فصل: قال الماوردي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الماوردي:

{قَالُواْ فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ} أي بمرأى من الناس.
{لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يشهدون عقابه، قاله ابن عباس.
الثاني: يشهدون عليه بما فعل، لأنهم كرهواْ أن يعاقبوه بغير بينة، قاله الحسن، وقتادة، والسدي.
الثالث: يشهدون بما يقول من حجة، وما يقال له من جواب، قاله ابن كامل. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

فلما رجعوا من عيدهم ونظروا إِلى آلهتهم {قالوا مَنْ فعل هذا بآلهتنا إِنه لمن الظالمين} أي: قد فعل ما لم يكن له فِعْلُه، فقال الذي سمع إبراهيم يقول: {لأكيدن أصنامكم}: {سمعنا فتى يَذْكرهم} قال الفراء: أي: يَعيبهم؛ نقول للرجل: لئن ذكرتَني لتندمنَّ، تريد: بسوء.
قوله تعالى: {فَأْتُوْا به على أعيُن الناس} أي: بمرأىً منهم، لا تأتُوا به خفْيةً.
قال أبو عبيدة: تقول العرب إِذا أُظهر الأمر وشُهر: كان ذلك على أعين الناس.
قوله تعالى: {لعلهم يَشهدون} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: يشهدون أنه قال لآلهتنا ما قال، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وقتادة.
والثاني: يشهدون أنه فعل ذلك، قاله السدي.
والثالث: يشهدون عقابه وما يُصنَع به، قاله محمد بن إِسحاق. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قَالُواْ مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين}.
المعنى لما رجعوا من عيدهم ورأوا ما أحدث بآلهتهم، قالوا على جهة البحث والإنكار: {مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين}.
وقيل: من ليس استفهامًا، بل هو ابتداء وخبره {لمِن الظالمِين}.
أي فاعل هذا ظالم.
والأول أصح لقوله: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} وهذا هو جواب {مَنْ فَعَلَ هذا}.
والضمير في {قالوا} للقوم الضعفاء الذين سمعوا إبراهيم، أو الواحد على ما تقدّم.
ومعنى {يذكرهم} يعيبهم ويسبّهم فلعله الذي صنع هذا.
واختلف الناس في وجه رفع إبراهيم؛ فقال الزجاج: يرتفع على معنى يقال له هو إبراهيم؛ فيكون خبر مبتدأ محذوف، والجملة محكية.
قال: ويجوز أن يكون رفعًا على النداء وضمه بناء، وقام له مقام ما لم يسم فاعله.
وقيل: رفعه على أنه مفعول ما لم يسم فاعله؛ على أن يجعل إبراهيم غير دال على الشخص، بل يجعل النطق به دالًا على بناء هذه اللفظة.
أي يقال له هذا القول وهذا اللفظ، وهذا كما تقول زيد وزن فَعْل، أو زيد ثلاثة أحرف، فلم تدل بوجه على الشخص، بل دللت بنطقك على نفس اللفظة.
وعلى هذه الطريقة تقول: قلت إبراهيم، ويكون مفعولًا صحيحًا نزلته منزلة قول وكلام؛ فلا يتعذر بعد ذلك أن يبنى الفعل فيه للمفعول.
هذا اختيار ابن عطية في رفعه.
وقال الأستاذ أبو الحجاج الأشبيلي الأعلم: هو رفع على الإهمال.
قال ابن عطية: لما رأى وجوه الرفع كأنها لا توضح المعنى الذي قصدوه، ذهب إلى رفعه بغير شيء، كما قد يرفع التجرد والعرو عن العوامل الابتداء.
والفتى الشاب والفتاة الشابة.
وقال ابن عباس: ما أرسل الله نبيًّا إلا شابًا.
ثم قرأ {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ}.
قوله تعالى: {قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ على أَعْيُنِ الناس} فيه مسألة واحدة، وهي:
أنه لما بلغ الخبر نمروذ وأشراف قومه، كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، فقالوا: ائتوا به ظاهرًا بمرأى من الناس حتى يروه {لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} عليه بما قال؛ ليكون ذلك حجة عليه.
وقيل: {لعلهم يشهدون} عقابه فلا يقدم أحد على مثل ما أقدم عليه.
أو لعل قوما {يشهدون} بأنهم رأوه يكسر الأصنام، أو {لعلهم يشهدون} طعنه على آلهتهم؛ ليعلموا أنه يستحق العقاب.
قلت: وفي هذا دليل على أنه كان لا يؤاخذ أحد بدعوى أحد فيما تقدّم؛ لقوله تعالى؛ {فَأْتُواْ بِهِ على أَعْيُنِ الناس لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} وهكذا الأمر في شرعنا ولا خلاف فيه. اهـ.

.قال أبو السعود:

{قَالُواْ} أي حين رجعوا من عيدهم ورأَوا ما رأوا {مَن فَعَلَ هذا بِئَالِهَتِنَا} على طريقة الإنكارِ والتوبيخِ والتشنيع، وإنما عبروا عنها بما ذكر ولم يشيروا إليها بهؤلاء وهي بين أيديهم مبالغةً في التشنيع وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين} استئنافٌ مقرر لما قبله، وقيل: مَنْ موصولةٌ وهذه الجملةُ في حيز الرفع على أنها خبرٌ لها، والمعنى الذي فعل هذا الكسرَ والحطْمَ بآلهتنا إنه معدودٌ من جملة الظَّلَمة إما لجُرأته على إهانتها وهي حقيقةٌ بالإعظام أو لإفراطه في الكسر والحطْمِ وتماديه في الاستهانة بها، أو بتعريض نفسِه للهلكة {قَالُواْ} أي بعضٌ منهم مجيبين للسائلين {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} أي يَعيبُهم فلعله فعل ذلك بها فقوله تعالى: {يَذْكُرُهُمْ} إما مفعولٌ ثانٍ لسمِع لتعلّقه بالعين أو صفةٌ لفتى مصحِّحةٌ لتعلقه به، إذا كان القائلون سمِعوه عليه السلام بالذات يذْكُرهم وإن كانوا قد سمِعوا من الناس أنه عليه السلام يذكرهم بسوء فلا حاجة إلى المصحّح {يُقَالُ لَهُ إبراهيم} صفةٌ أخرى لفتى أي يطلق عليه هذا الاسم.
{قَالُواْ} أي السائلون {فَأْتُواْ بِهِ على أَعْيُنِ الناس} أي بمرأىً منهم بحيث نصبَ أعينهم في مكان مرتفع لا يكاد يخفى على أحد {لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} أي يحضُرون عقوبتنا له، وقيل: لعلهم يشهدون أي بفعله أو بقوله ذلك فالضميرُ حينئذ ليس للناس بل لبعض منهم مُبهم أو معهود {قَالُواْ} استئنافٌ مبني على سؤال نشأ من حكاية قولهم، كأنه قيل: فماذا فعلوا به عليه السلام بعد ذلك؟ هل أتَوا به أو لا؟ فقيل: أتوا به ثم قالوا: {ءأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِئَالِهَتِنَا إبراهيم} اقتصارًا على حكاية مخاطبتِهم إياه عليه السلام للتنبيه على أن إتيانَهم به ومسارعتهم إلى ذلك أمرٌ محقق غني عن البيان. اهـ.

.قال الألوسي:

{قَالُواْ} أي حين رجعوا من عيدهم ورأوا ما رأوا {مَن فَعَلَ هذا} الأمر العظيم {بِآلِهَتِنَا} قالوه على طريقة الإنكار والتوبيخ والتشنيع، والتعبير عنها بالآلهة دون الأصنام أو هؤلاء للمبالغة في التشنيع، وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين} استئناف مقرر لما قبله، وجوز أبو البقاء أن تكون {مِنْ} موصولة مبتدأ وهذه الجملة في محل الرفع خبره أي الذي فعل هذا الكسر والحطم بآلهتنا إنه معدود من جملة الظلمة أما لجرأته على إهانتها وهي الحفية بالإعظام أو لتعريض نفسه للهلكة أو لإفراطه في الكسر والحطم، والظلم على الأوجه الثلاثة بمعنى وضع الشيء في غير موضعه.
{قَالُواْ} أي بعض منهم وهم الذين سمعوا قوله عليه السلام {وتالله لاكِيدَنَّ أصنامكم} [الأنبياء: 57] عند بعض {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} يعيبهم فلعله الذي فعل ذلك بهم، وسمع كما قال بعض الأجلة حقه أن يتعدى إلى واحد كسائر أفعال الحواس كما قرره السهيلي ويتعدى إليه بنفسه كثيرًا وقد يتعدى إليه بإلى أو اللام أو الباء، وتعديه إلى مفعولين مما اختلف فيه فذهب الأخفش والفارسي في الإيضاح وابن مالك وغيرهم إلى أنه إن وليه ما يسمع تعدى إلى واحد كسمعت الحديث وهذا متفق عليه وإن وليه ما لا يسمع تعدي إلى اثنين ثانيهما مما يدل على صوت.
واشترط بعضهم كونه جملة كسمعت زيدًا يقول كذا دون قائلًا كذا لأنه دال على ذات لا تسمع، وأما قوله تعالى: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} [الشعراء: 72] فعلى تقدير مضاف أي هل يسمعون دعاءكم، وقيل: ما أضيف إليه الظرف مغن عنه، وفيه نظر، وقال بعضهم: إنه ناصب لواحد بتقدير مضاف مسموع قبل اسم الذات، والجملة أن كانت حال بعد المعرفة صفة بعد النكرة ولا تكون مفعولًا ثانيًا لأنها لا تكون كذلك إلا في الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر وليس هذا منها.
وتعقب بأنه من الملحقات برأي العلمية لأن السمع طريق العلم كما في التسهيل وشروحه فجوز هنا كون {فَتًى} مفعولًا أولًا وجملة {يَذْكُرُهُمْ} مفعولًا ثانيًا، وكونه مفعولًا والجملة صفة له لأنه نكرة، وقيل إنها بدل منه، ورجحه بعضهم باستغنائه عن التجوز والإضمار إذ هي مسموعة والبدل هو المقصود بالنسبة وإبدال الجملة من المفرد جائز.
وفي الهمع أن بدل الجملة من المفرد بدل اشتمال، وفي التصريح قد تبدل الجملة من المفرد بدل كل من كل فلا تغفل، وقال بعضهم إن كون الجملة صفة أبلغ في نسبة الذكر إليه عليه السلام لما في ذلك من إيقاع الفعل على المسموع منه وجعله بمنزلة المسموع مبالغة في عدم الواسطة فيفيد أنهم سمعوه بدون واسطة.
ووجه بعضهم الأبلغية بغير ماذكر مما بحث فيه، ولعله الوجه المذكور مما يتأتى على احتمال البدلية فلا تفوت المبالغة عليه، وقد يقال: إن هذا التركيب كيفما أعرب أبلغ من قولك سمعنا ذكر فتى ونحوه مما لا يحتاج فيه إلى مفعولين اتفاقًا لما أن {سَمِعْنَا} لما تعلق بفتى أفاد إجمالًا أن المسموع نحو ذكره إذ لا معنى لأن يكون نفس الذات مسموعًا ثم إذا ذكر {يَذْكُرُهُمْ} علم ذلك مرة أخرى ولما فيه من تقوى الحكم بتكرر الإسناد على ما بين في علم المعاني ولهذا رجح أسلوب الآية على غيره فتدبر.
وقوله تعالى: {يُقَالُ لَهُ إبراهيم} صفة لفتى، وجوز أن يكون استئنافًا بيانيًا والأول أظهر، ورفع {إبراهيم} على أن نائب الفاعل ليقال على اختيار الزمخشري.
وابن عطية، والمراد لفظه أي يطلق عليه هذا اللفظ، وقد اختلف في جواز كون مفعول القول مفردًا لا يؤدي معناه جملة كقلت قصيدة وخطبة ولا هو مصدرًا لقول أو صفته كقلت قولًا أو حقًّا فذهب الزجاج والزمخشري وابن خروف وابن مالك إلى الجمواز إذ أريد بالمفرد لفظه بل ذكر الدنوشري أنه إذا كان المراد بالمفرد الواقع بعد القول نفس لفظه تجب حكايته ورعاية إعرابه، وآخرون إلى المنع قال أبو حيان: وهو الصحيح إذ لا يحفظ من لسانهم قال فلان زيد ولا قال ضرب وإنما وقع القول في كلامهم لحكاية الجمل وما في معنتاها، وجعل المانعون {إبراهيم} مرفوعًا على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو أو هذا إبراهيم والجملة محكية بالقول كما في قوله:
إذا ذقت فاهًا قلت طعم مدامة

وجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف أي إبراهيم فاعله؛ وأن يكون منادي حذف منه حرف النداء أي يقال له حين يدعي يا إبراهيم، وعندي أن الآية ظاهرة فيما اختاره الزمخشري.
وابن عطية ويكفي الظهور مرجحًا في أمثال هذه المطالب، وذهب الأعلم إلى أن {إبراهيم} ارتفع بالإهمال لأنه لم يتقدمه عامل يؤثر في لفظه إذ القول لا يؤثر إلا في المفرد المتضمن لمعنى الجملة فبقي مهملًا والمهمل إذا ضم إلى غيره ارتفع نحو قولهم واحد واثنان إذا عدوا ولم يدخلوا عاملًا لا في اللفظ ولا في التقدير وعطفوا بعض أسماء العدد على بعض، ولا يخفى أن كلام هذا الأعلم لا يقوله إلا الأجهل ولأن يكون الرجل أفلح أعلم خير له من أن ينطق بمثله ويتكلم.
{قَالُواْ} أولئك القائلون {مَن فَعَلَ} [الأنبياء: 59] الخ إذا كان الأمر كذا {فَأْتُواْ بِهِ} أي أحضروه {على أَعْيُنِ الناس} مشاهدًا معاينًا لهم على أتم وجه كما تفيده على المستعارة لتمكن الرؤية {لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} أي يحضرون عقوبتنا له، وقيل يشهدون بفعله أو بقوله ذلك فالضمير حينئذ ليس للناس بل لبعض منهم مبهم أو معهود والأول مروي عن ابن عباس والضحاك والثاني عن الحسن وقتادة، والترجي أوفق به. اهـ.

.قال القاسمي:

{قَالُوا مَنْ فَعَلَ هذا} أي: هذا الفعل الفظيع: {بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ} أي: لجرأته على إهانتها وهي الجديرة عندهم بالتعظيم. أو لإفراطه في التجذيذ والحطم، وتماديه في الاستهانة بها. أو بتعريض نفسه للهلكة. والاستفهام للإنكار والتوبيخ والتشنيع.
{قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إبراهيم قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} أي: يحضرون عقوبته.
قال ابن كثير: وكان هذا هو المقصود الأكبر لإبراهيم عليه السلام، أن يبين في هذا المحفل العظيم كثيرة جهلهم وقلة عقلهم في عبادة هذه الأصنام التي لا تدفع عن نفسها ضرًا ولا تملك لها نصرًا. فكيف يطلب منها شيء من ذلك؟. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وقول قومه {من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين}.
يدل على أنهم لم يخطر ببالهم أن يكون كبير الآلهة فَعل ذلك، وهؤلاء القوم هم فريق لم يسمع توعد إبراهيم إياهم بأن يكيد أصنامهم والذين {قالوا سمعنا فتى يذكرهم} هم الذين توعد إبراهيم الأصنام بمسمع منهم.
والفتى: الذكر الذي قوي شبابه.
ويكون من الناس ومن الإبل.
والأنثى: فتاة، وقد يطلقونه صفة مدح دالة على استكمال خصال الرجل المحمودة.
والذكر: التحدث بالكلام.
وحذف متعلق {يذكر} لدلالة القرينة عليه، أي يذكرهم بتوعد.
وهذا كقوله تعالى: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} [الأنبياء: 36] كما تقدم.
وموضع جملتي {يذكرهم} و{يقال له} في موضع الصفة لـ: {فتىً}.
وفي قولهم {يقال له إبراهيم} دلالة على أن المنتصبين للبحث في القضية لم يكونوا يعرفون إبراهيم، أو أن الشهداء أرادوا تحقيره بأنه مجهول لا يعرف وإنما يُدعى أو يسمى إبراهيم، أي ليس هو من الناس المعروفين.
ورُفع {إبراهيم} على أنه نائب فاعللِ {يُقال} لأن فعل القول إذا بني إلى المجهول كثيرًا ما يضمن معنى الدعوة أو التسمية، فلذلك حصلت الفائدة من تعديته إلى المفرد البحت وإن كان شأن فعل القول أن لا يتعدّى إلا إلى الجملة أو إلى مفرد فيه معنى الجملة مثل قوله تعالى: {كلا إنها كلمة هو قائلها} [المؤمنون: 100].
ومعنى {على أعين الناس} على مشاهدة الناس، فاستعير حرف الاستعلاء لتمكن البصر فيه حتى كأنّ المرئي مظروف في الأعين.
ومعنى {يشهدون} لعلهم يشهدون عليه بأنه الذي توعد الأصنام بالكيد. اهـ.