فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قلت: القول اللَّين هو القول الذي لا خشونة فيه؛ يقال: لان الشيء يَلِين لَيْنًا؛ وشيء ليِّن ولَيْن مخفّف منه؛ والجمع الِيناء.
فإذا كان موسى أمر بأن يقول لفرعون قولًا لينًا، فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك في خطابه، وأمره بالمعروف في كلامه.
وقد قال الله تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] على ما تقدم في البقرة بيانه والحمد لله.
الرابعة: قوله تعالى: {لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى} معناه: على رجائكما وطمعكما؛ فالتوقع فيها إنما هو راجع إلى جهة البشر؛ قاله كبراء النحويين: سيبويه وغيره.
وقد تقدم في أول البقرة.
قال الزجاج: لعل لفظة طمع وترج فخاطبهم بما يعقلون.
وقيل: لعل هاهنا بمعنى الاستفهام، والمعنى فانظر هل يتذكر.
وقيل: هي بمعنى كي.
وقيل: هو إخبار من الله تعالى عن قول هارون لموسى لعله يتذكر أو يخشى؛ قاله الحسن.
وقيل: إن لعل وعسى في جميع القرآن لما قد وقع.
وقد تذكر فرعون حين أدركه الغرق وخشي فقال: {آمَنتُ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الذي آمَنَتْ بِهِ بنوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ المسلمين} [يونس: 90].
ولكن لم ينفعه ذلك؛ قاله أبو بكر الوراق وغيره.
وقال يحيى بن معاذ في هذه الآية؛ هذا رِفقك بمن يقول أنا الإله فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟! وقد قيل: إن فرعون رَكَنَ إلى قول موسى لما دعاه، وشاور امرأته فآمنت وأشارت عليه بالإيمان، فشاور هامان فقال: لا تفعل؛ بعد أن كنت مالكًا تصير مملوكًا، وبعد أن كنت ربًا تصير مربوبًا.
وقال له: أنا أردّك شابًا؛ فخضب لحيته بالسواد فهو أول من خضب.
قوله تعالى: {قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يطغى}.
قال الضحاك: {يَفْرُطَ} يَعْجَل.
قال: و{يطغى} يعتدي.
النحاس: التقدير نخاف أن يفرط علينا منه أمر، قال الفراء: فَرَط منه أمرٌ أي بدر؛ قال: وأفرط أسرف.
قال: وفَرَّط ترك.
وقراءة الجمهور: {يَفْرُطَ} بفتح الياء وضم الراء، ومعناه يَعْجَل ويبادر بعقوبتنا.
يقال: فَرَط مني أمرٌ أي بدر؛ ومنه الفارط في الماء الذي يتقدم القوم إلى الماء.
أي يعذّبنا عذاب الفارط في الذنب وهو المتقدم فيه؛ قاله المبرّد.
وقرأت فرقة منهم ابن محيصن {يَفْرَطُ} بفتح الياء والراء؛ قال المهدوي: ولعلها لغة.
وعنه أيضًا بضم الياء وفتح الراء ومعناها أن يحمله حامل على التسرع إلينا.
وقرأت طائفة {يُفْرِط} بضم الياء وكسر الراء؛ وبها قرأ ابن عباس ومجاهد وعكرمة وابن محيصن أيضًا.
ومعناه يشطط في أذيتنا؛ قال الراجز:
قد أَفرطَ العِلْجُ علينا وعَجَل

{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)}.
فيه مسألتان:
الأولى: قال العلماء: لمّا لحقهما ما يلحق البشر من الخوف على أنفسهما عرّفهما الله سبحانه أن فرعون لا يصل إليهما ولا قومه.
وهذه الآية تردّ على من قال: إنه لا يخاف؛ والخوف من الأعداء سنة الله في أنبيائه وأوليائه مع معرفتهم به وثقتهم.
ولقد أحسن البصري رحمه الله حين قال للمخبر عن عامر بن عبد الله أنه نزل مع أصحابه في طريق الشام على ماء، فحال الأسد بينهم وبين الماء، فجاء عامر إلى الماء فأخذ منه حاجته، فقيل له: فقد خاطرت بنفسك.
فقال: لأَن تختلف الأسنَّة في جَوْفي أحبَّ إليَّ من أن يعلم الله أني أخاف شيئًا سواه: قد خاف من كان خيرًا من عامر؛ موسى صلى الله عليه وسلم حين قال له الرجل: {إِنَّ الملأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فاخرج إِنِّي لَكَ مِنَ الناصحين فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ القوم الظالمين} [القصص: 20 21] وقال: {فَأَصْبَحَ فِي المدينة خَآئِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] وقال حين ألقى السحرةُ حبالهم وعصيّهم: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً موسى قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأعلى} [طه: 67 68].
قلت: ومنه حَفْر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق حول المدينة تحصينًا للمسلمين وأموالهم، مع كونه من التوكل والثقة بربه بمحل لم يبلغه أحد؛ ثم كان من أصحابه ما لا يجهله أحد من تحولهم عن منازلهم، مرة إلى الحبشة، ومرة إلى المدينة؛ تخوفًا على أنفسهم من مشركي مكة؛ وهربًا بدينهم أن يفتنوهم عنه بتعذيبهم.
وقد قالت أسماء بنت عميس لعمر لما قال لها سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم: كذبت يا عمر؛ كلاّ والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُطعِم جائعَكم، ويَعظ جاهلَكم، وكنا في دار أو أرض البُعداء البُغضاء في الحبشة؛ وذلك في الله وفي رسوله؛ وأيمُ اللَّهِ لا أَطْعَم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلتَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن كنا نُؤذَى ونُخاف.
الحديث بطوله خرجه مسلم.
قال العلماء: فالمخبر عن نفسه بخلاف ما طبع الله نفوس بني آدم عليه كاذب؛ وقد طبعهم على الهرب مما يضرها ويؤلمها أو يتلفها.
قالوا: ولا ضار أضرّ من سبع عادٍ في فلاة من الأرض على من لا آلة معه يدفعه بها عن نفسه، من سيف أو رمح أو نبل أو قوس وما أشبه ذلك.
الثانية: قوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَآ} يريد بالنصر والمعونة والقدرة على فرعون.
وهذا كما تقول: الأمير مع فلان إذا أردت أنه يحميه.
وقوله: {أَسْمَعُ وأرى} عبارة عن الإدراك الذي لا تخفى معه خافية، تبارك الله رب العالمين.
قوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فقولا إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ}.
في الكلام حذف، والمعنى: فأتياه فقالا له ذلك.
{فَأَرْسِلْ مَعَنَا بني إِسْرَائِيلَ} أي خَلِّ عنهم.
{وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ} أي بالسّخرة والتعب في العمل، وكان بنو إسرائيل عند فرعون في عذاب شديد؛ يذبّح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، ويكلّفهم من العمل في الطّين واللَّبِن وبناء المدائن ما لا يطيقونه.
{قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ} قال ابن عباس: يريد العصا واليد.
وقيل: إن فرعون قال له: وما هي؟ فأدخل يده في جيب قميصه، ثم أخرجها بيضاء لها شعاع مثل شعاع الشمس، غلب نورها على نور الشمس فعجب منها.
ولم يره العصا إلا يوم الزّينة.
{والسلام على مَنِ اتبع الهدى} قال الزجاج: أي من اتبع الهدى سلم من سخط الله عز وجل وعذابه.
قال: وليس بتحية، والدليل على ذلك أنه ليس بابتداء لِقاءٍ ولا خطاب.
الفراء: السلام على من اتبع الهدى ولمن اتبع الهدى سواء.
{إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ العذاب} يعني الهلاك والدَّمار في الدنيا والخلود في جهنم في الآخرة {على مَن كَذَّبَ} أنبياء الله {وتولى} أعرض عن الإيمان.
وقال ابن عباس: هذه أَرَجى آية للموحِّدين لأنهم لم يكذِّبوا ولم يتولّوا. اهـ.

.قال أبو حيان:

{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)}.
الونى: الفتور، يقال: ونى يني وهو فعل لازم، وإذا عُدِيَّ فبعن وبفي وزعم بعض البغداديين أنه يأتي فعلًا ناقصًا من أخوات ما زال وبمعناها، واختاره ابن مالك وأنشد:
لا يني الخب شيمة الحب ** ما دام فلا تحسبنه ذا ارعواء

وقالوا: امرأة آناءة أي فاترة عن النهوض، أبدلوا من واوها همزة على غير قياس.
قال الشاعر:
فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر

{اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فائتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} أمره الله تعالى بالذهاب إلى فرعون فلما دعا ربه وطلب منه أشياء كان فيها أن يشرك أخاه هارون فذكر الله أنه آتاه سؤله وكان منه إشراك أخيه، فأمره هنا وأخاه بالذهاب و{أخوك} معطوف على الضمير المستكن في {اذهب أنت وربك} في سورة المائدة وقول بعض النحاة، أن {وربك} مرفوع على إضمار فعل، أي وليذهب ربك وذلك البحث جار هنا.
وروي أن الله أوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى.
وقيل: سمع بمقدمه.
وقيل: ألهم ذلك وظاهر {بآياتي} الجمع.
فقيل: هي العصا، واليد، وعقدة لسانه.
وقيل: اليد، والعصا.
وقد يطلق الجمع على المثنى وهما اللتان تقدم ذكرهما ولذلك لما قال: فائت بآية ألقى العصا ونزع اليد، وقال: فذانك برهانان.
وقيل العصا مشتملة على آيات انقلابها حيوانًا، ثم في أول الأمر كانت صغيرة ثم عظمت حتى صارت ثعبانًا، ثم إدخال موسى يده في فمها فلا تضرّه.
وقيل: ما أعطي من معجزة ووحي.
{ولا تنيا} أي لا تضعفا ولا تقصرا.
وقيل: تنسياني ولا أزال منكما على ذكر حيثما تقلبتما، ويجوز أن يراد بالذكر تبليغ الرسالة فإن الذكر يقع على سائر العبادات، وتبليغ الرسالة من أجلها وأعظمها، فكان جديرًا أن يطلق عليه اسم الذكر.
وقرأ ابن وثاب: ولا تِنَيَا بكسر التاء اتّباعًا لحركة النون.
وفي مصحف عبد الله ولا تهنا أي ولا تلنا من قولهم هين لين، ولما حذف من يذهب إليه في الأمر قبله نص عليه في هذا الأمر الثاني.
فقيل: {اذهبا إلى فرعون} أي بالرسالة وأبعد من ذهب إلى أنهما أمرا بالذهاب أولًا إلى الناس وثانيًا إلى فرعون، فكرر الأمر بالذهاب لاختلاف المتعلق، ونبه على سبب الذهاب إليه بالرسالة من عنده بقوله: {إنه طغى} أي تجاوز الحد في الفساد ودعواه الربوبية والإلهية من دون الله.
والقول اللين هو مثل ما في النازعات {هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى} وهذا من لطيف الكلام إذ أبرز ذلك في صورة الاستفهام والمشورة والعرض لما فيه من الفوز العظيم.
وقيل: عداه شبابًا لا يهرم بعده وملكًا لا ينزع منه إلا بالموت وأن يبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته.
وقيل: لا تجبهاه بما يكره وألطفا له في القول لما له من حق تربية موسى.
وقيل: كنياه وهو ذو الكنى الأربع أبو مرة، وأبو مصعب، وأبو الوليد، وأبو العباس.
وقيل: القول اللين لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولِينها خفتها على اللسان.
وقال الحسن: هو قولهما إن لك ربًّا وإن لك معادًا وإن بين يديك جنة ونارًا فآمن بالله يدخلك الجنة يقِكَ عذاب النار.
وقيل: أمرهما تعالى أن يقدما المواعيد على الوعيد كما قال الشاعر:
أقدم بالوعد قبل الوعيد ** لينهى القبائل جهالها

وقيل: حين عرض عليه موسى وهارون عليهما السلام ما عرضا شاور آسية فقالت: ما ينبغي لأحد أن يرد هذا فشاور هامان وكان لا يبت أمرًا دون رأيه، فقال له: كنت أعتقد أنك ذو عقل تكون مالكًا فتصير مملوكًا وربًا فتصير مربوبًا فامتنع من قبول ما عرض عليه موسى، والترجي بالنسبة لهما إذ هو مستحيل وقوعه من الله تعالى أي اذهبا على رجائكما وطمعكما وباشرا الأمر مباشرة من يرجو ويطمع أن يثمر عمله ولا يخيب سعيه، وفائدة إرسالهما مع علمه تعالى أنه لا يؤمن إقامة الحجة عليه وإزالة المعذرة كما قال تعالى: {ولو أنّا أهلكناهم بعذاب من قبله} الآية.
وقيل: القول اللين ما حكاه الله هنا وهو {فأتياه فقولا إنا رسولا ربك}- إلى قوله- {والسلام على من اتبع الهدى} وقال أبو معاذ: {قولًا لينًا} وقال الفراء لعل هنا بمعنى كي أي كي يتذكر أو يخشى كما تقول: اعمل لعلك تأخذ أجرك، أي كي تأخذ أجرك.
وقيل: لعل هنا استفهام أي هل يتذكر أو يخشى، والصحيح أنها على بابها من الترجِّي وذلك بالنسبة إلى البشر وفي قوله: {لعله يتذكر أو يخشى} دلالة على أنه لم يكن شاكًا في الله.
وقيل: {يتذكر} حاله حين احتبس النيل فسار إلى شاطئه وأبعد وخرَّ ساجدًا لله راغبًا أن لا يخجله ثم ركب فأخذ النيل يتبع حافر فرسه فرجًا أن يتذكر حلم الله وكرمه وأن يحذر من عذاب الله.
وقال الزمخشري: أي {يتذكر} ويتأمل فيبذل النصفة من نفسه والإذغان للحق {أو يخشى} أن يكون الأمر كما يصفان فيجره إنكاره إلى الهلكة.
فرط سبق وتقدم ومنه الفارط الذي يتقدم الواردة وفرس فرط تسبق الخيل انتهى.
وقال الشاعر:
واستعجلونا وكانوا من صحابتنا ** كما تقدم فارط الوراد

وفي الحديث: «أنا فرطكم على الحوض» أي متقدمكم وسابقكم، والمعنى إننا نخاف أن يعجل علينا بالعقوبة ويبادرنا بها.
وقرأ يحيى وأبو نوفل وابن محيصن في روايته {أن يفرط} مبنيًا للمفعول أي يسبق في العقوبة ويسرع بها، ويجوز أن يكون من الإفراط ومجاوزة الحد في العقوبة خافا أن يحمله حامل على المعاجلة بالعذاب من شيطان، أو من جبروته واستكباره وادعائه الربوبية، أو من حبه الرياسة، أو من قومه القبط المتمرّدين الذين قال الله فيهم {قال الملأ من قوم فرعون} {وقال الملأ من قومه} وقرأت فرقة والزعفراني عن ابن محيصن {يُفْرِط} بضم الياء وكسر الراء من الإفراط في الأذية {أو أن يطغى} في التخطي إلى أن يقول فيك ما لا ينبغي تجرئة عليك وقسوة قلبه، وفي المجيء به هكذا على سبيل الإطلاق والرمز باب من حسن الأدب والتجافي عن التفوه بالعظيمة.
والمعية هنا بالنصرة والعون أسمع أقوالكما وأرى أفعالكما.
وقال ابن عباس {أسمع} جوابه لكما {وأرى} ما يفعل بكما وهما كناية عن العلم {فأتياه} كرر الأمر بالإتيان {فقولا إنا رسولا ربك} وخاطباه بقولهما {ربك} تحقيرًا له وإعلامًا أنه مربوب مملوك إذ كان هو يدَّعي الربوبية.