فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{قَالُواْ مَن فَعَلَ هذا بِئَالِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين} في الكلام حذف، والتقدير: فلما رجعوا من عيدهم ورأوا ما حدث بآلهتهم قالوا هذه المقالة، والاستفهام للتوبيخ.
وقيل: إن {من} ليست استفهامية، بل هي مبتدأ وخبرها {إنه لمن الظالمين} أي فاعل هذا ظالم، والأول أولى لقولهم: {سَمِعْنَا فَتًى} إلخ، فإنه قال بهذا بعضهم مجيبًا للمستفهمين لهم، وهذا القائل هو الذي سمع إبراهيم يقول: {تالله لأَكِيدَنَّ أصنامكم} ومعنى {يَذْكُرُهُمْ}: يعيبهم، وقد سبق تحقيق مثل هذه العبارة، وجملة: {يُقَالُ لَهُ إبراهيم} صفة ثانية لفتى.
قال الزجاج: وارتفع إبراهيم على معنى: يقال له هو إبراهيم، فهو على هذا خبر مبتدأ محذوف، وقيل: ارتفاعه على أنه مفعول ما لم يسمّ فاعله، وقيل: مرتفع على النداء.
ومن غرائب التدقيقات النحوية، وعجائب التوجيهات الإعرابية، أن الأعلم الشنتمري الأشبيلي قال: إنه مرتفع على الإهمال.
قال ابن عطية: ذهب إلى رفعه بغير شيء.
والفتى: هو الشاب، والفتاة الشابة.
{قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ على أَعْيُنِ الناس} القائلون هم السائلون، أمروا بعضهم أن يأتي به ظاهرًا بمرأى من الناس.
قيل: إنه لما بلغ الخبر نمروذ وأشراف قومه كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، فقالوا هذه المقالة، ليكون ذلك حجة عليه يستحلون بها منه ما قد عزموا على أن يفعلوه به.
ومعنى {لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ}: لعلهم يحضرون عقابه حتى ينزجر غيره عن الاقتداء به في مثل هذا.
وقيل: لعلهم يشهدون عليه بأنهم رأوه يكسر الأصنام، أو لعلهم يشهدون طعنه على أصنامهم.
وجملة: {قَالُواْ ءَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِئَالِهَتِنَا يإبراهيم} مستأنفة جواب سؤال مقدّر، وفي الكلام حذف تقديره: فجاء إبراهيم حين أتوا به فاستفهموه هل فعل ذلك لإقامة الحجة عليه في زعمهم.
{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا} أي قال إبراهيم مقيمًا للحجة عليهم مبكتًا لهم، بل فعله كبيرهم هذا مشيرًا إلى الصنم الذي تركه ولم يكسره {فاسألوهم إن كانوا ينطقون} أي إن كانوا ممن يمكنه النطق ويقدر على الكلام ويفهم ما يقال له، فيجيب عنه بما يطابقه.
أراد عليه الصلاة والسلام أن يبين لهم أن من لا يتكلم ولا يعلم ليس بمستحق للعبادة، ولا يصح في العقل أن يطلق عليه أنه إله.
فأخرج الكلام مخرج التعريض لهم بما يوقعهم في الاعتراف بأن الجمادات التي عبدوها ليست بآلهة، لأنهم إذا قالوا: إنهم لا ينطقون، قال لم: فكيف تعبدون من يعجز عن النطق، ويقصر عن أن يعلم بما يقع عنده في المكان الذي هو فيه؟ فهذا الكلام من باب فرض الباطل مع الخصم حتى تلزمه الحجة ويعترف بالحق، فإن ذلك أقطع لشبهته وأدفع لمكابرته.
وقيل: أراد إبراهيم عليه السلام بنسبة الفعل إلى ذلك الكبير من الأصنام أنه فعل ذلك لأنه غار وغضب من أن يعبد وتعبد الصغار معه إرشادًا لهم إلى أن عبادة هذه الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تدفع لا تستحسن في العقل مع وجود خالقها وخالقهم، والأول أولى.
وقرأ ابن السميفع: {بل فعله} بتشديد اللام على معنى بل فلعل الفاعل كبيرهم.
{فَرَجَعُواْ إلى أَنفُسِهِمْ} أي: رجع بعضهم إلى بعض رجوع المنقطع عن حجته المتفطن لصحة حجة خصمه المراجع لعقله، وذلك أنهم تنبهوا وفهموا عند هذه المقاولة بينهم وبين إبراهيم أن من لا يقدر على دفع المضرّة عن نفسه ولا على الإضرار بمن فعل به ما فعله إبراهيم بتلك الأصنام، يستحيل أن يكون مستحقًّا للعبادة، ولهذا {قَالُواْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظالمون} أي قال بعضهم لبعض: أنتم الظالمون لأنفسكم بعبادة هذه الجمادات، وليس الظالم من نسبتم الظلم إليه بقولكم: إنه لمن الظالمين {ثُمَّ نُكِسُواْ على رُءُوسِهِمْ} أي رجعوا إلى جهلهم وعنادهم، شبه سبحانه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشيء أعلاه.
وقيل: المعنى: أنهم طأطئوا رؤوسهم خجلًا من إبراهيم، وهو ضعيف؛ لأنه لم يقل: نكسوا رؤوسهم بفتح الكاف وإسناد الفعل إليهم حتى يصح هذا التفسير، بل قال: نكسوا على رؤوسهم، وقرئ: {نكسوا} بالتشديد، ثم قالوا بعد أن نكسوا مخاطبين لإبراهيم {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ} أي: قائلين لإبراهيم لقد علمت أن النطق ليس من شأن هذه الأصنام، فقال إبراهيم مبكتًا لهم ومزريًا عليهم: {أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا} من النفع {وَلاَ يَضُرُّكُمْ} بنوع من أنواع الضرر، ثم تضجر عليه السلام منهم، فقال: {أُفّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} وفي هذا تحقير لهم ولمعبوداتهم، واللام في {لكم} لبيان المتأفف به، أي لكم ولآلهتكم، والتأفف: صوت يدلّ على التضجر {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أي ليس لكم عقول تتفكرون بها، فتعلمون هذا الصنع القبيح الذي صنعتموه.
{قَالُواْ حَرّقُوهُ} أي قال بعضهم لبعض لما أعيتهم الحيلة في دفع إبراهيم، وعجزوا عن مجادلته، وضاقت عليهم مسالك المناظرة، حرّقوا إبراهيم.
انصرافًا منهم إلى طريق الظلم والغشم، وميلًا منهم إلى إظهار الغلبة بأي وجه كان، وعلى أيّ أمر اتفق، ولهذا قالوا: {وانصروا ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فاعلين} أي انصروها بالانتقام من هذا الذي فعل بها ما فعل إن كنتم فاعلين للنصر.
وقيل: هذا القائل هو نمروذ؛ وقيل: رجل من الأكراد.
{قُلْنَا يا نار كُونِي بَرْدًا وسلاما على إبراهيم} في الكلام حذف تقديره: فأضرموا النار، وذهبوا بإبراهيم إليها، فعند ذلك قلنا: يا نار كوني ذات بردٍ وسلامٍ.
وقيل: إن انتصاب {سلامًا} على أنه مصدر لفعل محذوف، أي وسلمنا سلامًا عليه {وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا} أي مكرًا {فجعلناهم الأخسرين} أي أخسر من كل خاسر؛ ورددنا مكرهم عليهم؛ فجعلنا لهم عاقبة السوء؛ كما جعلنا لإبراهيم عاقبة الخير.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مرّوا عليه، فقالوا: يا إبراهيم ألا تخرج معنا؟ قال: إني سقيم، وقد كان بالأمس، قال: {تالله لأَكِيدَنَّ أصنامكم بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ} فسمعه ناس منهم.
فلما خرجوا انطلق إلى أهله، فأخذ طعامًا ثم انطلق إلى آلهتهم فقرّبه إليهم، فقال: ألا تأكلون؟ فكسرها إلا كبيرهم، ثم ربط في يده الذي كسر به آلهتهم، فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا، فإذا هم بآلهتهم قد كسرت، وإذا كبيرهم في يده الذي كسر به الأصنام، قالوا: من فعل هذا بآلهتنا؟ فقال الذين سمعوا إبراهيم يقول: {تالله لاكِيدَنَّ أصنامكم}: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} فجادلهم عند ذلك إبراهيم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {جُذَاذًا} قال: حطامًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: فتاتًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضًا: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا} قال: عظيم آلهتهم.
وأخرج أبو داود والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث كلهنّ في الله: قوله: {إِنّي سَقِيمٌ} ولم يكن سقيمًا، وقوله لسارة: أختي، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا}» وهذا الحديث هو في الصحيحين من حديث أبي هريرة بأطول من هذا.
وقد روى نحو هذا أبو يعلى من حديث أبي سعيد، وأخرح ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما جمع لإبراهيم ما جمع، وألقي في النار جعل خازن المطر يقول: متى أومر بالمطر فأرسله؟ فكان أمر الله أسرع، قال الله: {كُونِي بَرْدًا وسلاما} فلم يبق في الأرض نار إلا طفئت.
وأخرج أحمد وابن ماجه وابن حبان وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني عن عائشة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن إبراهيم حين ألقي في النار لم تكن دابة إلا تطفىء عنه النار غير الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم» فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر عن ابن عمر، قال: أوّل كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار {حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173].
وأخرج ابن أبي حاتم عن السديّ في قوله: {قُلْنَا يا نار كُونِي} قال: كان جبريل هو الذي ناداها.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لو لم يتبع بردها سلامًا لمات إبراهيم من بردها.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن على نحوه.
وأخرج ابن جرير عن معتمر بن سليمان التيمي عن بعض أصحابه قال: جاء جبريل إلى إبراهيم وهو يوثق ليلقى في النار، فقال: يا إبراهيم، ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن كعب قال: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن المنهال بن عمرو قال: أخبرت أن إبراهيم ألقي في النار، فكان فيها إما خمسين وإما أربعين، قال: ما كنت أيامًا وليالي قط أطيب عيشًا إذ كنت فيها، وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68)}.
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: تلوت هذه الآية على عبدالله بن عمر فقال: أتدري يا مجاهد من الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار؟ قلت: لا. قال: رجل من إعراب فارس، يعني الأكراد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما جمع لإبراهيم عليه السلام ما جمع وألقي في النار، جعل خازن المطر يقول: متى أومر بالمطر فأرسله؟ فكان أمر الله أسرع، قال الله: {كوني بردًا وسلامًا} فلم يبق في الأرض نار إلا طفئت.
وأخرج أحمد والطبراني وأبو يعلى وابن أبي حاتم، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن إبراهيم حين ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا تطفئ عنه النار غير الوزغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم» فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.
وأخرج ابن مردويه عن أم شريك، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال: كانت تنفخ على إبراهيم».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف، أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكانت الوزغ تنفخ عليه، ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا».
وأخرجه ابن المنذر فقال: أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الضفدع، فإن صوته تسبيح وتقديس وتكبير، إن البهائم استأذنت ربها في أن تطفئ النار عن إبراهيم فأذن للضفادع، فتراكبت عليه فأبدلها الله بحر النار برد الماء».
وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك».
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر، عن ابن عمرو قال: أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار، حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن كعب قال: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن المنهال بن عمرو قال: أخبرت أن إبراهيم ألقي في النار فكان فيها إما خمسين وإما أربعين، قال: ما كنت أيامًا وليالي قط أطيب عيشًا إذ كنت فيها، وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: لما ألقي إبراهيم خليل الرحمن في النار قال الملك خازن المطر: يا رب، إن خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيرسل المطر، فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} فلم يبق في الأرض نار إلا طفئت.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: الذي قال حرقوه، هبون. فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {قلنا يا نار} قال: كان جبريل هو الذي قالها.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: لو لم يتبع بردها {سلامًا} لمات إبراهيم من بردها، فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا طفئت، ظننت أنها هي تعنى.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر، عن على في قوله: {قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا} قال: لولا أنه قال: {وسلامًا} لقتله بردها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية قال: لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار، نادى الملك الذي يرسل المطر: رب، خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر. فقال الله: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا بردت.
وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد من طريق أبي هلال، عن بكر بن عبدالله المزني قال: لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار، جاءت عامة الخليقة فقالت: «يا رب، خليلك يلقى في النار فائذن لنا نطفئ عنه. قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره، وأنا آلهه ليس له إله غيري، فإن استغاثكم فأغيثوه، وإلا فدعوه» قال: وجاء ملك القطر قال: «يا رب، خليلك يلقى في النار فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر. قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره، وأنا إلهه ليس له إله غيري، فإن استعان بك فأعنه وإلا فدعه». قال: فلما ألقي في النار دعا بدعاء نسيه أبو هلال فقال الله عز وجل: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} قال: فبردت في المشرق والمغرب فما أنضجت يومئذ كراعًا.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة قال: قال كعب: ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئًا، إلا وثاق إبراهيم، وقال قتادة: لم تأت دابة يومئذ إلا أطفأت عنه النار، إلا الوزغ.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: يذكرون أن جبريل كان مع إبراهيم في النار يمسح عنه العرق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: لما ألقي إبراهيم في النار قعد فيها، فأرسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجبًا...! فطارت منه شرارة فوقعت على إبهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة.