فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {اذهب إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طغى}.
لما آنسه بالعصا واليد، وأراه ما يدل على أنه رسول، أمره بالذهاب إلى فرعون، وأن يدعوه.
{طغى} معناه عصى وتكبر وكفر وتجبر وجاوز الحد.
{قَالَ رَبِّ اشرح لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لي أَمْرِي واحلل عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُواْ قَوْلِي واجعل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي} طلب الإعانة لتبليغ الرسالة.
ويقال: إن الله أعلمه بأنه ربط على قلب فرعون وأنه لا يؤمن؛ فقال موسى: يا رب فكيف تأمرني أن آتيه وقد ربطت على قلبه؛ فأتاه ملك من خزان الريح فقال: يا موسى انطلق إلى ما أمرك الله به.
فقال موسى عند ذلك: {رَبِّ اشرح لِي صَدْرِي} أي وسِّعه ونوّره بالإيمان والنبوّة.
{وَيَسِّرْ لي أَمْرِي} أي سهّل عليّ ما أمرتني به من تبليغ الرسالة إلى فرعون.
{واحلل عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي} يعني العجمة التي كانت فيه من جمرة النار التي أطفأها في فِيهِ وهو طفل.
قال ابن عباس: كانت في لسانه رُتَّة.
وذلك أنه كان في حجر فرعون ذات يوم وهو طفل فلطمه لطمة، وأخذ بلحيته فنتفها فقال فرعون لآسية: هذا عدوّي فهات الذبّاحين.
فقالت آسية: على رِسْلك فإنه صبيّ لا يفرق بين الأشياء.
ثم أتت بطَسْتين فجعلت في أحدهما جمرًا وفي الآخر جوهرًا، فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار حتى رفع جمرة ووضعها في فيه على لسانه، فكانت تلك الرتّة.
وروي أن يده احترقت وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم تبرأ.
ولما دعاه قال: إلى أيّ ربٍّ تدعوني؟ قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها.
وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قَصْعة واحدة فتنعقد بينهما حرمة المؤاكلة.
ثم اختلف هل زالت تلك الرتّة؛ فقيل: زالت بدليل قوله: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا موسى}.
وقيل: لم تزل كلها؛ بدليل قوله حكاية عن فرعون: {وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: 52].
ولأنه لم يقل احلل كل لساني، فدل على أنه بقي في لسانه شيء من الاستمساك.
وقيل: زالت بالكلية بدليل قوله: {أُوتِيتَ سُوْلَكَ} وإنما قال فرعون: {وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: 52] لأنه عرف منه تلك العقدة في التربية، وما ثبت عنده أن الآفة زالت.
قلت: وهذا فيه نظر؛ لأنه لو كان ذلك لما قال فرعون: {وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} حين كلمه موسى بلسان ذَلِق فصيح.
والله أعلم.
وقيل: إن تلك العقدة حدثت بلسانه عند مناجاة ربه، حتى لا يكلم غيره إلا بإذنه.
{يَفْقَهُواْ قَوْلِي} أي يعلموا ما أقوله لهم ويفهموه.
والفقه في كلام العرب الفهم.
قال أعرابي لعيسى بن عمر: شهدت عليك بالفقه.
تقول منه: فَقِه الرجل بالكسر.
وفلان لا يَفْقَه ولا يَنْقَه.
وأفقهتك الشيء.
ثم خُصّ به علم الشريعة، والعالم به فقيه.
وقد فَقُه بالضم فَقَاهَة وفَقَّهه الله وتَفَقَّه إذا تعاطى ذلك.
وفاقهته إذا باحثته في العلم؛ قاله الجوهري.
والوزير المؤازر كالأكيل المؤاكل؛ لأنه يحمل عن السلطان وزره أي ثقله.
وفي كتاب النسائي عن القاسم بن محمد: سمعت عمتي تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولي منكم عملًا فأراد الله به خيرًا جعل له وزيرًا صالحًا إن نسي ذَكَّره وإن ذَكَر أعانه» ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام: «ما بعث الله من نبيّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضّه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله» رواه البخاري.
فسأل موسى الله تعالى أن يجعل له وزيرًا، إلا أنه لم يرد أن يكون مقصورًا على الوزارة حتى لا يكون شريكًا له في النبوّة، ولولا ذلك لجاز أن يستوزره من غير مسألة.
وعَيَّن فقال: {هَرُونَ}.
وانتصب على البدل من قوله: {وَزِيرًا}.
أو يكون منصوبًا ب {اجعل} على التقديم والتأخير، والتقدير: واجعل لي هارون أخي وزيرًا.
وكان هارون أكبر من موسى بسنة، وقيل: بثلاث.
{اشدد بِهِ أَزْرِي} أي ظهري.
والأزر الظهر من موضع الحَقْوين، ومعناه تقوى به نفسي؛ والأزر القوّة، وآزره قوّاه.
ومنه قوله تعالى: {فَآزَرَهُ فاستغلظ} [الفتح: 29].
وقال أبو طالب:
أليس أبونا هاشمٌ شَدَّ أَزْرَه ** وأَوْصى بنيه بالطِّعانِ وبالضَّرْبِ

وقيل: الأزر العون.
أي يكون عونًا يستقيم به أمري.
قال الشاعر:
شَددتُ به أَزْرِي وأَيقنْتُ أَنَّهُ ** أخو الفقر من ضاقت عليه مذاهبُه

وكان هارون أكثر لحمًا من موسى، وأتم طولًا، وأبيض جسمًا، وأفصح لسانًا.
ومات قبل موسى بثلاث سنين.
وكان في جبهة هارون شامة، وعلى أرنبة أنف موسى شامة، وعلى طرف لسانه شامة، ولم تكن على أحد قبله ولا تكون على أحد بعده، وقيل: إنها كانت سبب العقدة التي في لسانه.
والله أعلم.
{وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي} أي في النبوة وتبليغ الرسالة.
قال المفسرون: كان هارون يومئذٍ بمصر، فأمر الله موسى أن يأتي هو هارون، وأوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى، فتلقاه إلى مرحلة وأخبره بما أوحى إليه؛ فقال له موسى: إن الله أمرني أن آتي فرعون فسألت ربي أن يجعلك معي رسولًا.
وقرأ العامة {أخي اشدد} بوصل الألف {وَأَشْرِكْهُ} بفتح الهمزة على الدعاء، أي اشدد يا رب أزري، وأشركه معي في أمري.
وقرأ ابن عامر ويحيى بن الحارث وأبو حَيْوة والحسن وعبد الله بن أبي إسحاق {أَشْدُدْ} بقطع الألف {وَأُشرِكْه} بضم الألف أي أنا أفعل ذلك أشدد أنا به أزري {وأشركه} أي أنا يا رب {في أمري}.
قال النحاس: جعلوا الفعلين في موضع جزم جوابًا لقوله: {واجعل لِّي وَزِيرًا} وهذه القراءة شاذة بعيدة؛ لأن جواب مثل هذا إنما يتخرج بمعنى الشرط والمجازاة؛ فيكون المعنى: إن تجعل لي وزيرًا من أهلي أشدد به أزري، وأشركه في أمري.
وأمره النبوة والرسالة، وليس هذا إليه صلى الله عليه وسلم فيخبر به، إنما سأل الله عز وجل أن يشركه معه في النبوة.
وفتح الياء من {أَخِي} ابن كثير وأبو عمرو.
{كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} قيل: معنى {نسبحك} نصلي لك.
ويحتمل أن يكون التسبيح باللسان.
أي ننزهك عما لا يليق بجلالك.
{وكَثِيرًا} نعت لمصدر محذوف.
ويجوز أن يكون نعتًا لوقت.
والإدغام حسن؛ وكذا {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا}.
{إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا} قال الخطابي: البصير المبصر، والبصير العالم بخفيات الأمور، فالمعنى؛ أي عالمًا بنا، ومدركًا لنا في صغرنا فأحسنت إلينا، فأحسن إلينا أيضًا كذلك يا رب. اهـ.

.قال أبو حيان:

ولما أراه تعالى هاتين المعجزتين العظيمتين في نفسه وفيما يلابسه وهو العصا أمره بالذهاب إلى فرعون رسولًا من عنده تعالى وعلل حكمة الذهاب إليه بقوله: {إنه طغى} وخص فرعون وإن كان مبعوثًا إليهم كلهم لأنه رأس الكفر ومدعّي الإلهية وقومه تباعه.
قال وهب بن منبه: قال الله لموسى عليه السلام اسمع كلامي واحفظ وصيتي وانطلق برسالتي أرعاك بعيني وسمعي، وإن معك يدي ونصري، وألبسك جنة من سلطاني تستكمل بها العزة في أمري أبعثك إلى خلق ضعيف من خلقي بطر نعمتي وأمن مكري وغرته الدنيا حتى جحد حقي وأنكر ربوبيتي، أقسم بعزتي لولا الحجة والقدر الذي وضعت بيني وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار، ولكن هان عليّ وسقط من عيني فبلغه رسالتي وادعه إلى عبادتي وحذره نقمتي.
وقل له قولًا لينًا فإن ناصيته بيدي لا يطرف ولا يتنفس إلاّ بعلمي في كلام طويل.
قال: فسكت موسى عليه السلام سبعة أيام.
وقيل: أكثر فجاءه ملك فقال انفذ ما أمرك ربك.
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)}.
لما أمره تعالى بالذهاب إلى فرعون عرف أنه كلف أمرًا عظيمًا يحتاج معه إلى احتمال ما لا يحتمله إلاّ ذو جأش رابط وصدر فسيح، فسأل ربه ورغب في أن يشرح صدره ليحتمل ما يرد عليه من الشدائد التي يضيق لها الصدر، وأن يسهل عليه أمره للذي هو خلافة الله في أرضه وما يصحبها من مزاولة جلائل الخطوب، وقد علم ما عليه فرعون من الجبروت والتمرد والتسلط.
وقال ابن جريج: معناه وسع لي صدري لأعي عنك ما تودعه من وحيك.
وقال الكرماني وسع قلبي ولينه لفهم خطابك وأداء رسالتك.
والقيام بما كلفتنيه من أعبائها، والعقدة استعارة لثقل كان في لسانه خلقة.
وقال مجاهد: كانت من الجمرة التي أدخلها فاه وكانت آسية قد ألقى الله محبته في قلبها وسألت فرعون أن لا يذبحه، فبيناهي ترقصه يومًا أخذه فرعون في حجره فأخذ خصلة من لحيته.
وقيل: لطمه.
وقيل: ضربه بقضيب كان في يده فغضب فرعون فدعا بالسياف فقالت: إنما هو صبي لا يفرق بين الياقوت والجمر.
فاحضرا وأراد أن يمد يده إلى الياقوت فحول جبريل عليه السلام يده إلى الجمرة فأخذها ووضعها في فيه فاحترق لسانه انتهى.
وإحراق النار وتأثيرها في لسانه لا في يده دليل على فساد قول القائلين بالطبيعة.
وعن ابن عباس كانت في لسانه رتة.
وقيل: حدثت العقدة بعد المناجاة حتى لا يكلم أحدًا بعدها.
وقال قطرب: كانت فيه مسكة عن الكلام.
وقال ابن عيسى: العقدة كالتمتمة والفأفأة.
وطلب موسى من حل العقدة قدر ما يفقه قوله، قيل: وبقي بعضها لقوله وأخي هارون هو أفصح مني لسان وقوله ولا يكاد يبين.
وقيل: زالت لقوله: {قد أوتيت سؤلك يا موسى} وهو قول الحسن، قيل: وهو ضعيف لأنه لم يقل واحلل العقدة بل قال: {عقدة} فإذا حل عقدة فقد آتاه الله سؤله.
وقيل في قوله ولا يكاد يبين أن معناه لا يأتي ببيان وحجة، وإنما قال ذلك فرعون تمويهًا وقد خاطبه وقومه وكانوا يفهمون عنه فكيف يمكن نفي البيان أو مقاربته؟.
وقال الزمخشري: فإن قلت: لي في قوله: {اشرح لي صدري ويسر لي أمري} ما جدواه والكلام بدون مستتب؟ قلت: قد أبهم الكلام أولًا فقال: {اشرح لي} {ويسر لي} فعلم أن ثم مشروحًا وميسرًا ثم بين ورفع الإبهام فذكرهما فكان آكد لطلب الشرح والتيسير لصدره، وأمره من أن يقول اشرح صدري ويسر أمري على الإيضاح الشارح لأنه تكرير للمعنى الواحد من طريقي الإجمال والتفصيل.
وقال أيضًا: وفي تنكير العقدة وإن لم يقل {واحلل عقدة} {لساني} أنه طلب حل بعضها إرادة أن يفهم عنه فهمًا جيدًا ولم يطلب الفصاحة الكاملة، و{من لساني} صفة للعقدة كأنه قيل {عقدة من} عقد {لساني} انتهى.
ويظهر أن {من لساني} متعلق باحلل لأن موضع الصفة لعقدة وكذا قال الحوفي.
وأجاز أبو البقاء الوجهين والوزير المعين القائم بوزر الأمور أي بثقلها فوزير الملك يتحمل عنه أوزاره ومؤنه.
وقيل: من الوزر وهو الملجأ يلتجىء إليه الإنسان.
وقال الشاعر:
من السباع الضواري دونه وزر ** والناس شرهم ما دونه وزر

كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع ** وما نرى بشرًا لم يؤذهم بشر

فالملك يعتصم برأيه ويلتجىء إليه في أموره.
وقال الأصمعي: هو من المؤازرة وهي المعاونة والمساعدة، والقياس أزير وكذا قال الزمخشري: قال وكان القياس أزير فقلبت الهمزة إلى الواو ووجه قلبها أن فعيلًا جاء في معنى مفاعل مجيئًا صالحًا كعشير وجليس وقعيد وخليل وصديق ونديم، فلما قلب في أخيه قلبت فيه، وحمل الشيء على نظيره ليس بعزيز.
ونظرًا إلى يوازر وأخواته وإلى الموازرة انتهى ولا حاجة إلى ادعاء قلب الهمزة واوًا لأن لنا اشتقاقًا واضحًا وهو الوزر، وأما قلبها في يؤازر فلأجل ضمة ما قبل الواو وهو أيضًا إبدال غير لازم، وجوزوا أن يكون {لي وزيرًا} مفعولين لاجعل و{هارون} بدل أو عطف بيان، وأن يكون {وزيرًا} و{هارون} مفعولية، وقدم الثاني اعتناء بأمر الوزارة و{أخي} بدل من {هارون} في هذين الوجهين.
قال الزمخشري: وإن جعل عطف بيان آخر جاز وحسن انتهى.
ويبعد فيه عطف البيان لأن الأكثر في عطف البيان أن يكون الأول دونه في الشهرة، والأمر هنا بالعكس.
وجوزوا أن يكون {وزيرًا من أهلي} هما المفعولان و{لي} مثل قوله: {ولم يكن له كفوًا أحد} يعنون أنه به يتم المعنى.
و{هارون} على ما تقدم.
وجوزوا أن ينتصب {هارون} بفعل محذوف أي اضمم إليّ هارون وهذا لا حاجة إليه لأن الكلام تام بدون هذا المحذوف.
وقرأ الحسن وزيد بن عليّ وابن عامر {أَشدد} بفتح الهمزة {وأُشْرِكْهُ} بضمها فعلًا مضارعًا مجزومًا على جواب الأمر وعطف عليه {وأشركه}.
وقال صاحب اللوامح عن الحسن أنه قرأ أشدِّد به مضارع شدّد للتكثير، والتكرير أي كلما حزنني أمر شددت {به أزري}.
وقرأ الجمهور: {أشدد} {وأشركه} على معنى الدعاء في شد الأزر وتشريك هارون في النبوة، وكان الأمر في قراءة ابن عامر لا يريد به النبوة بل يريد تدبيره ومساعدته لأنه ليس لموسى أن يشرك في النبوة أحدًا.
وفي مصحف عبد الله أخي وأشدد.
وقال الزمخشري: ويجوز فيمن قرأ على لفظ الأمر أن يجعل {أخي} مرفوعًا على الابتداء {وأشدد} خبره ويوقف على {هارون} انتهى.
وهو خلاف الظاهر فلا يصار إليه لغير حاجة، وكان هارون أكبر من موسى بأربعة أعوام، وجعل موسى ما رغب فيه وطلبه من نعم سببًا تلزم منه العبادة والاجتهاد في أمر الله والتظافر على العبادة والتعاون فيها مثير للرغبة والتزيد من الخير.
{كي نسبحك} ننزهك عما لا يليق بك {ونذكرك} بالدعاء والثناء عليك وقدم التسبيح لأنه تنزيهه تعالى في ذاته وصفاته وبراءته عن النقائص، ومحل ذلك القلب والذكر والثناء على الله بصفات الكمال ومحله اللسان، فلذلك قدم ما محله القلب على ما محله اللسان.
و{كثيرًا} نعت لمصدر محذوف أو منصوب على الحال، أي نسبحك التسبيح في حال كثرتهم على ما ذهب إليه سيبويه {إنك كنت بنا بصيرًا} عالمًا بأحوالنا. اهـ.