فصل: حركات الأرض في القرآن الكريم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.حركات الأرض في القرآن الكريم:

في الوقت الذي ساد فيه اعتقاد الناس بثبات الأرض، وسكونها، تنزل القرآن الكريم بالتأكيد على حركتها، وعلي حركة باقي أجرام السماء، ولَكِن لما كانت تلك الحركات خفية على الإنسان بصفة عامة، جاءت الإشارات القرآنية إليها لطيفة، رقيقة، غير مباشرة، حتى لا تصدم أهل الجزيرة العربية وقت تنزل القرآن فيرفضوه، لأنهم لم يكونوا أهل معرفة علمية، أو اهتمام بتحصيلها، فلو أن الإشارات القرآنية العديدة إلى حركات الأرض جاءت صريحة صادعة بالحقيقة الكونية في زمن ساد فيه الاعتقاد بسكون الأرض وثباتها واستقرارها، لكذب أهل الجزيرة العربية القرآن، والرسول، والوحي، ولحيل بينهم وبين الهداية الربانية، ولحرمت الإنسانية من نور الرسالة الخاتمة، في وقت كانت قد حرمت فيه من أنوار الرسالات السماوية السابقة كلها فشقيت وأشقت!!!
من هنا فإن جميع الإشارات القرآنية إلى حقائق الكون التي كانت غائبة عن علم الناس كافة في عصر تنزل الوحي السماوي ومنها الإشارات المتعددة إلى حركات الأرض وإلى كرويتها، جاءت بأسلوب غير مباشر، ولَكِن بما أنها بيان من الله الخالق فقد صيغت صياغة محكمة بالغة الدقة في التعبير، والشمول، والإحاطة في الدلالة، حتى تظل مهيمنة على المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها، لكي تبقي شاهدة على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعلي أن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي، ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض، وأنه لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي.
ومن تلك الإشارات القرآنية ما يتحدث عن جري الأرض في مدارها حول الشمس، ومنها ما يتحدث عن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، وقد استعاض القرآن الكريم في الإشارة إلى تلك الحركات الأرضية بالوصف الدقيق لسبح كل من الليل والنهار، واختلافهما وتقلبهما، وإغشاء كل منهما للآخر، وإيلاج كل منهما في الآخر، وسلخ النهار من الليل، ومرور الجبال مر السحاب كما يتضح من الآيات القرآنية التالية:
أولا: سبح كل من الليل والنهار:
يقول ربنا تبارك وتعالى في وصف حركات كل من الأرض والشمس والقمر:
(1) {وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} [الأنبياء:33].
(2) {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} [يس:40].
فالليل والنهار ظرفا زمان لابد لهما من مكان، والمكان الذي يظهران فيه هو الأرض، ولولا كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس لما ظهر ليل ولا نهار، ولا تبادل كل منهما نصفا سطح الأرض، والدليل على ذلك أن الآيات في هذا المعني تأتي دوما في صيغة الجمع كل في فلك يسبحون، ولو كان المقصود سبح كل من الشمس والقمر فحسب لجاء التعبير بالتثنية يسبحان، كما أن السبح لا يكون إلا للأجسام المادية في وسط أقل كثافة منها، والسبح في اللغة هو الانتقال السريع للجسم بحركة ذاتية فيه من مثل حركات كل من الأرض والشمس والقمر في جري كل منها في مداره المحدد له، فسبح كل من الليل والنهار في هاتين الآيتين الكريمتين إشارة ضمنية رقيقة إلى جري الأرض في مدارها حول الشمس، وإلى تكورها ودورانها حول محورها أمام الشمس.
ثانيا: مرور الجبال مر السحاب:
وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: {وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون} النمل:88.
ومرور الجبال مر السحاب هو كناية واضحة على دوران الأرض حول محورها، وعلي جريها حول الشمس ومع الشمس، لأن الغلاف الهوائي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالأرض بواسطة الجاذبية وحركته منضبطة مع حركة الأرض، وكذلك حركة السحاب فيه، فإذا مرت الجبال مر السحاب كان في ذلك إشارة ضمنية إلى حركات الأرض المختلفة التي تمر كما يمر السحاب.
ثالثا: إغشاء كل من الليل والنهاربالآخر:
يقول الحق-تبارك وتعالى- في محكم كتابه: {يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم تفكرون} [الرعد:3]. ويقول-عز من قائل-: {والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها الليل إذا يغشاها} [الشمس:1- 4].
ويقول سبحانه وتعالى: {والليل إذا يغشي والنهار إذا تجلي} [الليل:1، 2].
وغشي في اللغة تأتي بمعني غطي وستر، يقال غشيه غشاوة وغشاء بمعني أتاه إتيان ما قد غطاه وستره، لأن الغشاوة ما يغطي به الشيء.
والمقصود من يغشي الليل النهار أن الله تعالى يغطي بظلمة الليل مكان النهار على الأرض فيصير ليلا، ويغطي مكان الليل على الأرض بنور النهار فيصير نهارا، وهي إشارة لطيفة لحقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس دورة كاملة كل يوم أي في كل أربع وعشرين ساعة يتعاقب فيه الليل والنهار بصورة تدريجية. أي يحل أحدهما محل الآخر في الزمان والمكان مما يجعل زمن كل منهما يتعاقب بسرعة على الأرض.
والليل والنهار يشار بهما في مواضع كثيرة من القرآن الكريم إلى الزمان والمكان أي الأرض وإلى أسباب تبادلهما أي دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، كما يشار بهما إلى الظلمة والنور، وإلى العديد من لوازمهما!! ويتضح ذلك من قول الحق تبارك وتعالى: {والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها} أي يقسم ربنا تبارك وتعالى وهو الغني عن القسم بالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة، وبالليل إذ يغيب فيه ضياء الشمس ويحتجب، وقوله:-عز من قائل-: {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى} حيث يقسم ربنا-تبارك وتعالى- بالليل الذي يحجب فيه ضوء الشمس فيعم الأرض الظلام، وبالنهار إذ تشرق فيه الشمس فيعم الأرض النور، ومن هنا كانت منة الله-تعالى- على عباده أن جعل لهم الليل لباسا وسكنا، وجعل لهم النهار معاشا وحركة ونشاطا حيث يقول ربنا تبارك وتعالى: {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} [يونس:67].
ويقول: {وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا} [النبأ:10، 11].
ويقول-عز من قائل-: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [القصص:71- 73].
رابعا: إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل:
يقول ربنا-تبارك وتعالى- في محكم كتابه:
(1) {تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل}...[آل عمران:27].
(2) {ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير} الحج:61.
(3) {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير} لقمان:29.
(4) {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير} فاطر:13.
(5) {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور} الحديد:6.
والولوج لغة هو الدخول، ولما كان من غير المعقول دخول زمن على زمن اتضح أن المقصود بكل من الليل والنهار ليس الزمن ولَكِن المكان الذي يتغشاه كل من الليل والنهار، وهو الأرض. وعلي ذلك فمعني قوله تعالى: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} أن الله تعالى يدخل الجزء من الأرض الذي يخيم عليه الليل بالتدريج في مكان الجزء الذي يعمه نور النهار، ويدخل الجزء من الأرض الذي يعمه نور النهار في مكان الجزء الذي يخيم عليه الليل وذلك باستمرار، وبطريقة متدرجة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وليس هنالك من إشارة أدق من ذلك في التأكيد على حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، وهذه الإشارة القرآنية تلمح أيضا إلى كروية الأرض، لأنه لو لم تكن الأرض كروية الشكل، ولو لم تكن الكرة تدور حول محورها أمام الشمس ما أمكن لليل والنهار أن يتعاقبا بطريقة تدريجية ومطردة.
خامسا: سلخ النهار من الليل:
يقول ربنا تبارك وتعالى: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون} [يس:37].
والسلخ لغة هو نزع جلد الحيوان عن لحمه، ولما كان من غير المعقول أن يسلخ زمن النهار من زمن الليل، كان المقصود بكل من الليل والنهار هنا هو مكان كل منهما على الأرض، الذي يتبادل فيه النور والظلام، وليس زمانه، وعلي ذلك فمعني قوله تعالى: وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون أن الله تعالى ينزع طبقة النهار من أماكن الأرض التي يتغشاها الليل كما ينزع جلد الحيوان عن لحمه، ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس، وفي تشبيه إزالة نور النهار من غلاف الأرض بنزع جلد الحيوان عن لحمه تأكيد على أن نور النهار إنما ينشأ في طبقة رقيقة من الغلاف الغازي للأرض تحيط بكوكبنا كما يحيط جلد الحيوان بجسده، وأن هذا النور مكتسب أصلا من ضوء الشمس وليس ذاتيا، وأنه ينعكس من سطح الأرض ويتشتت في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي المحيط بها، والذي يصبح ظلاما ببعده عن أشعة الشمس، كما أن الظلام سائد في الفضاء الكوني بصفة عامة لعدم وجود جسيمات كافية فيه لإحداث التشتت لضوء الشمس ولضوء غيرها من النجوم، وهذا الضوء لا يظهر إلا بالانعكاس على أسطح الكواكب وأسطح غيرها من الأجرام المعتمة أو بالتشتت في أغلفتها الجوية إن كانت بها جسيمات كافية للقيام بهذا التشتت.
سادسا: اختلاف الليل والنهار:
وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى:
(1) {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} [البقرة:164].
ويقول-عز من قائل-:
(2) {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران:190].
ويقول جل وعلا:
(3) {إن في اختلاف الليل والنهار وماخلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون} [يونس:6].
ويقول ربنا تبارك وتعالى:
(4) {وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون} [المؤمنون:80].
ويقول:
(5) {واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون} [الجاثية:5].
ويقول عز من قائل:
(6) {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا} [الفرقان:62].
وفي تلك الآيات يؤكد القرآن الكريم كروية الأرض، ودورانها حول محورها أمام الشمس بالوصف الدقيق لتعاقب الليل والنهار، كما سبق أن أكد ذلك في آيات سبح كل من الليل والنهار، ومرور الجبال مر السحاب، والتكوير والإغشاء، والولوج، والسلخ، وهي تصف حركة تولد الليل من النهار، والنهار من الليل، وصفا غاية في البلاغة والدقة العلمية.
سابعا: تقليب الليل والنهار:
دوران الأرض حول محورها أمام الشمس كذلك يشير القرآن الكريم إلى ذلك أيضا بقول الحق-تبارك وتعالى-: {يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} [النور:44].
حركات الأرض في العلوم الحديثة الأرض هي أحد كواكب المجموعة الشمسية، وتمثل الكوكب الثالث بعدا عن الشمس، وتبعد عنها بمسافة تقدر بحوالي المائة وخمسين مليون كيلومتر. ولما كانت كل أجرام السماء في حركة دائبة، فإن للأرض عدة حركات منتظمة، منها دورتها حول محورها أمام الشمس والتي يتبادل بواسطتها الليل والنهار، وجريها في مدارها حول الشمس بمحور مائل فيتبادل كل من الفصول والأعوام، وحركتها مع الشمس حول مركز للمجرة، ومع المجرة حول مراكز أكبر إلى نهاية لا يعلمها إلا الله.
وقد عرف من حركات الأرض ما يلي:
أولا: حركات الأرض حول محور دورانها:
(1) الحركة المحورية الدورانية أو المغزلية للأرض: وفيها تدور الأرض حول محورها الوهمي من الغرب إلى الشرق أمام الشمس بسرعة (1674) كيلومترا في الساعة لتتم دورة كاملة في يوم مقداره حوالي الأربع وعشرين ساعة (23 ساعة، 56 دقيقة، 4 ثوان) يتقاسمه ليل ونهار بتفاوت في طول كل منهما نظرا لميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة عن العمود النازل على مستوي مدارها، ويعرف هذا اليوم باسم اليوم النجمي، أما اليوم الشمسي فيبلغ مدي زمنه 24 ساعة تماما.
(2) الحركة الترنحية للأرض Precession:
وهي حركة بطيئة تتمايل فيها الأرض من اليمين إلى اليسار بالنسبة إلى محورها العمودي، وتؤدي هذه الحركة إلى تأرجح زحزحة محور دوران الأرض حول نفسها تدريجيا مما يؤدي إلى تغير موقع كل من قطبي الأرض الشمالي والجنوبي، وهما يمثلان نقطتي تقاطع المحور الوهمي لدوران الأرض مع السطح الخارجي لذلك الكوكب، ويتأرجح محور الأرض المائل بقدر يكفي لرسم دائرة كاملة مرة كل حوالي 26.000 سنة (25.800 سنة)، وبذلك يرسم المحور مخروطين متعاكسين تلتقي قمتاهما في مركز الأرض.
(3) حركة الميسان النودان أو التذبذب للأرض Nutation:
وهي حركة تجعل من ترنح الأرض حول محورها مسارا متعرجا بسبب جذب كل من القمر والشمس للأرض، ويؤدي ذلك إلى ابتعاد الدائرة الوهمية التي يرسمها محور الأرض في أثناء ترنحها كنهاية للمخروطين المتقابلين برأسيهما في مركز الأرض عن كونها دائرة بسيطة إلى دائرة مؤلفة من أقواس متساوية، ويقدر عدد الذبذبات التي ترسمها الأرض في مدارها بهذه الحركة بدءا من مغادرة محورها لنقطة القطب السماوي وحتي عودته إليها بـ 1400 ذبذبة قوس نصفها إلى يمين الدائرة الوهمية، والنصف الآخر إلى يسارها، ويستغرق رسم القوس الواحد مدة 18.6 سنة، أي أن هذه الحركة تتم دورة كاملة في (26.040 سنة) تقريبا.
(4) حركة التباطؤ في سرعة دوران الأرض حول محورها: ويتم هذا التباطؤ بمقدار جزء من الثانية في كل قرن من الزمان، بينما يسرع القمر في دورته المحورية بنفس المعدل، ويؤدي ذلك إلى تغير تدريجي في حالة التوازن بين الأرض والقمر مما يؤدي في النهاية إلى انفلات القمر من عقال جاذبية الأرض، وارتمائه في أحضان الشمس، وصدق الله العظيم الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: {وجمع الشمس والقمر} القيامة 9.
(5) الحركة الانتقالية المدارية للأرض سبح الأرض: وفيها تجري الأرض في مدار بيضاني إهليلجي حول الشمس بسرعة تقدر بحوالي الثلاثين كيلومترا في الثانية (29.76 كم / ث) لتتم دورة كاملة في مدة سنة شمسية (مقدارها 365.24 يوم شمسي) يتقاسمها اثنا عشر شهرا قمريا، وأربعة فصول.
(6) حركة استدارة فلك الأرض: وبها يتم تقريب مدار الأرض الإهليلجي حول الشمس إلى مدار أقرب ما يكون إلى شكل الدائرة، وتستغرق هذه الحركة (92.000) سنة لكي تقترب بؤرتا مدار الأرض من بعضهما البعض حتى تتطابقا، ثم تعاودان التباعد من جديد.
(7) حركة جري الأرض مع المجموعة الشمسية في مسار باتجاه كوكبة الجاثي بسرعة تقدر بحوالي عشرين كيلومترا في الثانية.
(8) حركة جري الأرض مع بقية المجموعة الشمسية حول مركز المجرة التي تتبعها سكة التبانة في مدار لولبي بسرعة تقدر بحوالي 206 كيلومترات في الثانية (741.600 كيلومتر في الساعة) لتتم دورة كاملة في مدة تقدر بحوالي المائتين وخمسين مليون نسمة.
(9) حركة جري الأرض والمجموعة الشمسية والمجرة بسرعة تقدر بحوالي 980 كيلومترا في الثانية (3.528.000 كيلومتر في الساعة) لتؤدي إلى ظاهرة اتساع السماء بتباعد مجرتنا عن بقية المجرات في السماء الدنيا. وقد يكون للأرض حركات أخري لم تكتشف بعد.
من هذا الاستعراض يتضح أن حركات الأرض حول محورها، وجريها في مدارها حول الشمس، ومع الشمس في مدارات متعددة هي من حقائق الكون الثابتة، وإشارة القرآن الكريم إليها في أكثر من عشرين آية من آياته في زمن سيادة الاعتقاد بثبات الأرض وسكونها لمما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، ويؤكد أن الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي، ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض. اهـ.