فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويجوز أن يكون وصفها بكل من الوصفين بالنسبة إلى الوقت الذي يريده سليمان عليه السلام فيه، وقيل وصفها بالرخاء في الذهاب ووصهفا بالعصف بالإياب على عادة البشر في الإسراع إلى الوطن فهي عاصفة في وقت رخاء في آخر.
وقرأ ابن هرمز وأبو بكر في رواية {الريح} بالرفع مع الأفراد.
وقرأ الحسن وأبو رجاء {الرياح} بالنصب والجمع، وأبو حيوة بالرفع والجمع.
ووجه النصب ظاهر، وأما الرفع فعلى أن المرفوع مبتدأ والخبر هو الظرف المقدم و{عَاصِفَةً} حال من ضمير المبتدا في الخبر والعامل ما فيه من معنى الاستقرار {تَجْرِى بِأَمْرِهِ} أي بمشيئته وعلى وفق إرادته وهو استعمال شائع، ويجوز أن يأمرها حقيقة ويخلق الله تعالى لها فهما لأمره كما قيل في مجيء الشجرة للنبي صلى الله عليه وسلم حين دعاها، والجملة إما حال ثانية أو بدل من الأولى على ما قيل وقد مر لك غير بعيد الكلام في إبدال الجملة من المفرد فتذكر أو حال من ضمير الأولى {إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا} وهي الشام كما أخرج ابن عساكر عن السدي، وكان عليه السلام مسكنه فيها فالمراد أنها تجري بأمره إلى الشام رواحًا بعدما سارت به منها بكرة، ولشيوع كونه عليه السلام ساكنًا في تلك الأرض لم يذكر جريانها بأمره منها واقتصر على ذكر جريانها إليها وهو أظهر في الامتنان، وقيل كان مسكنه اصطخر وكان عليه السلام يركب الريح منها فتجري بأمره إلى الشام.
وقيل: يحتمل أن تكون الأرض أعم من الشام، ووصفها بالبركة لأنها عليه السلام إذا حل أرضًا أمر بقتل كفارها وإثبات الايمان فيها وبث العدل ولا بركة أعظم من ذلك، ويبعد أن المتبادر كون تلك الأرض مباركًا فيها قبل الوصول إليها وما ذكر يقتضي أن تكون مباركًا فيها من بعد.
وأبعد جدًّا منذر بن سعيد بقوله إن الكلام قد تم عند قوله تعالى: {إِلَى الأرض} والتي باركنا فيها صفة للريح؛ وفي الآية تقديم وتأخير، والأصل ولسليمان الريح التي باركنا فيها عاصفة تجري بأمره بل لا يخفى أنه لا ينبغي أن يحمل كلام الله تعالى العزيز على مثل ذلك وكلام أدنى البلغاء يجل عنه، ثم الظاهر أن المراد بالريح هذا العنصر المعروف العام لجميع أصنافه المشهورة، وقيل: المراد بها الصبا.
وفي بعض الأخبار ما ظاهره ذلك، فعن مقاتل أنه قال نسجت لسليمان عليه السلام الشياطين بساطًا من ذهب وإبريسم فرسخًا في فرسخ ووضعت له منبرًا من ذهب يقعد عليه وحوله كراسي من ذهب يقعد عليها الأنبياء عليهم السلام وكراسي من فضة يقعد عليها العلماء وحولهم سائر الناس وحول الناس الجن والشياطين والطير تظله من الشمس وترفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح ومن الرواح إلى الصباح.
وما ذكر من أنه يحمل على البساط هو المشهور ولعل ذلك في بعض الأوقات وإلا فقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد أنه قال: كان لسليمان عليه السلام مركب من خشب وكان فيه ألف ركن في كل ركن ألف بيت يركب معه فيه الجن والإنس تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب فإذا ارتفع أتت الريح الرخاء فسارت به فساروا معه فلا يدري القوم إلا وقد أظلهم منه الجيوش والجنود، وقيل في وجه الجمع: إن البساط في المركب المذكور وليس بذاك.
وذكر عن الحسن أن إكرام الله تعالى لسليمان عليه السلام بتسخير الريح لما فعل بالخيل حين فاتته بسببها صلاة العصر وذلك أنه تركها لله تعالى فعوضه الله سبحانه خيرًا منها من حيث السرعة مع الراحة، ومن العجب أن أهل لندن قد اتعبوا أنفسهم منذ زمان بعمل سفينة تجري مرتفعة في الهواء إلى حيث شاؤا بواسطة أبخرة يحبسونها فيها اغترارًا بما ظهر منذ سنوات من عمر سفينة تجري الماء بواسطة آلات تحركها أبخرة فيها فلم يتم لها ذلك ولا أظنه يتم حسب إرادتهم على الوجه الأكمل، وأخبرني بعض المطلعين أنهم صنعوا سفينة تجري في الهواء لَكِن لا إلى حيث شاؤا بل إلى حيث ألقت رحلها {وَكُنَّا بِكُلّ شيء عالمين} فماأعطيناه ما أعطيناه إلا لما نعلمه من الحكمة.
{وَمِنَ الشياطين} أي وسحرنا له من الشياطين {مَن يَغُوصُونَ لَهُ} فمن في موضع نصب لسخرنا، وجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء وخبره ما قبله، وهي على الوجهين على ما استظهره أبو حيان موصولة وعلى ما اختاره جمع نكرة موصوفة، ووجه اختيار ذلك على الموصولية أنه لا عهد هنا، وكون الموصول قد يكون للعهد الذهني خلاف الظاهر، وجيء بضمير الجمع نظرًا للمعنى، وحسنه تقدم جمع قبله، والغوص الدخول تحت الماء وإخراج شيء منه، ولما كان الغائص قد يغوص لنفسه ولغيره قيل {لَهُ} للإيذان بأن الغوص ليس لأنفسهم بل لأجله عليه السلام.
وقد كان عليه السلام يأمرهم فيغوصون في البحار ويستخرجون له من نفائسه {وَيَعْمَلُونَ} له {عَمَلًا} كثيرًا {دُونِ ذَلِكَ} أي غير ما ذكر من بناء المدن والقصور واختراع الصنائع الغريبة لقوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن محاريب وتماثيل} [سبأ: 13] الآية، قيل: إن الحمام والنورة والطاحون والقوارير والصابون من أعمالهم، وذكر ذلك الإمام الرازي في التفسير، لَكِن في كون الصابون من أعمالهم خلافًا.
ففي التذكرة الصابون من الصناعة القديمة قيل وجد في كتب هرمس وأندوخيا وهو الأظهر.
وقيل: من صناعة بقراط وجالينوس انتهى؛ وقيل هو من صناعة الفارابي وأول ما صنعه في دمشق الشام ولا يصح ذلك، وما اشتهر أن أول من صنعه البوني فمن كذب العوام وخرافاتهم، ثم هؤلاء أما الفرقة الأولى أو غيرها لعموم كلمة {مِنْ} كأنه قيل: ومن يعملون، والشياطين أجسام لطيفة نارية عاقلة، وحصول القدرة على الأعمال الشاقة في الجسم اللطيف غير مستبعد فإن ذلك نطير قلع الهواء الأجسام الثقيلة، وقال الجبائي: إنه سبحانه كثف أجسامهم خاصة وقواهم وزاد في عظمهم ليكون ذلك معجزة لسليمان عليه السلام فلما توفي ردهم إلى خلقتهم الأولى لئلا يفضي أبقاؤهم إلى تلبيس المتنبي وهو كلام ساقط عن درجة القبول كما لا يخفى.
والظاهر أن المسخرين كانوا كفارًا لأن لفظ الشياطين أكثر إطلاقًا عليهم، وجاء التنصيص عليه في بعض الروايات ويؤيده قوله تعالى: {وَكُنَّا لَهُمْ حافظين} أي من أن يزيغوا عن أمره أو يفسدوا، وقال الزجاج: كان يحفظهم من أن يفسدوا ما عملوه بالنهار، وقيل حافظين لهم من أن يهيجوا أحدًا؛ والأنسب بالتذييل ما تقدم وذكر في حفظهم أنه وكل بهم جمعًا من الملائكة عليهم السلام وجمعًا من مؤمني الجن، هذا وفي قصتي داود وسليمان عليهما السلام ما يدل على عظم قدرة الله تعالى.
قال الإمام: وتسخير أكثف الأجسام لداود عليه السلام وهو الحجر إذ إنطقه الله تعالى بالتسبيح والحديد إذ ألانه سبحانه له وتسخير ألطف الأجسام لسليمان عليه السلام وهو الريح والشياطين وهم من نار وكانوا يغوصون في الماء فلا يضرهم دليل واضح على باهر قدرته سبحانه وإظهار الضد من الضد وإمكان إحياء العظم الرميم وجعل التراب اليابس حيوانًا فإذا أخبر الصادق بوقوعه وجب قبوله واعتقاده. اهـ.

.قال القاسمي:

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً} أي: سخرناها له: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} وهي بيت المقدس: {وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} أي: ما تقضيه الحكمة البالغة فيه. وهذا كقوله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [صّ: 36].
قال الزمخشري رحمه الله: فإن قلت: وصفت هذه الريح بالعصف تارة وبالرخاوة أخرى، فما التوفيق بينهما؟ قلت: كانت في نفسها رخية طيبة كالنسيم. فإذا مرت بكرسيّه أبعدت به في مدة يسيرة على ما قال: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} [سبأ: 12]، فكان جمعها بين الأمرين، أن تكون رخاء في نفسها، وعاصفة في عملها، مع طاعتها لسليمان، وهبوبها على حسب ما يريد ويحتكم، آية إلى آية، ومعجزة إلى معجزة.
قال في الانصتاف: وهذا كما ورد في وصف عصا موسى تارة بأنها جانّ وتارة بأنها ثعبان. والجانّ الرقيق من الحيات والثعبان العظيم الجافي منها. ووجه ذلك أنها جمعت الوصفين فكانت في خفتها وفي سرعة حركتها كالجانّ، وكانت في عظم خلقها كالثعبان، ففي كل واحد من الريح والعصا، على هذا التقرير، معجزتان. والله أعلم.
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} أي: في البحر لاستخراج نفائسه، تكميلًا لخزائنه وتزيينًا لقومه: {وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ} أي: غير ذلك كبناء المدن والقصور واختراع الصنائع العجيبة كما قال تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ} [سبأ: 13]، {وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} أي: مؤيدين ومعينين.
تنبيه:
الشياطين المذكورون، إما مردة الإنس وأشداؤُهم، وإما مردة الجن لظاهر اللفظ. وعليه قال الجبائيّ: كيف يتهيأ لهم هذه الأعمال وأجسامهم رقيقة لا يقدرون على عمل الثقيل؟ وإنما يمكنهم الوسوسة. وأجاب بأنه تعالى كثَّف أجسامهم خاصة وقواهم، وزاد في عظمهم ليكون ذلك معجزًا لسليمان عليه السلام. والله أعلم. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الريح} معطوف على معمول سَخَّرْنَا، في قوله: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجبال} [الأنبياء: 79] أي وسخرنا لسليمان الريح في حال كونها عاصفة. أي شديدة الهبوب. يقال عصفت الريح أي اشتدت، فهي ريح عاصف وعصوف، وفي لغة بني أسد أعصفت فهي معصف ومعصفة، وقد قدمنا بعض شواهده العربية في سورة الإسراء.
وقوله: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ} أي تطيعه وتجري إلى المحل الذي يأمرها به، وما ذكره في هذه الآية: من تسخير الريح لسليمان، وأنها تجري بأمره بينه في غير هذا الموضع وزاد بيان قدر سرعتها، وذلك في قوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الريح} [سبأ: 12]، وقوله: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36].
تنبيه:
اعلم أن في هذه الآيات التي ذكرنا سؤالين معروفين:
الأول أن يقال: إن الله وصف الريح المذكورة هنا في سورة الأنبياء بأنها عاصفة. أي شديدة الهبوب، ووصفها في سورة ص بأنها تجري بأمره رخاء. والعاصفة غير التي تجري رخاء.
والسؤال الثاني هو أنه هنا في سورة الأنبياء خص جريها به بكونه إلى الأرض التي بارك فيها للعالمين، وفي سورة ص قال: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ}، وقوله: {حَيْثُ أَصَابَ} أي حيث أراد. قاله مجاهد. وقال ابن الإعرابي: العرب تقول: أصله الصواب، وأخطأ الجواب: أي أراد الصواب وأخطأ الجواب. ومنه قول الشاعر:
أصاب الكلام فلم يستطع ** فأخطأ الجواب لدى المفصل

قاله القرطبي. وعن رؤبة: أن رجلين من أهل اللغة قصداه ليسألاه عن معنى أصاب. فخرج إليهما فقال: أين تصيبان؟ فقالا: هذه طلبتنا. ورجعا.
أما الجواب عن السؤال الأول فمن وجهين: الأول أنها عاصفة في بعض الأوقات، ولينة رخاء في بعضها بحسب الحاجة. كأن تعصف ويشتد هبوبها في أول الأمر حتى ترفع البساط الذي عليه سليمان وجنوده، فإذا ارتفع سارت به رخاء حيث أصاب.
الجواب الثاني هو ما ذكره الزمخشري قال: فإن قلت: وصفت هذه الريح بالعصف تارة وبالرخاء أخرى، فما التوفيق بينهما؟ قلت: كانت في نفسها رخية طيبة كالنسيم، فإذا مرت بكرسيه أبعدت به في مدة يسيرة، على ما قال: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}. فكان جمعها بين الأمرين: أن تكون رخاء في نفسها، وعاصفة في عملها مع طاعتها لسليمان، وهبوبها على حسب ما يريد يحتكم. اهـ محل الغرض منه.
وأما الجواب عن السؤال الثاني فهو أن قوله: {حَيْثُ أَصَابَ} يدل على أنها تجري بأمره حيث أراد من أقطار الأرض. وقوله: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا} لأن مسكنه فيها وهي الشام، فترده إلى الشام. وعليه فقوله: {حَيْثُ أَصَابَ} في حالة الذهاب. وقوله: {إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا} في حالة الإياب إلى محل السكنى. فانفكت الجهة فزال الإشكال. وقد قال نابغة ذبيان:
إلا سليمان إذ قال الإله له ** قم في البرية فاحددها عن الفند

وخيس الجن إني قد أذنت لهم ** يبنون تدمر بالصفاح والعمد

وتدمر: بلد بالشام. وذلك مما يدل على أن الشام هو محل سكناه كما هو معروف.
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ}.
الأظهر في قوله: {مَن يَغُوصُونَ} أنه في محل نصب عطفًا على معمول {سَخَّرْنَا} أي وسخرنا له من يغوصون له من الشياطين. وقيل: من مبتدأ، والجار والمجرور قبله خبره.
وقد ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه سخر لسليمان من يغوصون له من الشياطين. أي يغوصون له في البحار فيستخرجون له منها الجواهر النفيسة. كاللؤلؤ، والمرجان. والغوص: النزول تحت الماء. والغواص: الذي يغوص البحر ليستخرج منه اللؤلؤ ونحوه. ومنه قول نابغة ذبيان:

أو درة صدفية غواصها ** بهج متى يراها يهل ويسجد

وقد ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أيضًا. أن الشياطين المسخرين له يعملون له عملًا دون ذلك. أي سوى ذلك الغوص المذكور. أي كبناء المدائن والقصور، وعمل المحاريب والتماثيل، والجفان والقدور الراسيات، وغير ذلك من اختراع الصنائع العجيبة.
وقوله في هذه الآية الكريمة: {وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} أي من أن يزيغوا عن أمره، أو يبدلوا أو يغيروا، أو يوجد منم فساد فيما هم مسخرون فيه. وهذه المسائل الثلاث التي تضمنتها هذه الآية الكريمة جاءت مبينة في غير هذا الموضع. كقوله في الغوص والعمل سواء: {والشياطين كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} [ص: 37] الآية، وقوله في العمل غير الغوص: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كالجواب وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} [سبأ: 13]، وكقوله في حفظهم من أن يزيغوا عن أمره: {وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السعير} [سبأ: 12]، وقوله: {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصفاد} [ص: 38].
وصفة البساط، وصفة حمل الريح له، وصفة جنود سليمان من الجن والإنس والطير كل ذلك مذكور بكثرة في كتب التفسير، ونحن لم نطل به الكلام في هذا الكلام المبارك. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً}.
عطف على جملة {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن} [الأنبياء: 79] بمناسبة تسخيرٍ خارق للعادة في كلتا القصتين معجزة للنبئين عليهما السلام.