّ همسا} كاف.
{الشفاعة} ليس بوقف لأنَّ ما بعد إلاَّ منصوب بما قبلها أي لا تنفع الشفاعة إلاَّ الرجل المأذون له في شفاعته.
{قولا} تام.
{وما خلفهم} جائز.
{علما} تام.
{للحي القيوم} كاف.
{ظلما} تام للابتداء بالشرط.
{وهو مؤمن} ليس بوقف لأنَّ ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما.
{ولا هضما} تام ومثله {ذكرًا}.
{الملك الحق} حسن ومثله وحيه وكذا علما ومثله {عزما}.
{إلاَّ إبليس أبى} كاف.
{ولزوجك} جائز.
{فتشقى} كاف ومثله {تعرى} لمن قرأ {وإنك} بكسر الهمزة على الاستئناف وبها قرأ نافع وعاصم وليس بوقف لمن قرأها بالفتح لأنَّها محمولة على ما قبلها من اسم إن أي إن لك انتفاء الجوع والعري وانتفاء الظمأ والضحى فيها.
{ولا تضحى} كاف.
{الشيطان} جائز ومثله {لا يبلى}.
{فأكلا منها} ليس بوقف لأنَّ ما بعد الفاء أوجبه ما قبلها.
{من ورق الجنة} حسن.
{فغوى} جائز ووصله بما بعده أجود.
{وهدى} تام.
{منها جميعًا} كاف على استئناف ما بعده مبتدأ وخبره عدّو وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع نصب حالًا من الضمير في اهبطا أي اهبطا في هذا الحالة بعضكم لبعض عدو وعدو كاف ولا وقف من قوله: {فإما} إلى {يشقى} فلا يوقف على {هدى} ولا على {هداي} لأنَّ {فلا} جواب أما وأما هذه كلمتان إن التي للشرط ودخلت عليها ما وهذه خلاف أما التي للعطف فإنها كلمة واحدة.
{ولا يشقى} حسن.
{ضنكا} جائز لمن قرأ ونحشره بالنون ورفع الفعل على الاستئناف وليس بوقف على قراءة أبان بن ثعلبة في آخرين بسكون الراء بالجزم عطفًا على محل جزاء الشرط وهو الجملة من قوله فإنَّ له معيشة ضنكا فإن محلها الجزم قال في الخلاصة:
والفعل من بعد الجزا إن ** يقترن بالفا أو الواو بتثليث قمن

وجزم أو نصب لفعل إثر فا ** أو واو إن بالجملتين اكتنفا

وقرئ أيضًا بياء الغيبية قال بعضهم والمعيشة الضنك أن يسلب العبد القناعة حتى لا يشبع.
{أعمى} الأولى كاف.
والثاني ليس بوقف لأنَّ بعده واو الحال كأنَّه قال لم حشرتني أعمى وقد كانت هذه حالتي.
{بصيرا} كاف ومثله {تنسى}.
{من أسرف} ليس بوقف لأنَّ ما بعده من تمام شرطه.
{بآيات ربه} كاف لأنَّ بعده لام الابتداء.
{وأبقى} تام.
{في مساكنهم} حسن.
{لأولي النهى} تام.
{من ربك} ليس بوقف لأنَّ جواب لولا لم يأت بعد وهو {لكان لزامًا}.
{ولزاما} جائز عند بعضهم أي وله أجل مسمى وليس بوقف إن عطف {وأجل مسمى} على كلمة أي ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازمًا لهم وأصل اللزام الأخذ باليد أو عطف على الضمير المستتر والضمير عائد على الأخذ العاجل المدلول عليه بالسياق وقد قام الفصل بالخبر مقام التوكيد والتقدير ولولا كلمة سبقت من ربك لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل انظر السمين.
{وقبل غروبها} حسن ومثله {ترضى}.
{أزواجًا منهم} ليس بوقف إن نصب زهرة بدلًا من موضع الموصول أو بدلًا من محل به أو نصب على الحال من الهاء في به ويجوز أن تنصب بفعل مقدر أي جعلناهم زهرة أو نصبت على الذم أو نصبت على المفعول به أي متعناهم زهرة الحياة الدنيا أي من زهرة كقوله تعالى واختار موسى قومه أي من قومه وقول الراعي:
اخترتك الناس إذ رثت خلائقهم

أي من الناس فلما حذف من وصل الفعل فنصب.
{لنفتنهم فيه} تام ومثله {وأبقى}.
{عليه}ا حسن ومثله {رزقًا}.
{ونرزقك} أحسن منه.
{للتقوى} تام.
{من ربه} كاف ومثله {الأولى}.
{بعذاب من قبله} ليس بوقف لأنَّ قوله لقالوا جواب لو وكذا {لولا أرسلت إلينا رسولًا} ليس بوقف لأنَّ قوله فنتبع منصوب بإضمار أن بعد الفاء لأنه في تأويل هلا أرسلت إلينا رسولًا وهذا معناه التحضيض والأمر وهو يكون لمن فوق المخاطب سؤالًا وطلبًا ونخزى كاف.
{فتربصوا} حسن لأنَّ ما بعده في تأويل الجواب لما قبله وهو وعيد من الله تعالى فلا يفصل جوابه عنه لأنَّه لتأكيد الواقع والوقف على متربص أحسن لأنَّ جملة التهديد داخلة في الأمر.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة طه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قرأ الضحاك وعمرو بن فائد: {طاوى} مُبَيَّضٌ1.
ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير، ورويت عن الحسن ومجاهد: {أَخْفِيهَا} 2، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: أَخْفَيْت الشيءَ: كتمْته، وأظهرته جميعا وخَفَيْتُه بلا ألف: أظهرتُه البتة. فمن ذلك قراءة من قرأ: {أُخْفِيهَا} قالوا: معناه أُظْهِرُها. قال أبو علي: الغرض فيه أزيل عنها خفاءها3، وهو ما تلف فيه القربة ونحوها: من كساء، وما يجري مجراه، قال: وعليه قول الشاعر:
لَقَدْ عَلِمَ الأيْقَاظُ أَخْفِيَةَ الْكَرَى ** تَزَجُّجَهَا مِنْ حَالِكٍ واكْتِحَالِهَا

قال: أراد الأيقاظ عيونا، فجعل العين كالخِفاء للنومِ؛ لأنها تستره، قال: مِن ألفاظ السلب: فأخفيتُه: سَلَبْتُ عنه خِفاءه، وإذا زال عنه ساتره ظهر لا محالة، ومثله من السلب: أشكيْتُ الرجل: إذا أزلتَ عنه ما يشكُوه، وقد سيق نحو هذا وحديثُ السلب في اللغة.
فأما {أَخْفِيهَا} بفتح الألف فإنه أُظهرها. قال امرؤ القيس:
خَفَاهُنَّ مِن أَنْفَاقِهِنَّ كأنَّما ** خَفَاهُنَّ وَدْقُ مِنْ عَشِيٍّ مُجَلّب

فهذا إذًا أكاد أُظهرها، وقيل: أكادُ أخفيها من نفسي. وفي هذا ضرب من التصوف وقيل: أكاد أخفيها: أريد أخفيها، وأنشد أبو الحسن شاهدا له:
كَادَتْ وَكِدْتُ وَتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ ** لَوْ عَادَ مِن لَهْوِ الصَّبابَةِ مَا مَضَى

فكأنه قال: أرادت وأردت: لقوله: وتلك خير إرادة. وقيل: أكاد هنا زائدة. أي: أخفيها وأنشدوا فيه لحسان:
وتَكَادُ تَكْسَلُ أنْ تَجِيءَ فِرَاشَهَا ** فِي جِسْمِ خَرعَبَة وَحُسْنِ قَوَام

فإذا كان {أَخْفِيها} بالفتح أو {أُخْفِيها} بمعنى أظهرها فاللام في قوله: {لِتُجْزَى} معلَّقةٌ بنفس {أخفيها}، ولا يحسن الوقف دونها.
وإذا كان من معنى الإخفاء والستر فاللام متعلقة بنفس {آتية}. أي: إن الساعة آتية لِتُجْزَى كل نفس بما تسعى، أكاد أخفيها. فالوجه أن تقف بعد {أخفيها} وقفة قصيرة. أما الوقفة فلئلا يظن أن اللام معلَّقةٌ بنفس {أخفيها}، وهذا ضِد المعنى، لأنها إذا لم تظهر لم يكن هناك جزاء، إنما الجزاء مع ظهورها. فأما قصر الوقفة فلأن اللام متعلقة بنفس {آتية}، فلا يحسن إتمام الوقف دونها؛ لاتصال العامل بالمعمول فيه. وهذه الوقفة القصيرة ذكرها أبو الحسن، وما أحسنَها وألطفَ الصنعةَ فيها!
ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو بخلاف عنهما: {هِيَ عَصَايِ} بكسر الياء، مثل غلامي.
وقرأ: {عَصَايْ} ابن أبي إسحاق أيضا.
قال أبو الفتح: كسر الياء في نحو هذا ضعيف؛ استثقالا للكسرة فيها وهربا إلى الفتحة، كَهُدَايَ 1 و{يا بُشْرَايَ}، إلا أن للكسرة وجها ما.
وذلك أنه قد قرأ حمزة: {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيِّ}، فكسر الياء لالتقاء الساكنين مع أن قبلها كسرة وياء، والفتحة والألف في {عصايِ} أخف من الكسرة والياء في {مصرخِيِّ}. وروينا عن قطرب وجماعة من أصحابنا:
قالَ لَهَا هَلْ لَكَ يَا تَافِيِّى

أراد: فِيّ، ثم أشبع الكسرة للإطلاق، وأنشأ عنها ياء نحو منزلي وحوملي، وروينا عنه أيضا:
عَلَىِّ لِعَمْرٍو نِعْمَةٌ بَعْدَ نِعْمَةٍ ** لِوَالِدِهِ لَيْسَتْ بِذَاتِ عَقَارِبِ

وروينا عنه أيضا:
إنَّ بَنِيِّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ ** مَنْ كَانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ

وقول ابن مجاهد: مثل غلامي لا وجه له؛ لأن الكسرة في ياء {عصايِ} لالتقاء الساكنين، والكسرة في ميم غلامي هي التي تحدثها ياء المتكلم. أفترى أن في {عصايِ} بعد ياء المتكلم ياء له أخرى حتى يكون للمتكلم ياءان؟ وهذا محال، وإنما غرضه أن الياء في {عصايِ} مكسور كما أن ميم غلامي مكسورة، وأساء التمثيل على ما ترى. ومن ذلك قراءة عكرمة، {وَأَهُسُّ} بالسين. وقرأ إبراهيم: {وَأَهِشُّ}، بكسر الهاء، وبالشين.
قال أبو الفتح: أما {أَهِشُّ}، بكسر الهاء، وبالشين معجمة فيحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون: أَمِيل بها على غنمي، إما لسوقها. وإما لتكسير الكلأ لها بها، كقراءة من قرأ: {أهُشُّ} بضم، الشين معجمة، يقال: هشَّ الخبزُ يهشُّ: إذا كان جافا يتكسر لهشاشته.
والآخر أن يكون أراد {أهُشُّ} بضم الهاء، أي أكسر بها الكلأ لها؛ فجاء به على فَعَلَ يفْعِل وإن كان مضاعفا ومتعديا. فقد مر بنا نحو ذلك، منه: هَرَّ الشيءَ يَهِرُّه: إذا كرهه، ومنه قول عنترة:
حَتَّى تَهِرُّوا الْعَوَالِيَا

أي: تكرهوها، وهو من قول قيس بن ذّرِيح:
نَهَارِي نَهَارُ الناسِ حَتَّى إِذَا بَدَا لِيَ ** اللَّيلُ هَرَّتْنِي إلَيْك الْمَضَاجِعُ

أي: كرهْتني، فنبَتْ بِي، وهزَّتْنِي بالزاي تصحيفٌ عندهم، ومثله: حَبَّ الشَّيءَ يَحِبُّه بكسر الحاء ألبتة. ولم يضموها، وغذّ العرقُ الدمَ يغِذُّه ويغُذُّه، وتمَّ الحديث يتِمُّه ويتُمُّه، وشَدَّ الحبل يشِدُّه ويشُدُّه. في أحرف سوى هذه. وكذلك يكون {أهش} كقراءة من قرأ: {أهُشُّ}، بضم الهاء، والشين معجمة.
وأما {أهُسُّ} بالسين غير معجمة فمعناه أسوق: رجل هساس. أي: سواق.
فإن قلت: فكيف قال: {أهسُّ بها على غنمي}، وهلا قال: أهسُّ بها غنمي. كقولك: أسوق بها غنمي؟ قيل: لما دَخَلَ السَّوقَ معنى الانتحاءِ لها والميل بها عليها استعمل معها {على}، حملا على المعنى، وقد ذكرنا من هذا فيما مضى صدرا صالحا. ومن ذلك قولهم: كفى بالله أي كفى الله. إلا أنهم زادو الباء حملا على معناه؛ إذ كان في معنى اكتف بالله. ولذلك قالوا حسبك به لما دخله معنى اكتف به. ولذلك أيضا حذفوا خبره في قولهم: حسبك لما دخله معنى اكتف، والفعل لا يخبر عنه، ونظائره كثيرة جدا.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد: {وَلْتُصْنَعَ عَلَى} بجزم اللام والعين.
وقرأ: {ولِتَصْنَعَ}. بفتح التاء والعين. وكسر اللام- أبو نهيك.
قال أبو الفتح: ليس دخول لام الأمر هنا كدخولها في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن قرأها معه: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا}4 بالتاء. وفرق بينهما أن المأمور في {فلتفرحوا} مخاطب، وعرف ذلك وعادته أن يحذف حرف المضارعة فيه. كقولنا: قُمْ، وقعد، وخُذْ وسِرّ، وبع، وأما {ولتصنع} فإن المأمور غائب غير مخاطب. فإنما هو كقولنا: ولتعن بحاجتي. ولتوضع5 في تجارتك؛ لأن العاني بها والواضع فيها غيرهما. وهما المخاطبان. فهذا كقولك: ليضرب زيد ولتضرب هند.
وأما قول الرجل لصاحبه: خذ طرفك ولآخذ طرفي، وقولهم: لنمش كلنا، ولنقم إلى فلان، ونحو ذلك فإنما جاء باللام لأنه لم يكدر أمر الإنسان نفسه، فلما قل استعماله لم يخفف بحذف اللام كما أمر المأمور الحاضر، فخفف نحو قم، سر، وبع، وخف، ونم.
وأما: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ففسره أحمد بن يحيى، أي: لتكون حركتك وتصرفك على عين مني، قال: ومعنى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، بضم التاء: لتربَّ وتغذى بمرأى مني.
ومن ذلك قراءة ابن محيص: {أَنْ يُفْرَطَ} بفتح الراء. قال أبو الفتح: هذا منقول من قراءة من قرأ: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا}، أي: يسبق ويسرع، فكأنه أن يفرطه مفرِط، أي: يحمله حامل على السرعة علينا وترك التأني بنا، فكأنه قال: أن يُحمل على العجلة في بابنا.
ومن ذلك قراءة الحسن: {مَكَانًا سُوَى} غير منون.
قال أبو الفتح: ترك صرف {سوى} ههنا مشكل، وذلك أنه وصف على فُعَل، وذلك مصروف عندهم: كمالٍ لُبَد، ورجلٍ حُطَم، ودليلٍ خُثَع، وسُكَع، إلا أنه ينبغي أن يحمل عليه أنه محمول على الوقف عليه، فجاء بترك التنوين. فإن وصل على ذلك فعلى نحو من قولهم: سبسبا وكلكلا، فجرى في الوصل مجراه في الوقف.
ومن ذلك قراءة الحسن والأعمش والثقفي، ورويت عن أبي عمرو: {يَوْمَ الزِّينَةِ}، بالنصب.
قال أبو الفتح: أما نصب {يَوْمَ الزِّينَةِ} فعلى الظرف، كقولنا: قيامك يومَ الجمعة، فالموعد إذًا ههنا مصدر، والظرف بعده خبرٌ عنه. وهو عندي على حذف المضاف، أي: إنجاز موعدنا إياكم في ذلك اليوم ألا ترى أنه لا يراد في ذلك اليوم نعدكم؟ كيف ذا والوعد قد وقع الآن؟ إنما يتوقع إنجازه في ذلك اليوم، لكن في قوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} النظر، فظاهر حاله أن يكون مجرور الموضع حتى كأنه قال: موعدكم يوم الزينة وحشر الناس ضحى، أي: يوم هذا وهذا؛ فيكون {أن يحشر} معطوفا عل الزينة.