فصل: قال الصابوني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الصابوني:

سورة الأنبياء مكية وآياتها اثنتا عشرة ومائة آية.

.بين يدي السورة:

هذه السورة مكية وهي تعالج موضوع العقيدة الإسلام ية في ميادينها الكبيرة الرسالة، الوحدانية، البعث والجزاء وتتحدث عن الساعة وشدائدها، والقيامة واهوالها، وعن قصص الانبياء المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن غفلة الناس عن الآخرة، وعن الحساب والجزاء، بينما القيامة تلوح لهم، وهم عن ذلك اليوم الرهيب غافلون، وقد شغلتهم مغريات الحياة عن الحساب المرقوب. ثم انتقلت إلى الحديث عن المكذبين، وهم يشهدون مصارع الغابرين، ولَكِنهم لا يعتبرون ولا يتعظون، حتى إذا ما فاجأهم العذاب، رفعوا اصواتهم بالتضرع والاستغاثة، ولَكِن هيهات ان ينفع الندم، او تفيد الاستغاثة. وتناولت السورة دلائل القدرة في الأنفس والآفاق، لتنبه على عظمة الخالق المدبر الحكيم، فيما خلق وأبدع، ولتربط بين وحدة الكون، ووحدة الإله الكبير جل جلاله. وبعد عرض الأدلة والبراهين، الشاهدة على وحدانية رب العالمين، تذكر السورة حال المشركين، وهم يتلقون الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستهزاء والسخرية والتكذيب، وتعقب على ذلك بسنة الله الكونية في اهلاك الطغاة المجرمين ثم تتناول السورة الكريمة قصص بعض الرسل، وتتحدث بالاسهاب عن قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه الوثنيين، في أسلوب مشوق، فيه من نصاعة البيان، وقوة الحجة والبرهان، ما يجعل الخصم يقر بالهزيمة في خنوع واستسلام، وفي قصته عبر وعظات، لمن كان له قلب وفكر سليم.. وتتابع السورة الحديث عن الرسل الكرام فتتحدث عن اسحاق، ويعقوب، ولوط، ونوح، وداود، وسليمان، وايوب، واسماعيل، وادريس، وذي الكفل، وذي النون، وزكريا، وعيسى بايجاز، ولهذا سميت سورة الانبياء، مع بيان الاهوال والشدائد التي تعرضوا لها، وتختم ببيان رسالة سيد المرسلين محمد بن عبد الله المرسل رحمة للعالمين.

.التسمية:

سميت سورة الأنبياء لأن الله تعالى ذكر فيها جملة من الانبياء الكرام في استعراضٍ سريع، يطول احيانا ويقصر احيانا، وذكر جهادهم وصبرهم وتضحيتهم في سبيل الله، وتفانيهم في تبليغ الدعوة لاسعاد البشرية. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الأنبياء مكية وقد ذكر نظيرتها في غير الكوفي ولا نظير لها فيه، وكلمها ألف ومئة وثمان وستون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وثماني مئة وتسعون حرفا، وهي مئة واثنتا عشرة آية في الكوفي وإحدى عشرة في عدد الباقين اختلافها آية {ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} عدها الكوفي ولم يعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع موضعان {بل أكثرهم لا يعلمون} و{لا يشفقون}.

.ورءوس الآي:

{معرضون}.
1- {يلعبون}.
2- {تبصرون}.
3- {العليم}.
4- {الأولون}.
5- {يؤمنون}.
6- {لا تعلمون}.
7- {خالدين}.
8- {المسرفين}.
9- {تعقلون}.
10- {آخرين}.
11- {يركضون}.
12- {تسألون}.
13- {ظالمين}.
14- {خامدين}.
15- {لاعبين}.
16- {فاعلين}.
17- {تصفون}.
18- {يستحسرون}.
19- {لا يفترون}.
20- {ينشرون}.
21- {يصفون}.
22- {يسألون}.
23- {معرضون}.
24- {فاعبدون}.
25- {مكرمون}.
26- {يعملون}.
27- {مشفقون}.
28- {الظالمين}.
29- {يؤمنون}.
30- {يهتدون}.
31- {معرضون}.
32- {يسبحون}.
33- {الخالدون}.
34- {ترجعون}.
35- {كافرون}.
36- {تستعجلون}.
37- {صادقين}.
38- {ينصرون}.
39- {ينظرون}.
40- {يستهزئون}.
41- {معرضون}.
42- {يصحبون}.
43- {الغالبون}.
44- {ينذرون}.
45- {ظالمين}.
46- {حاسبين}.
47- {للمتقين}.
48- {مشفقون}.
49- {منكرون}.
50- {عالمين}.
51- {عاكفون}.
52- {عابدين}.
53- {مبين}.
54- {اللاعبين}.
55- {الشاهدين}.
56- {مدبرين}.
57- {يرجعون}.
58- {الظالمين}.
59- {إبراهيم}.
60- {يشهدون}.
61- {يا إبراهيم}.
62- {ينطقون}.
63- {الظالمون}.
64- {ينطقون}.
65- {تعقلون}.
67- {فاعلين}.
68- {إبراهيم}.
69- {الأخسرين}.
70- {للعالمين}.
71- {صالحين}.
72- {عابدين}.
73- {فاسقين}.
74- {الصالحين}.
75- {العظيم}.
76- {أجمعين}.
77- {شاهدين}.
78- {فاعلين}.
79- {شاكرون}.
80- {عالمين}.
81- {حافظين}.
82- {الراحمين}.
83- {للعابدين}.
84- {الصابرين}.
85- {الصالحين}.
86- {الظالمين}.
87- {المؤمنين}.
88- {الوارثين}.
89- {خاشعين}.
90- {للعالمين}.
91- {فاعبدون}.
92- {راجعون}.
93- {كاتبون}.
94- {لا يرجعون}.
95- {ينسلون}.
96- {ظالمين}.
97- {واردون}.
98- {خالدون}.
99- {لا يسمعون}.
100- {مبعدون}.
101- {خالدون}.
102- {توعدون}.
103- {فاعلين}.
104- {الصالحون}.
105- {عابدين}.
106- {للعالمين}.
107- {مسلمون}.
108- {ما توعدون}.
109- {تكتمون}.
110- {إلى حين}.
111- {تصفون}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الأنبياء:
{اقترب} وقرب بمعنى، والمراد من اقتراب الحساب اقتراب زمانه: وهو مجىء الساعة، والناس: هم المكلفون، {معرضون} أي عن التأهب لهذا اليوم، {من ذكر} أي قرآن، {محدث} أي جديد إنزاله، {يلعبون} أي يسخرون ويستهزئون، {لاهية قلوبهم} أي غافلة قلوبهم عن ذكر اللّه، النجوى: التناجي، والمراد أنهم أخفوا تناجيهم ولم يتناجوا بمرأى من غيرهم، {أضغاث أحلام} أي تخاليط أحلام رآها في النوم، {افتراه} اختلقه من تلقاء نفسه، {بل} كلمة تذكر للانتقال من غرض إلى آخر، ولا تذكر في القرآن إلا على هذا الوجه كما قال ابن مالك وسبقه إليه صاحب الوسيط ووافقه ابن الحاجب وهو الحق.
{أهل الذكر}: هم أهل الكتاب، الجسد: كالجسم إلا أنه لا يقال لغير الإنسان كما قال الخليل بن أحمد، {خالدين} أي باقين، {الوعد} هو نصرهم وإهلاك أعدائهم، {المسرفين} أي الكافرين، {ذكركم} أي عظتكم، {تعقلون} أي تتدبرون ما في تضاعيفه من العبر والمواعظ.
{كم} لفظ يفيد تكثير وقوع ما بعدها، القصم: هو الكسر بتفريق الأجزاء وإذهاب التئامها، والإحساس: الإدراك بالحساسة: أي أدركوا بحاسة البصر عذابنا الشديد، والبأس: الشدة، والركض: الفرار والهرب يقال ركض الرجل الفرس برجليه إذا كدّه بساقيه ثم كثر حتى قيل ركض الفرس إذا عدا، ومنه {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} والإتراف: إبطار النعمة يقال أترف فلان أي وسّع عليه في معاشه وقلّ فيه همه، {يا ويلنا} أي يا هلاكنا، {دعواهم} أي دعوتهم التي يردّدونها، {حصيدا}: أي كالزرع المحصود بالمناجل، {خامدين} أي كالنار التي خمدت وانطفأت.
اللعب: الفعل لا يقصد به مقصد صحيح، واللهو: الفعل يعمل ترويحا عن النفس، ومن ثم تسمى المرأة والولد لهوا لأنه يستروح بكل منهما، ويقال لا مرأة الرجل وولده ريحانتاه، من لدنا: أي من عندنا، القذف: الرمي البعيد، وأصل الدمغ: كسر الشيء الرّخو ويراد به هنا القهر والإهلاك، زاهق: أي زائل ذاهب، الويل: الهلاك، من عنده: هم الملائكة، لا يستكبرون أي لا يتعظمون، يستحسرون: أي يكلون ويتعبون، يقال حسر البعير إذا أعيا وكلّ، ومثل استحسر وتحسر، لا يفترون: أي لا يضعفون ولا يتراخون.
{ينشرون} من أنشره. أي أحياه، {لفسدتا} أي لخرجتا عن نظامهما وخربتا، {فسبحان اللّه أي} تنزيها له عما وصفوه به، {هذا ذكر من معى} أي هذا الوحى المتضمن للتوحيد عظة أمتى، {وذكر من قبلى} أي وموعظتهم وإرشادهم، {لا يسبقونه بالقول} أي لا يتكلمون حتى يأمرهم، {مكرمون} أي مقربون عنده، {من خشيته}: أي بسبب خوف عذابه، {مشفقون} أي حذرون.