فصل: المعنى الجملي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.المعنى الجملي:

بعد أن أبان سبحانه في سابق الآيات أن كثيرا من الأمم المكذبة لرسلها قد أبيدت وأنشئ بعدها أقوام آخرون، وأنهم حين أحسوا بالبأس ارعووا وندموا حيث لا ينفع الندم ثم أردف ذلك ذكر أن من في السموات والأرض عبيده، وأن الملائكة لا يستكبرون عن عبادته، ولا يكلّون ولا يملون منها- ذكر هنا أنه كان يجب عليهم أن يبادروا إلى التوحيد، لَكِنهم لم يفعلوا ذلك، بل فعلوا ضده فكانوا جديرين بالتوبيخ والتعنيف، ثم أقام البرهان على وحدانيته وأنه لو كان في السموات والأرض إلهان لهلك من فيهما، تنزه ربنا عما يقول هؤلاء المشركون، وقد كذب من اتخذ آلهة لا دليل عليها، وأن جميع الأديان جاءت بإخلاص التوحيد، كما كذب من جعل للّه ولدا فقال: الملائكة بنات اللّه، والملائكة خلق مطيعون لربهم لا يفعلون إلا ما يؤمرون به ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خوفه حذرون، ومن يقل منهم إنه إله فلا جزاء له إلا جهنم، وهى جزاء كل ظالم.
الرتق: الضم والالتحام خلقة كان أو صنعة، والفتق: الفصل بين الشيئين الملتصقين، الرواسي: الثوابت واحدها راسية، وتميد: تتحرك وتضطرب، والفجاج واحدها فج، وهو شقة يكتنفها جبلان، والسبل واحدها سبيل: وهو الطريق الواسع والفلك: كل شيء دائر، وجمعه أفلاك.
{الخلد} الخلود والبقاء، الذوق: هنا الإدراك والمراد من الموت مقدماته من الآلام العظيمة، والمدرك لذلك هي النفس المفارقة التي تدرك مفارقتها للبدن، و{نبلوكم}: أي نختبركم والمراد نعاملكم معاملة من يختبركم، {بالخير والشر} أي المحبوب والمكروه، {فتنة} أي ابتلاء، إن يتخذونك {إلا هزوا} أي ما يتخذونك إلا مهزوءا به مسخورا منه.
العجل والعجلة: طلب الشيء قبل أوانه، والمراد بالإنسان: هذا النوع، وقد جعل لفرط استعجاله وقلة صبره كأنه مخلوق من العجل مبالغة كما يقال للرجل الذكي هو نار تشتعل، ويقال لمن يكثر منه الكرم: فلان خلق من الكرم، قال المبرد: خلق الإنسان من عجل: أي إن من شأنه العجلة كقوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} أي خلقكم ضعفاء، والآيات هي آيات النقم التي هددهم بوقوعها، وإراءتهم إياها: إصابتهم بها. والمراد بالوعد قيام الساعة، {لا يكفون} أي لا يمنعون، {بغتة} أي فجأة، تبهتهم: أي تدهشهم وتحيّرهم، {ينظرون} أي يمهلون ويؤخّرون، {حاق} حل ونزل.
{يكلؤكم} يحرسكم ويحفظكم قاله ابن عباس، {من الرحمن} أي من بأسه وعقابه الذي تستحقونه، {من دوننا} أي من غيرنا، {يصحبون} أي يجارون من عذابنا تقول العرب أنا لك جار وصاحب من فلان: أي ومجير منه واختاره الطبري، {نفحة}: أي قسط ونصيب ضئيل، حبة الخردل: مثل في الصغر، {حاسبين} أي عادّين محصين.
الفرقان: هي التوراة، وهى الضياء والموعظة، وكانت فرقانا، لأنها تفرق بين الحق والباطل، وكانت ضياء لأنها تنير طريق الهدى للمتقين، وكانت موعظة لما فيها من عبرة للسالكين سبل النجاة، {يخشون ربهم} أي يخشون عذابه، {مشفقون} أي خائفون، {مبارك} أي كثير الخير غزير النفع.
الرشد: هو الاهتداء إلى وجوه الصلاح في الدين والدنيا، والاسترشاد بالنواميس الإلهية، {التماثيل} واحدها تمثال وهو الصورة المصنوعة على شبه مخلوق من صنع اللّه كطير أو شجر أو إنسان والمراد بها هنا الأصنام، سماها بذلك تحقيرا لشأنها، والعكوف على الشيء: ملازمته والإقبال عليه، {بالحق} أي بالشيء الثابت في الواقع، اللاعبين: أي الهازلين، {فطرهن} أي أنشأهن، {من الشاهدين} أي المتحققين صحته، المثبتة بالبرهان، والكيد: الاحتيال في إيجاد ما يضر مع إظهار خلافه، والمراد المبالغة في إلحاق الأذى بها، {جذاذا} أي قطعا، من الجذ، وهو القطع.
{يذكرهم} أي يعيبهم ويسبهم، {على أعين الناس} أي على رءوس الأشهاد في الملأ، {يشهدون} أي بفعله أو قوله، {فرجعوا إلى أنفسهم} أي ففكروا وتدبروا، {الظالمون} أي الظالمون لأنفسكم بغفلتكم عن آلهتكم وعدم حفظكم إياها، ويقال نكسته: أي قلبته فجعلت أعلاه أسفله، والمراد أنهم بعد أن أفروا أنهم ظالمون انقلبوا من تلك الحال إلى المكابرة والجدل بالباطل. أف: كلمة تدل على أن قائلها متضجر متألم من أمر، والكيد: المكر والخديعة. {لوط} هو ابن أخى إبراهيم: قاله ابن عباس، {والأرض} هي أرض الشام.
{نافلة} أي عطية ومنحة، {حكما} أي نبوة، {القرية} هي سدوم التي بعث إليها لوط، و{الخبائث} الأعمال الخبيثة التي يستقذرها أرباب الفطر السليمة.
الكرب: الغم الشديد والمراد به هنا العذاب النازل بقومه وهو الغرق بعد أن لقى منهم الأذى، {قوم سوء}: أي منهمكين في شرورهم وآثامهم.
الحرث هنا: الزرع، والنفش: رعى الماشية في الليل بلا راع، و{شاهدين} أي حاضرين، واللبوس: الدروع، والبأس: الحرب، والريح العاصف: الشديدة الهبوب، {إلى الأرض التي باركنا فيها}: هي أرض الشام، والغوص: النزول إلى قاع البحار لإخراج شيء منها، و{دون ذلك} أي غير ذلك كبناء المدن والقصور واختراع الصناعات الغريبة.
{أيوب} هو أيوب بن أموص اصطفاه اللّه وبسط الدنيا وكثر أهله وماله، ثم ابتلاه بموت أولاده بسقوط البيت وبذهاب أمواله وبالمرض في بدنه ثمانى عشرة سنة، وسنه إذ ذاك سبعون سنة، ثم آتاه اللّه من الأولاد ضعف ما كان وأزال عنه ما به من مرض، وسيأتى تفصيل قصصه في سورة ص، والضرر: شائع في كل ضرر، و{الضر} بالضم: خاص بما في النفس من مرض وهزال ونحوهما، والذكرى: التذكرة.
{النون}: الحوت وجمعه نينان، وذو النون: أي صاحب الحوت وهو يونس بن متى، {مغاضبا} أي غضبان من قومه، لتماديهم في العناد والطغيان، {نقدر عليه}: أي نضيق عليه في أمره بحبس ونحوه، و{الظلمات}: هي ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل.
الإحصان: المنع مطلقا، والفرج في الأصل: الشق بين الشيئين كالفرجة، ثم أطلق على السّوءة، وكثر حتى صار كالصريح في ذلك، والروح هو المعنى المعروف، ونفخ الروح: هو الإحياء، آية: أي برهانا ودليلا على قدرة اللّه.
الأمة: القوم المجتمعون على أمر ثم شاع استعمالها في الدين، وتقطعوا أمرهم بينهم: أي جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا، و{حرام} أي ممتنع، و{قرية} أي أهلها، {أهلَكِناها}: أي قدرنا هلاكها، {يأجوج وماجوج} تقدم الكلام فيهما وفى بيان أصلهما، و{حدب}: أي مرتفع من الأرض، {ينسلون} أي يسرعون، و{اقترب} أي قرب، {الوعد الحق} هو يوم القيامة، {شاخصة} أي مرتفعة أجفانها لا تكاد تطرف من شدة الهول، والويل: الهلاك.
الحصب: ما يرمى به في النار لاشتعالها، والزفير: صوت نفس المغموم يخرج من أقصى الجوف، و{الحسنى}: أي الكلمة الحسنى التي تتضمن البشارة بثوابهم حين الجزاء على أعمالهم، والحسيس: الصوت الذي يحس من حركتها، و{السجل}: هو الصحيفة.
{الزبور} الكتب التي أنزلت على الأنبياء، و{الذكر}: اللوح المحفوظ، والبلاغ الكفاية، والعابد: من عمل بما يعلم من أحكام الشريعة وآدابها.
{مسلمون} أي منقادون خاضعون، {تولوا} أي أعرضوا، {آذنتكم} أي أعلمتكم وكثر استعماله في الإنذار كما في قوله: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} {ما توعدون} من غلبة المسلمين عليكم، {فتنة} أي اختبار، و{احكم} أي اقض، و{بالحق} أي العدل والمراد بذلك تعجيل العذاب لهم، {ما تصفون} أي ما تقولون وتفترون من الكذب كقولكم {بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ} وقولكم إن للرحمن ولدا. اهـ باختصار.

.قال الفراء:

ومن سورة الأنبياء:
وقوله: {ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} (2) لو كان المحدث نصبا أو رفعا لكان صوابا. النصب على الفعل: ما يأتيهم محدثا والرفع على الردّ على تأويل الذكر لأنك لو ألقيت من لرفعت الذكر. وهو كقولك: ما من أحد قائم وقائم وقائما. النصب في هذه على استحسان الباء، وفى الأولى على الفعل.
وقوله: {لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} (3) منصوبة على العطف على قوله: {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} لأن قوله: {وهم يلعبون} بمنزلة {لاعبين} فكأنه: إلّا استمعوه لاعبين لاهية قلوبهم. ونصبه أيضا من إخراجه من الاسم المضمر في {يَلْعَبُونَ} يلعبون كذلك لاهية قلوبهم. ولو رفعت {لاهِيَةً} تتبعها {يلعبون} كان صوابا كما تقول: عبد اللّه يلهو ولاعب. ومثله قول الشاعر:
يقصد في أسوقها وجائر

ورفع أيضا على الاستئناف لا بالردّ على {يلعبون}.
وقوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} إنما قيل: وأسرّوا لأنها للناس الذين وصفوا باللهو واللعب و{الَّذِينَ} تابعة للناس مخفوضة كأنك قلت: اقترب للناس الذين هذه حالهم. وإن شئت جعلت {الَّذِينَ} مستأنقة مرفوعة، كأنك جعلتها تفسيرا للأسماء التي في أسرّوا كما قال: {فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ}.
وقوله: {قالَ رَبِّي} (4) و{قل ربى} وكلّ صواب.
وقوله: {أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ} (5) ردّ ببل على معنى تكذيبهم، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم، لأن معناه خطاب وإخبار عن الجاحدين.
وقوله: {فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الأولونَ} كالآيات التي جاء بها الأولون.
فقال الله: {ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكِناها} (6) ممّن جاءته آية فكيف يؤمن هؤلاء.
وقوله: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} (7) أي أهل الكتب التوراة والإنجيل.
وقوله: {وما جَعَلْناهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ} (8) وحّد الجسد ولم يجمعه وهو عربىّ لأن الجسد كقولك شيئا مجسّدا لأنه مأخوذ من فعل فكفى من الجمع، وكذلك قراءة من قرأ {لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} والمعني سقوف ثم قال: {لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ} يقول: لم نجعلهم جسدا إلّا ليأكلوا الطعام {وما كانُوا خالِدِينَ} بأكلهم وشربهم، يعنى الرجال المرسلين. ولو قيل: لا يأكل الطعام كان صوابا تجعل الفعل للجسد، كما تقول. أنتما شيئان صالحان، وشىء صالح وشىء صالحان. ومثله {أَمَنَةً نُعاسًا تغشى طائفة} و{يَغْشى} مثله {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ} ثم قال: {كَالْمُهْلِ تغلى} للشجرة و{يَغْلِي} للطعام وكذلك قوله: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى} و{تمنى}.
وقوله: {كِتابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} (10) شرفكم.
وقوله: {إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ} (12): يهربون وينهزمون.
وقوله: {فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ} (15) يعنى قولهم: {إنا كنّا ظالمين} أي لم يزالوا يردّدونها. وفى هذا الموضع يصلح التذكير. وهو مثل قوله: {ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ} و{تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ}.
وقوله: {لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا} (17) قال الفراء حدثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس قال: اللهو: الولد بلغة حضرموت.
وقوله: {إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ} جاء في التفسير: ما كنا فاعلين وإن قد تكون في معنى ما كقوله: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} وقد تكون إن التي في مذهب جزاء فيكون: إن كنّا فاعلين ولَكِنا لا نفعل. وهو أشبه الوجهين بمذهب العربيّة واللّه أعلم.
وقوله: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا} (22) إلّا في هذا الموضع بمنزله سوى كأنك قلت: لو كان فيهما آلهة سوى أو غير اللّه لفسد أهلهما يعنى أهل السماء والأرض.
وقوله: {سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ} (26) معناه: بل هم عباد مكرمون. ولو كانت: بل عبادا مكرمين مردودة على الولد أي لم نتّخذهم ولدا ولَكِن اتخذناهم عبادا مكرمين قالَ صَوابًا.
وقوله: {أَنَّ السَّماواتِ وَالأرض كانَتا رَتْقًا فَفَتَقْناهُما} (30) فتقت السماء بالقطر والأرض بالنبت وقال: {كانَتا رَتْقًا} ولم يقل: رتقين وهو كما قال: {ما جَعَلْناهُمْ جَسَدًا}.
وقوله: {وَجَعَلْنا مِنَ الماء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} خفض ولو كانت: حيّا كان صوابا أي جعلنا كلّ شيء حيّا من الماء.
وقوله: {وَجَعَلْنَا السماء سَقْفًا مَحْفُوظًا} (32) ولو قيل: محفوظا يذهب بالتأنيث إلى السماء وبالتذكير إلى السقف كما قال: {أَمَنَةً نُعاسًا تغشى} و{يَغْشى} وقيل {سَقْفًا} وهى سموات لأنها سقف على الأرض كالسّقف على البيت. ومعنى قوله: {مَحْفُوظًا}: حفظت مِنَ الشَّياطِينِ بالنجوم.
وقوله: {وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ} فآياتها قمرها وشمسها ونجومها. قد قرأ مجاهد {وهم عن آيتها معرضون} فوحّد {وجعل} السماء بما فيها آية وكل صواب.
وقال: {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (33) لغير الآدميّين للشمس والقمر والليل والنهار، وذلك أن السّباحة من أفعال الآدميين فقيلت بالنون كما قيل: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ} لأنّ السجود من أفعال الآدميّين. ويقال: إن الفلك موج مكفوف يجرين فيه.
وقوله: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ} (34) دخلت الفاء في الجزاء وهو إن وفى جوابه لأن الجزاء متّصل بقرآن قبله. فأدخلت فيه ألف الاستفهام على الفاء من الجزاء. ودخلت الفاء في قوله: {فهم} لأنه جواب للجزاء. ولو حذفت الفاء من قوله: {فهم} كان صوابا من وجهين أحدهما أن تريد الفاء فتضمرها، لأنها لا تغيّر هم عن رفعها فهناك يصلح الإضمار. والوجه الآخر أن يراد تقديم هم إلى الفاء فكأنّه قيل: أفهم الخالدون إن متّ.