فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وواعدناكم جانبَ الطورِ الأيمنَ}.
لأخذ التوراة.
وقد ذكرنا في [مريم: 52] معنى {الأيمن}، وذكرنا في [البقرة: 57] {المن والسلوى}.
قوله تعالى: {كلوا} أي: وقلنا لهم: كلوا.
قوله تعالى: {ولا تطغَوْا} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: لا تبطروا في نعمي فتظلموا.
والثاني: لا تجحدوا نعمي فتكونوا طاغين.
والثالث: لا تدَّخروا منه لأكثر من يوم وليلة.
قوله تعالى: {فيحلَّ عليكم غضبي} أي: فتجب لكم عقوبتي.
والجمهور قرؤوا {فيحِل} بكسر الحاء {ومن يحلِل} بكسر اللام.
وقرأ الكسائي: {فيحُل} بضم الحاء {ومن يحلُل} بضم اللام.
قال الفراء: والكسر أحب إِليَّ، لأن الضم من الحلول، ومعناه: الوقوع، و{يحل} بالكسر، يجب، وجاء التفسير بالوجوب، لا بالوقوع.
قوله تعالى: {فقد هوى} أي: هلك.
قوله تعالى: {وإِني لغفَّار} الغفار: الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أُخرى، فكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته، وأصل الغفر: الستر، وبه سمي زِئْبَر الثوب: غفرًا، لأنه يستر سداه.
فالغفار: الستار لذنوب عباده، المسبل عليهم ثوب عطفه.
قوله تعالى: {لمن تاب} قال ابن عباس: لمن تاب من الشرك {وآمن} أي: وحَّد الله وصدَّقه، {وعمل صالحًا} أدَّى الفرائض.
وفي قوله تعالى: {ثم اهتدى} ثمانية أقوال:
أحدها: علم أن لعمله هذا ثوابًا، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: لم يشكّك، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثالث: علم أن ذلك توفيق من الله له، رواه عطاء عن ابن عباس.
والرابع: لزم السنة والجماعة، قاله سعيد بن جبير.
والخامس: استقام، قاله الضحاك.
والسادس: لزم الإِسلام حتى يموت عليه، قاله قتادة.
والسابع: اهتدى كيف يعمل، قاله زيد بن أسلم.
والثامن: اهتدى إِلى ولاية بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ثابت البناني. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {يا بني إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ}.
لما أنجاهم من فرعون قال لهم هذا ليشكروه.
{وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطور الأيمن} {جانب} نصب على المفعول الثاني {لواعدنا} ولا يحسن أن ينتصب على الظرف؛ لأنه ظرف مكان محض غير مبهم.
وإنما تتعدى الأفعال والمصادر إلى ظروف المكان بغير حرف جر إذا كانت مبهمة.
قال مكيّ: هذا أصل لا خلاف فيه؛ وتقدير الآية: وواعدناكم إتيان جانب الطُّور؛ ثم حذف المضاف.
قال النحاس: أي أمرنا موسى أن يأمركم بالخروج معه ليكلمه بحضرتكم فتسمعوا الكلام.
وقيل: وعد موسى بعد إغراق فرعون أن يأتي جانب الطور الأيمن فيؤتيه التوراة، فالوعد كان لموسى ولكن خوطبوا به لأن الوعد كان لأجلهم.
وقرأ أبو عمرو {وَوَعَدْنَاكُمْ} بغير ألف واختاره أبو عبيد؛ لأن الوعد إنما هو من الله تعالى لموسى خاصة، والمواعدة لا تكون إلا من اثنين؛ وقد مضى في البقرة هذا المعنى.
و{الأَيْمَنَ} نصب؛ لأنه نعت للجانب وليس للجبل يمين ولا شمال، فإذا قيل: خذ عن يمين الجبل فمعناه خذ على يمينك من الجبل.
وكان الجبل على يمين موسى إذ أتاه.
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ المن والسلوى} أي في التِّيه وقد تقدّم القول فيه.
{كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} أي من لذيذ الرزق.
وقيل: من حلاله إذ لا صنع فيه لآدمي فتدخله شبهة.
{وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ} أي لا تحملنكم السعة والعافية أن تعصوا؛ لأن الطغيان التجاوز إلى ما لا يجوز.
وقيل: المعنى؛ أي لا تكفروا النعمة ولا تنسوا شكر النعم ولا شكر المنعم بها عليكم.
وقيل: أي ولا تستبدلوا بها شيئًا آخر كما قال: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61].
وقيل: لا تدّخروا منه لأكثر من يوم وليلة؛ قال ابن عباس: فيتدوّد عليهم ما ادخروه؛ ولولا ذلك ما تدوّد طعام أبدًا.
{فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} أي يجب وينزل، وهو منصوب بالفاء في جواب النهي من قوله: {وَلاَ تَطْغَوْاْ}.
{فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هوى} قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والكسائي {فَيَحُلَّ} بضم الحاء {وَمَنْ يَحْلُلْ} بضم اللام الأولى.
والباقون بالكسر وهما لغتان.
وحكى أبو عبيدة وغيره: أنه يقال: حَلّ يحِلّ إذا وجب وحَلّ يَحُلّ إذا نزل.
وكذا قال الفراء: الضم من الحلول بمعنى الوقوع والكسر من الوجوب.
والمعنيان متقاربان إلا أن الكسر أولى؛ لأنهم قد أجمعوا على قوله: {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} [هود: 39].
وغضب الله عقابه ونقمته وعذابه.
{فَقَدْ هوى} قال الزجاج: فقد هلك؛ أي صار إلى الهاوية وهي قعر النار، من هوى يهوي هويًا أي سقط من علو إلى سفل، وهوى فلان أي مات.
وذكر ابن المبارك: أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا ثعلبة بن مسلم عن أيوب بن بشير عن شُفَيّ الأصبحيّ قال: إن في جهنم جبلًا يدعى صَعُودًا يطلع فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يرقاه؛ قال الله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [المدثر: 17] وإن في جهنم قصرًا يقال له هَوَى يُرمى الكافر من أعلاه فيهوي أربعين خريفًا قبل أن يبلغ أصله قال الله تعالى: {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هوى} وذكر الحديث؛ وقد ذكرناه في كتاب التذكرة.
قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ} أي من الشرك.
{وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًَا ثُمَّ اهتدى} أي أقام على إيمانه حتى مات عليه؛ قاله سفيان الثوري وقتادة وغيرهما.
وقال ابن عباس: أي لم يشكّ في إيمانه؛ ذكره الماوردي والمهدوي.
وقال سهل بن عبد الله التُّستَريّ وابن عباس أيضًا: أقام على السنّة والجماعة؛ ذكره الثعلبي.
وقال أنس: أخذ بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذكر المهدوي، وحكاه الماوردي عن الربيع بن أنس.
وقول خامس: أصاب العمل؛ قاله ابن زيد؛ وعنه أيضًا تعلم العلم ليهتدي كيف يفعل؛ ذكر الأوّل المهدوي، والثاني الثعلبيّ.
وقال الشعبيّ ومقاتل والكلبيّ: علم أن لذلك ثوابًا وعليه عقابًا؛ وقاله الفراء.
وقول ثامن: {ثم اهتدى} في ولاية أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ قاله ثابت البُنَانِي.
والقول الأول أحسن هذه الأقوال إن شاء الله وإليه يرجع سائرها.
قال وكيع عن سفيان: كنا نسمع في قوله عز وجل: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ} أي من الشِّرك {وَآمَنَ} أي بعد الشِّرك {وَعَمِلَ صَالِحًَا} صلّى وصام {ثُمَّ اهتدى} مات على ذلك. اهـ.

.قال أبو حيان:

{يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم}.
ذكرهم تعالى بأنواع نعمه وبدأ بإزالة ما كانوا فيه من الضرر من الإذلال والخراج والذبح وهي آكد أن تكون مقدمة على المنفعة الدنيوية لأن إزالة الضرر أعظم في النعمة من إيصال تلك المنفعة، ثم أعقب ذلك بذكر المنفعة الدينية وهو قوله: {وواعدناكم جانب الطور الأيمن} إذ أنزل على نبيهم موسى كتابًا فيه بيان دينهم وشرح شريعتهم، ثم يذكر المنفعة الدنيوية وهو قوله: {ونزلنا عليكم المن والسلوى} والظاهر أن الخطاب لمن نجا مع موسى بعد إغراق فرعون.
وقيل: لمعاصري الرسول صلى الله عليه وسلم اعتراضًا في أثناء قصة موسى توبيخًا لهم إذ لم يصبر سلفهم على أداء شكر نعم الله فهو على حذف مضاف، أي أنجينا آباءكم من تعذيب آل فرعون.
وخاطب الجميع بواعدناكم وإن كان الموعودون هم السبعين الذين اختارهم موسى عليه السلام لسماع كلام الله، لأن سماع أولئك السبعين تعود منفعته على جميعهم إذ تطمئن قلوبهم وتسكن وتقدم الكلام في {جانب الطور الأيمن} في سورة مريم، وعلى {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى} في سورة البقرة.
وقرأ حمزة والكسائي وطلحة: قد أنجيتكم وواعدتكم ما رزقتكم بتاء الضمير، وباقي السبعة بنون العظمة وحميد نجَّيناكم بتشديد الجيم من غير ألف قبلها وبنون العظمة وتقدم خلاف أبي عمرو وفي واعد في البقرة.
والطيبات هنا الحلال اللذيذ لأنه جمع الوصفين.
وقرئ {الأيمن} قال الزمخشري بالجر على الجوار نحو جحر ضب خرب انتهى.
وهذا من الشذوذ والقلة بحيث ينبغي أن لا تخرّج القراءة عليه، والصحيح أنه نعت للطور لما فيه من اليمن وأما لكونه على يمين من يستقبل الجبل، ونهاهم عن الطغيان فيما رزقهم وهو أن يتعدوا حدود الله فيها بأن يكفروها ويشغلهم اللهو والنعم عن القيام بشكرها، وأن ينفقوها في المعاصي ويمنعوا الحقوق الواجبة عليهم فيها.
وقرأ زيد بن علي ولا تَطْغُوا فيه بضم الغين.
وعن ابن عباس {ولا تطغوا فيه} لا يظلم بعضكم بعضًا فيأخذه من صاحبه يعني بغير حق.
وعن الضحاك ومقاتل: لا تجاوزوا حدَّ الإباحة.
وعن الكلبي: لا تكفروا النعمة أي لا تستعينوا بنعمتي على مخالفتي.
وقرأ الجمهور: {فَيَحِلَّ} بكسر الحاء {ومن يحلِلْ} بكسر اللام أي فيجب ويلحق.
وقرأ الكسائي بضم الحاء ولام يحلُل أي ينزل وهي قراءة قتادة وأبي حيوة والأعمش وطلحة ووافق ابن عتيبة في يحلل فضم، وفي الإقناع لأبي علي الأهوازي ما نصه ابن غزوان عن طلحة لا يحلن عليكم {غضبي} بلام ونون مشددة وفتح اللام وكسر الحاء أي: لا تتعرضوا للطغيان فيه فيحل عليكم غضبي من باب لا أرينك هنا وفي كتاب اللوامح قتادة وعبد الله بن مسلم بن يسار وابن وثاب والأعمش فَيُحَّلُ بضم الياء وكسر الحاء من الإحلال فهو متعد من حل بنفسه، والفاعل فيه مقدر ترك لشهرته وتقديره فيحل به طغيانكم {غضبي} عليكم ودل على ذلك {ولا تطغوا} فيصير {غضبي} في موضع نصب مفعول به.
وقد يجوز أن يسند الفعل إلى {غضبي} فيصير في موضع رفع بفعله، وقد حذف منه المفعول للدليل عليه وهو العذاب أو نحوه انتهى.
{فقد هوى} كنى به عن الهلاك، وأصله أن يسقط من جبل فيهلك يقال هوى الرجل أي سقط، ويشبه الذي يقع في ورطة بعد أن بنجوة منها بالساقط، أو {هوى} في جهنم وفي سخط الله وغضب الله عقوباته، ولذلك وصف بالنزول.
ولما حذر تعالى من الطغيان فيما رزق وحذر من حلول غضبه فتح باب الرجاء للتائبين وأتى بصيغة المبالغة وهي قوله: {وإني لغفار لمن تاب} قال ابن عباس من الشرك {وآمن} أي وحد الله {وعمل صالحًا} أدى الفرائض {ثم اهتدى} لزم الهداية وأدامها إلى الموافاة على الإسلام.
وقيل: معناه لم يشك في إيمانه.
وقيل: ثم استقام.
قال ابن عطية: والذي تقوى في معنى {ثمّ اهتدى} أن يكون ثم حفظ معتقداته من أن يخالف الحق في شيء من الأشياء، فإن الاهتداء على هذا الوجه غير الإيمان وغير العمل.
وقال الزمخشري: الاهتداء هو الاستقامة والثبات على الهدى المذكور وهو التوبة والإيمان والعمل الصالح، ونحوه: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} وكلمة التراخي دلت على تباين المنزلتين دلالتها على تباين الوقتين في جاءني زيد ثم عمر، وأعني أن منزلة الاستقامة على الخبر مباينة لمنزلة الخبر نفسه لأنها أعلى منه وأفضل. اهـ.

.قال أبو السعود:

{يا بنى إسراءيل}.
حكايةٌ لما خاطبهم الله تعالى بعد إغراقِ فرعونَ وقومِه وإنجائِهم منهم لكن لا عَقيب ذلك بل بعد ما أفاض عليهم من فنون النعمِ الدينية والدنيوية ما أفاض، وقيل: هو إنشاءُ خطابٍ للذين كانوا منهم في عهد النبي عليه الصلاة والسلام على معنى أنه تعالى قد منّ عليهم بما فعل بآبائهم أصالة وبهم تبَعًا، ويردُّه ما سيأتي من قوله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ} الآية، ضرورةَ استحالةِ حملِه على الإنشاء، فالوجهُ هو الحكايةُ بتقدير قلنا عطفًا على أوحينا، أي وقلنا: يا بني إسرائيل {قَدْ أنجيناكم مّنْ عَدُوّكُمْ} فرعونَ وقومِه حيث كانوا يبغونكم الغوائلَ ويسومونكم سوءَ العذاب يذبّحون أبناءَكم ويستحيون نساءكم، وقرئ نجيناكم ونجيتُكم {وواعدناكم جَانِبَ الطور الأيمن} بالنصب على أنه صفةٌ للمضاف، وقرئ بالجرّ للجوار أي واعدناكم بواسطة نبيِّكم إتيانَ جانبِه الأيمنِ نظرًا إلى السالك من مصرَ إلى الشام، أي إتيانَ موسى عليه الصلاة والسلام للمناجاة وإنزالَ التوراة عليه، ونُسبت المواعيدُ إليهم مع كونها لموسى عليه الصلاة والسلام نظرًا إلى ملابستها إياهم وسِراية منفعتِها إليهم وإيفاءً لمقام الامتنان حقَّه كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خلقناكم ثُمَّ صورناكم} حيث نسَب الخلقَ والتصويرَ إلى المخاطبين مع أن المخلوقَ المصوّر بالذات هو آدمُ عليه الصلاة والسلام، وقرئ واعدتُكم ووعدناكم {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ المن والسلوى} أي الترنجبين والسمان حيث كان ينزل عليهم المنُّ وهو في التيه مثلَ الثلج من الفجر إلى الطلوع لكل إنسان صاعٌ، ويبعث الجنوبُ عليهم السمان فيذبح الرجل منه ما يكفيه كما مر مرارًا.
{كُلُواْ} جملةٌ مستأنفة مَسوقة لبيان إباحة ما ذكر لهم وإتمامًا للنعمة عليهم {مِن طَيّبَاتِ مَا رزقناكم} أي من لذائذه أو من حلالاته، وقرئ رزقكم، وفي البدء بنعمة الإنجاءِ ثم بالنعمة الدينية ثم بالنعمة الدنيوية من حسن النظمِ ولطفِ الترتيب ما لا يخفى {وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ} أي فيما رزقناكم بالإخلال بشكره والتعدّي لما حُدّ لكم فيه كالسرَف والبطَر والمنع من المستحِق {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى} جواب للنهي أي فتلزمَكم عقوبتي وتجبَ لكم، من حلّ الدَّينُ إذا وجب أداؤه {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هوى} أي تردّى وهلك، وقيل: وقع في الهاوية، وقرئ فيحُلَّ بضم الحاء من حل يحُل إذا نزل.
{وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ} من الشرك والمعاصي التي من جملتها الطغيانُ فيما ذكر {وَءَامَنَ} بما يجب الإيمان به {وَعَمِلَ صالحا} أي عملًا صالحًا مستقيمًا عند الشرع والعقلِ، وفيه ترغيبٌ لمن وقع منه الطغيانُ فيما ذكر وحثٌّ على التوبة والإيمان وقوله تعالى: {ثُمَّ اهتدى} أي استقام على الهدى إشارةٌ إلى أن من لم يستمرَّ عليه بمعزل من الغفران وثم للتراخي الرتبي. اهـ.