فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {إِن الذين سبقت لهم مِنّا الحسنى}.
سبب نزولها أنه لما نزلت {إِنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} شَقَّ ذلك على قريش، وقالوا: شتم آلهتنا، فجاء ابن الزّبعرى، فقال: ما لكم؟ قالوا: شتم آلهتنا، قال: وما قال؟ فأخبروه، فقال: ادعوه لي، فلما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا محمد، هذا شيء لآلهتنا خاصة، أو لكل من عُبد من دون الله؟ قال: «لا، بل لكل من عُبد من دون الله»، فقال ابن الزِّبعرى: خُصمْتَ وربِّ هذه البنية، ألستَ تزعم أن الملائكة عباد صالحون، وأن عيسى عبد صالح، وأن عزيرًا عبد صالح، فهذه بنو مليح يعبدون الملائكة، وهذه النصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرًا، فضج أهل مكة، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
وقال الحسين بن الفضل: إِنما أراد بقوله: {وما تعبدون} الأصنام دون غيرها.
لأنه لو أراد الملائكة والناس، لقال: ومَنْ، وقيل: أن بمعنى: إلا، فتقديره: إِلا الذين سبقت لهم مِنّا الحسنى، وهي قراءة ابن مسعود، وأبي نهيك، فإنهما قرءا: {إِلا الذين}.
وروي عن على بن أبي طالب أنه قرأ هذه الآية، فقال: أنا منهم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن.
وفي المراد بالحسنى قولان:
أحدهما: الجنة، قاله ابن عباس، وعكرمة.
والثاني: السعادة، قاله ابن زيد.
قوله تعالى: {أولئك عنها} أي: عن جهنم، وقد تقدم ذكرها {مُبْعَدُون} والبعد: طول المسافة، والحسيس: الصوت تسمعه من الشيء إِذا مَرَّ قريبًا منك.
قال ابن عباس: لا يسمع أهل الجنة حسيس أهل النار إِذا نزلوا منازلهم من الجنة.
قوله تعالى: {لا يَحْزُنُهُمُ الفزع الأكبر} وقرأ أبو رزين، وقتادة، وابن أبي عبلة، وابن محيصن، وأبو جعفر الشيزري عن الكسائي: {لا يُحْزِنُهُم} بضم الياء وكسر الزاي.
وفي {الفزع الأكبر} أربعة أقوال:
أحدها: أنه النفخة الآخرة، رواه العوفي عن ابن عباس؛ وبهذه النفخة يقوم الناس من قبورهم، ويدل على صحة هذا الوجه قوله تعالى: {وتتلقاهم الملائكة}.
والثاني: أنه إِطباق النار على أهلها، رواه سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وبه قال الضحاك.
والثالث: أنه ذبح الموت بين الجنة والنار، وهو مروي عن ابن عباس أيضًا، وبه قال ابن جريج.
والرابع: أنه حين يؤمر بالعبد إِلى النار، قاله الحسن البصري.
وفي مكان تلقّي الملائكة لهم قولان:
أحدهما: إِذا قاموا من قبورهم، قاله مقاتل.
والثاني: على أبواب الجنة، قاله ابن السائب.
قوله تعالى: {هذا يومُكم} فيه إِضمار: يقولون هذا يومكم {الذي كنتم توعدون} فيه الجنة.
قوله تعالى: {يوم نَطْوي السماء} وقرأ أبو العالية، وابن أبي عبلة، وأبو جعفر: {تُطْوى} بتاء مضمومة {السماء} بالرفع؛ وذلك بمحو رسومها، وتكدير نجومها، وتكوير شمسها، {كطيِّ السِّجِلِّ للكتاب} قرأ الجمهور: {السِّجِلِّ} بكسر السين والجيم وتشديد اللام.
وقرأ الحسن، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، ومحبوب عن أبي عمرو: {السِّجْلِ} بكسر السين وإِسكان الجيم خفيفة.
وقرأ أبو السماك كذلك، إِلا أنه فتح الجيم.
قوله تعالى: {للكتاب} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: {للكتاب}.
وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: {للكتب} على الجمع.
وفي السّجل أربعة أقوال:
أحدها: أنه مَلك، قاله على بن أبي طالب، وابن عمر، والسدي.
والثاني: أنه كاتِب كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس.
والثالث: أن السجل بمعنى: الرجل، روى أبو الجوزاء عن ابن عباس، قال: السجل: هو الرجل.
قال شيخنا أبو منصور اللغوي: وقد قيل: {السجل} بلغة الحبشة: الرجل.
والرابع: أنه الصحيفة.
رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والفراء، وابن قتيبة.
وقرأت على شيخنا أبي منصور، قال: قال أبو بكر، يعني ابن دريد: السجل: الكتاب، والله أعلم؛ ولا ألتفت إِلى قولهم: إِنه فارسي معرب، والمعنى: كما يُطوى السجل على ما فيه من كتاب.
و اللام بمعنى على.
وقال بعض العلماء: المراد بالكتاب: المكتوب، فلما كان المكتوب ينطوي بانطواء الصحيفة، جعل السجل كأنه يطوي الكتاب.
ثم استأنف، فقال تعالى: {كما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْق نُعيده} الخلق هاهنا مصدر، وليس بمعنى المخلوق.
وفي معنى الكلام أربعة أقوال:
أحدها: كما بدأناهم في بطون أُمَّهاتهم حفاةً عُراةً غُرلًا، كذلك نعيدهم يوم القيامة؛ روي عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يحشر الناس يوم القيامة عراةً حفاةً غرلًا كما خُلقوا، ثم قرأ: كما بدأنا أول خلق نعيده»؛ وإِلى هذا المعنى ذهب مجاهد.
والثاني: أن المعنى: إِنا نُهلك كل شيء كما كان أول مرة، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: أن السماء تمطر أربعين يوما كمني الرجال، فينبتون بالمطر في قبورهم، كما ينبتون في بطون أُمَّهاتهم، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والرابع: أن المعنى: قُدرتنا على الإِعادة كقُدرتنا على الابتداء، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {وَعْدًا} قال الزجاج: هو منصوب على المصدر، لأن قوله تعالى: {نعيده} بمعنى: وعدنا هذا وعدًا، {إِنّا كُنّا فاعلين} أي: قادرين على فعل ما نشاء.
وقال غيره: إِنا كنا فاعلين ما وَعَدْنا. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الحسنى} أي الجنة {أولئك عَنْهَا} أي عن النار {مُبْعَدُونَ} فمعنى الكلام الاستثناء؛ ولهذا قال بعض أهل العلم: أن هاهنا بمعنى إلا وليس في القرآن غيره.
وقال محمد بن حاطب: سمعت على بن أبي طالب رضي الله عنه يقرأ هذه الآية على المنبر {إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الحسنى} فقال سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إن عثمان منهم».
قوله تعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا} أي حسّ النار وحركة لهبها.
والحسيس والحسّ الحركة.
وروى ابن جريج عن عطاء قال: قال أبو راشد الحَروريّ لابن عباس: {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا} فقال ابن عباس أمجنون أنت؟ فأين قوله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} [مريم: 71] وقوله تعالى: {فَأَوْرَدَهُمُ النار} [هود: 98] وقوله: {إلى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم: 86].
ولقد كان من دعاء من مضى: اللهم أخرجني من النار سالمًا، وأدخلني الجنة فائزًا.
وقال أبو عثمان النهدي: على الصراط حيات تلسع أهل النار فيقولون: حَسّ حَسّ.
وقيل: إذا دخل أهل الجنة الجنة لم يسمعوا حسّ أهل النار وقبل ذلك يسمعون؛ فالله أعلم.
{وَهُمْ فِي مَا اشتهت أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ} أي دائمون وهم فيما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
وقال: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تشتهى أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}.
قوله تعالى: {لاَ يَحْزُنُهُمُ الفزع الأكبر} وقرأ أبو جعفر وابن محيصن «لاَ يُحْزِنُهُمْ» بضم الياء وكسر الزاي. الباقون بفتح الياء وضم الزاي.
قال اليزيدي: حزنه لغة قريش، وأحزنه لغة تميم، وقد قرئ بهما.
والفزع الأكبر أهوال يوم القيامة والبعث؛ عن ابن عباس.
وقال الحسن: هو وقت يؤمر بالعباد إلى النار.
وقال ابن جريج وسعيد بن جبير والضحاك: هو إذا أطبقت النار على أهلها، وذبح الموت بين الجنة والنار.
وقال ذو النون المصري: هو القطيعة والفراق.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يوم القيامة في كثيب من المسك الأذفر ولا يحزنهم الفزع الأكبر رجل أمَّ قوما محتسبًا وهم له راضون ورجل أذَّن لقوم محتسبًا ورجل ابتلي برق في الدنيا فلم يشغله عن طاعة ربه» وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: مررت برجل يضرب غلامًا له، فأشار إلى الغلام، فكلمت مولاه حتى عفا عنه؛ فلقيت أبا سعيد الخدري فأخبرته، فقال: يا ابن أخي! «من أغاث مكروبًا أعتقه الله من النار يوم الفزع الأكبر» سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{وَتَتَلَقَّاهُمُ الملائكة} أي تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يهنئونهم ويقولون لهم: {هذا يَوْمُكُمُ الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}.
وقيل: تستقبلهم ملائكة الرحمة عند خروجهم من القبور.
عن ابن عباس: {هذا يَوْمُكُمُ} أي ويقولون لهم؛ فحذف.
{الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} فيه الكرامة.
قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السماء}.
قرأ أبو جعفر بن القعقاع وشيبة بن نِصَاح والأعرج والزُّهري {تُطْوَىَ} بتاء مضمومة {السماء} رفعًا على ما لم يسم فاعله.
مجاهد {يَطوِي} على معنى يطوي الله السماء.
الباقون {نَطْوِي} بنون العظمة.
وانتصاب {يوم} على البدل من الهاء المحذوفة في الصلة؛ التقدير: الذي كنتم توعدونه يوم نطوي السماء.
أو يكون منصوبًا بـ: نعيد من قوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ}.
أو بقوله: {لا يحزنهم} أي لا يحزنهم الفزع الأكبر في اليوم الذي نطوي فيه السماء.
أو على إضمار واذكر، وأراد بالسماء الجنس؛ دليله: {والسماوات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67].
{كَطَىِّ السجل للكِتَاب} قال ابن عباس ومجاهد: أي كطي الصحيفة على ما فيها؛ فاللام بمعنى على.
وعن ابن عباس أيضًا: اسم كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بالقوي؛ لأن كُتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفون ليس هذا منهم، ولا في أصحابه من اسمه السِّجل.
وقال ابن عباس أيضًا وابن عمر والسدي: {السّجل} ملَك، وهو الذي يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه.
ويقال: إنه في السماء الثالثة، ترفع إليه أعمال العباد، يرفعها إليه الحفظة الموكلون بالخلق في كل خميس واثنين، وكان من أعوانه فيما ذكروا هاروت وماروت.
والسجل الصك، وهو اسم مشتق من السّجالة وهي الكتابة؛ وأصلها من السّجْل وهو الدّلو؛ تقول: ساجلت الرجل إذا نزعت دلوًا ونزع دلوًا، ثم استعيرت فسميت المكاتبة والمراجعة مساجلة. وقد سَجّل الحاكمُ تسجيلًا.
وقال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
مَنْ يُسَاجِلْني يُساجلْ ماجدًّا ** يَملأ الدَّلَو إلى عَقْدِ الكَرَب

ثم بنى هذا الاسم على فِعِلّ مثل حِمِرّ وطِمِرّ وبِلِيّ.
وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير {كَطَيِّ السُّجُلِّ} بضم السين والجيم وتشديد اللام.
وقرأ الأعمش وطلحة {كَطَيِّ السَّجْلِ} بفتح السين وإسكان الجيم وتخفيف اللام.
قال النحاس: والمعنى واحد إن شاء الله تعالى.
والتمام عند قوله: {لِلْكِتَابِ}.
والطَّي في هذه الآية يحتمل معنيين: أحدهما: الدَّرْج الذي هو ضد النّشر، قال الله تعالى: {والسماوات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67].
والثاني: الإخفاء والتعمية والمحو؛ لأن الله تعالى يمحو ويطمس رسومها ويكدر نجومها.
قال الله تعالى: {إِذَا الشمس كُوِّرَتْ وَإِذَا النجوم انكدرت} [التكوير: 1 2]، {وَإِذَا السماء كُشِطَتْ} [التكوير: 11].
{لِلْكِتَابِ} وتم الكلام.
وقراءة الأعمش وحفص وحمزة والكسائي ويحيى وخلف: {لِلْكُتُبِ} جمعًا ثم استأنف الكلام فقال: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} أي نحشرهم حفاة عراة غرلًا كما بُدئوا في البطون.
وروى النّسائي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يحشر الناس يوم القيامة عُراة غُرْلًا أوّل الخلق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ}».
أخرجه مسلم أيضًا عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال: «يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حُفاة عُراة غُرْلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ألا وإن أوّل الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام» وذكر الحديث.
وقد ذكرنا هذا الباب في كتاب التذكرة مستوفى.
وذكر سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال: يرسل الله عز وجل ماء من تحت العرش كمنيّ الرجال فتنبت منه لُحمانهم وجسمانهم كما تنبت الأرض بالثرى.
وقرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ}.
وقال ابن عباس: المعنى نهلك كل شيء ونفنيه كما كان أوّل مرة؛ وعلى هذا فالكلام متصل بقوله: {يَوْمَ نَطْوِي السماء} أي نطويها فنعيدها إلى الهلاك والفناء فلا تكون شيئًا.
وقيل: نفني السماء ثم نعيدها مرة أخرى بعد طيها وزوالها؛ كقوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48] والقول الأول أصح وهو نظير قوله: {وَلَّقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وقوله عز وجل: {وَعُرِضُواْ على رَبِّكَ صَفًَّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الكهف: 48].
{وَعْدًا} نصب على المصدر؛ أي وعدنا وعدًا {عَلَيْنَا} إنجازه والوفاء به أي من البعث والإعادة، ففي الكلام حذف.
ثم أكد ذلك بقوله جل ثناؤه: {إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} قال الزجاج: معنى {إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} إنا كنا قادرين على ما نشاء.
وقيل: {إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} أي ما وعدناكم وهو كما قال: {كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا} [المزمل: 18].
وقيل: كان للإخبار بما سبق من قضائه.
وقيل: صلة. اهـ.