فصل: (سورة الأنبياء: الآيات 101- 104):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنبياء: الآيات 101- 104]:

{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (102) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكبر وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السماء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (104)}.

.الإعراب:

{لهم} متعلق بـ: {سبقت}، {منّا} متعلق بـ حال من الحسنى، و{الحسنى} فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف، وهو نعت لمنعوت محذوف أي المنزلة الحسنى {عنها} متعلق بـ الخبر {مبعدون}.
جملة: {إنّ الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سبقت الحسنى} لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {أولئك عنها مبعدون} في محلّ رفع خبر إنّ.
{لا} نافية الواو واو الحال {في ما} متعلق بـ: {خالدون} خبر المبتدأ هم.
وجملة: {لا يسمعون} في محلّ رفع خبر ثان للحرف إنّ.
وجملة: {هم خالدون} في محلّ نصب حال من فاعل لا يسمعون.
وجملة: {اشتهت أنفسهم} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
الذي اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ليومكم، والعائد محذوف أي توعدونه {توعدون} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
وجملة: {لا يحزنهم الفزع} في محلّ رفع خبر ثالث للحرف إنّ.
وجملة: {تتلقّاهم الملائكة} في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يحزنهم.
وجملة: {هذا يومكم} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي:
يقولون... وجملة القول في محلّ نصب حال من الملائكة.
وجملة: كنتم توعدون لا محلّ لها صلة الموصول الذي.
وجملة: {توعدون} في محلّ نصب خبر كنتم.
{يوم} بدل من العائد المقدّر في {توعدون} منصوب {كطيّ} متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله نطوي {للكتب} متعلق بالمصدر طيّ.
والمصدر المؤوّل {ما بدأنا} في محلّ جرّ بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله نعيده أي: نعيده إعادة كبدئنا أول خلق، {أوّل} مفعول به منصوب عامله بدأنا، {وعدا} مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف {علينا} متعلق بـ نعت لـ {وعدا}..
وجملة: {نطوي} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {بدأنا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {نعيده} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {وعدنا وعدا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّا كنّا فاعلين} لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمعنى ما سبق.
وجملة: {كنّا فاعلين} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{مبعدون}، جمع مبعد، اسم مفعول من أبعد الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
{حسيس}، مصدر سماعيّ- خاضع لضابط تقريبيّ- لفعل حسّ الثلاثيّ، وزنه فعيل.. وكذا يأتي وزن المصدر للفعل الدالّ على صوت، كما يأتي على وزن فعال بضمّ الفاء كصراخ.
{اشتهت}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين حذفت الألف الساكنة قبل التاء الساكنة وزنه افتعت.
{الفزع}، مصدر سماعيّ لفعل فزع باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
{طيّ}، مصدر طوى الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله طوي- بواو ساكنة وياء بعدها- فلمّا اجتمعت الواو والياء والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.
{السجلّ}، اسم للقرطاس الذي يكتب عليه، وزنه فعلل بكسر الفاء، وقد نقلت كسرة اللام الأولى إلى العين لمناسبة الإدغام.

.البلاغة:

1- المبالغة:
في قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها} فن المبالغة، أي لا يسمع أهل الجنة حسيس النار إذا نزلوا منازلهم في الجنة، فالجملة مسوقة للمبالغة في إنقاذهم منها.
2- التشبيه:
في قوله تعالى: {كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} تشبيه للإعادة بالابتداء، في تناول القدرة لهما على السواء، قال الزمخشري: فإن قلت: وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه؟ قلت: أوله إيجاده من العدم، فكما أوجده أولا من عدم، يعيده ثانيا في عدم.
فإن قلت: ما بال خلق منكّرا؟ قلت: هو كقولك: هو أول رجل جاءني، تريد أول الرجال، ولَكِنك وحدته ونكرته، إرادة تفصيلهم رجلا رجلا، فكذلك معنى {أوّل خلق} أول الخلق، بمعنى أول الخلائق، لأن الخلق مصدر لا يجمع.

.الفوائد:

- لا النافية:
إذا وقعت على فعل نفته مستقبلا، وقد تنفي الماضي، فإذا نفته وجب تكرارها، نحو: لا أكلت ولا شربت. أما إذا كان نفيها للمستقبل، فيجوز التكرار وعدمه، فمن التكرار قولك: زيد لا يقرأ ولا يكتب.
ملاحظة: قد تعترض لا النافية بين الخافض ومخفوضة، نحو حضر الطالب بلا كتاب. وحولها ملاحظات أخرى، تجاوزناها خشية الإطالة.

.[سورة الأنبياء: الآيات 105- 107]:

{وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عابِدِينَ (106) وما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر قد للتحقيق {في الزبور} متعلق بـ: {كتبنا} وكذلك {من بعد}.
والمصدر المؤوّل {أنّ الأرض يرثها} في محلّ نصب مفعول به.
جملة: {كتبنا} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {يرثها عبادي} في محلّ رفع خبر أنّ.
{في هذا} متعلق بـ خبر إنّ، والإشارة إلى القرآن اللام للتوكيد بلاغا اسم إنّ منصوب {لقوم} متعلق بـ: {بلاغا}.
وجملة: {إنّ في هذا لبلاغا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الواو عاطفة {ما} نافية {إلّا} للحصر {رحمة} مفعول لأجله منصوب، {للعالمين} متعلق بـ: {رحمة}.
وجملة: {ما أرسلناك} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الصرف:

{الزبور}، هنا بمعنى الكتاب وال جنسيّة أي كتبنا في الكتب المنزلة، وزنه فعول.
{الذكر}، هنا بمعنى أمّ الكتاب وهو اللوح، وزنه فعل بكسر فسكون.

.[سورة الأنبياء: آية 108]:

{قُلْ إِنَّما يُوحى إلى أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}.

.الإعراب:

{إنّما} كافّة ومكفوفة {إلى} متعلق بـ: {يوحى}، {أنّما} كافّة ومكفوفة..
والمصدر المؤوّل {أنّما إلهك إله} في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل يوحى، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {هل} حرف استفهام وجاء بمعنى الأمر أي أسلموا.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يوحى إلى} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {هل أنتم مسلمون} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءكم علم ذلك فهل أنتم...

.البلاغة:

القصر:
في قوله تعالى {قُلْ إِنَّما يُوحى إلى أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ} أي ما يوحى إلى إلا أنه لا إله لكم إلا إله واحد، لأنه المقصود الأصلي من البعثة. وأما ما عداه فمن الأحكام المتفرعة عليه، فإنما الأولى لقصر الحكم على الشيء، كقولك إنما يقوم زيد أي ما يقوم إلا زيد، والثانية لقصر الشيء على الحكم، كقولك إنما زيد قائم أي ليس له إلا صفة القيام.

.[سورة الأنبياء: الآيات 109- 111]:

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (111)}.

.الإعراب:

الفاء الأولى استئنافيّة {تولّوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.
والملاحظ أنّ ما الكافّة لم تجرّد {أنّ} من المصدريّة، فالمصدر المنسبك منها ومن الجملة بعدها نائب الفاعل.
المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل جزم فعل الشرط..
و الواو فاعل الفاء الثانية رابطة لجواب. الشرط {على سواء} متعلق بـ حال من الفاعل والمفعول أي مستوين في علمه الواو عاطفة {إن}. نافية والهمزة للاستفهام قريب مبتدأ مرفوع، {أم} هي المتصلة عاطفة {ما} حرف مصدريّ، {توعدون} مضارع مبنيّ للمجهول.. والواو نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل {ما توعدون} في محلّ رفع فاعل الصفة المشبّهة قريب سدّ مسدّ الخبر.
جملة: {إن تولّوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قل} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {آذنتكم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إن أدري} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {أقريب ما توعدون} في محلّ نصب مفعول به لفعل أدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: {توعدون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
{من القول} متعلق بـ حال من الجهر وما حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل {ما تكتمون} في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم.
وجملة: {إنّه يعلم} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {يعلم} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يعلم الثانية} في محلّ رفع معطوفة على جملة {يعلم} الأولى.
وجملة: {تكتمون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
الواو عاطفة {إن أدري} مثل الأولى {لكم} متعلق بـ نعت لـ {فتنة} {متاع} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أو هذا {إلى حين} متعلق بـ نعت لـ {متاع}.
وجملة: {إن أدري} في محلّ نصب معطوفة على جملة إن أدري السابقة.
وجملة: {لعلّه فتنة} في محلّ نصب مفعول به عاملها أدري المعلّق بالترجّي.

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية:
في قوله تعالى: {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ} حيث شبه بمن بينه وبين أعدائه هدنة فأحس بغدرهم، فنبذ إليهم العهد، وشهر النبذ وأشاعه، وآذنهم جميعا بذلك {عَلى سَواءٍ} أي مستوين في الاعلام به.