فصل: من لطائف القشيري في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} أي بأمر الله أُعْلِمكم بموضع المخافة، ويُوحى إلى في بابكم أنْ أُخَوِّفَكُم بأليم عقابه، ولَكِن الذي عَدِمَ سمْعَ التوفيقِ... أنى ينفعه تكرارُ الأمر بالقبول عليه؟!
{وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)} أي إنهم لا يصبرون على أقلِّ شيءٍ من العقوبة؛ وإن الحمقَّ إذا شاء أن يؤلِمَ أحدًا فلا يحتاج إلى مددٍ وعون.
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}.
توزن الأعمالُ بميزان الإخلاص فما ليس فيه إخلاصٌ لا يُقْبَل، وتوزن الأحوالُ بميزان الصدق فما يكون فيه الإعجابُ لا يُقْبَل، وتوزن الأنفاسُ بميزان فما فيه حظوظ ومساكنات لا يُقْبَل.
ويقال ينتصِفُ المظلومُ من الظالم، وينتقم الضعيفُ من القوي.
ويقال ما كان لغير الله يَصْلُح للقبول. ويقال يكافىء كلًا بما يليق بعمله فَمَنْ لم يرحم عبادَه في دنياه لا يَرْحَمهُ الله، ومن لم يُحسِن إلى عباده تقاصر عنه إحسانه، ومَنْ ظلم غيره كوفىء بما يليق بسوء فعله.
قوله: {فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}: أي يُجازي المظلومين وينتقم من الظالمين، ويُنْصِفُ المظلومَ من مثقال الذرة ومقياس الحَبَّة، وإن عَمِلَ خيرًا بذلك المقدار فسيلقى جزاءه، ويجد عِوَضَه. اهـ.

.قال القرطبي:

أبواب الميزان باب ما جاء في الميزان وأنه حق:
قال الله تعالى {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا} وقال: {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية} قال العلماء: وإذا انقضى الحساب كان بعد وزن الأعمال لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة فإن المحاسبة لتقدير الأعمال والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها. قال الله تعالى {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا} الآية.
وقال: {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه} إلى آخر السورة.
وقال: {ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم} الآيتين. في الأعراف والمؤمنين.
وهذه الآيات إخبار لوزن أعمال الكفار لأن عامة المعنيين بقوله خفت موازينه في هذه الآيات هم الكفار وقال في سورة المؤمنين {فكنتم بها تكذبون} وفي الأعراف {بما كانوا بآياتنا يظلمون} وقال: {فأمه هاوية} وهذا الوعيد بإطلاقه للكفار، وإذا جمع بينه وبين قوله: {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} ثبت أن الكفار يسألون عما خالفوا فيه الحق من أصل الدين وفروعه إذ لم يسألوا عما خالفوا فيه أصل دينهم من ضروب تعاطيهم ولم يحاسبوا به ولم يعتد بها في الوزن أيضًا، فإذا كانت موزونة دل على أنهم يحاسبون بها وقت الحساب، وفي القرآن ما يدل أنهم مخاطبون بها مسؤولون عنها محاسبون بها مجزيون على الإخلال بها لأن الله تعالى يقول: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} فتوعدهم على منعهم الزكاة وأخبر عن المجرمين أنهم يقال لهم {ما سلككم في سقر} الآية. فبان بهذا أن المشركين مخاطبون بالإيمان والبعث وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأنهم مسؤولون عنها محتسبون مجزيون على الإخلال بها.
وفي البخاري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرأوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا}».
قال العلماء: معنى هذا الحديث أنه لا ثواب لهم وأعمالهم مقابلة بالعذاب فلا حسنة لهم توزن في موازين يوم القيامة، ومن لا حسنة له فهو في النار. قال أبو سعيد الخدري: يؤتى بأعمال كجبال تهامة فلا تزن شيئًا. وقيل: يحتمل أن يريد المجاز والاستعارة كأنه قال: فلا قدر لهم عندنا يومئذ والله أعلم. وفيه من الفقه ذم السمن لمن تكلفه لما في ذلك من تكلف المطاعم والاشتغال بها عن المكارم، بل يدل على تحريم كثرة الأكل الزائد على قدر الكفاية المبتغى به الترفه والسمن وقد قال صلى الله عليه وسلم «إن أبغض الرجال إلى الله الحبر السمين».
باب منه وبيان كيفية الميزان ووزن الأعمال فيه ومن قضى لأخيه حاجة:
الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئًا، أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: أفلك عذر؟ فقال: لا يا رب فيقول: بل إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم. قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء» قال حديث حسن غريب وأخرجه ابن ماجه في سننه وقال بدل قوله في أول الحديث «إن الله يستخلص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق» وذكر الحديث.
وقال محمد بن يحيى: البطاقة: الرقعة. أهل مصر يقولون للرقعة بطاقة. وفي الخبر إذا خفت حسنات المؤمن أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاقة كالأنملة فيلقيها في كفة الميزان اليمنى التي فيها حسناته فترجح الحسنات فيقول ذلك العبد المؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وما أحسن خلقك فمن أنت؟ فيقول: أنا نبيك محمد وهذه صلاتك على التي كنت تصلي على قد وفيتك إياها أحوج ما تكون إليها. ذكره القشيري في تفسيره، وذكر أبو نعيم الحافظ بإسناده من حديث مالك بن أنس والعمري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قضى لأخيه حاجة كنت واقفًا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له».
فصل:
قال المؤلف: الميزان حق ولا يكون في حق كل أحد بدليل قوله عليه السلام فيقال يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه. الحديث، وقوله تعالى يعرف المجرمون بسيماهم الآية، وإنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا من المؤمنين وقد يكون للكافرين على ما ذكرنا ويأتي.
وقال أبو حامد: والسبعون الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفًا، وإنما هي براءات مكتوبة لا إله إلا الله محمد رسول الله. هذه براءة فلان ابن فلان قد غفر له وسعد سعادة لا يشقى بعدها فما مر عليه شيء أسر من ذلك لمقام.
قلت: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: «تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينتشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صبًا بغير حساب» ذكره القاضي منذر بن سعيد البلوطي رحمه الله.
وخرجه أبو نعيم الحافظ بمعناهـ. عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب، ويؤتى بالمتصدق فينصب للحساب، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صبًا، حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسامهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله تعالى لهم». هذا حديث غريب من حديث جابر الجعفي وقتادة وتفرد به قتادة عن جابر عن ابن عباس عن مجاعة ابن الزبير.
وروى الحسين بن على رضوان الله عليهما قال: قال لي جدي صلى الله عليه وسلم: «يا بني عليك بالقناعة تكن أغنى الناس وأد الفرائض تكن أعبد الناس. يا بني إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان يصب عليهم الأجر صبًا وقرأ صلى الله عليه وسلم {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}» ذكره أبو الفرج الجوزي في كتاب روضة المشتاق.
فصل:
فإن قيل: أما وزن أعمال المؤمنين فظاهر وجهه فتقابل الحسنات بالسيئات فتوجد حقيقة الوزن والكافر لا يكون له حسنات، فما الذي يقابل بكفره وسيئاته وأن يتحقق في أعماله الوزن؟.
فالجواب: إن ذلك على الوجهين.
أحدهما: أن الكافر يحضر له ميزان فيوضع كفره أو كفره وسيئاته في إحدى كفتيه، ثم يقال له: هل لك من طاعة تضعها في الكفة الآخرى؟ فلا يجدها فيشال الميزان فترتفع الكفة الفارغة وتقع الكفة المشغولة، فذلك خفة ميزانه وهذا ظاهر الآية، لأن الله تعالى وصف الميزان بالخفة لا الموزون، وإذا كان فارغًا فهو خفيف.
والوجه الآخر: أن الكافر يكون منه صلة الأرحام ومؤاساة الناس وعتق المملوك ونحوهما مما لو كانت من المسلم لكانت قربة وطاعة، فمن كان له مثل هذه الخيرات من الكفار فإنها تجمع وتوضع في ميزانه، غير أن الكفر إذا قابلها رجح بها ولم يخل من أن يكون الجانب الذي فيه الخيرات من ميزانه خفيفًا ولو لم يكن له إلا خيرًا واحد أو حسنة واحدة لأحضرت ووزنت كما ذكرنا.
فإن قيل: لو احتسبت خيراته حتى يوزن لجوزي بها جزاء مثلها وليس له منها جزاء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن عبد الله ابن جدعان وقيل له: إنه كان يقري الضيف ويصل الرحم ويعين في النوائب، فهل ينفعه ذلك؟ فقال: «لا لأنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين» وسأله عدي بن حاتم عن أبيه مثل ذلك، فقال: «إن أباك طلب أمرًا فأدركه» يعني الذكر فدل أن الخيرات من الكافر ليست بخيرات وأن وجودها وعدمها بمنزلة واحدة سواء.
والجواب: أن الله تعالى قال ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا ولم يفصل بين نفس ونفس، فخيرات الكافر توزن ويجزى بها، إلا أن الله تعالى حرم عليه الجنة فجزاؤه أن يخفف عند بدليل حديث أبي طالب فإنه قيل له: يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك؟ فقال: «نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» وما قاله عليه السلام في ابن جدعان وأبي عدي إنما هو في أنهما لا يدخلان الجنة ولا يتنعمان بشيء من نعيمها والله أعلم.
فصل:
أصل ميزان موزان قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها. قال ابن فورك: وقد أنكرت المعتزلة الميزان بناء منهم على أن الأعراض يستحيل وزنها إذ لا تقوم بأنفسها، ومن المتكلمين من يقول كذلك، وروي ذلك عن ابن عباس أن الله تعالى يقالب الأعراض أجسامًا فيزنها يوم القيامة وقد تقدم بهذا المعنى.
والصحيح ان الموازين تثقل بالكتب فيها الأعمال مكتوبة وبها تخف كما دل عليه الحديث الصحيح والكتاب العزيز. قال الله عز وجل {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين} وهذا نص. قال ابن عمر: توزن صحائف الأعمال وإذا ثبت هذا فالصحف أجسام فيجعل الله تعالى رجحان إحدى الكفتين على الأخرى دليلًا على كثرة أعماله بإدخاله الجنة أو النار. وروي عن مجاهد والضحاك والأعمش أن الميزان هنا بمعنى العدل والقضاء، وذكر الوزن والميزان ضرب مثل كما يقول هذا الكلام في وزن هذا وفي وزنه أي يعادله ويساويه وإن لم يكن هناك وزن.
قلت: وهذا القول مجاز وليس بشيء وإن كان شائعًا في اللغة للسنة الثابتة في الميزان الحقيقي ووصفه بكفتين ولسان، وإن كل كفة منهما طباق السموات والأرض.
وقد جاء أن كفة الحسنات من نور، والأخرى من ظلام، والكفة النيرة للحسنات والكفة المظلمة للسيئات، وجاء في الخبر أن الجنة توضع عن يمين العرش والنار عن يسار العرش، ويؤتى بالميزان فينصب بين يدي الله تعالى كفة الحسنات عن يمين العرش مقابل الجن، وكفة السيئات عن يسار العرش مقابل النار.. وذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول.
وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: توضع الموازين يوم القيامة فلو وضعت فيهن السموات والأرض لوسعهتن، فتقول الملائكة: يا ربنا ما هذا؟ فيقول: أزن به لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة عند ذلك: ربنا ما عبدناك حق عبادتك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان. قال علماؤنا: ولو جاز حمل الميزان على ما ذكروه لجاز حمل الصراط على الدين الحق والجنة والنار على ما يرد على الأرواح دون الأجساد من الأحزان والأفراح والشياطين والجن على الأخلاق المذمومة والملائكة على القوى المحمودة، وهذا كله فاسد لأنه رد لما جاء به الصادق. وفي الصحيحين: فيعطي صحيفة حسناته. فيخرج له بطاقة وذلك يدل على الميزان الحقيقي وأن الموزون صحف الأعمال كما بينا، وبالله توفيقنا.
ولقد أحسن من قال:
تذكر يوم تأتي الله فردًا ** وقد نصبت موازين القضاء

وهتكت الستور عن المعاصي ** وجاء الذنب منكشف الغطاء

فصل:
قال علماؤنا رحمهم الله: الناس في الآخر، ثلاث طبقات. متقون لا كبائر لهم، ومخلطون وهم الذين يوافون بالفواحش والكبائر، والثالث الكفار.
فأما المتقون: فإن حسناتهم توضع في الكفة النيرة وصغائرهم إن كانت لهم الكفة الآخرى، فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزنًا وتثقل الكفة النيرة حتى لا تبرح، وترتفع المظلمة ارتفاع الفارغ الخالي.
وأما المخلطون، فحسناتهم توضع في الكفة النيرة وسيئاتهم في الكفة المظلمة، فيكون لكبائرهم ثقل، فإن كانت الحسنات أثقل ولو بصؤابة دخل الجنة وإن كانت السيئات أثقل ولو بصؤابة دخل النار إلا أن يغفر الله، وإن تساويا كان من أصحاب الأعراف على ما يأتي هذا إن كانت للكبائر فيما بينه وبين الله، وأما إن كانت عليه تبعات وكانت له حسنات كثيرة فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات لكثرة ما عليه من التبعات فيحمل عليه من أوزار من ظلمه، ثم يعذب على الجميع. هذا ما تقتضيه الأخبار على ما تقدم ويأتي.
قال أحمد بن حرب: تبعث الناس يوم القيامة على ثلاث فرق: فرقة أغنياء بالأعمال الصالحة، وفرقة فقراء، وفرقة أغنياء ثم يصيرون فقراء مفاليس في شأن التبعات.
وقال سفيان الثوري: إنك أن تلقى الله عز وجل بسبعين ذنبًا فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد.
قال المؤلف: هذا صحيح لأن الله غني كريم وابن آدم فقير مسكين محتاج في ذلك اليوم إلى حسنة يدفع بها سيئة إن كانت عليه، حتى ترجح ميزانه فيكثر خيره وثوابه.