فصل: (سورة طه: الآيات 108- 110):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة طه: الآيات 108- 110]:

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}.

.الإعراب:

{يومئذ} مرّ إعرابه متعلّق ب {يتّبعون}، والجملة المستعاض منها بالتنوين هي نسفت الجبال، {لا} نافية للجنس {له} متعلّق بخبر لا، الواو عاطفة {للرحمن} متعلّق ب {خشعت}، الفاء عاطفة {إلّا} أداة حصر {همسا} مفعول به منصوب، وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي كلاما همسا أي مهموسا.
جملة: {يتّبعون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا عوج له} في محلّ نصب حال من الداعي.
وجملة: {خشعت الأصوات} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: {لا تسمع} لا محلّ لها معطوفة على جملة خشعت.
109- {يومئذ} متعلّق ب {تنفع}، {إلّا} أداة حصر، {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله تنفع، وهو المشفوع له، {له} الأول متعلّق.
ب {أذن}، و{له} الثاني متعلّق ب {رضي}، واللام للتعليل أي لأجله، {قولا} مفعول به منصوب.
وجملة: {لا تنفع الشفاعة} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أذن له الرحمن} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {رضي} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
110- {ما} اسم موصول مفعول به {بين} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، {ما} الثاني في محلّ نصب معطوف على الأول {خلفهم} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما الثاني الواو حاليّة {به} متعلّق ب {يحيطون}، والضمير فيه يعود على قوله: ما بين أيديهم وما خلفهم {علما} تمييز منصوب.
وجملة: {يعلم} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يحيطون} في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم...

.الصرف:

{همسا}، مصدر سماعيّ للثلاثيّ همس باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

.[سورة طه: آية 111]:

{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {عنت} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء للتأنيث {للحيّ} متعلّق ب {عنت}، الواو واو الحال {قد} حرف تحقيق {ظلما} مفعول به منصوب.
جملة: {عنت الوجوه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خاب من} في محلّ نصب حال من الوجوه، والرابط مقدّر.
وجملة: {حمل} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.

.الصرف:

{عنت}، فيه إعلال بالحذف أصله عنات، التقى ساكنان الألف والتاء، فحذفت الألف وزنه فعت.

.[سورة طه: آية 112]:

{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا (112)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {من الصالحات} من تبعيضيّة، والجارّ والمجرور نعت لمنعوت مقدّر أي:
شيئا من الصالحات الواو حاليّة والفاء رابطة لجواب الشرط و{لا} نافية، وفاعل {يخاف} يعود على من، {ظلما} مفعول به منصوب و{لا} الثانية زائدة لتأكيد النفي {هضما} معطوف على {ظلما} بالواو.
جملة: {من يعمل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعمل} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {هو مؤمن} في محلّ نصب حال من فاعل يعمل.
وجملة: {لا يخاف} في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{هضما}، مصدر سماعيّ لفعل هضم يهضم باب ضرب بمعنى نقص وبمعنى ظلم وغصب، وزنه فعل بفتح فسكون.

.[سورة طه: الآيات 113- 114]:

{وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتعالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أنزلناه، {قرآنا} حال منصوبة، {فيه} متعلّق ب {صرّفنا}، {من الوعيد} هو نعت لمنعوت مقدّر أي نوعا من الوعيد، أو وعيدا من الوعيد، وفاعل {يحدث} ضمير يعود على القرآن {لهم} متعلّق ب {يحدث}.
جملة: {أنزلناه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {صرّفنا} لا محلّ لها معطوفة على أنزلناه.
وجملة: {لعلّهم يتّقون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: {يتّقون} في محلّ رفع خبر لعلّ. وجملة: {يحدث} في محلّ رفع معطوفة على جملة يتّقون.
114 الفاء عاطفة {الملك} نعت للفظ الجلالة مرفوع {الحقّ} نعت ثان للفظ الجلالة مرفوع الواو استئنافيّة {لا} ناهية جازمة {بالقرآن} متعلّق ب {تعجل} بحذف مضاف أي بتلاوته أو بإنزاله.. {من قبل} متعلّق ب {تعجل}، {يقضى} مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف {إليك} متعلّق ب {يقضى}، {وحيه} نائب الفاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل {أن يقضى} في محلّ جرّ مضاف إليه.
الواو عاطفة {ربّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف والياء المحذوفة مضاف إليه، والنون في {زدني} للوقاية، {علما} مفعول به ثان منصوب.
جملة: {تعالى اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه.
وجملة: {يقضى إليك وحيه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {لا تعجل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قل} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تعجل.
وجملة النداء: {ربّ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {زدني} لا محلّ لها جواب النداء.

.الصرف:

{وحيه}، يحتمل أن يكون مصدرا سماعيّا لفعل وحي يحي باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، ويحتمل أن يكون اسما عن الملك جبريل.

.الفوائد:

- ولا تعجل بالقراءة قبل أن يقضي إليك وحيه. ففي هذه الآية معنيان كريمان:
الأول: يوصينا سبحانه بالتأني والتروي، وقد خلق الإنسان عجولا. فيريد أن يهدئ لدينا ثورة العجلة، ونضع مكانها التؤدة والسكينة، فذلك أدعى لنجاح الأعمال وإدراك مواطن الحق.
الثاني: يطلب إلى رسوله التريث، حتى يتم جبريل رسالة الوحي التي نزل من شأنها، ليؤديها الرسول كاملة غير منقوصة، وغير مجزّأة وغير مبتورة، وغير مضطربة خشية أن يورثه ذلك تناقضا في البلاغ، وتضادّا في الأحكام.
ويلحظ من خلال هذه الآية أن الرسول/ صلّى اللّه عليه وسلّم/ كان حريصا على إبلاغ ما يوحى إليه بالسرعة الممكنة. وهنا تلعب الصفات البشرية في أي رسول دورها، إن سلبا، أو إيجابا، فأراد الله كبح جماح هذه الخاصة، وحمل الرسول/ صلّى اللّه عليه وسلّم/ على الريث والأناة، وليت كلّا منا يفيد من هذه الآية حكمة، ومن هذا التوجيه الرباني قدوة وعبرة.

.[سورة طه: آية 115]:

{وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {إلى آدم} متعلّق ب {عهدنا}، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة {قبل} اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب {عهدنا}، {له} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
جملة: {عهدنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: {نسي} لا محلّ لها معطوفة على جملة عهدنا.
وجملة: {لم نجد} لا محلّ لها معطوفة على جملة نسي.

.[سورة طه: آية 116]:

{وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى (116)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {إذ} اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر {للملائكة} متعلّق ب {قلنا}، {لآدم} متعلّق ب {اسجدوا}، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب {إلّا} أداة استثناء {إبليس} منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل على الخلاف في معنى إبليس حين أمر بالسجود.
جملة: {قلنا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {اسجدوا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {سجدوا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا.
وجملة: {أبى} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.[سورة طه: الآيات 117- 119]:

{فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (117) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (119)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {آدم} منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {لك} متعلّق بنعت ل {عدوّ}، {لزوجك} مثل لك فهو معطوف عليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {لا} ناهية جازمة {يخرجنّكما} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. والنون نون التوكيد، و{كما} ضمير مفعول به، والفاعل هو {من الجنّة} متعلّق بـ يخرجنّ، الفاء فاء السببيّة {تشقى} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت. والمصدر المؤول أن تشقى.. في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن إخراج منه لكما فشقاء لك.
جملة: {قلنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يا آدم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ هذا عدوّ} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {لا يخرجنّكما} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتما عداوته فلا يخرجنّكما أي لا تمكّناه من أسباب إخراجكما.
وجملة: {تشقى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
118- {لك} متعلّق بمحذوف خبر إنّ {فيها} متعلّق ب {تجوع}، {تعرى} مضارع منصوب معطوف على {تجوع}.
والمصدر المؤوّل {لّا تجوع} في محلّ نصب اسم إنّ.
وجملة: {إنّ لك أن تجوع} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
وجملة: {تجوع} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {تعرى} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
119- {فيها} الثاني متعلّق ب {تظمأ}، {تضحى} مضارع مرفوع معطوف، على {تظمأ}، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة.
والمصدر المؤوّل {أنّك لا تظمأ} في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق اسم إنّ.
وجملة: {لا تظمأ} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {لا تضحى} في محلّ رفع معطوف على جملة لا تظمأ.

.الصرف:

{تعرى}، فيه إعلال بالقلب، أصله تعري- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. ماضيه عري- بكسر الراء- من باب فرح.
{تضحى}، فيه إعلال بالقلب أصله تضحي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. والياء منقلبة أصلا عن واو لأنّ الماضي ضحا يضحو والاسم ضحوة، ولمّا أصبح حرف العلّة رابعا رسم بالياء غير المنقوطة..

.البلاغة:

- قطع النظير عن النظير:
في قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى}.
في هذه الآية سر بديع من أسرار البلاغة، يسمى قطع النظير عن النظير، حيث قطع الظمأ عن الجوع، والضحو عن الكسوة، مع ما بينهما من التناسب. والغرض من ذلك، تحقيق تعداد هذه النعم وتصنيفها، ولو قرن كلا بشكله لتوهم المعدودات نعمة واحدة.