فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{لزاما}، مصدر الرباعيّ لازم، وهو مصدر سماعيّ وزنه فعال بكسر الفاء، والمصدر له معنى اسم الفاعل.
{طلوع}، مصدر طلع الثلاثيّ باب نصر وزنه فعول بضمّ الفاء.
{غروب}، مصدر غرب الثلاثيّ باب نصر وزنه فعول بضمّ الفاء.
{زهرة}، اسم جامد لقسم النبات المعروف، وزنه فعلة بفتح فسكون.
{وأمر}، فيه حذف همزة الوصل أصله اومر، كتبت الهمزة على واو لأنّ حركة همزة الوصل- إن تحرّكت- الضمّ، عين الفعل في المضارع مضموم، فلمّا تقدّمت الواو على الفعل حذفت همزة الوصل، ونقلت الهمزة الثانية إلى ألف كما هي القاعدة.

.البلاغة:

- التشبيه التمثيلي:
في قوله تعالى: {زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا}.
مثّل لنعم الدنيا بالزهر، وهو النوار، لأن الزهر له منظر حسن، ثم يذبل ويضمحل، وكذلك نعيم الدنيا.

.الفوائد:

1- النسخ في القرآن:
قوله: فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ: زعم كثير من المفسرين، أن هذه الآية منسوخة بآية القتال. وعندنا أنها تأمر بالصبر وعدم الثورة وارتكاب الحماقة حيال كل موقف يقتضي الحلم والصبر على المكروه. ويبدو أن الصحابة كانوا يستعملون النسخ في مفهوم مغاير لمفهوم الفقهاء والأصوليين. وقد ذهب المتأخرون إلى التقليل من النسخ في القرآن، حتى إنهم لم يتجاوزوا فيه العشرين آية، بل اتجهوا إلى تأويل ما زعم الأوائل أنه منسوخ، وقد أنكر الإمام محمد عبده النسخ في القرآن وقال: إن كل ما زعموا أنه منسوخ يمكن تأويله، كما رأينا في هذه الآية {فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ} ولا شك أن القول القديم بأن الآيات المنسوخة تبلغ حوالي خمسمائة آية هو قول باطل بالبداهة، وفيه كثير من الغلوّ والمبالغة.
2- زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا:
ذهب النحاة في إعرابها مذاهب شتّى، وكلّها تصبّ في حالة النصب، وإليك أهمها، وهي تسعة:
أ- أن تكون مفعولا ثانيا، إذ لحظنا أن أزواجا هي المفعول الأول وذلك لأن معنى {متّعنا} أعطينا.
ب- أن تكون منصوبة على الحال من {ما} الموصولة.
ج- أن تكون منصوبة على البدلية من {أزواجا}. على المبالغة كأنهم نفس الزهرة.
د- أن تكون منصوبة بفعل مضمر، دلّ عليه فعل {متعنا}، تقديره جعلنا لهم.
هـ- أن تكون منصوبة على الذم أي ذم الحياة الدنيا.
و- أن تكون منصوبة على الاختصاص.
ز- أن تكون منصوبة على البدلية من محل {به}.
ج- أن تكون منصوبة على الحال من الضمير الموجود في {به}.
ط- أن تكون منصوبة على التمييز ل {ما} أو للهاء في {به}.
وقد رجّح الزمخشري، من هذه الوجوه، النصب على الذم، أو المفعولية على تضمين متعنا معنى أعطينا..!

.[سورة طه: آية 133]:

{وَقالُوا لَوْلا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (133)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لولا} حرف تحضيض {بآية} متعلّق ب {يأتينا}، {من ربّه} متعلّق بنعت ل {لآية}، الهمزة للاستفهام الواو عاطفة {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {في الصحف} متعلّق بمحذوف صلة ما الأولى نعت للصحف مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يأتينا بآية} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لم تأتهم بيّنة} لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: ألم تأتهم سائر الآيات وتأتهم بيّنة.

.الصرف:

{الصحف} جمع الصحيفة، اسم للورقة يكتب عليها، وزنه فعيلة، ووزن الصحف فعل بضمّتين.. وتجمع الصحيفة أيضا على صحائف زنة فعائل.

.[سورة طه: الآيات 134- 135]:

{وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (135)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لو} حرف شرط غير جازم {بعذاب} متعلّق ب {أهلكناهم}، {من قبله} متعلّق ب {أهلكناهم}.
والمصدر المؤوّل {أنّا أهلكناهم} في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: ثبت إهلاكنا لهم.
اللام رابطة لجواب لو {لولا} للتحضيض {إلينا} متعلّق ب {أرسلت}، الفاء فاء السببيّة {نتّبع} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل نحن، وعلامة النصب في {آياتك} الكسرة {من قبل} متعلّق ب {نتّبع}.
والمصدر المؤوّل {أن نتّبع} في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من التحضيض المتقدّم أي: ليكن إرسال منك فاتّباع لآياتك منّا.
والمصدر المؤوّل {أن نذلّ} في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: ثبت إهلاكنا لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أهلكناهم} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لولا أرسلت} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {نتّبع} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {نذلّ} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} الظاهر.
وجملة: {نخزى} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة نذلّ.
135- {كلّ} مبتدأ مرفوع، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب الفاء الثانية تعليليّة والسين حرف استقبال {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، {أصحاب} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم {من} الثاني مثل الأول ومعطوف عليه.
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كلّ متربّص} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تربّصوا} معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة مسبّبة عما قبلها أي: تنبّهوا فتربّصوا..
وجملة: {ستعلمون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: هم {أصحاب} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {اهتدى} لا محلّ لها صلة الموصول الثاني.

.الصرف:

{نخزى}، فيه إعلال بالقلب، أصله نخزى- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(20) سورة طه: مكيّة وآياتها خمس وثلاثون ومائة.

.[سورة طه: الآيات 1- 8]:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{طه (1) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (4) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (5) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (7) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (8)}.

.اللغة:

{الْعُلى}: ويجوز كتابتها بالياء والألف لأن الفعل علا يعلو وعلي يعلى وهي المرتبة والرفعة وقال السيوطي وأبو البقاء: هي جمع عليا ككبرى وكبر فكتبت بالياء.
{اسْتَوى}: لها في اللغة معان كثيرة قال في القاموس: استوى الشيء اعتدل واستقام يقال: سويت الشيء فاستوى واستوى الرجل:
استقام أمره وانتهى شبابه وبلغ أشده، واستوى عليه: ظهر واستولى واستوى على ظهر الدابة استقر، يقال: استوى على سرير الملك كناية عن التملك واستوى إلى الشيء قصده واستوت به الأرض هلك ودفن فيها واستوى الطعام نضج. وأصل الفعل الثلاثي سوي يسوى سوى الرجل: استقام أمره.
وقال في الأساس: استوى الشيئان وتساويا وساوى أحدهما صاحبه وفلان يساويك في العلم وساوى بين الشيئين وسوّى بينهما وساويت هذا بهذا وسويته قال الراعي:
بجرد عليهنّ الأجلّة سوّيت ** بضيف الشتاء والبنين الأصاغر

أي يصونها صيانة الضيوف والأطفال وسويت المعوج فاستوى ورزقك اللّه تعالى ولدا سويا لا داء به ولا عيب وهما على سوية من الأمر وسواء وفيه النصفة والسوية وهما سواء وهم سواسية في الشر وأنتما سيان وما هو بسيّ لك وفعل القوم كذا ولاسيما زيد ومكان سوى: وسط بين الحدين وجاءوا سوى فلان وسواءه {فرآه في سواء الجحيم} في وسطها وضرب سواءه وسطه وضربه على مستوى مفرقه قال بعض بني أزنم:
نحن من خير معدّ نسبا ** ولنا قدما على الناس المهل

إذ ضربنا الصّمة الخير على ** مستوى مفرقه حتى انجدل

ورجل سواء القدم: مستويها ليس لها أخمص، ومن المجاز:
إذا صليت الفجر استويت إليك ** قصدتك قصدا لا ألوي على شيء

{ثم استوى إلى السماء} واستوى على الدابة والفراش والسرير وانتهى شبابه واستوى واستوى على البلد وسيأتي المراد به في الآية في باب البلاغة.
{الثَّرى}: في المصباح: الثرى وزان الحصى ندى الأرض، وأثرت الأرض بالألف كثر ثراها والثرى أيضا: التراب الندي فإن لم يكن نديا فهو تراب ولا يقال له حينئذ ثرى وفيه أيضا: نديت الأرض ندى من باب تعب فهي ندية مثل تعبة ويعدّى بالهمز والتضعيف وأصابها نداوة وندوة بالضم والتثقيل وفي الأساس واللسان وغيرهما: شهر ثرى، وشهر ترى، وشهر مرعى أي تكون الأرض ندية أولا ثم ترى الخضرة ثم يطول النبات حتى يصلح للراعية وثرى المطر التراب يثريه وهو مثري وثري التراب فهو ثرّ وثرّيت التراب نديته وثرّيت السويق.
{وَأَخْفى} سيأتي الكلام فيها في باب الاعراب.

.الإعراب:

{طه} تقدم القول في فواتح السور واعرابها. {ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى} ما نافية وأنزلنا فعل وفاعل وعليك متعلقان بأنزلنا والقرآن مفعول به ولتشقى اللام للتعليل وتشقى فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وسيأتي المراد بالشقاء في باب الفوائد.
{إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى} إلا أداة حصر وتذكرة مفعول لأجله والاستثناء منقطع، قال أبو البقاء ولا يجوز أن يكون مفعولا من أجله لأنزلنا المذكورة لأنها قد تعدت إلى مفعول له وهو لتشقى فلا تتعدى إلى آخر من جنسه ولا يصح أن يعمل فيها لتشقى لفساد المعنى، وقيل: تذكرة مصدر في موضع الحال واختار الزمخشري أن تكون تذكرة مفعولا لأجله قال: وكل واحد من لتشقى وتذكرة علة للفعل إلا أن الأول وجب مجيئه مع اللام لأنه ليس لفاعل الفعل المعلل ففاتته شريطة الانتصاب على المفعولية والثاني جاز قطع اللام عنه ونصبه لاستجماع الشرائط وعلى هذا جرى معظم المعربين والمفسرين، قال الكرخي في تعليقه على عبارة الجلال السيوطي: أشار إلى أن الاستثناء منقطع وأن تذكرة مفعول من أجله والعامل أنزلناه المقدر لا المذكور وكل واحد من لتشقى وتذكرة علة لقوله ما أنزلنا وتعدى في لتشقى باللام لاختلاف العامل لأن ضمير أنزلنا للّه وضمير لتشقى للنبي فلم يتحد الفاعل واتحد في تذكرة لأن المذكر هو اللّه تعالى وهو المنزل فنصب بغير لام وأنكر أبو علي الفارسي أن يكون مفعولا لأجله أو بدلا من لتشقى قال وانما هو منصوب على المصدرية أي أنزلناه لتذكر به تذكرة، وإنما أوردنا هذه الأقوال على تباينها وتدافعها لأننا لم نستطع الترجيح بينها.
{تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى} مفعول مطلق لفعل محذوف وتقديره نزلناه تنزيلا فحذف وجوبا على حد قول ابن مالك:
والحذف حتم مع آت بدلا ** من فعله كندلا اللذ كاندلا

وأجاز الزمخشري فيه وجوها كلها واردة فقال في نصب تنزيلا وجوه: أن يكون بدلا من تذكرة إذا جعل حالا لا إذا كان مفعولا له لأن الشيء لا يعلل بنفسه وأن ينصب بنزل مضمرا وأن ينصب بأنزلنا لأن معنى ما أنزلناه إلا تذكرة أنزلناه تذكرة، وأن ينصب على المدح والاختصاص، وأن ينصب بيخشى مفعولا به أي أنزله اللّه تذكرة لمن يخشى تنزيل اللّه وهو معنى حسن واعراب بين وممن متعلقان بتنزيلا وجملة خلق الأرض والسموات صلة والعلى صفة. {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى} الرحمن خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أو مبتدأ وعلى العرش متعلقان باستوى وجملة استوى خبر ثان ل هو المقدرة أو خبر الرحمن وسيأتي معنى الاستواء على العرش في باب الفوائد.
{لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى} له خبر مقدم وما مبتدأ مؤخر وفي السموات صلة وما في الأرض عطف على ما في السموات وما بينهما كذلك وما عطف على ما وتحت الثرى ظرف متعلق بمحذوف صلة ما. {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى} الواو استئنافية مسوقة لبيان شرع اللّه تعالى في دعائه وإن شرطية وتجهر فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره أنت وبالقول جار ومجرور متعلقان بتجهر فإنه الفاء رابطة لأن الجواب جملة اسمية وإن واسمها وجملة يعلم السر خبرها وأخفى عطف على السر أي أخفى منه فهو اسم تفضيل من خفي بمعنى استتر وغاب وأجاز بعضهم أن يكون فعلا ماضيا أي وأخفى اللّه عن عباده غيبه وعندنا أن ذلك غير جائز لأنه من جهة اللفظ يلزم منه عطف الفعلية على الاسمية إن كان المعطوف عليه هو الجملة الكبرى أو عطف الماضي على المضارع إن كان المعطوف عليه الجملة الصغرى وكلاهما دون الأحسن ومن جهة المعنى واضح أن المقصود الحض على ترك الجهر بإسقاط فائدته من حيث إن اللّه يعلم السر وما هو أخفى منه فكيف يبقى للجهر فائدة وكلاهما على هذا التأويل مناسب لترك الجهر وأما إذا جعل فعلا فيخرج عن مقصود السياق، واعلم أنهم قد يحذفون من من افعل إذا أريد به التفضيل ومعنى الفعل وهم يريدونها فتكون كالمنطوق بها نحو زيد أكرم وأفضل فلم تأت بألف ولام كما لم تأت بها مع من لأن الموجود حكما كالموجود لفظا أي: يعلم السرّ وأخفى منه والذي يدل على ارادة من أن أخفى لا ينصرف كما لا ينصرف آخر من قولك مررت برجل آخر إذا أردت من معه وإن لم تذكره وانما نكره للمبالغة في الخفاء. {اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} اللّه مبتدأ وجملة لا إله إلا هو الاسمية خبر وقد تقدم اعراب لا إله إلا هو مفصلا وله خبر مقدم والأسماء مبتدأ مؤخر والحسنى صفة للأسماء والجملة خبر ثان. ومعلوم أن جمع التكسير في غير العقلاء يعامل معاملة المؤنثة الواحدة.

.الفوائد:

1- روى التاريخ: أن أبا جهل والنضر بن الحارث قالا له: إنك شقي لأنك تركت دين آبائك فأريد رد ذلك بأن دين الإسلام وهذا القرآن هو السلّم إلى نيل كل فوز والسبب في ادراك كل سعادة وما فيه الكفرة هو الشقاوة بعينها وروي أنه عليه الصلاة والسلام صلى بالليل حتى اسمغدّت قدماه أي تورمت كما في الصحاح فقال له جبريل عليه السلام أبق على نفسك فإن لها عليك حقا ويحتمل أن يراد لا تتعب نفسك بفرط أسفك على كفر قريش إذ ما عليك إلا البلاغ، ولم يكتب عليك أن يؤمنوا بعد أن لم تفرط في أداء الرسالة وإسداء الموعظة الحسنة. والشقاء يجيء في معنى التعب قال ابن كيسان: وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب ومنه قول المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

2- الاستثناء المنقطع:
استثناء الشيء من غير جنسه لا معنى له ولا مورد من ذلك فليست فيه إلا للاستثناء على سبيل الأصل وانما هي بمعنى لكن وهو ما يسونه الاستثناء المنقطع ومع ذلك فلابد من الارتباط بين المستثنى منه والمستثنى ومن ذلك قوله تعالى: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى} أي لكن أنزلناه تذكرة فتذكرة مستثنى من المصدر المؤول من تشقى بأن المضمرة بعد لام التعليل لأن المعنى ما أنزلنا القرآن لشقائك.