فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وهو مؤذن بأن موسى حين وبّخه أخذ بِشَعرِ لحية هارون، ويشعر بأنه يجذبه إليه ليلطمه، وقد صرح به في الأعراف (50) بقوله تعالى: {وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه}.
وقرأ الجمهور يا ابن أمَّ بفتح الميم.
وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم، وخلف بكسر الميم وأصله: يا ابن أمّي، فحذفت ياء المتكلم تخفيفًا، وهو حذف مخصوص بالنداء.
والقراءتان وجهان في حذف ياء المتكلّم المضاف إليها لفظ أمّ ولفظ عَمّ في النداء.
وعطف الرأس على اللحية لأنّ أخذه من لحيته أشد ألمًا وأنكى في الإذلال.
وابنُ الأم: الأخ.
وعدل عن يا أخي إلى {ابن أم} لأن ذكر الأم تذكير بأقوى أواصر الأخوّة، وهي آصرة الولادة من بطن واحد والرضاععِ من لبان واحد.
واللِحية بكسر اللاّم ويجوز فتح اللاّم في لغة الحجاز اسم للشعر النابت بالوجه على موضع اللحيين والذقْن، وقد أجمع القراء على كسر اللاّم من {لِحيتي}.
واعتذر هارون عن بقائه بين القوم بقوله: {إني خشيت أن تقول فرقتَ} أي أن تظن ذلك بي فتقوله لوْمًا وتحميلًا لتبعة الفرقة التي ظن أنها واقعة لا محالة إذا أظهر هارون غضبه عليهم لأنه يستتبعه طائفة من الثابتين على الإيمان ويخالفهم الجمهور فيقع انشقاق بين القوم وربما اقتتلوا فرأى من المصلحة أن يظهر الرضى عن فعلهم ليهدأ الجمهور ويصبر المؤمنون اقتداء بهارون، ورأى في سلوك هذه السياسة تحقيقًا لقول موسى له {وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} في سورة الأعراف (142).
وهو الذي أشار إليه هنا بقوله: {ولَمْ تَرْقُب قَوْلي}، فهو من جملة حكاية قول موسى الذي قدره هارون في ظنه.
وهذا اجتهاد منه في سياسة الأمة إذ تعارضت عنده مصلحتان مصلحة حفظ العقيدة ومصلحة حفظ الجامعة من الهرج.
وفي أثنائها حفظ الأنفس والأموال والأخوة بين الأمّة فرجّح الثانية، وإنما رجحها لأنه رآها أدوم فإن مصلحة حفظ العقيدة يُستدرك فواتُها الوقتيُّ برجوع موسى وإبطاله عبادة العجل حيث غيوا عكوفهم على العجل برجوع موسى، بخلاف مصلحة حفظ الأنفس والأموال واجتماع الكلمة إذا انثلمت عسر تداركها.
وتضمن هذا قوله: {إنِّي خَشِيتُ أن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بني إسرائيلَ ولَمْ تَرْقُب قَوْلِي}، وكان اجتهاده ذلك مرجوحًا لأن حفظ الأصل الأصيل للشريعة أهم من حفظ الأصول المتفرعة عليه، لأنّ مصلحة صلاح الاعتقاد هي أم المصالح التي بها صلاح الاجتماع، كما بيناه في كتاب أصول نظام الاجتماع الإسلامي، ولذلك لم يكن موسى خَافيًا عليه أن هارون كان من واجبه أن يتركهم وضلالهم وأن يلتحق بأخيه مع علمه بما يفضي إلى ذلك من الاختلاف بينهم، فإن حرمة الشريعة بحفظ أصولها وعدم التساهل فيها، وبحرمة الشريعة يبقى نفوذها في الأمة والعملُ بها كما بينته في كتاب مقاصد الشريعة.
وفي قوله تعالى: {بين بَني} جناس، وطرد وعكس.
وهذا بعض ما اعتذر به هارون، وحكي عنه في سورة الأعراف (150) أنه اعتذر بقوله: {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.
{قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)}.
التفت موسى بتوجيه الخطاب إلى السامريّ الذي كان سببًا في إضلال القوم، فالجملة ناشئة عن قول القوم {فكذلك ألقى السامريّ فأخرج لهم عجلًا} [طه: 88].. إلخ، فهي ابتداء خطاب.
ولعل موسى لم يغلظ له القول كما أغلظ لهارون لأنه كان جاهلًا بالدّين فلم يكن في ضلاله عجب.
ولعل هذا يؤيد ما قيل: إن السامريّ لم يكن من بني إسرائيل ولكنه كان من القِبط أو من كِرمان فاندسّ في بني إسرائيل.
ولما كان موسى مبعوثًا لبني إسرائيل خاصة ولفرعون وملئه لأجل إطلاق بني إسرائيل، كان اتّباع غير الإسرائيليين لشريعة موسى أمرًا غير واجب على غير الإسرائيليين ولكنه مرغّب فيه لما فيه من الاهتداء، فلذلك لم يعنفه موسى لأنّ الأجدر بالتعنيف هم القوم الذين عاهدوا الله على الشريعة.
ومعنى {ما خطبك} ما طَلبك، أي ماذا تخطب، أي تطلب، فهو مصدر.
قال ابن عطية: وهي كلمة أكثر ما تستعمل في المَكاره، لأن الخطب هو الشأن المكروه.
كقوله تعالى: {فما خَطبكم أيها المرسلون} [الذاريات: 31]، فالمعنى: ما هي مصيبتك التي أصبت بها القوم وما غرضك مما فعلت.
وقوله: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِه} إلى قوله: {فَنَبَذْتُهَا} إن حُملت كلمات {بَصُرت بما لم يبصروا به وقبضت قبضة} وأثر، ونبذتها على حقائق مدلولاتها كما ذهب إليه جمهور المفسرين كان المعنى أبصرت ما لم يُبصروه، أي نظرت ما لم ينظروه، بناء على أن بَصُرت، وأبصرت كلاهما من أفعال النظر بالعين، إلا أن بصُر بالشيء حقيقته صار بصيرًا به أو بصيرًا بسببه، أي شديد الإبصار، فهو أقوى من أبصرت، لأنّه صيغ من فَعُل بضم العين الذي تشتق منه الصفات المشبهة الدالة على كون الوصف سجية، قال تعالى: {فبصرت به عن جنب} في سورة القصص (11).
ولما كان المعنى هنا جليًّا عن أمر مرئيّ تعيّن حمل اللفظ على المجاز باستعارة بصُر الدال على قوّة الإبصار إلى معنى العِلم القويّ بعلاقة الإطلاق عن التقييد، كما في قوله تعالى: {فبصرك اليوم حديد} [ق: 22]، وكما سميت المعرفة الراسخة بَصيرة في قوله: {أدعوا إلى الله على بصيرة} [يوسف: 108].
وحكى في لسان العرب عن اللحياني: إنه لبصير بالأشياء، أي عالم بها، وبصرت بالشيء: علمته.
وجعل منه قوله تعالى: {بصرت بما لم يبصروا به} وكذلك فسرها الأخفش في نقل لسان العرب وأثبته الزجاج.
فالمعنى: علمتُ ما لم يعلموه وفطنت لما لم يفطنوا له، كما جعله في الكشاف أول وجهين في معنى الآية.
ولذلك طريقتان: إما جعل بصُرت مجازًا، وإما جعله حقيقة.
وقرأ الجمهور: {يبصروا} بتحتية على أنه رافع لضمير الغائب.
وقرأه حمزة، والكسائي، وخلف بفوقية على أنه خطاب لموسى ومن معه.
والقَبضة: بفتح القاف الواحدة: من القَبض، وهو غلق الراحة على شيء، فالقبضة مصدر بمعنى المفعول، وضد القبض: البسط.
والنبذ: إلقاء ما في اليد.
والأثر: حقيقته: ما يتركه الماشي من صورة قَدَمِه في الرمل أو التراب.
وتقدم آنفًا عند قوله تعالى: {قال هم أولاء على أثري} [طه: 84].
وعلى حمل هذه الكلمات على حقائقها يتعين صرف الرسول عن المعنى المشهور، فيتعين حمله على جبريل فإنه رسول من الله إلى الأنبياء.
فقال جمهور المفسرين: المراد بالرسول جبريل، ورووا قصة قالوا: إن السامري فتنهُ الله، فأراه الله جبريل راكبًا فرسًا فوطىءَ حافر الفرس مكانًا فإذا هو مخضَرّ بالنبات.
فعلم السامري أن أثر جبريل إذا ألقي في جماد صار حيًا، فأخذ قَبضة من ذلك التراب وصنَع عجلًا وألقى القبضة عليه فصار جسدًا، أي حيًا، له خوار كخوار العجل، فعبر عن ذلك الإلقاء بالنبذ.
وهذا الذي ذكروه لا يوجد في كتب الإسرائيليين ولا ورد به أثر من السنّة وإنما هي أقوال لبعض السلف ولعلها تسربت للناس من روايات القصاصين.
فإذا صُرفت هذه الكلمات الستُّ إلى معان مجازية كان بصُرت بمعنى علمتُ واهتديت، أي اهتديت إلى علم ما لم يعلموه، وهو علم صناعة التماثيل والصور الذي به صنع العجل، وعلم الحِيل الذي أوجد به خُوار العجل، وكانت القبضة بمعنى النصيب القليل، وكان الأثر بمعنى التعليم، أي الشريعة، وكان نبذت بمعنى أهملت ونقضت، أي كنت ذا معرفة إجمالية من هدي الشريعة فانخلعت عنها بالكفر.
وبذلك يصح أن يحمل لفظ الرسول على المعنى الشائع المتعارف وهو مَن أوحي إليه بشرع من الله وأُمر بتبليغه.
وكان المعنى: إني بعملي العجل للعبادة نقضت اتباع شريعة موسى.
والمعنى: أنه اعترف أمام موسى بصنعِهِ العجل واعترف بأنه جَهِل فَضَلّ، واعتذر بأن ذلك سوّلته له نفسه.
وعلى هذا المعنى فسر أبو مسلم الأصفهاني ورجحه الزمخشري بتقديمه في الذكر على تفسير الجمهور واختاره الفخر.
والتسويل: تزيين ما ليس بزين.
والتشبيه في قوله: {وكذلك سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} تشبيه الشيء بنفسه، كقوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمّة وسطًا} [البقرة: 143]، أي كذلك التسويل سولت لي نفسي، أي تسويلًا لا يقبل التعريفَ بأكثر من ذلك.
{قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ}.
لم يزد موسى في عقاب السامريّ على أن خلعه من الأمّة، إما لأنّه لم يكن من أنفسهم فلم يكن بالذي تجري عليه أحكام الشريعة، وإما لأنّ موسى أعلم بأن السامري لا يرجى صلاحه، فيكون ممن حقّت عليه كلمة العذاب، مثل الذين قال الله تعالى فيهم: {إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 97]، ويكون قد أطلع الله موسى على ذلك بوحي أو إلهام، مثل الذي قاتل قتالًا شديدًا مع المسلمين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إنه من أهل النّار» ومثل المنافقين الذين أعلم الله بهم محمدًا صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم حذيفة بن اليمان ببعضهم.
فقوله: {فَاذْهَبْ} الأظهر أنه أمر له بالانصراف والخروج من وسط الأمّة، ويجوز أن يكون كلمة زجر، كقوله تعالى: {قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنّم جزاؤكم} [الإسراء: 63]، وكقول الشاعر مما أنشده سيبويه في كتابه ولم يعزه:
فاليوم قَرّبْتَ تهجونا وتشتمنا ** فاذْهَبْ فما وبك لأيام من عجب

ويجوز أن يكون مرادًا به عدم الاكتراث بحاله كقول النبهاني من شعراء الحماسة:
فإن كنتَ سيدنا سُدْتَنا ** وإن كنت للخَال فاذْهَب فَخَلْ

أما قوله: {فَإنَّ لَكَ في الحَيَاةِ أن تَقُولَ لا مِساس وإنَّ لكَ مَوْعِدًا لَن تُخْلفَهُ} فهو إخبار بما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، فجعل حَظه في حياته أن يقول لا مِساس، أي سلبه الله الأُنس الذي في طبع الإنسان فعوضه به هوسًا ووسواسًا وتوحشًا، فأصبح متباعدًا عن مخالطة الناس، عائشًا وحده لا يترك أحدًا يقترب منه، فإذا لقيه إنسان قال له: لا مساس، يخشى أن يمسه، أي لا تمسني ولا أمسك، أو أراد لا اقتراب مني، فإن المس يطلق على الاقتراب كقوله: {ولا تمسوها بسوء} [هود: 64]، وهذا أنسب بصيغة المفاعلة، أي مقاربة بيننا، فكان يقول ذلك، وهذه حالة فظيعة أصبح بها سخرية.
ومِساس بكسر الميم في قراءة جميع القراء وهو مصدر ماسّهُ بمعنى مسه، و{لا} نافية للجنس، و{مساس} اسمها مبني على الفتح.
وقوله: {وإنَّ لكَ مَوعِدًا} اللام في {لَكَ} استعارة تهكمية، كقوله تعالى: {وإن أسأتم لها} [الإسراء: 7] أي فعليها.
وتوعده بعذاب الآخرة فجعله موعدًا له، أي موعد الحشر والعذاببِ، فالموعد مصدر، أي وعد لا يخلف {وعد الله لا يخلف الله وعده} [الروم: 6].
وهنا توعُّد بعذاب الآخرة.
وقرأ الجمهور: {لن تُخلَفه} بفتح اللاّم مبنيًّا للمجهول للعلم بفاعله، وهو الله تعالى، أي لا يؤخره الله عنك، فاستعير الإخلاف للتأخير لمناسبة الموعد.
وقرأه ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بكسر اللام مضارع أخْلَف وهمزته للوجدان.
يقال: أخلف الوعد إذا وجده مُخْلَفًا، وإما على جعل السامريّ هو الذي بيده إخلاف الوعد وأنه لا يخلفه، وذلك على طريق التهكم تبعًا للتهكم الذي أفاده لام الملك.
وبعد أن أوعد موسى السامريّ بيّن له وللذين اتبعوه ضلالهم بعبادتهم العجل بأنه لا يستحق الإلهيّة لأنّه معرّض للامتهان والعَجز، فقال: {وانْظُر إلى إلهك الَّذِي ظَلتَ عليهِ عاكِفًا لنُحرِقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ في الْيَممِ نَسْفًا}.
فجعَل الاستدلال بالنظر إشارة إلى أنه دليل بيّن لا يحتاج المستدل به إلى أكثر من المشاهدة فإن دلالة المحسوسات أوضح من دلالة المعقولات.
وأضاف الإله إلى ضمير السامريّ تهكمًا بالسامريّ وتحقيرًا له، ووصف ذلك الإله المزعوم بطريق الموصولية لما تدلّ عليه الصلة من التنبيه على الضلال والخطأ، أي الذي لا يستحق أن يعكف عليه.
وقوله: {ظلتَ} بفتح الظاء في القراءات المشهورة، وأصله: ظَلَلْتَ: حذفت منه اللام الأولى تخفيفًا من توالي اللاميْن وهو حذف نادر عند سيبويه وعند غيره هو قياس.
وفعل ظلّ من أخوات كان.
وأصله الدلالة على اتصاف اسمه بخبره في وقت النّهار، وهو هنا مجاز في معنى دام بعلاقة الإطلاق بناء على أنّ غالب الأعمال يكون في النّهار.
والعكوف: ملازمة العبادة وتقدم آنفًا.
وتقديم المجرور في قوله: {عَلَيْهِ عَاكِفًَا} للتخصيص، أي الذي اخترته للعبادة دون غيره، أي دون الله تعالى.
وقرأ الجمهور: {لنُحرِّقنَّه} بضم النون الأولى وفتح الحاء وكسر الراء مشددة.
والتحريق: الإحراق الشديد، أي لنحرقنه إحراقًا لا يدع له شكلًا.
وأراد به أن يذيبه بالنّار حتى يفسد شكله ويصير قِطَعًا.
وقرأ ابن جمّاز عن أبي جعفر {لنُحْرِقنه} بضم النّون الأولى وبإسكان الحاء وتخفيف الراء.
وقرأه ابن وَردان عن أبي جعفر بفتح النون الأولى وإسكان الحاء وضم الراء لأنّه يقال: أحرقه وحرّقه.
والنسف: تفريقٌ وإذراء لأجزاء شيء صلب كالبناء والتراب.
وأراد باليمّ البحر الأحمر المسمى بحر القلزم، والمسمى في التوراة: بحْرَ سُوف، وكانوا نازلين حينئذ على ساحله في سفح الطور.
و{ثم} للتّراخي الرتبي، لأن نسف العجل أشد في إعدامه من تحريقه وأذل له.
وأكد ننسِفَنّه بالمفعول المطلق إشارة إلى أنه لا يتردد في ذلك ولا يخشى غضبه كما يزعمون أنّه إله. اهـ.

.قال الشعراوي:

{قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)}.
{لَن نَّبْرَحَ} [طه: 91]. أي سنظل عل هذا الحال، البعض يظن أنها للمكان فقط، إنما هي حَسْب ما تتعلق به، تقول: لا أبرح سائرًا حتى أصِلَ لغرضي، ولا أبرح هذه المكان فقد تكون للمكان، وقد تكون للحال. كما ورد في القرآن: للمكان والإقامة في قوله: {فَلَنْ أَبْرَحَ الأرض حتى يَأْذَنَ لي أبي} [يوسف: 80].
وللحال في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ موسى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حتى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البحرين} [الكهف: 60] أي: لا أبرح السير.