فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42)}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {قل من يكلؤكم} قال: يحرسكم. وفي قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا ينصرون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا ينصرون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قل من يكلؤكم} قال: يحفظكم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا يجارون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ولا هم منا يصحبون} قال: لا يمنعون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم} يعني الآلهة {ولا هم منا يصحبون} يقول: لا يصحبون من الله بخير. وفي قوله: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: كان الحسن يقول: ظهور النبي صلى الله عليه وسلم على من قاتله أرضًا أرضًا وقوما قوما، وقوله: {أفهم الغالبون} أي ليسوا بغالبين، ولَكِن الرسول هو الغالب. وفي قوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} أي بهذا القرآن {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون} يقول: إن الكافر أصم عن كتاب الله، لا يسمعه ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه أهل الإيمان. وفي قوله: {ولئن مستهم نفحة} يقول: لئن أصابتهم عقوبة.
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}.
أخرج أحمد والترمذي وابن جرير في تهذيبه، وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن عائشة أن رجلًا قال: «يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم، فكيف أنا منهم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلًا لك، وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافًا لا لك ولا عليك؛ وإن عقابك إياك فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل. فجعل الرجل يبكي ويهتف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تقرأ كتاب الله {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} فقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهم شيئًا خيرًا من مفارقتهم... أشهدك أنهم أحرار».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم، عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: قال رجل: يا رسول الله، كيف ترى في رقيقنا نضربهم؟ فقال: «توزن ذنوبهم وعقوبتكم إياهم، فإن كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم. قال: أفرأيت سبّنا إياهم؟ قال: توزن ذنوبهم وأذاكم إياهم، فإن كان أذاكم إياهم أكثر أعطوا منكم. قال: أرأيت يا رسول الله ولدي أضربهم؟ قال: إنك لا تتهم في ولدك ولا تطيب نفسك، تشبع ويجوعون وتكسى ويعرون».
وأخرج الحكيم عن زيد بن أسلم قال: قال رجل: يا رسول الله، ما تقول في ضرب المماليك؟ قال: «إن كان ذلك في كنهه، وإلا أقيد منكم يوم القيامة. قيل: يا رسول الله، ما تقول في سبهم؟ قال: مثل ذلك. قال: يا رسول الله، فإنا نعاقب أولادنا ونسبهم! قال: إنهم ليسوا أولادكم؛ لأنكم لا تتهمون على أولادكم».
وأخرج الحكيم عن زياد بن أبي زياد قال: قال رجل: يا رسول الله، إن لي مالًا وإن لي خدمًا، وإني أغضب فأعرم وأشتم وأضرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «توزن ذنوبه بعقوبتك، فإن كانت سواء فلا لك ولا عليك؛ وإن كانت العقوبة أكثر فإنما هو شيء يؤخذ من حسناتك يوم القيامة. فقال الرجل: أوه... أوه!... يؤخذ من حسناتي؟! أشهدك يا رسول الله أن مماليكي أحرار، أنا لا أمسك شيئًا يؤخذ من حسناتي له. قال: فحسبت ماذا؟ ألم تسمع إلى قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط} الآية».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في البعث، عن ابن مسعود قال: يجاء بالناس يوم القيامة إلى الميزان فيتجادلون عنده أشد الجدال.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ونضع الموازين القسط} الآية. قال: هو كقوله: {والوزن يومئذ الحق} [الأعراف: 8].
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد أنه كان يقرأ {وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها} بمد الألف. قال: جازينا بها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم بن أبي النجود، أنه كان يقرأ {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها} على معنى جئنا بها لا يمد أتينا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وإن كان مثقال حبة} قال: وزن حبة. وفي قوله: {وكفى بنا حاسبين} قال: محصين. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدعاء إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)}.
قوله: {وَلاَ يَسْمَعُ}: قرأ ابنُ عامر هنا {ولا تُسْمِعُ} بضمِّ التاءِ للخطابِ وكسر الميم، {الصُّمَّ الدعاء} منصوبين. وقرأ ابنُ كثير كذلك في النمل والروم. وقرأ باقي السبعةِ بفتح ياء الغَيْبة والميمِ، {الصُّمُّ} بالرفع، {الدعاء} بالنصب في جميع القرآن.
وقرأ الحسن كقراءة ابن عامر إلاَّ أنه بياءِ الغَيْبة وروى عنه ابنُ خالويه {ولا يُسْمَعُ} بياءٍ الغيبة مبنيًا للمفعول، {الصُّمُّ} رفعًا، {الدعاء} نصبًا. ورُوي عن أبي عمرو بن العلاء {ولا يُسْمِعُ} بضمِّ الياءِ مِنْ تحتُ وكسرِ الميمِ {الصُّمَّ}، نصبًا {الدعاء} رفعًا.
فأمَا قراءةُ ابنِ عامر وانب كثير فالفاعل فيها ضميرُ المُخاطبِ وهو الرسولُ عليه السلام، فانتصب {الصُّمَّ} و{الدعاء} على المفعولين، وأَوَّلُهما هو الفاعلُ المعنوي. وأمَا قراءةُ الجماعةِ فالفعلُ مسندٌ لـ: {الصُّمَّ} فانتصب الدعاء مفعولًا به وأمَا قراءةُ الحسنِ الأولى فَأُسْند الفعلُ فيها إلى ضميرِ الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي كقراءةِ ابنِ عامر في المعنى. وأمَا قراءتُه الثانيةُ فإنه أُسْنِدَ الفعلُ فيها إلى {الصُّمُّ} قائمًا مقامَ الفاعلِ، فانتصب الثاني وهو {الدعاء}.
وأمَا قراءةُ أبي عمرو فإنه أُسْند الفعلُ فيها إلى الدعاء على سبيل الاتساع، وحُذِف المفعولُ الثاني للعلمِ به. والتقديرُ: ولا يُسْمِعُ الدعاء الصمَّ شيئًا البتة. ولمَا وصل أبو البقاء هنا قال: {ولا يَسْمَعُ} فيه قراءاتٌ وجوهها ظاهرة. ولم يَذْكُرْها.
وقوله: {إذا} في ناصِبه وجهان، أحدُهما: أنَّه {يَسْمَعُ}. الثاني: أنه {الدعاء} فأَعمل المصدرَ المعرَّفَ بـ: أل، وإذا أعملوه في المفعولِ الصريحِ ففي الظرفِ أحرى.
{وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)}.
قوله: {نَفْحَةٌ}: قال الزمخشري: في هذا ثلاثُ مبالغاتٍ: لفظُ المَسَّ وما النفحِ مِنْ معنى القلَّةِ والنَّزَارةِ. يقال: نَفَحَتْه الدابَّةُ: رَمَحَتْه رَمْحًا يسيرًا. ونَفَحه بعَطيَّةٍ أي: بنائلٍ قليلٍ، ولبناء المَرَّةِ منه أي: بأدنى إصابة يخضعون. والنَّفْحُ: الخَطْرة. ونَفَحَ له من عطائِه: أي رَضَخَ له بشيءٍ. قال الشاعر:
إذا رَيْدَةٌ من حيث ما نَفَحَتْ له ** أتاه برَيَّاها خليلٌ يواصِلُهْ

و{مِّنْ عَذَابِ} صفةٌ لـ: {نَفْحَة}.
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}.
قوله: {القسط}: في نصب {القِسْطَ} وجهان أحدهما: أنه نعتٌ للموازين، وعلى هذا: فلِمَ أُفْرِد؟ وعنه جوابان، أحدهما: أنه في الأصلِ مصدرٌ، والمصدر يوحَّد مطلقًا. والثاني: أنَّه على حَذْفِ مضاف. الوجه الثاني: أنه مفعولٌ من أجله أي: لأجلِ القسطِ. إلاَّ أنَّ في هذا نظرًا من حيث إن المفعولَ له إذا كان معرَّفًا بأل يَقِلُّ تجرُّده من حرف العلة تقول: جئتُ للإِكرام، ويَقِلُّ: جئت الإِكرامَ، كقول الآخر:
لا أَقْعُدُ الجبنَ عن الهَيْجاءِ ** ولو توالَتْ زُمَرُ الأعداء

وقرئ: {القِصْطَ} بالصاد لأجل الطاء، وقد تقدم.
قوله: {لِيَوْمِ القيامة} في هذه اللام أوجه، أحدها: قال الزمخشري: مثلُها في قولك: جِئْتُ لخمسٍ خَلَوْنَ من الشهر، ومنه بيتُ النابغة:
تَوَهَّمْتُ آياتٍ لها فَعَرَفْتُها ** لستةِ أعوام وذا العامُ سابعُ

والثاني: أنها بمعنى في. وإليه ذهب ابن قتيبة وابن مالك. وهو رأيُ الكوفيين ومنه عندهم: {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ} [الأعراف: 187] وكقول مسكين الدارمي:
أولئك قومي قد مضَوْا لسبيلِهم ** كما قد مضى مِنْ قبلُ عادٌ وتُبَّعُ

وكقول الآخر:
وكلُّ أبٍ وابنٍ وإنْ عُمِّرا معًا ** مُقِيْمَيْنِ مفقودٌ لوقتٍ وفاقدُ

والثالث: أنَّها على بابِها مِنَ التعليل، ولَكِن على حَذْفِ مضاف أي: لحسابِ يومِ القيامة.
قوله: {شَيْئًا} يجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا، وأن يكون مصدرًا، أي: شيئًا من الظلم.
قوله: {مِثْقَال} قرأ نافعٌ هنا وفي لقمان برفع {مِثْقال} على أنَّ {كان} تامة، أي: وإنْ وُجِد مثقال. والباقون بالنصب على أنَّها ناقصةٌ، واسمها مضمر أي: وإنْ كان العملُ. و{مِّنْ خَرْدَلٍ} صفةٌ لحَبَّة.
وقرأ العامَّة: {أَتَيْنَا} من الإِتيان بقَصْرِ الهمزة أي: جِئْنا بها، وكذا قرأ ابن مسعود وهو تفسيرُ معنى لا تلاوة. وقرأ ابنُ عباس ومجاهدٌ وسعيد وابن أبي إسحاق والعلاء بن سيابة وجعفر بن محمدٍ {آتَيْنا} بمدِّ الهمزة وفيها أوجهٌ، أحدُها: وهو الصحيحُ أنه فاعَلْنا من المؤاتاة وهي المجازاةُ والمكافَأَة. والمعنى: جازَيْنا بها، ولذلك تعدى بالباء. الثاني: أنها مُفاعَلَةٌ من الإِتيان بمعنى المجازاة والكافأةِ لأنهم أَتَوْه بالأعمال وأتاهم بالجزاءِ، قاله الزمخشري. الثالث: أنه أفْعَل من الإِيتاء. كذا توهَّمَ بعضُهم وهو غلطٌ. قال ابن عطية: ولو كان {آتَيْنا} أعطينا لَما تعدَّى بحرفِ جرّ. ويُوْهِنُ هذه القراءةَ أنَّ بدلَ الواوِ المفتوحةِ همزةً ليس بمعروفٍ، وإنما يُعْرَفُ ذلك في المضمومةِ والمكسورة يعني أنَّه كان مِنْ حَقِّ هذا القارئ أَنْ يَقْرَأَ {واتَيْنا} مثل واظَبْنا؛ لأنها من المُواتاةِ على الصحيح، فأبدل هذا القارئ الواوَ المفتوحةًَ همزةَ. وهو قليلٌ ومنه أَخَذَ واتاه.
وقال أبو البقاء: ويُقرأ بالمدِّ بمعنى جازَيْنا بها، فهو يَقْرُبُ مِنْ معنى أَعْطَيْنا؛ لأنَّ الجزاءَ إعطاءٌ، وليس منقولًا مِنْ أَتَيْنا، لأن ذلك لم يُنْقَلْ عنهم.
وقرأ حميد {أَثَبْنا} من الثواب. والضمير في {بها} عائد على المِثْقال، وأنَّث ضميرَه لإِضافتِه لمؤنث فهو كقوله:
......................... ** كما شَرِقَتْ صدرُ القناةِ من الدَّمِ

في اكتسابِه بالإضافة التأنيثَ. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدعاء إِذَا مَا يُنْذَرُونَ} [الأنبياء: 45]، قراءة الجماعة إلا ابن عامر: {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدعاء}، وقرأ ابن عامر: {وَلَا تَسْمَعُ الصُّمُّ الدعاء} بضم التاء وفتح الميم من الصم، وفي النمل والروم: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدعاء} [النمل: 80]. قراءة ابن كثير بضم الياء وفتح الميم كقراءة الجماعة في آية الأنبياء، وقراءة الباقين: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ} بضم التاء وفتح الميم كقراءة ابن عامر في الأنبياء، فاستوت الآي الثلاث في ورود القراءتين على الجملة وفي المعنى المقصود، ثم ختمت الأولى بقوله: {إِذَا مَا يُنْذَرُونَ}، وآيتا النمل والروم بقوله: {إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}، فيسأل عن ذلك.
والجواب، والله أعلم: أن آية الأنبياء قد تقدمها أمره، عليه السلام، بخطاب حاضريه، وإنذارهم بما أوحي إليه، وإعلامهم بأن إنذاره إياهم لا يجدي عليهم، تسلية له، عليه السلام، وإعلامًا بما سبق لهم أزلًا، فقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ}، ثم قال لهم: {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدعاء إِذَا مَا يُنْذَرُونَ} [الأنبياء: 45]، فأعلمهم بإعلام الله تعالى بأنهم صموا عن سماعه، ومنعوا ثمرته من الإجابة لما سبق عليهم فقيل: {إِذَا مَا يُنْذَرُونَ}، أي أنهم وقت إنذارهم ممنوعون عن السمع، كما قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الكهف: 57]، وكما ورد قبل آيتي النمل والروم وقوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [الروم: 52] إلحاقًا لحال المخاطبين بهم في عدم الجدوى عليهم، ناسب ذلك قوله: {إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}، فوضح التناسب في نظام هذه الآي، وإن العكس لا يناسب، والله أعلم. اهـ.