فصل: فصل في معاني السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الحج:
التقوى: التباعد عن كل ما يكسب الإثم من فعل أو ترك، والزلزلة: الحركة الشديدة بحيث تزيل الأشياء من أماكنها، والذهول: الدهش الناشيء عن الهمّ والغم الكثير، والمرضعة: الأنثى حال الأرضاع، والمرضع ما من شأنها أن ترضع ولو لم ترضع حال وصفها به الريب: الشك، وأصل النطفة: الماء العذب ويراد بها هنا ماء الرجل، والعلقة: القطعة الجامدة من الدم، والمضغة: القطعة من اللحم بقدر ما يمضغ، والأجل المسمى: هو حين الوضع، والطفل: يكون للواحد والجمع، والأشد: القوة، وأرذل العمر: أدنؤه وأردؤه، هامدة: أي ميتة يابسة من قولهم همدت الأرض إذا يبست ودرست، وهمد الثوب: بلى، واهتزت: أي اهتز نباتها وتحرك، وربت: ازدادت وانتفخت لما يتداخلها من الماء والنبات، زوج: أي صنف، بهيج: أي حسن سارّ للناظرين، والحق: هو الثابت الذي يحق ثبوته.
الهدى: الاستدلال والنظر الصحيح الموصل إلى المعرفة، والكتاب المنير: الوحى المظهر للحق، ثانى عطفه: أي لاويا جانبه متكبرا مختالا، ونحوه تصعير الخد ولىّ الجيد.
والخزي: الهوان والذل، عذاب الحريق: أي عذاب النار التي تحرق داخليها..
على حرف: أي على طرف، خير: أي سعة في المال وكثرة في الولد، فتنة: أي بلاء ومحنة في نفسه أو أهله أو ماله، على وجهه: أي جهته ويراد بذلك أنه ارتد ورجع إلى الكفر، خسر الدنيا والآخرة: أي ضيّعهما، إذ فاته فيهما ما يسره، يدعو الأولى يراد بها يعبدو يدعو الثانية يراد بها يقول- والمولى: الناصر، والعشير: الصاحب والمعاشر.
بسبب: أي بحبل، إلى السماء: أي إلى سقف بيته، ليقطع: أي ليختنق، فلينظر: أي فليقدر في نفسه النظر، كيده: أي فعله، ما يغيظ: أي غيظه.
الذين هادوا: هم اليهود، والصابئين: قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القبلة ويقرءون الزبور، وفي كتاب الملل والنحل للشّهرستانى: إن الصابئة كانوا على عهد إبراهيم عليه السلام، ويقال لمقابليهم الحنفاء، وعمدة مذهبهم تعظيم النجوم ثوابتها وسياراتها، والمجوس- على ما قاله قتادة- قوم يعبدون الشمس والقمر والنيران، والذين أشركوا: هم عبّاد الأوثان، فالأديان ستة: خمسة للشيطان، وواحد للرحمن، يفصل:
أي يقضى بإظهار المحقّ من المبطل، شهيد: أي عالم بكل الأشياء ومراقب لها.
ألم تر: أي ألم تعلم، والسجود: لغة التطامن والتذلل، ثم أطلق على التذلل للّه وعبادته، وهو ضربان: سجود بالاختيار، وهو خاص بالإنسان وبه يستحق الثواب.
وسجود بالتسخير والانقياد لأرادته سبحانه، وهو دالّ على الذلة والافتقار إلى عظمته، جلّت قدرته، من في السماوات: هم الملائكة، ومن في الأرض: هم الإنس والجن، وحق، أي ثبت وتقرر.
خصمان: واحدهما خصم، وهو من له رأى غير رأيك في موضوع ما، وكل منهما يحاجّ صاحبه فيه، قطعت لهم: أي قدّرت، والحميم: الماء الذي بلغت حرارته أقصى الغاية، يصهر به: أي يذاب، ومقامع: واحدها مقمعة، وهي السوط، والغم: الحزن الشديد، والطيّب من القول: ما يقع في محاورة أهل الجنة بعضهم بعضا، وصراط الحميد:
أي الطريق المحمود في آداب المعاشرة والاجتماع.
المراد بالمسجد الحرام: مكة، وعبر به عنها لأنه المقصود المهم منها، العاكف: المقيم، والبادي: الطارئ القادم عليها، والإلحاد: العدول عن الاستقامة، بظلم: أي بغير حق.
يقال بوأه منزلا: أي أنزله فيه وأصل البيت مأوى الإنسان بالليل ثم أطلق على كل مأوى متخذ من حجر أو مدر أو صوف أو وبر، والمراد به هنا الكعبة، وقد بنيت عدة مرات في أوقات مختلفة، وأذن: أي ناد بالحج: أي بالدعوة إليه، رجالا:
أي مشاة، والضامر: البعير الهزيل الذي أتعبته كثرة الأسفار، ويطلق على الذكر والأنثى، والفج: الطريق، والعميق: البعيد، ويذكروا اسم اللّه: أي يحمدوه ويشكروه، والأيام المعلومات: هى أيام النحر وهي ثلاثة أيام يوم العيد ويومان بعده، والمراد ببهيمة الأنعام: الإبل والبقر والضأن، والبائس: الذي أصابه البؤس والشدة، وليقضوا: أي ليزيلوا، والتفث: الوسخ، ويراد به هنا قص الشعور وتقليم الأظفار، والنذور: ما ينذر من أعمال البر في الحج، والعتيق: القديم لأنه أول بيت وضع للناس.
ذلك: أي الأمر هكذا، ويقع للفصل بين كلامين أو بين وجهى كلام واحد كقوله تعالى: {هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَابٍ}، والحرمات: التكاليف الدينية من مناسك الحج وغيرها، وتعظيمها: العلم بوجوبها والعمل على موجب ذلك،
والزور: الكذب، وحنفاء واحدهم حنيف: وهو المائل عن كل دين زائغ إلى الدين الحق، وخر: سقط، والخطف: الاختلاس بسرعة، تهوى: أي تسقط، سحيق:
أي بعيد، والشعائر واحدها شعيرة: وهي العلامة والمراد بها البدن الهدايا، وتعظيمها أن تختار حسانا سمانا غالية الأثمان، والأجل المسمى: هو أن تنحر وتذبح، ومحلّها مكان نحرها، والمراد بالبيت العتيق: ما يليه ويقرب منه وهو الحرم.
المنسك بكسر السين وفتحها والنسك في الأصل: العبادة مطلقا، وشاع استعماله في أعمال الحج، والمراد به هنا الذبح وإراقة الدماء على وجه التقرب إليه تعالى، أسلموا:
أي انقادوا له، المخبتين: أي المتواضعين الخاشعين، من أخبت الرجل: إذا سار في الخبت وهو المطمئن من الأرض، وجلت: أي خافت.
البدن: واحدها بدنة، وهي الناقة أو البقرة التي تنحر بمكة، وتطلق على الذكر والأنثى، وشعائر اللّه: أعلام دينه التي شرعها لعباده، صوافّ: أي قائمات قد صفت أيديهن وأرجلهن، واحدها صافة، وجبت جنوبها: أي سقطت جنوبها على الأرض ويراد بذلك زهقت أرواحها وفقدت الحركة، القانع: أي الراضي بما عنده وبما يعطى من غير مسألة، قال لبيد:
فمنهم سعيد آخذ بنصيبه ** ومنهم شقىّ بالمعيشة قانع

والمعترّ: أي المتعرض للسؤال، المحسنين: أي المخلصين في كل ما يأتون وما يذرون في أمور دينهم.
أذن: أي رخّص، الصوامع: واحدها صومعة، وهي معبد الرهبان في الصحراء- الدير- والبيع: واحدها بيعة وهي معبد النصارى، والصلوات: واحدها صلاة معرّب صلوثا بالعبرية معبد اليهود، ومساجد: واحدها مسجد، وهو معبد المسلمين.
أمليت: أي أمهلت، أخذتهم: أي أهلكتهم، فكيف استفهام يراد به التعجب، والنكير والإنكار على الشيء: أن تفعل فعلا به يزجر المنكر عليه على ما فعل، خاوية: ساقطة، وعروشها: أي سقوفها، معطلة: أي عطلت من منافعها، مشيد: أي مبنى بالشيد، وهو الجصّ الجير.
الإنذار: التخويف، وأصل السعى: الإسراع في المشي، ثم استعمل في الإصلاح والإفساد، يقال سعى في أمر فلان: إذا أصلحه أو أفسده بسعيه فيه، معاجزين: أي مسابقين المؤمنين ومعارضين لهم، فكلما طلبوا إظهار الحق طلب هؤلاء إبطاله، وأصله من قولهم: عاجزه فأعجزه، إذا سابقه فسبقه.
الرسول: من جاء بشرع جديد، والنبي يشمل هذا ويشمل من جاء لتقرير شرع سابق كأنبياء بنى إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهما السلام، والتمني والأمنية: القراءة كما قال تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ} أي إلا قراءة، وقال حسان في عثمان حين قتل:
تمنى كتاب اللّه أول ليلة ** وآخرها لاقى حمام المقادر

وينسخ: أي يزيل ويبطل، يحكم: أي يجعلها محكمة مثبتة لا تقبل الرد بحال، فتنة: أي ابتلاء واختبارا، مرض: أي شك ونفاق، القاسية قلوبهم: هم الكفار المجاهرون بالكفر، شقاق بعيد: أي عداوة شديدة، فتخبت: أي تذل وتخضع، مرية: أي شك، بغتة: أي فجأة، الساعة: الموت، يوم عقيم: أي منفرد عن سائر الأيام لا مثيل له في شدته والمراد به الحرب الضروس، الملك: أي التصرف والسلطان، يحكم بينهم: أي يقضى بين فريقى الكافرين والمؤمنين، مهين: أي مذل جزاء استكبارهم عن الحق.
المنسك: الشريعة والمنهاج، ناسكوه: أي عاملون به، والهدى: الطريق الموصل إلى الحق، مستقيم: أي سوىّ لا عوج فيه.
سلطانا: أي حجة وبرهانا، نصير: أي ناصر ومعين، يسطون: أي يبطشون بهم من فرط الغيظ.
ضرب: أي جعل، والمثل والمثل: الشبه، لا يستنقذوه: أي لا يقدروا على استنقاذه، ما قدروا اللّه: أي ما عظّموه، عزيز: أي غالب على جميع الأشياء، يصطفى: أي يختار.
في اللّه: أي في سبيله، والجهاد كما قال الراغب: هو استفراغ الوسع في مجاهدة العدو، وهو ثلاثة أضرب:
ا مجاهدة العدو الظاهر كالكفار.
ب مجاهدة الشيطان.
ج مجاهدة النفس والهوى، وهذه أعظمها فقد أخرج البيهقي وغيره عن جابر قال: «قدم على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قوم غزاة فقال: قدمتم خير مقدم، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قيل وما الجهاد الأكبر؟ قال: مجاهدة العبد هواه».
والمراد بالجهاد هنا ما يشمل الأنواع الثلاثة، كما يؤيده ما روى عن الحسن أنه قرأ الآية وقال: إن الرجل ليجاهد في اللّه تعالى وما ضرب بسيف.
واجتباكم: أي اختاركم، حرج: أي ضيق بتكليفكم ما يشق عليكم، واعتصموا باللّه أي استعينوا به وتوكلوا عليه، مولاكم: أي ناصركم. اهـ. باختصار.

.قال أبو جعفر النحاس:

سورة الحج:
وهي مدنية.
قال أبو عمرو بن العلاء عن مجاهد سألت ابن عباس فقال سورة الحج نزلت بمكة سوى ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة في ستة نفر من قريش ثلاثة منهم مؤمنون وثلاثة كافرون فأما المؤمنون فهم حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم دعاهم للبراز عتبة وشيبه ابنا ربيعة والوليد بن عتبة فأنزل الله جل وعز ثلاث آيات مدنيات وهن قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} إلى تمام الآيات الثلاث من ذلك:
1- قوله جل وعز: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم}.
روى سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال هذا قبل يوم القيامة.
2- ثم قال جل وعز: {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت} أي تسلو عنه وتتركه وتحير لصعوبة ما هي فيه وبين الله جل وعز ذلك على لسان نبيه صلى الله عيه وسلم في أي موطن يكون هذا يوم القيامة حدثنا احمد بن عبد الخالق قال حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي قال حدثني أبي قال حدثنا عصام بن طليق عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت «كان النبي صلى الله عليه وسلم في حجري فقطرت دموعي على خده فاستيقظ صلى الله عليه وسلم فقلت ذكرت القيامة وهولها فهل تذكرون أهاليكم يا رسول الله فقال يا عائشة ثلاثة لا يذكر فيها أحد إلا نفسه: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل. وعند الصحف حتى يعلم ما في صحيفته. وعند الصراط حتى يجاوزه».
3- وقوله جل وعز: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} أي وترى الناس سكارى من العذاب والخوف وما هم بسكارى من الشراب وقرأ أبو هريرة وأبو زرعة بن عمرو بن جرير {وترى الناسَ} أي تظنهم لشدة ما هم فيه حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة وأبان عن أنس بن مالك قال نزلت {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله: {ولَكِن عذاب الله شديد} قال «نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ميسر له سعيد فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال أتدرون أي يوم هذا هذا يوم يقول الله عز وجل لآدم: يا آدم قم فابعث بعث أهل النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فكبر ذلك على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة وإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج وماجوج ومن هلك من كثرة الجن والإنس».
4- قال ابن جريج في قوله تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم} هو النضر بن الحارث وقال غيره {يجادل} يخاصم في الله بزعمه أن الله تعالى جل وعز غير قادر على إحياء من قد بلي وعاد ترابا بغير علم.
5- وقوله جل وعز: {ويتبع كل شيطان مريد} الآية أي ويتبع قوله ذلك وجداله {كل شيطان مريد كتب عليه} قال قتادة أي على الشيطان المريد الممتد في الشر المتجاوز فيه ومنه قوله تعالى: {قال إنه صرح ممرد من قوارير} قيل مطول وقيل مملس.
6- وقوله عز وجل: {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله} الآية قال مجاهد وقتادة أنه من تولى الشيطان أي تبعه قال أبو جعفر والمعنى قضي على الشيطان أنه يضل من أتبعه.
7- وقوله عز وجل: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث} الآية أي ان كنتم في شك من أنكم تبعثون فتدبروا في أول خلقكم وابتدائكم فإنكم لا تجدون فرقا بين الابتداء والإعادة.