فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال أبو الأسود:
كأنَّ مَصامَاتِ الأُسُودِ بِبَطْنِه ** مَرَاغٌ وآثارَ الملاعِيبِ مَلْعَبُ

وأنشد الأصمعي:
وَمَرْكَبٍ يَخْلِطُني بالرُّكْبَانْ ** يَقِي بِهِ اللهُ أذَاةَ الرُّجْلَانْ

ورُوِّينا عن ابن الإعرابي: رَجُل رَجْلَان، ورَجَل أي: رَاجِل.
وقراءة الكافة: {رِجَالًا} جَمْع رَاجِل أيضا، كصائِم وصِيام، وصَاحِب وصِحَاب.
ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق، ورويت عن أبي عمرو: {وَالْمُقِيمِي الصَّلاةَ}، بالنصب.
قال أبو الفتح: أراد {المقيمين}، فحذف النون تخفيفا، لا لِتُعَاقِبَها الإضافة، وشبه ذلك باللذين والذين في قوله:
فإنَّ الذِي حانَتْ بفلجٍ دماؤهُم هُمُ ** القومُ كلُّ القومِ يا أمَّ خالدِ

حذف النون من الذين تخفيفا لطول الاسم، فأما الإضافة فساقطة هنا، وعليه قول الأخطل:
أبَنِي كُلَيبٍ إنَّ عَمِّيَّ اللَّذا ** قَتَلا الملوكَ وفَكَّكَا الأغلالا

حذف نون اللذان لما ذكرنا، لَكِن الغريبَ من ذلك ما حكاه أبو زيد عن أبي السمال أو غيره أنه قرأ: {غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهَ}، بالنصب. فهذا يكاد يكون لحنا؛ لأنه ليست مع لام التعريف المشابهة للذي ونحوه، غير أنه شبه {معجزي} بالمعجزي، وسوغ له ذلك علمه بأن {معجزي} هذه لا تتعرف بإضافتها إلى اسم الله تعالى، كما لا يتعرف بها ما فيه الألف واللام، وهو {الْمُقِيمِي الصَّلاةَ} فكما جاز النصب في {الْمُقِيمِي الصَّلاةَ} كذلك شبه به {غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهَ}. ونحو: {الْمُقِيمِي الصَّلاةَ}.
بيت الكتاب:
الحافِظُو عَوْرَةَ العشِيرَةَ ** لَا يأْتِيهِمُ مِنْ وَرَائِهِمْ نَطَفُ

بنصب العورةَ على ما ذكرتُ لك. وقال آخر:
قَتَلْنَا ناجيًّا بقتِيلِ عَمْرِو ** وَخَيْرُ الطَّالِبي التِّرَةَ الغَشُومُ

ومثل قراءة من قرأ: {غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهَ}، بالنصب قول سويد:
ومَسَامِيحُ بِِمَا ضَنَّ بِهِ ** حَابِسُو الأنْفُسَ عنْ سُوءِ الطَّمَعْ

وقرأ بعض الإعراب: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}، بالنصب.
وأخبرنا أبو على عن أبي بكر عن أبي العباس، قال: سمعت عمارة يقرأ: {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارَ}، فقلت له: ما أردت؟ فقال: أردت: سابقٌ النهارَ، فقلت له: فهلا قلته. فقال: لو قلته لكان أوزن، يريد: أقوى وأقيس. وقد ذكرنا هذا ونحوه في كتابنا الخصائص وغيره من كتبنا.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وإبراهيم وأبي جعفر محمد بن علي والأعمش، واختلف عنهما، وعطاء بن أبي رباح والضحاك والكلبي: {صَوَافِنَ}.
وقرأ: {صَوَافِيَ} أبو موسى الأشعري والحسن وشفيق وزيد بن أسلم وسليمان التيمي، ورويت عن الأعرج.
قال أبو الفتح: هي {الصافنات} في قول الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَاد}، إلا أنها استعملت هنا في الإبل. والصافن: الرافع إحدى رجليه، واعتماده منها على سنبكها. قال عمرو بن كلثوم:
تَرَكْنَا الْخَيْلَ عاكِفَةً عَلَيْهِ ** مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَهَا صُفُونَا

و{صَوَافِيَ} أي: خوالص لوجهه وطاعته. وقال العجاج:
حتَّى إذا ما آضَ ذا أعرافِ ** كالْكَوْدَنِ المَشْدُودِ بالْوِكَافِ

قال الذِي عِنْدَكَ لِي صَوَافِي

ومن ذلك قراءة أبي رجاء: {القنِعَ}.
قال أبو الفتح: يريد {القانع}، وهي قراءة العامة، إلا أنه حذف الألف تخفيفا وهو يريدها وقد ذكرنا ذلك فيما مضى، وأنشدنا فيه قوله:
أصبحَ قَلْبِي صَرِدَا لا يشْتِهِي أنْ يَرِدَا ** إلا عِرَادًا عِرَادَا وصِلِّيَانًا بَرٍدَا

وَعَنْكَثًا مُلْتَبِدَا يريد عارِدًا وبارِدًا

ونحوه ما رويناه عن قطرب من قول الشاعر:
أَلَا لَا بارَكَ اللهُ في سُهَيْلِ ** إذا مَا اللهُ بارَكَ في الرِّجالِ

أراد: لا بارَكَ اللهُ، فحذف الألف تخفيفًا. وعليه قول الآخر:
مثل النَّقا لّبده ضرب الطَّلَلْ

يريد الطَّلال، كما قال القحيف العقيلي:
ديارُ الْحَيِّ تضرِبُها الطِّلالُ ** بِها أهلٌ مِنَ الخافي ومالُ

ومن ذلك قراءة أبي رجاء وعمرو بن عبيد: {والْمُعْترى} خفيفة، من اعترىت.
قال أبو الفتح: يقال: عَرَاهُ يَعْرُوهُ عَرْوًا فهو عَارٍ، والمفعول مَعْرُوّ. واعتراه يعتريه اعتراء فهو مُعتَرٍ. والمفعول مُعترًى. وعرَّه يَعَرُّه عرًّا فهو عَارٌّ. والمفعول معرور. واعتره يعترُّه اعترارًا فهو معتَرٌّ، والمفعول مُعْتَرٌّ أيضا. لفظ الفاعل والمفعول به سواء. وكله: أتاه وقصده. والقانع: السائل، والمعتر: المتعرض لك من غير مسألة. قال ابن أحمر:
ثُمّ تَعُرُّ الماء فِيمَنْ يَعُر

قال طرفة:
في جِفَانٍ تَعترى نَادِيَنَا ** وسَدِيف حِينَ هَاجَ الصِّنَّبِرْ

ومن ذلك قراءة الجحدري بخلاف: {وصُلُوتٌ} بضم الصاد واللام، وإسكان الواو، والتاء.
وروى عنه: {وصِلْواتٌ}. بكسر الصاد، وجزم اللام بعد الواو. بالتاء.
وقرأ: {وصُلُوتٌ} أبو العالية- بخلاف- والحجاج بن يوسف- بخلاف – والكلبي، وقرأ: {وصُلُوتٌ}، الحجاج. ورويت عن الجحدري، وقرأ: {وَصُلُوَتٌ} جعفر بن محمد، وقرأ: {وصُلُوتًا} مجاهد، وقرأ: {وصلَوَاتٌ} الجحدري والكلبي بخلاف، وقرأ: {وصِلْوِيتًا} عكرمة.
قال أبو الفتح: اعلم أن أقوى القراءات في هذا الحرف هو ما عليه العامة، وهو: {صَلَوَاتٌ}.
ويلي ذلك {صُلُواتٌ} و{صُلَوَات} و{صِلْوَاتٌ}. فأما بقية القراءات فيه فتحريف وتشبث باللغة السريانية واليهودية.
وذلك أن الصلاة عندنا من الواو، يدلك على ذلك ما كان رآه أبو على فيها، وذلك أنها من الصَّلَوَيْن وهما مكتنِفا ذنَب الفرس وغيره مما يجري مجرى ذلك، قال: واشتقاقه منه أن تحريك الصَّلَوَيْنِ أول ما يظهر من أفعال الصلاة، فأما الاستفتاح ونحوه من القراءة والقيام فأمر لا يظهر، ولا يخص ما ظهر منه الصلاة، لَكِن الركوع أول ما يظهر من أفعال المصلي. وقولهم أيضا في الجمع: صلواتٌ، قاطع بكون اللام واوا، وإنما ذكرنا وجه اشتقاقها من الصَّلَوَيْن. فصلوات جمع صلاة، كقنوات من قناة.
وأما {صُلُوَات} و{صُلَوَات} فجمع صُلْوَة، وإن كانت غير مستعملة. ونظيرها حُجْرَة وحُجُرَات وحُجَرَات. وأما {صِلْوَات} فكأنه جمع صِلْوَة كرِشْوَة ورِشْوَات، وهي أيضا مقدرة وغير مستعملة، كتقدير {صُلْوَة}. وقد تكون {صُلَوَات} بفتح اللام أيضا جمع صُلاة كطُلاة وطُلَيَات. وإنما بدأنا بقولنا إنها جمع صُلْوَة كحُجُرات جمع حُجْرَة، ولم تقدم ذكر صلاة المتقدرة ليقل تقدير ما لم يخرج إلى الاستعمال.
ومعنى {صَلَوات} هنا: المساجد، وهي على حذف المضاف، أي: مواضع {الصَّلَوَات}، ومنه قولهم: صلى المسجد، أي: أهله. وأذن المسجد، أي: مؤذنه. وقال:
نبِّئْتُ أنّ النارَ بَعْدَكَ أُوقِدَتْ ** وَاسْتَبَّ بَعْدَكَ يا كُلَيْبُ الْمَجْلِسُ

قال أبو حاتم: ضاقت صدورهم لما سمعوا {هُدِّمَتْ صَلَوَاتٌ}، فعدلوا إلى بقية القراءات، وقال الكلبي: {صُلُواتٌ}: مساجد اليهود، وقال الجحدري: {صُلُواتٌ}: مساجد النصارى. وعندنا من خارج باب الموصل بيوت يدفن فيها النصارى تعرف بالباصَلُوث، بثاء منقوطة بثلاث، وقال قطرب: صُلُوث بالثاء: بعض بيوت النصارى، قال: والصُّلُوثُ: الصوامع الصغار لم يسمع لها بواحد، قال: وقال ابن عباس: {صَلَوَات}: كنائس اليهود، وصوامع الرهبان، وبِيَع النصارى.
وقال أبو حاتم: قال الحسن: تهديمها: تعطيلها، وقول الله سبحانه: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}، ثم قال: {وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ}، فهذا يدل على أن المراد: لا تقربوا المسجد، فقال: {الصلاة}.
ومن ذلك قراءة الجحدري: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ}، ساكنة العين.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون ذلك على عَطَلَتْ أو أَعْطَلَتْ أو عَطِلَتْ فهي عَاطِل، وأَعْطَلْتُها فهي مُعْطَلة، فيكون منقولا من ثلاثي على فَعَلْتُ أو فَعِلْتُ، والفتح أولى بالعين فيه من الكسر؛ لأن عَطِلَ يقال للمرأة إذا عَطِلَتْ من الحَلْي، كما قال في ضِده: حَلِيَت فهي حالِيَة، وقالوا: امرأة عاطل بلا هاء، كأخواتها من طاهر وطامث.
ومن ذلك قراءة لاحق بن حميد: {فَلا يُنَزِعُنَّكَ}.
قال أبو الفتح: ظاهر هذا فلا يستخِفُّنَّك عن دينك إلى أديانهم، فيكون بصورة المنزوع عن شيء إلى غيره. ومنه قول الله: {وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}، ونحوه قول يونس في قول الله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}، ألا تراه كيف ذهب إلى تعليق ينزع في هذا الموضع؟ ولو كان بمنزلة نزع الرَّجُلِ الرِّجْلَ من الخف أو المسمار من الجذع ونحوه لما جاز تعليقه.
قال أبو علي: فإنما هو إذًا كقولك: لنميزنهم بالاعتقاد والعلم فنخصهم باستحقاق الذم بما يجب اعتقاده في مثلهم. هذا محصول ما كان يقوله أبو على فيه وإن لم يحضرني الآن صورة لفظه. فكذلك إذًا قوله: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هم نَاسِكُوهُ فَلا يَنْزِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ} أي: فاثبت على دينك ولا يمل بك هواك إلى اعتقاد دين غيرك.
وأما قراءة العامة: {فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} أي: فاثبت على يقينك في صحة دينك ولا تلتفت إلى فساد أقوالهم، حتى إذا رأوك كذلك أمسكوا عنك ولم ينازعوك، فلفظ النهي لهم ومعناه له، صلى الله عليه وسلم. ومثله قولهم: لا أرينك ههنا، ألا ترى أن معناه: لا تكن هنا فأراك؟ فالنهي في اللفظ لنفسه، ومحصول معناه للمخاطب. ومثله قول النابغة:
لا أَعْرَفًا رَبْرَبًا حُورًا مَدَامِعُها ** كأنَّ أبْكَارَها نِعَاجُ دُوَّار

أي لا تَدْن مني كذلك فأعرفها، وكلام للعرب كثير الانحرافات ولطيف المقاصد والجهات، وأعذب ما فيه تلفته وتثنيه. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الحج مكية إلا {هذان خصمان} إلى ثلاث آيات وقيل أربع وقيل مدنية قيل إلا {وما أرسلنا من قبلك} إلى {عقيم} وقال الجمهور منها مكي ومنها مدني وآيها سبعون وأربع شامي وخمس حمصي وست مدني وسبع مكي وثمان كوفي خلافها خمس {الجحيم} و{الخلود} كوفي {عاد وثمود} تركها شامي {وقوم لوط} حجازي وكوفي {سماكم المسلمين} مكي شبه الفاصلة أربعة {ثياب من نار} و{النار} {فأمليت للكافرين} {معجزين} وعكسه {ما يشاء} {من حديد} {تقوى القلوب}.
القراءات:
أمال {وترى الناس} وصلا السوسي بخلف عنه.
واختلف في {سكارى وما هم بسكارى} الآية 2 فحمزة والكسائي وخلف بفتح السين وإسكان الكاف مع حذف الألف والإمالة جمع سكران وهو مطرد لكل ذي عاهة في بدنه كمرضى أو عقله كحمقى وقيل جمع سكر كزمن وزمنى وافقهم الأعمش والباقون بضم السين وفتح الكاف مع الألف على وزن كسالى فهو جمع سكران أيضا وقيل اسم جمع وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وقللهما الأزرق وعن المطوعي إنه من تولاه فإنه بكسر الهمزة فيهما على إضمار قبل أو على أن كتب بمعنى قيل والجمهور بالفتح فيهما فالأولى في موضع نائب الفاعل والفاء جواب من إن جعلت شرطية أو الداخلة في حيز من إن كانت موصولة وفإنه على تقدير فشأنه إضلاله أو فله إضلاله وعن الحسن البعث بفتح العين لغة فيه كالجلب في الجلب.
وقرأ {ما نشاء إلى} بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ويمتنع جعلها كالواو كما مر.
وأمال {يتوفى} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.
وأمال {وترى الأرض} وصلا السوسي بخلفه.
واختلف في {وربت} الآية 5 هنا وحم السجدة فأبو جعفر بهمزة مفتوحة بعد الموحدة فيهما أي ارتفعت وأشرفت يقال فلأن يربأ بنفسه عن كذا أي يرتفع والباقون بحذف الهمزة فيهما أي زادت من ربا يربو ومد لا ريب فيه حمزة مدا متوسطا بخلف عنه وعن الحسن ثاني عطفه بفتح العين مصدر بمعنى التعطف.
وقرأ {ليضل} الآية 9 بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس أي ليضل هو في نفسه والباقون بضمها والمفعول محذوف أي ليضل غيره ومر بإبراهيم وسهل همزة اطمأن الأصبهاني كما سبق في الهمز المفرد وانفرد ابن مهران عن روح بإثبات ألف في خاسر على وزن فاعل اسم منصوب على الحال والآخرة بالجر عطفا على الدنيا المجرورة بالإضافة ولم يعرج عليها في الطيبة على طريقته وهي مروية عن الجحدري وغيره والجمهور بحذف الألف فعلا ماضيا ونصب الآخرة عطفا على الدنيا المنصوبة على المفعولية.
واختلف في {ثم ليقطع} الآية 15 و{ثم ليقضوا} الآية 29 فورش وأبو عمرو وابن عامر ورويس بكسر اللام فيهما على الأصل في لام الأمر فرقا بينهما وبين لام التأكيد وافقهم اليزيدي فيهما وقرأ قنبل كذلك في {ليقضوا} فقط جمعا بين اللغتين مع الأثر وافقه ابن محيصن من المفردة والباقون بالسكون للتخفيف وقرأ {الصابئين} بحذف الهمزة نافع وأبو جعفر وأمال والنصارى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وزاد الدوري عن الكسائي من طريق الضرير فأمال الألف بعد الصاد لأجل إمالة الألف الأخيرة كما مر فهي إمالة لإمالة وقرأ {هذان} بتشديد النون ابن كثير كما في النساء وعن الحسن يصهر بفتح الصاد وتشديد الهاء مبالغة والصهر الإذابة وسمى الصهر صهرا لامتزاجه بإصهاره.
واختلف في {ولؤلؤا} الآية 23 هنا وفاطر الآية 33 فنافع وعاصم وأبو جعفر بالنصب عطفا على محل {من أساور} أي يحلون أساور ولؤلؤا بتقدير فعل أي ويؤتون لؤلؤا وقرأ يعقوب كذلك هاهنا فقط والباقون بالجر فيهما عطفا على {أساور} وأبدل همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ولم يبدله ورش من طريقيه ويوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة الأولى وأما الثانية فأبدلها واوا ساكنة لسكونها بعد ضم على القياس وأبدلها واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع الأول وإذا وقف بالروم فيصير وجهين ويجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة وأما تسهيلها كالواو فهو المعضل وهشام بخلفه كذلك في الثانية وقرأ {صراط} بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة واختلف في: {سواء العاكف فيه} الآية 25 فحفص بنصب {سواء} على أنه مفعول ثان لجعل إن عدي لمفعولين أو على الحل من هاء {جعلناه} إن عدي لمفعول وعليهما فالعاكف مرفوع به على الفاعلية لأنه مصدر وصف به فهو في قوة اسم الفاعل المشتق تقديره جعلناه مستويا فيه العاكف والباد والباقون بالرفع على أنه خبر مقدم و{العاكف} والباد مبتدأ ووحد الخبر لكونه في الأصل مصدرا وصف به وأما {سواء محياهم} بالجاثية فيأتي في محله إن شاء الله تعالى وأثبت ياء والباد وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وفتح ياء الإضافة من {بيتي للطائفين} نافع وهشام وحفص وأبو جعفر وعن ابن محيصن من المفردة {وأذن في الناس} بتخفيف الذال فعل ماض وعن الحسن {بالحج} بكسر الحاء.