فصل: (سورة طه: الآيات 72- 73):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة طه: الآيات 72- 73]:

{قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (73)}.

.الإعراب:

{على ما} متعلّق ب {نؤثرك}، {من البيّنات} متعلّق بحال من الضمير {نا}، الواو عاطفة- أو واو القسم- {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على الموصول ما، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، {قاض} خبر أنت مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص {إنّما} كافّة ومكفوفة، {هذه} منصوب على نزع الخافض أي في هذه، {الحياة} بدل من اسم الإشارة منصوب أو عطف بيان {الدينا} نعت للحياة منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لن نؤثرك} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {جاءنا} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {فطرنا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {اقض} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت عقابنا فاقض.
وجملة: {أنت قاض} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {تقضي} لا محلّ لها تعليليّة.
73- {بربّنا} متعلّق ب {آمنّا}، اللام للتعليل {يغفر} منصوب بأن مضمرة بعد اللام {لنا} متعلّق ب {يغفر}، الواو عاطفة {ما} موصول في محلّ نصب معطوف على خطايا، {عليه} متعلّق ب {أكرهتنا}، {من السحر} حال من الهاء في {عليه}.
والمصدر المؤوّل {أن يغفر} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {آمنّا}.
الواو عاطفة {أبقى} معطوف على {خير} بالواو الثانية مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
وجملة: {إنّا آمنّا} لا محلّ لها استئناف تعليليّ آخر.
وجملة: {آمنّا} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يغفر} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {أكرهتنا} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {اللّه خير} في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

.الصرف:

{قاض} اسم فاعل من قضى الثلاثيّ، وزنه فاع، حذفت لامه الياء لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون التنوين.

.[سورة طه: الآيات 74- 76]:

{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)}.

.الإعراب:

{إنّه} الهاء ضمير الشأن اسم إنّ {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {يأت} مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو {مجرما} حال منصوبة من فاعل يأت الفاء رابطة لجواب شرط {له} متعلّق بمحذوف خبر إنّ {جهنّم} اسم إنّ مؤخّر منصوب {فيها} متعلّق ب {يموت}.
جملة: {إنّه من} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من يأت ربّه} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يأت ربّه} في محلّ خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {إنّ له جهنّم} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {لا يموت} في محلّ نصب حال من الضمير في له.
وجملة: {لا يحيا} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يموت.
75- الواو عاطفة {من يأته مؤمنا} مثل من يأت ربّه مجرما {قد} حرف تحقيق الفاء رابطة لجواب الشرط {لهم} متعلّق بخبر مقدّم {الدرجات} مبتدأ مؤخّر مرفوع.
وجملة: {من يأته} في محلّ رفع معطوفة على جملة من يأت ربّه.
وجملة: {يأته مؤمنا} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {قد عمل} في محلّ نصب حال ثانية من فاعل يأت.
وجملة: {أولئك لهم الدرجات} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {لهم الدرجات} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.
76- {جنّات} بدل من الدرجات مرفوع {من تحتها} متعلّق ب {تجري}، {خالدين} حال منصوبة من الضمير في {لهم}، والعامل فيها الاستقرار أو معنى الإشارة {فيها} متعلّق ب {خالدين} الواو استئنافيّة {ذلك} مبتدأ {من} موصول في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تجري} في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: {ذلك جزاء} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تزكّى} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.

.الصرف:

{يحيا}، رسم في المصحف برسم الياء {يحيى}، والقاعدة الإملائيّة تقول برسم الألف الطويلة.
{تزكّى}، فيه إعلال بالقلب أصله تزكّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وأصل اللام في الفعل واو لأنّه من زكا يزكو.

.[سورة طه: آية 77]:

{وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخافُ دَرَكًا وَلا تَخْشى (77)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {إلى موسى} متعلّق ب {أوحينا}، {أن} للتفسير {بعبادي} متعلّق ب {أسر}، الفاء عاطفة {لهم} متعلّق ب {اضرب}، {في البحر} متعلّق بنعت ل {طريقا}، {يبسا} نعت ثان ل {طريقا} منصوب.
جملة: {أوحينا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: {أسر} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {اضرب} لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: {لا تخاف} في محلّ نصب حال من فاعل اضرب.
وجملة: {لا تخشى} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تخاف.

.الصرف:

{يبسا}، هو مصدر يبس الثلاثيّ باب فرح، وقد وصف به للمبالغة أو على حذف مضاف.. ويجوز أن يكون جمع يابس كخادم وخدم، وصف به الواحد للمبالغة، وزنه فعل بفتحتين.
{دركا}، الاسم بمعنى الإدراك أي اللحاق.. وزنه فعل بفتحتين.

.البلاغة:

1- المجاز العقلي:
في قوله تعالى: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ} الأصل اضرب البحر ليصير لهم طريقا.
2- المجاز المرسل:
في قوله تعالى: {يَبَسًا}.
لم يكن حين خاطبه اللّه تعالى {يبسا}، ولكن باعتبار ما يؤول إليه كقوله تعالى: {إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}.

.[سورة طه: آية 78]:

{فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (78)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة {بجنوده} متعلّق بحال من فرعون، الفاء عاطفة {من اليمّ} متعلّق ب {غشيهم}، {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل غشيهم، وفاعل {غشيهم} الثاني ضمير يعود على ما.
جملة: {أتبعهم فرعون} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي ففعل موسى ما أمر به فأتبعهم فرعون.. وجملة: {غشيهم ما} لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبعهم.
وجملة: {غشيهم} الثانية... لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.

.البلاغة:

- التهويل:
في قوله تعالى: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ}:
أي علاهم منه، وغمرهم ما غمرهم، من الأمر الهائل الذي لا يقادر قدره، ولا يبلغ كنهه فإن مدار التهويل والتفخيم خروجه عن حدود الفهم والوصف لا سماع القصة.

.[سورة طه: آية 79]:

{وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (79)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {ما} نافية.
جملة: {أضلّ فرعون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما هدى} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.البلاغة:

1- التهكم في قوله تعالى: {وَما هَدى} والتهكم: أن يأتي بعبارة والمقصود عكس مقتضاها كقولهم {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} وغرضه وضعه بضد هذين الوضعين.
وتوضيح معنى التهكم: قوله تعالى: {وَما هَدى} من باب التلميح، وهو اشارة إلى ادعاء اللعين إرشاد القوم في قوله تعالى: {وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ} فهو كمن ادعى دعوى وبالغ فيها، فإذا حان وقتها، ولم يأت بها قيل له: لم تأت بما ادعيت تهكما واستهزاء.

.[سورة طه: الآيات 80- 81]:

{يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى (81)}.

.الإعراب:

{بني} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر {إسرائيل} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف {قد} حرف تحقيق {من عدوّكم} متعلّق ب {أنجيناكم}، {جانب} مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي إتيان جانب الطور، {عليكم} متعلّق ب {نزّلنا}.
جملة النداء: {يا بني} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنجيناكم} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {واعدناكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {نزّلنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
81- {من طيّبات} متعلّق ب {كلوا}، {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، الواو عاطفة {لا} ناهية جازمة {فيه} متعلّق ب {تطغوا}، الفاء فاء السببيّة {يحلّ} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء {عليكم} متعلّق ب {يحلّ}، {غضبي} فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.
والمصدر المؤوّل {أن يحلّ} معطوف على مصدر متصيّد من النهي المتقدّم أي: لا يكن منكم طغيان في الرزق فحلول غضب من اللّه.
الواو استئنافيّة {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {عليه} متعلّق ب {يحلل} فعل الشرط، الفاء رابطة لجواب الشرط.
وجملة: {كلوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {رزقناكم} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {لا تطغوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا..
وجملة: {يحلّ غضبي} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {من يحلل عليه غضبي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يحلل غضبي} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {قد هوى} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{هوى}، مضارعه يهوي- بالياء في آخره- ففيه إعلال بالقلب، أصله هوي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

.البلاغة:

1- المجاز العقلي:
في قوله تعالى: {وَواعَدْناكُمْ}:
نسبة المواعدة إليهم، مع كونها لموسى عليه السلام، نظرا إلى ملابستها إياهم وسراية منفعتها إليهم، فكأنهم كلهم مواعدون، فالمجاز في النسبة. وفي ذلك من إيفاء مقام الامتنان حقه ما فيه.
2- الاستعارة:
في قوله تعالى: {فَقَدْ هَوى} استعار لفظ الهوى، وهو السقوط من علو إلى سفل، للهلاك والدمار.

.[سورة طه: آية 82]:

{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهْتَدى (82)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام المزحلقة للتوكيد {لمن} متعلّق ب {غفّار} {صالحا} مفعول به منصوب.
جملة: {إنّي لغفّار} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تاب} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {آمن} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {عمل} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {اهتدى} لا محلّ لها معطوفة على جملة عمل صالحا.

.الفوائد:

خروج بني إسرائيل من مصر:
أفصح النهار، فتبين بنو إسرائيل الرشد من الغي، وانحازوا إلى رسول اللّه الكريم، وكيف لا تنفتح بصائرهم، وقد لمسوا آية الحق ناصعة مشرقة، فقرت بها عيونهم، والتمسوا الفرار من أرض القبط، طلبا للسلامة، وبعدا عن القوم الظالمين.
سار بهم موسى أول الليل حثيثا، يدفعهم الخوف، ويعصمهم الإيمان. حتى وقفوا أمام البحر، فاستولى عليهم الجزع. فصاح يوشع بن نون: يا كليم اللّه، البحر أمامنا والعدو وراءنا. فأوحى الله إلى موسى، أن اضرب بعصاك البحر، فضربه، فإذا اثنا عشر طريقا لاثني عشر سبطا.
وهذا مصداق قوله تعالى: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخافُ دَرَكًا وَلا تَخْشى}.
أنساب الأسباط يهرعون إلى بر الأمان والسلام، وقد قام الماء على جانبي كل طريق كالطود العظيم، حتى عبروا سالمين.
أقبل فرعون بجنوده، فولجوا تلك الطرق في البحر، حتى إذا أصبحوا في وسطه انطبق عليهم، فأغرقهم أجمعين، فصاروا مثلا للآخرين. في هذا الوقت العصيب آمن فرعون فقال: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل}.