فصل: (سورة الأنبياء: الآيات 78- 82):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنبياء: الآيات 78- 82]:

{وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًا آتَيْنا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الأرض الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شيء عالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ (82)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {داود} مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر داود وسليمان، الواو عاطفة {إذ} ظرف زمان للماضي متعلق بـ المضاف المقدّر خبر، {في الحرث} متعلق بـ: {يحكمان}، {إذ} ظرف متعلق بـ: {يحكمان}، {فيه} متعلق بـ: {نفشت}، الواو حاليّة {لحكمهم} متعلق بـ الخبر {شاهدين}.
جملة: {اذكر داود} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يحكمان} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نفشت غنم} في محلّ جر بإضافة إذ الثاني إليها.
وجملة: {كنّا شاهدين} في محلّ نصب حال.
الفاء عاطفة {سليمان} مفعول به ثان منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف نون {كلا علما} مرّ إعراب نظيرها، {الواو} عاطفة {مع} ظرف منصوب متعلق بـ: {يسبّحن}، ومنع داود من الصرف للعلميّة والعجمة {يسبّحن} مضارع مبنيّ على السكون.. و{النون} فاعل {الطير}.
معطوف على الجبال بالواو منصوب، الواو للعطف.
وجملة: {فهّمناها} في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحكمان.
وجملة: {آتينا} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {سخّرنا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة فهّمناها.
وجملة: {يسبّحن} في محلّ نصب حال من الجبال.
وجملة: {كنّا فاعلين} في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا.
الواو عاطفة {لكم} متعلق بـ نعت للبوس، اللام لام التعليل {تحصنكم} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {من بأسكم} متعلق بـ: {تحصنكم}.
والمصدر المؤوّل {أن تحصنكم} في محلّ جرّ باللام متعلق بـ: {علّمناه}.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر هل حرف الاستفهام.. والاستفهام بمعنى الأمر.
وجملة: {علّمناه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا.
وجملة: {تحصنكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {أنتم شاكرون} جواب شرط مقدّر أي إن فعلنا لكم ذلك فهل أنتم شاكرون.

.الصرف:

{صنعة}، مصدر صنع الثلاثيّ، أو مصدر المرّة منه، وزنه فعلة بفتح فسكون.
{لبوس}، جمع لبس- بكسر فسكون- اسم للشيء الملبوس، ووزن لبوس فعول بفتح الفاء.
الواو عاطفة {لسليمان} متعلق بفعل محذوف تقديره سخّرنا {الريح} مفعول به للفعل المقدّر منصوب {عاصفة} حال منصوبة من الريح {بأمره} متعلق بـ: {تجري}، {إلى الأرض} متعلق بـ: {تجري}، {التي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض {فيها} متعلق بـ: {باركنا}، الواو عاطفة {بكلّ} متعلق بـ خبر كنّا وهو {عالمين}.
وجملة: {سخّرنا لسليمان} في محلّ جرّ معطوفة على جملة علّمناه.
وجملة: {تجري} في محلّ نصب حال ثانية من الريح.
وجملة: {باركنا} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {كنّا عالمين} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {سخّرنا}.
الواو عاطفة {من الشياطين} متعلق بمحذوف خبر مقدّم، {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر {له} متعلق بـ: {يغوصون}، {عملا} مفعول به منصوب {دون} ظرف منصوب متعلق بـ نعت لـ {عملا}، الواو عاطفة {لهم} متعلق بالخبر {حافظين}.
وجملة: {من الشياطين من يغوصون} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {سخّرنا}.
وجملة: {يغوصون} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {يعملون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {كنّا حافظين} في محلّ جرّ معطوفة على جملة من الشياطين من يغوصون...

.الصرف:

{عاصفة}، مؤنث عاصف، اسم فاعل من عصف الثلاثيّ، وزنه فاعل.. وانظر الآية (22) من سورة يونس.

.البلاغة:

فن جمع المختلف والمؤتلف:
في قوله تعالى: {وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إلخ} وهذا الفن هو عبارة عن أن يريد المتكلم التسوية بين ممدوحين، فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما، ثم يروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر، بزيادة فضل لا ينقص مدح الآخر، فيأتي لأجل ذلك الترجيح بمعان تخالف معاني التسوية.
ففي الآية، ساوى أول الآية بين داود وسليمان عليهما السلام، في أهلية الحكم، ثم رجح آخرها سليمان، حيث يقول: {فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ}، وحصل الالتفات، فأتى بما يقوم مقام تلك الزيادة التي يرجح بها سليمان، لترشد إلى المساواة في الفضل، لتكون فضيلة السن وما يستتبعها من وفرة التجارب وحنكة الحياة قائمة مقام الزيادة التي رجح بها سليمان في الحكم.

.الفوائد:

1- قصة حكم سليمان وداود في الحرث:
روى التاريخ، أن رجلين دخلا على داود عليه السلام، أحدهما صاحب حرث، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: إن هذا قد انفلتت غنمه، فوقعت في حرثي، فلم تبق منه شيئا. فحكم له داود برقاب الغنم، مقابل الحرث. فخرجا، فمرا على سليمان، فأخبراه بحكم أبيه، فقال: لو ولّيت أمركما لحكمت بغير هذا. فعلم داود بمقالة سليمان، فدعاه وأقسم عليه إلا أخبره بما كان سيحكم به. فقال: أدفع الغنم لصاحب الحرث، ينتفع بلبنها وأوبارها، وأدفع الحرث لصاحب الغنم، يغرسه ويرعاه حتى يعود كما كان، ثم أعيد كلا لصاحبه. فأقر داود قضاء سليمان وأنفذه..
2- من عجائب حكم سليمان:
روى مسلم، من حديث أبي هريرة، قال: «بينا امرأتان معهما ابناهما، إذ جاء الذئب، فذهب بأحدهما، فقالت هذه: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود عليه السلام، فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه. فقال: ايتياني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك اللّه، فقضى به لها».

.[سورة الأنبياء: الآيات 83- 84]:

{وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (84)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {أيّوب إذ نادى} مثل نوحا إذ نادى، الواو حاليّة.
جملة: {اذكر أيّوب} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نادى} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {مسّني الضرّ} في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل {أنّي مسّني الضرّ} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء أي: بأنّي مسّني الضرّ، متعلق بـ: {نادى}.
وجملة: {أنت أرحم} في محلّ نصب حال والرابط مقدّر أي بي.
الفاء عاطفة {له} متعلق بـ: استجبنا، {به} متعلق بمحذوف صلة الموصول ما {من ضرّ} متعلق بـ حال من الضمير في به، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة {أهله} مفعول به ثان منصوب {مثلهم} معطوف على أهله منصوب {معهم} ظرف منصوب متعلق بـ حال من مثلهم {رحمة} مفعول لأجله منصوب، {من عندنا} متعلق بـ نعت لـ {رحمة}، {للعابدين} متعلق بـ نعت لـ {ذكرى}.
وجملة: {استجبنا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى.
وجملة: {كشفنا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا.
وجملة: {آتيناه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا.

.الفوائد:

1- قصة أيوب:
ورد في الأخبار، أن أيوب كان رجلا روميا، من ولد إسحاق بن يعقوب، وقد اتخذه اللّه نبيا، وبسط له الدنيا، وكثر أهله حتى كان له سبعة بنين وسبع بنات، وله أصناف من البهائم، وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد، لكل عبد امرأة وولد ونخيل، فابتلاه اللّه بذهاب ولده، وبذهاب ماله، وبالمرض في بدنه، ثماني عشرة سنة. فقالت له امرأته يوما: لو دعوت اللّه، علّه يرفع عنك الضرّ، فقال: أستحي من اللّه أن أدعوه ولم تبلغ مدة بلائي مدة رخائي وهي ثمانين سنة. وقد كشف اللّه عنه الضر ورزق من الأموال والأولاد الكثير الكثير 2- ذهب علماء اللغة، إلى أن الضّرّ هو الضرر بكل شيء، أما الضّرّ بضم الضاد فهو الضرر بالنفس، من هزال ومرض واضطراب.
3- ذو النون: لقب يونس بن متى أي صاحب الحوت، والفرق بين صاحب وذو أن صاحب تستعمل للأدنى نحو الأعلى، نحو: صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم. وأما ذو فعلى العكس، تستعمل للأعلى نحو الأدنى، نحو: ذو الجلال، وذو النون، وذو الوزارتين.

.[سورة الأنبياء: الآيات 85- 86]:

{وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة إسماعيل مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر {ذا} معطوف على إسماعيل بالواو منصوب وعلامة النصب الألف {كلّ} مبتدأ مرفوع، {من الصابرين} متعلق بمحذوف خبر المبتدأ.
جملة: اذكر {إسماعيل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كلّ من الصابرين} في محلّ نصب حال من أسماء الأنبياء المتعاطفة.
الواو عاطفة {في رحمتنا} متعلق بـ: {أدخلناهم}، {من الصالحين} متعلق بـ خبر إنّ.
وجملة: {أدخلناهم} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أعطيناهم ثواب الصابرين وأدخلناهم...
وجملة: {إنّهم من الصالحين} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{ذو الكفل}، لقب ابن أيوب، واسمه بشر بعث بعد أبيه، ولقّب بذلك لأنّه تكفّل بصيام جميع نهاره وقيام جميع ليله وأن يقضي بين الناس ولا يغضب.. أو أنّ له ضعف الأجر والثواب. والكفل اسم للنصيب والحظّ.

.[سورة الأنبياء: الآيات 87- 88]:

{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {ذا النون إذ ذهب} مثل نوحا إذ نادى، وعلامة النصب في {ذا} الألف {مغاضبا} حال منصوبة من فاعل ذهب، الفاء عاطفة في الموضعين أن مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير مستتر والتقدير: أنّنا {عليه} متعلق بـ: {نقدر}.
والمصدر المؤوّل {أنّنا لن نقدر} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
{في الظلمات} متعلق بـ حال من فاعل نادى {أن} مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، خبرها جملة: {لا إله إلّا أنت}، {سبحانك} مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب {من الظالمين} متعلق بـ خبر كنت.
جملة: {اذكر ذا النون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ذهب} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ظنّ} في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهب.
وجملة: {لن نقدر} في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.
وجملة: {نادى} في محلّ جرّ معطوفة على جملة ظنّ.
وجملة: {لا اله إلّا أنت} في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.
وجملة: {سبحانك بفعلها المقدّر} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: {إنّي كنت} لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق.
وجملة: {كنت من الظالمين} في محلّ رفع خبر إنّ.
الفاء عاطفة {له} متعلق بـ: استجبنا، {من الغمّ} متعلق بـ: {نجّيناه}، الواو الثانية استئنافيّة {كذلك} متعلق بمحذوف مفعول مطلق وجملة: {لا إله إلّا أنت} مرّ إعراب نظيرها في الآية (25) من السورة.
عامله ننجي.
وجملة: {استجبنا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى وجملة: {نجّيناه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا.
وجملة: {ننجي} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{ذا النون}، لقب يونس بن متّى. والنون هو الحوت اسم جامد جمعه أنوان ونينان.
{مغاضبا}، اسم فاعل من الرباعيّ غاضب، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.