فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القاسمي:

{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكِناهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} أي: وحرام على أهل قرية فسقوا عن أمر ربهم، فأهلكهم بذنوبهم، أن يرجعوا إلى أهلهم، كقوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكِنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ} [يّس: 31]، وقوله: {فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يّس: 50]، وزيادة لا هنا لتأكيد معنى النفي من حرام وهذا من أساليب التنزيل البديعة البالغة النهاية في الدقة. وسر الإخبار بعدم الرجوع مع وضوحه، هو الصدع بما يزعجهم ويؤسفهم ويلوّعهم من الهلاك المؤبد، وفوات أمنيتهم الكبرى، وهي حياتهم الدنيا. وجعل أبو مسلم هذه الآية من تتمة ما قبلها، ولا فيها على بابها. وهي مع حرام من قبيل نفي النفي. فيدل على الإثبات. والمعنى: وحرام على القرية المهلكة، عدم رجوعها إلى الآخرة. بل واجب رجوعها للجزاء. فيكون الغرض إبطال قول من ينكر البعث. وتحقيق ما تقدم أنه لا كفران لسعي أحدٍ. وأنه سبحانه سيحييه، وبعمله يجزيه. واللفظ الكريم يحتمله ويتضح فيه. إلا أن الأول لرعاية النظائر من الآي أولى. وأما ذكر سواهما، فلا يدل عليه السياق ولا النظير. وفيه ما يخل بالبلاغة من التعقيد وفوات سلاسة التعبير.
ثم أشار إلى تحقق نصر الرسل وغلبتهم، وكثرة أتباعهم حتى يحيطوا بأعدائهم من كل جانب، وينزلوا بهم ما تشخص لهم أبصارهم، يورثهم طول الندامة، بقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ ومأجُوجُ} علم لكل أمة كثيرة العدد مختلطة مِنْ أَجْنَاسٍ شتى: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} أي: من كل نشز من الأرض يسرعون، متجندين لقهر أعدائهم، تحت راية نبيهم أو أميره أو خليفته.
{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} أي: طلعت طلائع النصر والقهر، ودحر الباطل والكفر: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: لهول ما حل بساحتهم والدهشة منه، قائلين: {يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا} أي: لم نعلم أنه حق: {بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} أي لأنفسنا، بالإخلال بالنظر والإباء والعناد. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكِناهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)}.
جملة معترضة، والمراد بالقرية أهلها.
وهذا يعم كلّ قرية من قرى الكفر، كما قال تعالى: {وتلك القرى أهلَكِناهم لما ظلموا} [الكهف: 59].
والحرام: الشيء الممنوع، قال عنترة:
حَرُمت على وليتَها لم تحرُم

أي: مُنِعت أي مَنَعها أهلها.
أي ممنوع على قرية قدّرْنا إهلاكها أن لا يرجعوا، فـ: {حرام} خبر مقدم و{أنهم لا يرجعون} في قوة مصدر مبتدأ.
والخبر عن أنّ وصلتِها لا يكون إلاّ مقدّمًا، كما ذكره ابن الحاجب في أماليه في ذكر هذه الآية.
وفعل {أهلَكِناها} مستعمل في إرادة وقوع الفعل، أي أردنا إهلاكها.
والرجوع: العود إلى ما كان فيه المرء؛ فيحتمل أن المراد رجوعهم عن الكفر فيتعين أن تكون لا في قوله تعالى: {لا يرجعون} زائدة للتوكيد، لأن حرام في معنى النفي ولا نافية ونفي النفي إثبات، فيصير المعنى منع عدم رجوعهم إلى الإيمان، فيؤُول إلى أنهم راجعون إلى الإيمان.
وليس هذا بمراد فتعين أن المعنى: مَنْع على قرية قدرنا هلاكها أن يرجعوا عن ضلالهم لأنه قد سبق تقدير هلاكها.
وهذا إعلام بسنة الله تعالى في تصرفه في الأمم الخالية مقصود منه التعريض بتأييس فريق من المشركين من المصير إلى الإيمان وتهديدهم بالهلاك.
وهؤلاء هم الذين قدّر الله هلاكَهم يوم بدر بسيوف المؤمنين.
ويجوز أن يراد رجُوعهم إلى الآخرة بالبعث، وهو المناسب لتفريعه على قوله تعالى: {كل إلينا راجعون} [الأنبياء: 93] فتكون لا نافية.
والمعنى: ممنوع عَدَم رجوعهم إلى الآخرة الذي يزعمونه، أي دعواهم باطلة، أي فهم راجعون إلينا فمجازَوْن على كفرهم، فيكون إثباتًا للبعث بنفي ضده، وهو أبلغ من صريح الإثبات لأنه إثبات بطريق الملازمة فكأنه إثبات الشيء بحجة.
ويفيد تأكيدًا لقوله تعالى: {كل إلينا راجعون} [الأنبياء: 93].
وجملة {أهلَكِناها} إدماج للوعيد بعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وفعل {أهلَكِناها} مستعمل في أصل معناهـ. أي وقع إهلاكنا إياها.
والمعنى: ما من قرية أهلَكِناها فانقرضت من الدنيا إلا وهم راجعون إلينا بالبعث.
وقيل {حرام} اسم مشترك بين الممنوع والواجب، وأنشدوا قول الخنساء:
وإن حرامًا لا أرى الدهر باكيا ** على شجوه إلا بَكيتُ على صَخْر

وفي كتاب لسان العرب في حديث عمر: في الحرَام كفارة يمين: هو أن يقول الرجل: حرامُ الله لا أفعل، كما يقول: يمينُ الله لا أفعل، وهي لغة العُقيليين اهـ.
ورأيت في مجموعة أدبية عتيقة من كتب جامع الزيتونة عددها 4561: أن بني عُقيل يقولون حَرام الله لآتينك كما يقال يمين الله لآتينك اهـ.
وهو يشرح كلام لسان العرب بأن هذا اليمين لا يختص بالحلف على النفي كما في مثال لسان العرب.
فيتأتى على هذا وجه ثالث في تفسير قوله تعالى: {وحرام على قرية أهلَكِناها أنهم لا يرجعون} أي ويمين منا على قرية، فحرف علىَ داخل على المُسلطة عليه اليمين، كما تقول: عزمتُ عليك، وكما يقال: حلفت علىَ فلان أن لا ينطق.
وكقول الراعي:
إني حلفتُ علىَ يمين بَرّة ** لاَ أكتُم اليومَ الخليفةَ قيلا

وفتح همزة أن في اليمين أحد وجهين فيها في سياق القسم.
ومعنى {لا يرجعون} على هذا الوجه لا يرجعون إلى الإيمان لأن الله علم ذلك منهم فقدر إهلاكهم.
وقرأ الجمهور {وحَرام} بفتح الحاء وبألف بعد الراء.
وقرأه حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم {وحِرْم} بكسر الحاء وسكون الراء، وهو اسم بمعنى حرام.
والكلمة مكتوبة في المصحف بدون ألف ومروية في روايات القراء بوجهين، وحذف الألف المشبعة من الفتحة كثير في المصاحف.
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ ومأجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)}.
حتى ابتدائيةٌ.
والجملة بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب ولَكِن حَتّى تكسبه ارتباطًا بالكلام الذي قبله.
وظاهر كلام الزمخشري: أن معنى الغاية لا يفارق حتّى حين تكون للابتداء، ولذلك عُني هو ومن تبعه من المفسرين بتطلب المغيّا بها هاهنا فجعلها في الكشاف غاية لقوله: {وحرَام} فقال: حتّى متعلقة بـ {حَرام} وهي غاية له لأن امتناع رجوعهم لا يزول حتى تقوم القيامة اهـ.
أي: فهو من تعليق الحكم على أمر لا يقع كقوله تعالى: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} [الأعراف: 40]، ويتركب على كلامه الوجهان اللذان تقدما في معنى الرجوع من قوله تعالى: {أنهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95]، أي لا يرجعون عن كفرهم حتى ينقضي العالم، أو انتفاء رجوعهم إلينا في اعتقادهم يزول عند انقضاء الدنيا. فيكون المقصود الإخبار عن دوام كفرهم على كلا الوجهين.
وعلى هذا التفسير ففتح ياجوج وماجوج هو فتح السدّ الذي هو حائل بينهم وبين الانتشار في أنحاء الأرض بالفساد، وهو المذكور في قصة ذي القرنين في سورة الكهف.
وتوقيت وعد الساعة بخروج ياجوج وماجوج أن خروجهم أول علامات اقتراب القيامة.
وقد عدّه المفسرون من الأشراط الصغرى لقيام الساعة.
وفسّر اقتراب الوعد باقتراب القيامة، وسُمّيت وعدًا لأن البعث سمّاه الله وعدًا في قوله تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدًا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104].
وعلى هذا أيضًا جعلوا ضمير {وهم من كل حدب ينسلون} عائد إلى ياجوج وماجوج فالجملة حال من قوله: {ياجوج وماجوج}.
وبناء على هذا التفسير تكون هذه الآية وصفتْ انتشار ياجوج وماجوج وصفًا بديعًا قبل خروجهم بخمسة قرون فعددنا هذه الآية من معجزات القرآن العلمية والغيبية.
ولعل تخصيص هذا الحادث بالتوقيت دون غيره من علامات قرب الساعة قصد منه مع التوقيت إدماجُ الإنذار للعرب المخاطبين ليكون ذلك نُصب أعينهم تحذيرًا لذرياتهم من كوارث ظهور هذين الفريقين فقد كان زوال ملك العرب العتيد وتدهور حضارتهم وقوتهم على أيدي ياجوج وماجوج وهم المَغول والتتار كما بيّن ذلك الإنذارُ النبوي في ساعة من ساعات الوحي.
فقد روت زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فَزِعًا يقول: «لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرّ قد اقترب، فُتح اليوم من رَدْم ياجوج وماجوج هكذا» وحلّق بأصبعه الإبهام والتي تليها.
والاقتراب على هذا اقتراب نسبي على نسبة ما بقي من أجل الدنيا بما مضى منه كقوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشقّ القمر} [القمر: 1].
ويجوز أن يكون المراد بفتح ياجوج وماجوج تمثيلَ إخراج الأموات إلى الحَشر، فالفتح معنى الشق كقوله تعالى: {يوم تشقق الأرض عنهم سراعًا ذلك حشر علينا يسير} [ق: 44]، ويكون اسم ياجوج وماجوج تشبيهًا بليغًا.
وتخصيصهما بالذكر لشهرة كثرة عددهما عند العرب من خبر ذي القرنين.
ويدلّ لهذا حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله لآدم يوم القيامة أخرج بَعث النار، فيقول: يا رب، وما بعث النار؟ فيقول الله: من كل ألف تُسعمائة وتسعة وتسعون. قالوا: يا رسول الله وأيُّنا ذلك الواحد؟ قال: أبشروا، فإن منكم رجلًا ومن يأجوج وماجوج تسعمائة وتسعة وتسعي».
أو يكون اسم يأجوج وماجوج استعمل مثلًا للكثرة كما في قول ذي الرمة:
لوَ أنَ ياجوج وماجوجَ معًا ** وعادَ عادٌ واستجاشوا تُبّعا

أي: حتى إذا أخرجت الأموات كيَأجوج وماجوج على نحو قوله تعالى: {يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر} [القمر: 7]، فيكون تشبيهًا بليغًا من تشبيه المعقول بالمعقول.
ويؤيده قراءة ابن عباس وابن مسعود ومجاهد، جدث بجيم ومثلثة، أي من كل قبر في معنى قوله تعالى: {وإذا القبور بعثرت} [الانفطار: 4] فيكون ضميرا {وهم من كل حدب ينسلون} عائدَيْننِ إلى مفهوممٍ من المقام دلّت عليه قرينة الرجوع من قوله تعالى: {لا يرجعون} [الأنبياء: 95] أي أهلُ كل قرية أهلَكِناها.
والاقتراب، على هذا الوجه: القرب الشديد وهو المشارفة، أي اقترب الوعد الذي وُعده المشركون، وهو العذاب بأن رأوا النار والحساب.
وعلامة التأنيث في فعل {فُتحت} لتأويل ياجوج وماجوج بالأمة. ثم يقدر المضاف وهو سُدٌّ فيكتسب التأنيث من المضاف إليه.
وياجوج وماجوج هم قبيلتان من أمةٍ واحدة مثل طَسم وجديس.
وإسناد فعل {فتحت} إلى {ياجوج وماجوج} بتقدير مضاف، أي فُتح رَدْمهما أو سُدّهما.
وفعل الفتح قرينة على المفعول.
وقرأ الجمهور {فتحت} بتخفيف التاء الفوقية التي بعد الفاء.
وقرأ ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بتشديدها.
وتقدم الكلام على ياجوج وماجوج في سورة الكهف.
والحدب: النَشَز من الأرض، وهو ما ارتفع منها.
و{ينسِلون} يمشون النّسَلانَ بفتحتين وفعله من باب ضرب، وأصله: مشي الذئب.
والمراد: المشي السريع.
وإيثار التعبير به هنا من نكت القرآن الغيبية، لأن ياجوج وماجوج لما انتشروا في الأرض انتشروا كالذئاب جياعًا مفسدين.
هذا حاصل ما تفرق من كلام المفسرين وما فرضوه من الوجوه، وهي تدور حول محوَر التزام أنّ حتى الابتدائية تفيد أن ما بعدها غاية لما قبلها مع تقدير مفعول {فُتحت} بأنه سدّ ياجوج وماجوج.
ومع حمل ياجوج وماجوج على حقيقة مدلول الاسم، وذلك ما زج بهم في مضيق تعاصى عليهم فيه تبيين انتظام الكلام فألجئوا إلى تعيين المغيّا وإلى تعيين غاية مناسبة له ولهاته المحامل كما علمت مما سبق.
ولا أرى متابعتهم في الأمور الثلاثة.
فأما دلالة حتى الابتدائية على معنى الغاية، أي كون ما بعدها غاية لمضمون ما قبلها، فلا أراه لازمًا.
ولأمر ما فرق العرب بين استعمالها جارّة وعاطفة وبين استعمالها ابتدائية، أليس قد صرح النحاة بأن الابتدائية يكون الكلام بعدها جملة مستأنفة تصريحًا جرى مجرى الصواب على ألسنتهم فما رَعَوه حق رعايته فإن معنى الغاية في حتى الجارّة وهي الأصل في استعمال هذا الحرف ظاهر لأنها بمعنى إلى.
وفي حتّى العاطفة لأنها تفيد التشريك في الحكم وبين أن يكون المعطوف بها نهاية للمعطوف عليه في المعنى المراد.
فأما حتى الابتدائية فإن وجود معنى الغاية معها في مواقعها غير منضبط ولا مطرّد، ولما كان ما بعدها كلامًا مستقلًا تعيّن أن يكون وجودها بين الكلامين لمجرد الربط بين الكلامين فقد نقلت من معنى تنهية مدلول ما قبلها بما بعدها إلى الدلالة على تنهية المتكلم غرض كلامه بما يورده بعد حتى ولا يقصد تنهية مدلول ما قبل حتى بما عند حصول ما بعدها الذي هو المعنى الأصل للغاية.
وانظر إلى استعمال حتى في مواقع من معلقة لبيد.
وفي قوله تعالى: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} [البقرة: 214] فإن قول الرسول ليس غاية للزلزلة ولَكِنه ناشىء عنها، وقد مُثلت حالة الكافرين في ذلك الحين بأبلغ تمثيل وأشدّه وقعًا في نفس السامع، إذ جعلت مفرعة على فتح ياجوج وماجوج واقتراببِ الوعد الحقّ للإشارة إلى سرعة حصول تلك الحالة لهم ثم بتصدير الجملة بحرف المفاجأة والمجازاة الذي يفيد الحصول دَفعة بلا تدرّج ولا مهلة، ثم بالإتيان بضمير القصة ليحصل للسامع علم مجمل يفصله ما يفسِّر ضمير القصة فقال تعالى: {فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا} إلى آخره.
والشخوص: إحداد البصر دون تحرك كما يقع للمبهوت.
وجملة: {يا ويلنا} مقول قول محذوف كما هو ظاهر، أي يقولون حينئذ: يا ويلنا.
ودلت في على تمكن الغفلة منهم حتى كأنها محيطة بهم إحاطة الظرف بالمظروف، أي كانت لنا غفلة عظيمة، وهي غفلة الإعراض عن أدلة الجزاء والبعث.
و{يا ويلنا} دعاء على أنفسهم من شدة ما لحقهم.
و{بل} للإضراب الإبطالي، أي ما كنا في غفلة لأننا قد دُعينا وأُنذرنا وإنما كنا ظالمين أنفسنا بمكابرتنا وإعراضنا.
والمشار إليه بـ هذا هو مجموع تلك الأحوال من الحشر والحساب والجزاء. اهـ.