فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال أبو عبيدة: علمت ما لم يعلموا.
وقال الزجاج: بصر بالشيء إذا علمه وأبصر إذا نظر.
وقيل: بصر به وأبصره بمعنى واحد.
وقرأ الأعمش وأبو السماك: بَصِرْتُ بكسر الصاد بما لم تَبْصَروا بفتح الصاد.
وقرأ عمرو بن عبيد بُصُرْتُ بضم الباء وضم الصاد بما لم تُبْصَروا بضم التاء وفتح الصاد مبنيًا للمفعول فيهما.
وقرأ الجمهور: {بَصُرْتُ} بضم الصاد وحمزة والكسائي وأبو بحرية والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وابن مناذر وابن سعدان وقعنب تبصروا بتاء الخطاب لموسى وبني إسرائيل وباقي السبعة {يبصروا} بياء الغيبة.
وقرأ الجمهور: {فقبضت قبضة} بالضاد المعجمة فيهما أي أخذت بكفي مع الأصابع.
وقرأ عبد الله وأبي وابن الزبير وحميد والحسن بالصاد فيهما، وهو الأخذ بأطراف الأصابع.
وقرأ الحسن بخلاف عنه وقتادة ونصر بن عاصم بضم القاف والصاد المهملة، وأدغم ابن محيصن الضاد المنقوطة في تاء المتكلم وأبقى الإطباق مع تشديد التاء.
وقال المفسرون {الرسول} هنا جبريل عليه السلام، وتقديره من {أثر} فرس {الرسول} وكذا قرأ عبد الله، والأثر التراب الذي تحت حافره {فنبذتها} أي ألقيتها على الحليّ الذي تصور منه العجل فكان منها ما رأيت.
وقال الأكثرون رأى السامري جبريل يوم فلق البحر، وعن عليّ رآه حين ذهب موسى إلى الطور وجاءه جبريل فأبصره دون الناس.
وقال الزمخشري: فإن قلت: لمَ سماه {الرسول} دون جبريل وروح القدس؟ قلت: حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور أرسل الله إلى موسى جبريل راكب حيزوم فرس الحياة ليذهب به، فأبصره السامري فقال: إن لهذا لشأنًا فقبض القبضة من تربة موطئه، فلما سأله موسى عن قصته قال قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد، ولعله لم يعرف أنه جبريل انتهى.
وهو قول عليّ مع زيادة.
وقال أبو مسلم الأصبهاني: ليس في القرآن تصريح بهذا الذي ذكره المفسرون، وهنا وجه آخر وهو أن يكون المراد بالرسول موسى عليه السلام، وأثره سنته ورسمه الذي أمر به، فقد يقول الرجل: فلان يقفو أثر فلان ويقتص أثره إذا كان يمتثل رسمه، والتقدير أن موسى لما أقبل على السامري باللوم والمسألة عن الأمر الذي دعاه إلى إضلال القول في العجل {قال بصرت بما لم يبصروا به} أي عرفت أن الذي أنتم عليه ليس بحق، وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيها الرسول أي شيئًا من دينك {فنبذتها} أي طرحتها.
فعند ذلك أعلم موسى بما له من العذاب في الدنيا والآخرة وإنما أراد لفظ الإخبار عن غائب كما يقول الرجل لرئيسه وهو مواجه له: ما يقول الأمير في كذا أو بماذا يأمر الأمير، وتسميته رسولًا مع جحده وكفره، فعلى مذهب من حكى الله عنه قوله: {يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} فإن لم يؤمنوا بالإنزال قيل: وما ذكره أبو مسلم أقرب إلى التحقيق إلاّ أن فيه مخالفة المفسرين.
قيل: ويبعد ما قالوه أن جبريل ليس معهودًا باسم رسول، ولم يجر له فيما تقدم ذكر حتى تكون اللام في الرسول لسابق في الذكر، ولأن ما قالوه لابد من إضمار أي من أثر حافر فرس الرسول والإضمار خلاف الأصل، ولأن اختصاص السامري برؤية جبريل ومعرفته من بين الناس يبعد جدًا، وكيف عرف أن حافر فرسه يؤثر هذا الأثر الغريب العجيب من إحياء الجماد به وصيرورته لحمًا ودمًا؟ وكيف عرف جبريل يتردّد إلى نبيّ وقد عرف نبوّته وصحت عنده فحاول الإضلال؟ ويكف اطلع كافر على تراب هذا شأنه؟ فلقائل أن يقول: لعل موسى اطلع على شيء آخر يشبه هذا فلأجله أتى بالمعجزات، فيصير ذلك قادحًا فيما أتوا به من الخوارق انتهى.
ما رجح به هذا القائل قول أبي مسلم الأصبهاني.
{وكذلك سوَّلت لي نفسي} أي كما حدث ووقع قربت لي نفسي وجعلته لي سولًا وإربًا حتى فعلته، وكان موسى عليه السلام لا يقتل بني إسرائيل إلا في حد أو وحي، فعاقبه باجتهاد نفسه بأن أبعده ونحاه عن الناس وأمر بني إسرائيل باجتنابه واجتناب قبيلته وأن لا يواكلوا ولا يناكحوا، وجعل له أن يقول مدة حياته {لا مساس} أي لا مماسّة ولا إذاية.
وقال الزمخشري: عوقب في الدنيا بعقوبة لا شيء أطم منها وأوحش، وذلك أنه منع من مخالطة الناس منعًا كليًا، وحرم عليهم ملاقاته ومكالمته ومبايعته ومواجهته وكل ما يعايش به الناس بعضهم بعضًا، وإذا اتفق أن يماس أحدًا رجلًا أو امرأة حمّ الماسّ والممسوس فتحامى الناس وتحاموه، وكان يصيح {لا مساس} ويقال إن قومه باق فيهم ذلك إلى اليوم انتهى.
وكون الحمى تأخذ الماس والممسوس قول قتادة والأمر بالذهاب حقيقة، ودخلت الفاء للتعقيب إثر المحاورة وطرده بلا مهلة زمانية، وعبر بالمماسة عن المخالطة لأنها أدنى أسباب المخالطة فنبه بالأدنى على الأعلى، والمعنى لا مخالطة بينك وبين الناس فنفر من الناس ولزم البرية وهجر البرية وبقي مع الوحوش إلى أن استوحش وصار إذا رأى أحدًا يقول {لا مساس} أي لا تمسني ولا أمسك.
وقيل: ابتلي بعذاب قيل له {لا مساس} بالوسواس وهو الذي عناه الشاعر بقوله:
فأصبح ذلك كالسامري ** إذ قال موسى له لا مساسا

ومنه قول رؤبة:
حتى تقول الأزد لا مساسا

وقيل: أراد موسى قتله فمنعه الله من قتله لأنه كان شيخًا.
قال بعض شيوخنا وقد وقع مثل هذا في شرعنا في قصة الثلاثة الذين خلفوا أمر الرسول عليه السلام أن لا يكلموا ولا يخالطوا وأن يعتزلوا نساءهم حتى تاب الله عليهم.
وقرأ الجمهور: {لا مِسَاس} بفتح السين والميم المكسورة و{مساس} مصدر ماس كقتال من قاتل، وهو منفي بلا التي لنفي الجنس، وهو نفي أريد به النهي أي لا تمسني ولا أمسك.
وقرأ الحسن وأبو حيوة وابن أبي عبلة وقعنب بفتح الميم وكسر السين.
فقال صاحب اللوامح: هو على صورة نزال ونظار من أسماء الأفعال بمعنى أنزل وأنظر، فهذه الأسماء التي بهذه الصيغة معارف ولا تدخل عليها لا النافية التي تنصب النكرات نحو لا مال لك، لكنه فيه نفي الفعل فتقديره لا يكون منك مساس، ولا أقول مساس ومعناه النهي أي لا تمسني انتهى.
وظاهر هذا أن مساس اسم فعل.
وقال الزمخشري {لا مساس} بوزن فجار ونحوه قولهم في الظباء:
إن وردن الماء فلا عباب ** وإن فقدنه فلا إباب

وهي أعلام للمسة والعبة والأبة وهي المرة من الأب وهو الطلب.
وقال ابن عطية {لا مساس} هو معدول عن المصدر كفجار ونحوه، وشبهه أبو عبيدة وغيره بنزال ودراك ونحوه، والشبه صحح من حيث هي معدولات، وفارقه في أن هذه عدلت عن الأمر ومساس وفجار عدلت عن المصدر.
ومن هذا قول الشاعر:
تميم كرهط السامري وقوله ** ألا لا يريد السامري مساس

انتهى.
فكلام الزمخشري وابن عطية يدل على أن مساس معدول عن المصدر الذي هو المسة، كفجار معدولًا عن الفجرة {وإن لك موعدًا} أي في يوم القيامة.
وقرأ الجمهور: {لن تُخْلَفَهُ} بالتاء المضمومة وفتح اللام على معنى لن يقع فيه خلف بل ينجزه لك الله في الآخرة على الشرك والفساد بعدما عاقبك في الدنيا.
وقال الزمخشري: وهذا من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفًا.
قال الأعشى:
أثوى وقصر ليله ليزوّدا ** فمضى وأخلف من قتيلة موعدا

وقرأ ابن كثير والأعمش وأبو عمرو بضم التاء وكسر اللام أي لن تستطيع الروغان عنه والحيدة فتزول عن موعد العذاب.
وقرأ أبو نهيك: لن تَخْلُفُه بفتح التاء وضم اللام هكذا بالتاء منقوطة من فوق عن أبي نهيك في نقل ابن خالويه.
وفي اللوامح أبو نهيك لن يَخْلُفه بفتح الياء وضم اللام وهو من خلفه يخلفه إذا جاء بعده أي الموعد الذي لك لا يدفع قولك الذي تقوله فيما بعد {لا مساس} بالفعل فهو مسند إلى الموعد أو الموعد لن يختلف ما قدر لك من العذاب في الآخرة.
وقال سهل: يعني أبا حاتم لا يعرف لقراءة أبي نهيك مذهبًا انتهى.
وقرأ ابن مسعود والحسن بخلاف عنه نخلفه بالنون وكسر اللام أي لا ننقص مما وعدنا لك من الزمان شيئًا.
وقال ابن جني لن يصادفه مخلفًا.
وقال الزمخشري: لن يخلفه الله.
حكى قوله عز وجل كما مر في {لأهب لك} انتهى.
ثم وبخ موسى عليه السلام السامري بما أراد أن يفعل بالعجل الذي اتخذه إلهًا من الاستطالة عليه بتغيير هيئته، فواجهه بقوله: {وانظر إلى إلهك} وخاطبه وحده إذ كان هو رأس الضلال وهو ينظر لقولهم {لن نبرح عليه عاكفين} وأقسم {لنحرقنه} وهو أعظم فساد الصورة {ثم لننسفنه في اليم} حتى تتفرق أجزاؤه فلا يجتمع، ويظهر أنه لما كان قد أخذ السامري القبضة من أثر فرس جبريل وهو داخل البحر حالة تقدم فرعون وتبعه فرعون في الدخول ناسب أن ينسف ذلك العجل الذي صاغه السامري من الحليّ الذي كان أصله للقبط.
وألقى فيه القبضة في البحر ليكون ذلك تنبيهًا على أن ما كان به قيام الحياة آل إلى العدم.
وأُلقي في محل ما قامت به الحياة وإن أموال القبط قذفها الله في البحر بحيث لا ينتفع بها كما قذف الله أشخاص مالكيها في البحر وغرقهم فيه.
وقرأ الجمهور ونصر بن عاصم لابن يعمر {ظَلْتَ} بظاء مفتوحة ولام ساكنة.
وقرأ ابن مسعود وقتادة والأعمش بخلاف عنه وأبو حيوة وابن أبي عبلة وابن يعمر بخلاف عنه كذلك إلا أنهم كسروا الظاء، وعن ابن يعمر ضمها وعن أُبَيّ والأعمش ظللت بلامين على الأصل، فأما حذف اللام فقد ذكره سيبويه في الشذوذ يعني شذوذ القياس لا شذوذ الاستعمال مع مست وأصله مسست وأحست أصله أحسست، وذكر ابن الأنباري همت وأصله هممت ولا يكون ذلك إلاّ إذا سكن آخر الفعل نحو ظلت إذ أصله ظللت.
وذكر بعض من عاصرناه أن ذلك منقاس في كل مضاعف العين واللام في لغة بني سليم حيث تسكن آخر الفعل.
وقد أمعنّا الكلام على هذه المسألة في شرح التسهيل من تأليفنا، فأما من كسر الظاء فلأنه نقل حركة اللام إلى الظاء بعد نزع حركتها تقديرًا ثم حذف اللام، وأما من ضمها فيكون على أنه جاء في بعض اللغات على فعل بضم العين فيهما، ونقلت ضمة اللام إلى الظاء كما نقلت في حالة الكسر على ما تقرر.
وقرأ الجمهور: {لنحرّقنه} مشددًا مضارع حرَّق مشددًا.
وقرأ الحسن وقتادة وأبو جعفر وأبو رجاء والكلبي مخففًا من أحرق رباعيًا.
وقرأ عليّ وابن عباس وحميد وأبو جعفر في رواية وعمرو بن فائد بفتح النون وسكون الحاء وضم الراء، والظاهر أن حرق وأحرق هو بالنار.
وأما القراءة الثالثة فمعناها لنبردنه بالمبرد يقال حرق يحرق ويحرق بضم راء المضارع وكسرها.
وذكر أبو على أن التشديد قد يكون مبالغة في حرق إذا برد بالمبرد.
وفي مصحف أُبَيّ وعبد الله لنذبحنه ثم لنحرقنه ثم لننسفنه وتوافق هذه القراءة من روى أنه صار لحمًا ودمًا ذا روح، ويترتب الإحراق بالنار على هذا، وأما إذا كان جمادًا مصوغًا من الحليّ فيترتب برده لا إحراقه إلا إن عنى به إذابته.
وقال السّدي: أمر موسى بذبح العجل فذبح وسال منه الدم ثم أحرق ونسف رماده.
وقيل: بردت عظامه بالمبرد حتى صارت بحيث يمكن نسفها.
وقرأ الجمهور: {لَنَنسِفَنَّهُ} بكسر السين.
وقرت فرقة منهم عيسى بضم السين.
وقرأ ابن مقسم: لِنُنَسِّفنه بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد السين.
والظاهر وقول الجمهور أن موسى تعجل وحده فوقع أمر العجل، ثم جاء موسى وصنع بالعجل ما صنع ثم خرج بعد ذلك بالسبعين على معنى الشفاعة في ذنب بني إسرائيل وأن يطلعهم أيضًا على أمر المناجاة، فكان لموسى عليه السلام نهضتان.
وأسند مكي خلاف هذا أن موسى كان مع السبعين في المناجاة وحينئذ وقع أمر العجل، وأن الله أعلم موسى بذلك فكتمه عنهم وجاء بهم حتى سمعوا لغط بني إسرائيل حول العجل، فحينئذ أعلمهم موسى انتهى. اهـ.

.قال أبو السعود:

{قَالُواْ} في جواب هارون عليه الصلاة والسلام {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ} على العجل وعبادته {عاكفين} مقيمين {حتى يَرْجِعَ إِلَيْنَا موسى} جعلوا رجوعَه عليه السلام إليهم غايةً لعُكوفهم على عبادة العجلِ لكن لا على طريق الوعدِ بتركها عند رجوعِه عليه السلام بل بطريق التعلل والتسويفِ، وقد دسوا تحت ذلك أنه عليه السلام لا يرجِع بشيء مبين تعويلًا على مقالة السامريّ. روي أنهم لما قالوه اعتزلهم هارونُ عليه السلام في اثني عشر ألفًا وهم الذين لم يعبدوا العجل، فلما رجع موسى عليه السلام وسمع الصياحَ وكانوا يرقُصون حول العجل قال للسبعين الذين كانوا معه: هذا صوتُ الفتنة فقال لهم ما قال وسمع منهم ما قالوا.
وقوله تعالى: {قَالَ} استئنافٌ مبنيٌّ على سؤال نشأ من حكاية جوابهم لهارون عليه السلام، كأنه قيل: فماذا قال موسى لهارون عليهما السلام حين سمع جوابهم له؟ وهل رضيَ بسكوته بعد ما شاهد منهم ما شاهد؟ فقيل: قال له وهو مغتاظٌ قد أخذ بلحيته ورأسه: {قَالَ ياهارون مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّواْ} بعبادة العجل وبلغوا من المكابرة إلى أن شافهوك بتلك المقالةِ الشنعاء {أَن لا تَتَّبِعَنِ} أي أن تتّبعَني، على أن لا مزيدةٌ وهو مفعولٌ ثانٍ لمنع وهو عامل في إذ، أيْ أيُّ شيءٍ منعك حين رؤيتِك لضلالهم من أن لا تتبعني في الغضب لله تعالى والمقاتلة مع من كفر به، وقيل: المعنى ما حملك على أن تتبعني، فإن المنع عن الشيء مستلزمٌ للحمل على مقابله، وقيل: ما منعك أن تلحقَني وتُخبرَني بضلالهم فتكونَ مفارقتُك مزْجرةً لهم، وفيه أن نصائحَ هارونَ عليه السلام حيث لم تزجُرْهم عما كانوا عليه فلأن لا تزجُرَهم مفارقتُه إياهم عنه أولى، والاعتذارُ بأنهم إذا علموا أنه يلحقه ويخبره بالقصة يخافون رجوعَ موسى عليه السلام فينزجروا عن ذلك بمعزل من حيز القبول، كيف لا وهم قد صرحوا بأنهم عاكفون عليه إلى رجوعه عليه السلام {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِى} أي بالصلابة في الدين والمحاماةِ عليه فإن قوله له عليهما السلام: اخلُفني متضمنٌ للأمر بهما حتمًا، فإن الخلافةَ لا تتحقق إلا بمباشرة الخليفة ما كان يباشره المستخلِفُ لو كان حاضرًا، والهمزة للإنكار التوبيخي والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام، أي ألم تتبعني أو خالفتني فعصيت أمري.