فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القاسمي:

{قَالُوا حَرِّقُوهُ} أي: لأنه استحق أشد العقاب عندهم، والنار أهول ما يعاقب به: {وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ} أي: بالانتقام لها: {إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} أي: به شيئًا من السياسة، فلا يليق به غيرها.
{قُلْنَا} أي: تعجيزًا لهم ولأصنامهم، وعناية بمن أرسلناهـ. وتصديقًا له في إنجاء من آمن به: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا} أي: باردة على إبراهيم، مع كونك محرقة للحطب: {وَسَلامًا عَلَى إبراهيم} أي: ولا تنتهي في البرد إلى حيث يهلكه، بل كوني غير ضارة. وجوز كون سلامًا منصوبًا بفعله. والأمر مجاز عن التسخير، كما في قوله: {كُونُوا قِرَدَةً} [البقرة: 65]، ففيه استعارة بالَكِناية بتشبيهها بمأمور مطيع، وتخييلها الأمر والنداء، ولذا قال أبو مسلم: المعنى أنه سبحانه وتعالى جعل النار بردًا وسلامًا، لا أن هناك كلامًا، كقوله: {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يّس: 82]، أي: فيكونه. فإن النار جماد ولا يجوز خطابه. وهو ظاهر.
تنبيه:
قال الرازي: لهم في كيفية برودة النار ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الله تعالى أزال عنها ما فيها من الحرّ والاحتراق، وأبقى ما فيها من الإضاءة والإشراق. والله على كل شيء قدير.
وثانيها: أن الله تعالى خلق في جسم إبراهيم كيفية مانعة من وصول أذى النار إليه. كما يفعل بخزنة جهنم في الآخرة. وكما أنه ركب بنية النعامة بحيث لا يضرها ابتلاع الحديدة المحماة. وبدن السمندل بحيث لا يضره المكث في النار.
ثالثها: أنه سبحانه خلق بينه وبين النار حائلًا يمنع من وصول أثر النار إليه.
قال المحققون: والأول أولى لأن ظاهر قوله: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا} أن نفس النار صارت باردة حتى سلم إبراهيم من تأثيرها، لا أن النار بقيت كما كانت.
{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخسرين} أي: أرادوا أن يكيدوه بالإضرار، فما كانوا إلا مغلوبين مقهورين. قال الزمخشري: غالبوه بالجدال فغلَّبه الله ولقنه بالمبكّت. وفزعوا إلى القوة والجبروت فنصره وقوّاه: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا} أي: لأنه هاجر معه: {إِلَى الأرض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} وهي أرض الشام. بورك فيها بكثرة الأنبياء وإنزال الشرائع التي هي طريق السعادتين. وبكثرة النعم والخصب والثمار وطيب عيش الغنيّ والفقير. وقد نزل إبراهيم عليه السلام بفلسطين، ولوط عليه السلام بسدوم. ثم بين بركته تعالى على إبراهيم بقوله: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ} أي: بدعوته: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100]، {وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} أي: زيادة وفضلًا من غير سؤال. ثم أشار إلى أن منشأ البركة فيهما الصلاح بقوله: {وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ} بالاستقامة والتمكين في الهداية.
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً} أي: قدوة يقتدى بهم في أمور الدين، إجابة لدعائه عليه السلام بقوله: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [البقرة: 124]، {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي: يهدون الناس إلى الحق بأمرنا لهم بذلك وإذننا. قال الزمخشريّ: فيه أن من صلح ليكون قدوة في دين الله، فالهداية محتومة عليه، مأمور هو بها، من جهة الله. ليس له أن يخلّ بها ويتثاقل عنها. وأول ذلك أن يهتدي بنفسه، لأن الانتفاع بهداه أعم، والنفوس إلى الاقتداء بالمهدي أميل: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ} أي: أن تفعل الخيرات، مما يختص بالقلوب أو الجوارح: {وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} أي: بالتوحيد الخالص والعمل الصالح. اهـ.

.قال الشنقيطي:

{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68)}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما أفحم قومه الكفرة بالبراهين والحجج القاطعة، لجؤوا إلى استعمال القوة فقالوا: {حَرِّقُوهُ وانصروا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} أي بقتلكم عدوها إبراهيم شر قتلة، وهي الإحراق بالنار.
ولم يذكر هنا أنهم أرادوا قتله بغير التحريق: ولَكِنه تعالى ذكر في سورة العنكبوت أنهم {قَالُواْ اقتلوه أَوْ حَرِّقُوهُ} [العنكبوت: 24] وذلك في قوله: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ اقتلوه أَوْ حَرِّقُوهُ} [العنكبوت: 24] الآية.
وقد جرت العادة بأن المبطل إذا أفحم بالدليل لجأ إلى ما عنده من القوة ليستعملها ضد الحريق.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} أي إن كنتم ناصرين آلهتكم نصرًا مؤزّرًا. فاختاروا له أفظع قتلة، وهي الإحراق بالنار. وإلا فقد فرطتم في نصرها.
{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إبراهيم (69)}.
في الكلام حذف دل المقام عليه، وتقديره: قالوا حرقوه فرموه في النار، فلما فعلوا ذلك {قُلْنَا يا نار كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمَا} وقد بين في الصافات أنهم لما أرادوا أن يلقوه في النار بنوا له بنيانًا ليلقوه فيه.
وفي القصة: أنهم ألقوه من ذلك البنيان العالي بالمنجنيق بإشارة رجل من إعراب فارس يعنون الأكراد، وأن الله خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، قال تعالى: {قَالُواْ ابنوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الجحيم} [الصافات: 97]. والمفسرون يذكرون من شدة هذه النار وارتفاع لهبها، وكثرة حطبها شيئًا عظيمًا هائلًا. وذكروا عن نبي الله إبراهيم أنهم لما كتفوه مجردًا ورموه إلى النار، قال له جبريل: هل كل حاجة؟ قال: أما إليك فلا، وأما الله فنعم! قال: لم لا تسأله؟ قال: علمه بحالي كاف عن سؤالي.
وما ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من أنه أمر النار بأمره الكوني القدري أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم يدل على أنه أنجاه من تلك النار. لأن قوله تعالى: {كُونِي بَرْدًا} يدل على سلامته من حرِّها. وقله: {وَسَلاَمَا}. يدل على سلامته من شرِّ بردها الذي انقلبت الحرارة إليه. وانجاؤه إياه منها الذي دل عليه أمره الكوني القدري هنا جاء مصرحًا به في العنكبوت في قوله تعالى: {فَأَنْجَاهُ الله مِنَ النار} [العنكبوت: 24] وأشار إلى ذلك هنا بقوله: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا} [الأنبياء: 71] الآية.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخسرين} [الأنبياء: 70] يوضحه ما قبله. فالكيد الذي أرادوه به إحراقه بالنار نصرًا منهم لآلهتهم في زعمهم، وجعله تعالى إياهم الأخسرين. أي الذين هم أكثر خسرانًا لبطلان كيدهم وسلامته من نارهم.
وقد أشار تعالى إلى ذلك أيضًا في سورة الصافات في قوله: {فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأسفلين} [الصافات: 98] وكونهم الأسفلين واضح لعلوه عليهم وسلامته من شرهم. وكونهم الأخسرين لأنهم خسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين. وفي القصة: أن الله سلط عليهم خلقًا من أضعف خلقه فأهلكهم وهو البعوض. وفيها أيضًا: أن كل الدواب تطفئ عن إبراهيم النار، إلا الوزغ فإنه ينفخ النار عليه.
وقد قدمنا الأحاديث الواردة بالأمر بقتل الأوزاغ في سورة الأنعام وعن أبي العالية: لو لم يقل الله {وَسَلاَمَا} لكان بردها أشد عليه من حرها. ولو لم يقل على {إبراهيم} لكان بردها باقيًا إلى الأبد. وعن على وابن عباس رضي الله عنهم لو لم يقل {وسلامًا} لمات إبراهيم من بردها. وعن السدي: لم تبق في ذلك اليوم نار إلا طفئت. وعن كعب وقتادة: لم تحرق النار من إبراهيم إلا وثاقه. وعن المنهال بن عمرو: قال إبراهيم ما كنت أيامًا قط أنعم مني في الأيام التي كنت فيها في النار.
وعن شعيب الحماني: أنه ألقي في النار وهو ابن ست عشر سنة. وعن ابن جريج: ألقي فيها وهو ابن ست وعشرين. وعن الكلبي بردت نيران الأرض جميعًا، فما أنضجت ذلك اليوم كراعًا. وذكروا في القصة: أن نمروذ أشرف على النار من الصرح فرأى إبراهيم جالسًا على السرير يؤنسه ملك الظل، فقال: نعم الرب ربك، لأقربن له أربعة آلاف بقرة وكف عنه. وكل هذا من الاسرائيليات. والمفسرون يذكرون كثيرًا منها في هذه القصة وغيرها من قصص الأنبياء.
وقال البخاري في صحيحه: حدثنا أحمد بن يونس، أُرَاهُ قال: حدثنا أبو بكر عن أبي حَصِين عن أبي الضُّحَى عن ابن عباس {حسبنا الله ونعم الوكيل} قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقي في النَّار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {الذين قَالَ لَهُمُ الناس إِنَّ الناس قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فاخشوهم فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الوكيل} [آل عمران: 173] حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل عن أبي حَصِين عن أبي الضُّحَى عن ابن عباس قال: كان آخر قول إبراهيم حين أُلقي في النار: {حسبي الله ونعم الوكيل} انتهى.
{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأرض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)}.
الضمير في قوله: {وَنَجَّيْنَاهُ} عائد إلى إبراهيم. قال أبو حيان في البحر المحيط: وضمن قوله: {وَنَجَّيْنَاهُ} معنى أخرجناه بنجاتنا إلى الأرض. ولذلك تعدى {نجَّيناه} بإلى. ويحتمل أن يكون إلى متعلقًا بمحذوف. أي منتهيًا إلى الأرض، فيكون في موضع الحال. ولا تضمين في {ونجَّيناه} على هذا. والأرض التي خرجا منها: هي كوثى من أرض العراق، والأرض التي خرجا إليها: هي أرض الشام. اهـ منه. وهذه الآية الكريمة تشير إلى هجرة إبراهيم ومعه لوط من أرض العراق إلى الشام فرارًا بدينهما.
وقد أشار تعالى إلى ذلك في غير هذا الموضع. كقوله في العنكبوت {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إلى ربي} [العنكبوت: 26] الآية، وقوله في الصافات: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99] على أظهر القولين. لأنه فار إلى ربه بدينه من الكفار. وقال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ}: هذه الآية أصل في الهجرة والعزلة، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام، وذلك حين خلصه الله من النار قال: {إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي} أي مهاجر من بلد قومي ومولدي، إلى حيث أتمكن من عبادة ربي {فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 27] فيما نويت إلى الصواب. وما أشار إليه جل وعلا من أنه بارك العالمين في الأرض المذكورة، التي هي الشام على قول الجمهور في هذه الآية بقوله: {إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} بينه في غير الموضع. كقوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الريح عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأنبياء: 81] الآية، وقوله تعالى: {سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1] الآية. ومعنى كونه بارك فيها. هو ما جعل فيها من الخصب والأشجار والأنهار والثمار. كما قال تعالى: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السماء والأرض} [الأعراف: 96] ومن ذلك أنه بعث أكثر الأنبياء منها.
وقال بعض أهل العلم: ومن ذلك أن كل ماء عذب أصل منبعه من تحت الصخرة التي عند بيت المقدس. وجاء في ذلك حديث مرفوع، والظاهر أنه لا يصح. وفي قوله تعالى: {إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأنبياء: 71] أقوال أخر تركناها لضعفها في نظرنا.
وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الفرار بالدين من دار الكفر إلى بلد يتمكن فيه الفار بدينه من إقامته دينه واجب. وهذا النوع من الهجرة وجوبه باق بلا خلاف بين العلماء في ذلك.
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه وهب لإبراهيم ابنه إسحاق، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأنه جعل الجميع صالحين. وقد أوضح البشارة بهما في غير هذا الموضع، كقوله تعالى: {وامرأته قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: 71]، وقوله: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نبيًّا مِّنَ الصالحين} [الصافات: 112]. وقد أشار تعالى في سورة مريم إلى أنه لما هجر الوطن والأقارب عوضه الله من ذلك قرة العين بالذرية الصالحة، وذلك في قوله: {فَلَمَا اعتزلهم وما يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًا جَعَلْنَا نبيًّا} [مريم: 49].
وقوله في هذه الآية الكريمة: {نَافِلَةً} قال فيه ابن كثير: قال عطاء ومجاهد: نافلة عطية. وقال ابن عباس وقتادة والحكم بن عتيبة: النافلة: ولد الولد، يعني أن يعقوب ولد إسحاق.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: أصل النافلة في اللغة: الزيادة على الأصل، ومنه النوافل في العبادات، لأنها زيادات على الأصل الذي هو الفرض. وولد الولد زيادة على الأصل، الذي هو ولد الصلب، ومن ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي:
فإن تك أنثى من معد كريمة ** علينا فقد أعطيت نافلة الفضل

أي أعطيت الفضل عليها والزيادة علينا، كما هو التحقيق في معنى بيت أبي ذؤيب هذا، وكما شرحه به أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري في شرحه لأشعار الهذليين. وبه تعلم أن إيراد صاحب اللسان بيت أبي ذؤيب المذكور مستشهدًا به لأن النافلة الغنيمة غير صواب، بل هو غلط. مع أن الأنفال التي هي الغنائم راجعة في المعنى إلى معنى الزيادة، لأنها زيادة تكريم أكرم الله بها هذا النَّبي الكريم فأحلها له ولأمته. أو لأن الأموال المغنومة أموال أخذوها زيادة على أموالهم الأصلية بلا تمن.