فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكِناهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ}.
قراءة زيد بن ثابت وأهل المدينة {وَحَرَامٌ} وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
وأهل الكوفة {وَحِرْمٌ} ورويت عن على وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم. وهما لغتان مثل حِلّ وحَلاَل.
وقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير {وَحَرِمَ} بفتح الحاء والميم وكسر الراء.
وعن ابن عباس أيضًا وعكرمة وأبي العالية {وَحَرُمَ} بضم الراء وفتح الحاء والميم.
وعن ابن عباس أيضًا {وَحَرَمَ} وعنه أيضًا {وَحَرَّمَ}، {وَحُرِّمَ}. وعن عكرمة أيضًا {وَحَرِمٌ}.
وعن قتادة ومطر الوراق {وَحَرْمٌ} تسع قراءات. وقرأ السُّلَمي {عَلَى قَرْيَةٍ اهْلَكْتُها}.
واختلف في لا في قوله: {لاَ يَرْجِعُونَ} فقيل: هي صلة؛ روي ذلك عن ابن عباس، واختاره أبو عبيد؛ أي وحرام على قرية أهلَكِناها أن يرجعوا بعد الهلاك.
وقيل: ليست بصلة، وإنما هي ثابتة، ويكون الحرام بمعنى الواجب؛ أي وجب على قرية؛ كما قالت الخنساء:
وَإِنَّ حَرامًا لاَ أَرَى الدَّهْرَ بَاكِيًا ** عَلَى شَجْوهِ إلاَّ بَكيتُ على صَخْر

تريد أخاها؛ فـ: لا ثابتة على هذا القول.
قال النحاس: والآية مشكلة ومن أحسن ما قيل فيها وأجلّه ما رواه ابن عيينة وابن عُلَيّة وهشيم وابن إدريس ومحمد بن فضيل وسليمان بن حيان ومعلّى عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكِناهَا} قال: وجب أنهم لا يرجعون؛ قال: لا يتوبون.
قال أبو جعفر: واشتقاق هذا بيّن في اللغة، وشرحه: أن معنى حُرّم الشيء حُظِر ومُنع منه، كما أن معنى أحل أبيح ولم يمنع منه، فإذا كان {حَرامٌ} و{حِرْمٌ} بمعنى واجب فمعناه أنه قد ضيق الخروج منه ومنع فقد دخل في باب المحظور بهذا؛ فأما قول أبي عبيد: إن لا زائدة فقد رده عليه جماعة؛ لأنها لا تزاد في مثل هذا الموضع، ولا فيما يقع فيه إشكال، ولو كانت زائدة لكان التأويل بعيدًا أيضًا؛ لأنه إن أراد وحرام على قرية أهلَكِناها أن يرجعوا إلى الدنيا فهذا ما لا فائدة فيه، وإن أراد التوبة فالتوبة لا تُحرّم.
وقيل: في الكلام إضمار أي وحرام على قرية حكمنا باستئصالها، أو بالختم على قلوبها أن يتقبل منهم عمل لأنهم لا يرجعون أي لا يتوبون؛ قاله الزجاج وأبو علي؛ ولا غير زائدة.
وهذا هو معنى قول ابن عباس رضي الله عنه.
قوله تعالى: {حتى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ ومأجُوجُ} تقدّم القول فيهم.
وفي الكلام حذف، أي حتى إذا فتح سد يأجوج وماجوج، مثل وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ.
{وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} قال ابن عباس: من كل شرف يُقبلون؛ أي لكثرتهم ينسلون من كل ناحية.
والحدب ما ارتفع من الأرض، والجمع الحِداب؛ مأخوذ من حدبة الظهر؛ قال عَنْتَرة:
فما رعِشت يداي ولا ازدهاني ** تَواتُرهم إلى من الحدَاب

وقيل: {يَنْسِلُونَ} يخرجون؛ ومنه قول امرئ القيس:
فَسُلِّي ثِيابِي من ثِيابِك تَنْسُلِ

وقيل: يسرعون؛ ومنه قول النابغة:
عَسَلاَن الذئبِ أَمْسَى قَارِبًا ** بَرَد الليلُ عليهِ فَنَسَلْ

يقال: عَسَل الذئبُ يَعسِل عَسَلًا وعَسَلانا إذا أعنق وأسرع.
وفي الحديث: «كَذبَ عليك العَسَلَ» أي عليك بسرعة المشي.
وقال الزجاج: والنَّسَلان مِشية الذئب إذا أسرع؛ يقال: نسل فلان في العدو يَنْسُل بالكسر والضم نَسْلا ونُسولًا ونَسَلانا؛ أي أسرع.
ثم قيل في الذين ينسلون من كل حدب: إنهم يأجوج وماجوج، وهو الأظهر؛ وهو قول ابن مسعود وابن عباس.
وقيل: جميع الخلق؛ فإنهم يحشرون إلى أرض الموقف، وهم يسرعون من كل صوب.
وقرئ في الشواذ وَهُمْ مِّن كُلِّ جَدَثٍ يَنسِلُونَ أخذا من قوله: {فَإِذَا هُم مِّنَ الأجداث إلى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ} [يس: 51].
وحكى هذه القراءة المهدوي عن ابن مسعود والثعلبي عن مجاهد وأبي الصهباء.
قوله تعالى: {واقترب الوعد الحق} يعني القيامة.
وقال الفراء والكسائي وغيرهما: الواو زائدة مقحمة؛ والمعنى: حتى إذا فتحت يأجوج وماجوج اقترب الوعد الحق {فَاقْتَرَبَ} جواب إذا.
وأنشد الفراء:
فَلَمَا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَيِّ وَانْتَحَى

أي انتحى، والواو زائدة؛ ومنه قوله تعالى: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ونَادَيْناهُ} أي للجبين ناديناه.
وأجاز الكسائي أن يكون جواب إذا {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كَفَرُواْ} [الأنبياء: 97] ويكون قوله: {واقترب الوعد الحق} معطوفًا على الفعل الذي هو شرط.
وقال البصريون: الجواب محذوف والتقدير: قالوا يا ويلنا؛ وهو قول الزجاج، وهو قول حسن.
قال الله تعالى: {والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الله زلفى} [الزمر: 3] المعنى: قالوا ما نعبدهم، وحذف القول كثير.
قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ} هي ضمير الأبصار، والأبصار المذكورة بعدها تفسير لها؛ كأنه قال: فإذا أبصار الذين كفروا شخصت عند مجيء الوعد.
وقال الشاعر:
لَعمرُ أبيها لا تقول ظَعِينتِي ** أَلاَ فَرَّ عني مالكُ بن أبِي كعب

فكنى عن الظعينة في أبيها ثم أظهرها.
وقال الفراء: هي عماد، مثل {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار} [الحج: 46].
وقيل: إن الكلام تم عند قوله: هي التقدير: فإذا هي؛ بمعنى القيامة بارزة واقعة؛ أي مِن قُربها كأنها آتية حاضرة، ثم ابتدأ فقال: {شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كَفَرُواْ} على تقديم الخبر على الابتداء؛ أي أبصار الذين كفروا شاخصة من هذا اليوم؛ أي من هوله لا تكاد تطرف؛ يقولون: يا ويلنا إنا كنا ظالمين بمعصيتنا، ووضعنا العبادة في غير موضعها. اهـ.

.قال أبو حيان:

وقرأ الجمهور {وحرام} وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وطلحة والأعمش وأبو حنيفة وأبو عمرو في رواية {وحِرْم} بكسر الحاء وسكون الراء.
وقرأ قتادة ومطر الوراق ومحبوب عن أبي عمرو بفتح الحاء وسكون الراء.
وقرأ عكرمة {وحُرِمٌ} بكسر الراء والتنوين.
وقرأ ابن عباس وعكرمة أيضًا وابن المسيب وقتادة أيضًا بكسر الراء وفتح الحاء والميم على المضي بخلاف عنهما، وأبو العالية وزيد بن على بضم الراء وفتح الحاء والميم على المضي.
وقرأ ابن عباس أيضًا بفتح الحاء والراء والميم على المضيّ.
وقرأ اليماني {وحُرِّمَ} بضم الحاء وكسر الراء مشددة وفتح الميم.
وقرأ الجمهور {أهلَكِناها} بنون العظمة.
وقرأ السلمي وقتادة بتاء المتكلم، واستعير الحرام للمتنع وجوده ومنه {إن الله حرمهما على الكافرين} ومعنى {أهلَكِناها} قدرنا إهلاكها على ما هي عليه من الكفر، فالإهلاك هنا إهلاك عن كفر و{لا} في {لا يرجعون} صلة وهو قول أبي عبيد كقولك: ما منعك أن لا تسجد، أي يرجعون إلى الإيمان والمعنى وممتنع على أهل قرية قدرنا عليهم إهلاكهم لكفرهم رجوعهم في الدنيا إلى الإيمان إلى أن تقوم القيامة، فحينئذ يرجعون ويقولون {يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا} وغيًا بما قرب من مجيء الساعة وهو فتح {يأجوج وماجوج} وقرئ {إنهم} بالكسر فيكون الكلام قد تم عند قوله: {أهلَكِناها} ويقدر محذوف تصير به {وحرام على قرية أهلَكِناها} جملة أي ذاك، وتكون إشارة إلى العمل الصالح المذكور في قسيم هؤلاء المهلكين، والمعنى {وحرام على} أهل {قرية} قدرنا إهلاكهم لكفرهم عمل صالح ينجون به من الإهلاك ثم أكد ذلك وعلله بأنهم {لا يرجعون} عن الكفر، فكيف لا يمتنع ذلك فالمحذوف مبتدأ والخبر {وحرام} وقدره بعضهم متقدمًا كأنه قال: والإقالة والتوبة حرام.
وقراءة الجمهور بالفتح تصح على هذا المعنى وتكون {لا} نافية على بابها والتقدير لأنهم لا يرجعون.
وقيل {أهلَكِناها} أي وقع إهلاكنا إياهم ويكون رجوعهم إلى الدنيا فيتوبون بل هم صائرون إلى العذاب.
وقيل: الإهلاك بالطبع على القلوب، والرجوع هو إلى التوبة والإيمان.
وقال الزجاج {وحرام على قرية أهلَكِناها} حكمنا بإهلاكها أن نتقبل أعمالهم لأنها {لا يرجعون} أي لا يتوبون، ودل على هذا المعنى قوله قبل {فلا كفران لسعيه} أي يتقبل عمله ثم ذكر هذا عقيبه وبين أن الكافر لا يتقبل عمله.
وقال أبو مسلم بن بحر {حرام} ممتنع و{أنهم لا يرجعون} انتقام الرجوع إلى الآخرة، وإذا امتنع الانتفاء وجب الرجوع فالمعنى أنه يجب رجوعهم إلى الحياة في الدار الآخرة ويكون الغرض إنكار قول من ينكر البعث، وتحقيق ما تقدم من أنه لا كفران لسعي أحد وأنه يجزى على ذلك يوم القيامة.
وقيل: الحرام يجيء بمعنى الواجب يدل عليه {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا} وترك الشرك واجب.
وقالت الخنساء:
حرام على أن لا أرى الدهر باكيا ** على شجوه إلاّ بكيت على صخر

وأيضًا فمن الاستعمال إطلاق الضمير على ضده، وعلى هذا فقال مجاهد والحسن {لا يرجعون} عن الشرك.
وقال قتادة ومقاتل إلى الدنيا.
قال ابن عطية: ويتجه في الآية معنى ضمنه وعيد بيّن وذلك أنه ذكر من عمل صالحًا وهو مؤمن ثم عاد إلى ذكر الكفرة الذين من كفرهم ومعتقدهم أنهم لا يحشرون إلى رب ولا يرجعون إلى معاد فهم يظنون بذلك أنه لا عقاب ينالهم، فجاءت الآية مكذبة لظن هؤلاء أي وممتنع على الكفرة المهلكين {أنهم لا يرجعون} بل هم راجعون إلى عقاب الله وأليم عذابه، فيكون لا على بابها والحرام على بابه. وكذلك الحرم فتأمله انتهى.
و{حتى} قال أبو البقاء متعلقة في المعنى بحرام أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت ولا عمل لها في {إذا}.
وقال الحوفي {حتى} غاية، والعمل فيها ما دل عليه المعنى من تأسفهم على ما فرطوا فيه من الطاعة حين فاتهم الاستدراك.
وقال الزمخشري: فإن قلت: بم تعلقت {حتى} واقعة غاية له وأية الثلاث هي؟ قلت: هي متعلقة بحرام، وهي غاية له لأن امتناع رجوعهم لا يزول حتى تقوم القيامة، وهي {حتى} التي تحكي الكلام، والكلام المحكي الجملة من الشرط والجزاء أعني إذا وما في حيزها انتهى.
وقال ابن عطية: هي متعلقة بقوله: {وتقطعوا} ويحتمل على بعض التأويلات المتقدمة أن تعلق بيرجعون، ويحتمل أن تكون حرف ابتداء وهو الأظهر بسبب {إذ} لأنها تقتضي جوابًا هو المقصود ذكره انتهى.
وكون {حتى} متعلقة فيه بعد من حيث ذكر الفصل لَكِنه من جهة المعنى جيد، وهو أنهم لا يزالون مختلفين غير مجتمعين على دين الحق إلى قرب مجيء الساعة، فإذا جاءت الساعة انقطع ذلك الاختلاف وعلم الجميع أن مولاهم الحق وأن الدين المنجي هو كان دين التوحيد.
وجواب {إذا} محذوف تقديره {قالوا يا ويلنا} قاله الزجاج وجماعة أو تقديره، فحينئذ يبعثون {فإذا هي شاخصة}.
أو مذكور وهو واقترب على زيادة الواو قاله بعضهم، وهو مذهب الكوفيين وهم يجيزون زيادة الواو والفاء في فإذا هي قاله الحوفي.
وقال الزمخشري: وإذا هي المفاجأة وهي تقع في المفاجآت سادة مسد الفاء لقوله تعالى: {إذا هم يقنطون} فإذا جاءت الفاء معها تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط، فيتأكد ولو قيل {إذا هي شاخصة} كان سديدًا.
وقال ابن عطية: والذي أقول أن الجواب في قوله: {فإذا هي شاخصة} وهذا هو المعنى الذي قصد ذكره لأنه رجوعهم الذي كانوا يكذبون به وحرّم عليهم امتناعه، وتقدم الخلاف في {فتحت} في الأنعام ووافق ابن عامر أبو جعفر وشيبة وكذا التي في الأنعام والقمر في تشديد التاء، والجمهور على التخفيف فيهن و{فتحت يأجوج} على حذف مضاف أي سد {يأجوج وماجوج} وتقدم الخلاف في قراءة {يأجوج وماجوج} والظاهر أن ضمير {وهم} عائد على {يأجوج وماجوج} أي يطلعون من كل ثنية ومرتفع ويعمون الأرض.
وقيل: الضمير للعالم ويدل عليه قراءة عبد الله وابن عباس {من كل جدث} بالثاء المثلثة وهو القبر.
وقرئ بالفاء الثاء للحجاز والفاء لتميم وهي بدل من الثاء كما أبدلوا الثاء منها قالوا وأصله مغفور.
وقرأ الجمهور {ينسلون} بكسر السين وابن أبي إسحاق وأبو السمال بضمها {واقترب الوعد الحق} أي الوعد بالبعث الحق الذي لا شك فيه {واقترب} قيل: أبلغ في القرب من قرب وضمير {هي} للقصة كأنه قيل: فإذا القصة والحادثة {أبصار الذين كفروا} {شاخصة} ويلزم أن تكون {شاخصة} الخبر و{أبصار} مبتدأ، ولا يجوز ارتفاع أبصار شاخصة لأنه يلزم أن تكون بعد ضمير الشأن، أو القصة جملة تفسر الضمير مصرح بجزأيها، ويجوز ذلك على مذهب الكوفيين.
وقال الزمخشري: {هي} ضمير مبهم توضحه الأبصار وتفسره كما فسر الذين ظلموا وأسروا انتهى.
ولم يذكر غير هذا الوجه وهو قول للفراء.
قال الفراء: {هي} ضمير الأبصار تقدمت لدلالة الكلام ومجيء ما يفسرها وأنشد على ذلك قول الشاعر:
فلا وأبيها لا تقول خليلتي ** إلاّ قرّ عني مالك بن أبي كعب

وذكر أيضًا الفراء أن {هي} عماد يصلح في موضعها هو وأنشد:
بثوب ودينار وشاة ودرهم ** فهل هو مرفوع بما هاهنا رأس

وهذا لا يتمشى إلا على أحد قولي الكسائي في إجازته تقديم الفصل مع الخبر على المبتدأ أجاز هو القائم زيد على أن زيد هو المبتدأ والقائم خبره، وهو عماد وأصل المسألة زيد هو القائم، ويقول: أصله هذه فإذا {أبصار الذين كفروا} هي {شاخصة} فشاخصة خبر عن {أبصار} وتقدم مع العماد، ويجيء على مذهب من يجيز العماد قبل خبره نكرة، وذكر الثعلبي وجهًا آخر وهو أن الكلام ثم عند قوله: {فإذا هي} أي بارزة واقعة يعني الساعة، ثم ابتدأ فقال: {شاخصة أبصار الذين كفروا} وهذا وجه متكلف متنافر التركيب.
وروى حذيفة لو أن رجلًا اقتنى فلوًّا بعد خروج يأجوج وماجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة يعني في مجيء الساعة إثر خروجهم.
{يا ويلنا} معمول لقول محذوف.
قال الزمخشري: تقديره يقولون وهو في موضع الحال من الذين كفروا وتقدم قول الزجاج أن هذا القول جواب {إذا} والشخوص إحداد النظر دون أن يطرف في غفلة من هذا انتهى.
أي مما وجدنا الآن وتبينا من الحقائق ثم أضربوا عن قولهم {قد كنا في غفلة} وأخبروا بما قد كانوا تعمدوه من الكفر والإعراض عن الإيمان فقالوا {بل كنا ظالمين}. اهـ.